سيجدد المنتخبان الاميركي حامل اللقب ووصيفه الاسباني الموعد في مسابقة كرة السلة للرجال في الالعاب الاولمبية لكن هذه المرة في الدور نصف النهائي وذلك بفوز الاول على الارجنتين 105-78، والثاني على فرنسا 92-67 اليوم الاربعاء في ربع نهائي اولمبياد ريو.
وكان المنتخب الاميركي وقف حائلا بين نظيره الاسباني والذهبية الاولى له في مسابقة كرة السلة بعد ان تفوق عليه في نهائي 1984 ثم 2008 و2012، وبالتالي سيسعى بطل اوروبا الى تحقيق ثأره وبلوغ النهائي للمرة الثالثة على التوالي.
لكن المهمة لن تكون سهلة بالطبع امام رجال المدرب مايك كرشيشفسكي رغم غياب لاعبين كبار مثل ليبرون جيمس وستيفن كوري.
ولم يجد المنتخب الاميركي، الساعي الى ذهبيته الثالثة على التوالي والخامسة عشرة في تاريخه من اصل 18 مشاركة اولمبية، صعوبة تذكر في تخطي الارجنتين وتحقيق فوزه الـ41 على التوالي في البطولات وتحديدا منذ خسارته في الدور نصف النهائي لمونديال 2006 امام اليونان، وذلك رغم البداية الواعدة لابطال 2004.
وكانت مباراة اليوم الاخيرة لمانو جينوبيلي (39 عاما) مع المنتخب الارجنتيني الذي توج معه بلقب بطل الاميركيتين عامي 2001 و2011 وذهبية اتلانتا 2004 وبرونزية بكين 2008.
وودع جينوبيلي المنتخب بـ14 نقطة مع 7 تمريرات حاسمة في مباراة تألق خلالها كيفن دورانت من ناحية الاميركيين بتسجيله 27 نقطة مع 7 متابعات و6 تمريرات حاسمة واضاف بول جورج 17 نقطة مع 8 متابعات وديماركوس كازنس 15 نقطة وكايري ايرفينغ 11.

وكما كانت الحال في العديد من مباريات ريو 2016، كانت البداية صعبة على الاميركيين الذي اصطدموا بالارجنتين للمرة الرابعة على التوالي في الالعاب الاولمبية (فازوا عليها في مباراة المركز الثالث عام 2004 ثم في نصف نهائي 2008 والدور الاول ونصف نهائي 2012)، اذ وجدوا انفسهم متخلفين بفارق 10 نقاط 9-19 بعد 6 دقائق.
لكن حاملي اللقب استعادوا زمام المبادرة وسجلوا النقاط السبع التالية ما سمح لهم بتقليص الفارق الى 3 نقاط 16-19 ثم الى سلة 19-21 بفضل 13 نقطة من دورانت في اقل من 8 دقائق ثم ناب عنه كازنس الذي ادرك التعادل 21-21 برميتين حرتين ثم سجل سلة التقدم 23-21 ووسع الفارق بسلة استعراضية 25-21 انهى بها الربع الاول وبلاده في المقدمة.
وواصل كازنس مهرجانه بتسجيله سلة مع رمية حرة في بداية الربع الثالث موسعا الفارق الى 9 نقاط 30-21 ثم وصل الى 15 نقطة 32-21 قبل ان يسجل فاكوندو كامباتسو النقاط الاولى للارجنتين مقلصا الفارق الى 12 نقطة 24-36.
وكانت تلك بداية الانطلاقة بالنسبة لرجال المدرب كرشيشفسكي اذ وسعوا الفارق حتى 25 نقطة 54-29 اثر ثلاثية من كايري ايرفينغ لكن الارجنتين استفاقت بعض الشيء في الثواني الاخيرة وقلصته الى 16 نقطة 40-56 بعد 7 نقاط على التوالي عبر كامباتسو واندريس نوسيوني ونيكولاس لابروفيتولا.
ولم يتغير الوضع كثيرا في الربع الثالث اذ كان الفارق 21 نقطة مع انتصافه ثم 27 في اخر دقيقة ونصف قبل ان يستقر على 26 نقطة 87-61، وذلك كان كافيا للولايات المتحدة لكي تخوض الربع الاخير وهي مرتاحة على وضعها دون اي تهديد بامكانية عودة مانو جينوبيلي ورفاقه لان كل سلة منهم كانت تقابلها سلة من الجهة المقابلة حتى تجاوز حاملو اللقب النئة نقطة (102-78) للمباراة السادسة من اصل 7 في البطولة، متجاوزين انجاز اسلافهم في منتخب الاحلام الثاني خلال اولمبياد اتلانتا 1996.

وفي المواجهة الثانية، جدد المنتخب الاسباني وصيف البطل تفوقه على نظيره الفرنسي وحجز بطاقته بالفوز عليه بسهولة ايضا 92-67.
وكانت اسبانيا، تغلبت على فرنسا 66-59 في الدور ذاتها من نسخة لندن 2012 قبل ان يخسر امامه في ربع نهائي مونديال 2014.
لكن "لا روخا" ثأر لنفسه مجددا العام الماضي في بطولة اوروبا وخرج فائزا من نصف النهائي بعد التمديد في طريقه لاحراز اللقب على حساب ليتوانيا، ثم كرر تفوقه الاربعاء حارما توني باركر ورفاقه من بلوغ دور الاربعة للمرة الاولى منذ 2000 حين وصل الى النهائي وخسر امام الولايات المتحدة.
ولم يجد رجال المدرب الايطالي سيرجيو سكاريولو الذين كانوا قاب قوسين او ادنى من توديع المسابقة من الدور الاول بعد خسارته مباراتيه الاوليين، صعوبة في حسم اللقاء الذي تخلف في بدايته فقط قبل ان يستلم زمام المبادرة والتقدم حتى صافرة النهاية وقد وصل الفارق بينه وبين منتخب "الديوك" الى 18 نقطة 53-35 و55-37 قبل حوالي 6 دقائق على نهاية الربع الثالث ثم 22 نقطة 64-42 بعد سلة استعراضية من باو غاسول ورميتين حرتين لفيليبي رييس في اخر دقيقتين.
واستقر الفارق في نهاية الربع الثالث على 20 نقطة 69-49 فكان ذلك كافيا لاسبانيا لكي تخوض الربع الاخير باعصاب هادئة وتوسع الفارق الى 30 نقطة 81-51 بعد حوالي اربع دقائق قبل ان يستقر في نهاية المطاف على 25 نقطة 92-67.
وكان نيكولا ميروتيتش الافضل في صفوف اسبانيا بتسجيله 23 نقطة مع 5 متابعات واضاف ويلي هرنانغوميز 18 نقطة مع 6 متابعات، فيما كان توني باركر (34 عاما) الافضل في صفوف فرنسا بتسجيله 14 نقطة مع 4 تمريرات حاسمة في اخر مباراة لزميل جينوبيلي في سان انتونيو مع منتخب بلاده الذي تبقى افضل انجازاته معه فوزه بكأس اوروبا 2013.
وتحدث باركر عن المباراة قائلا: "يجب الاشادة باسبانيا لقد لعبوا بطريقة جيدة جدا وسددوا الكرة بشكل جيد"، مضيفا: "اتمنى لو لعبنا بشكل افضل لكن هذه هي الرياضة. انا فخور بما حققناه خلال الاعوام. عندما نأخذ الوقت الكافي لكي نراجع ما حققناه خلال الاعوام سنكون فخورين".