توجت في الدوري مع الهلال مرتين
يصفه الهلاليون بـ"المايسترو الأزرق" الذي عزف أحلى الألحان داخل المستطيل الأخضر.. ويضع عبدالله عطيف المهاجمين أمام المرمى ليهزوا شباك الخصم، كما يقطع الكرات بكل أناقة من الخصم ليقف الجميع تصفيقاً له.
عبدالله عطيف كانت له بصمة واضحة في مسيرة بطل الدوري هذا الموسم.. إذ ساهم في صناعة الهدف الثاني للسوري عمر خربين في مرمى النصر ليلة الخماسية الشهيرة والتاريخية أمس الأول، مساء تتويج الهلاليين باللقب.
عطيف تحدث بعد التتويج عن لقب الدوري الذي عاند الهلال خلال المواسم الخمسة وأشياء أخرى تكشف تفاصيل الأرقام القياسية للهلاليين هذا الموسم.
ـ نبارك لك تحقيق الدوري السعودي للمحترفين مع الهلال؟
الله يبارك فيك الحمد لله حققنا الدوري هذا الموسم بكل جدارة وحسمناه مبكراً قبل نهاية المسابقة بثلاث جولات، ونقدم هذا الإنجاز الذي تحقق لرئيس النادي وأعضاء الشرف والجهاز الفني والطبي وزملائي اللاعبين.
ـ كيف تصف شعورك بتحقيق الدوري؟
للأمانة الشعور والفرح بالنفس صعب يوصف كنت حريصاً أنا وزملائي اللاعبون على تحقيق هذه البطولة التي عاندت كثيراً الهلال في المواسم الماضية ودائماً كان الهلال قريباً من لقب الدوري لكن كنا نخسر اللقب في الأمتار الأخيرة لكن أخيراً الهلال أنصف بلقب هذا الموسم ولم يضيع تعبنا ولا تعب الإدارة بقيادة الأمير نواف بن سعد.
ـ تعتبر هذه البطولة لها طعم خاص لك كونها أول دوري مع الهلال؟
صحيح لها طعم ونكهة خاصة ساهمت مع زملائي اللاعبين في تحقيقها، بطولة انتظرناها خمسة مواسم، كنا قريبين في المواسم الماضية لكن لم نفلح في تحقيقها، الحمد لله هذه البطولة لها طعم خاص وحققناها برقم قياسي بكسر أعلى نقاط كانت للنصر لكن الحمد لله استطعت تحقيق الدوري مع الهلال ومع الأولمبي الأزرق دوري كأس الأمير فيصل بن فهد موسم 2014 وأنا أعتبرها البطولة الثانية لي مع الهلال على مستوى الدوري.
ـ تعبتم أنتم اللاعبون طوال الموسم من أجل تحقيق هذا الدوري؟
صحيح تعبنا وكانت لدينا العزيمة والإصرار من أجل تحقيق الدوري من أجل الهلال وجماهيره فهم يستحقون منا أن نحقق لهم جميع البطولات، جمهور ذواق وداعم لنا في كل المحافل ولا يرضى إلا بالمركز الأول.
ـ لكن تحقيق الدوري مع الفريق الأول يختلف عن الأولمبي؟
بالتأكيد يختلف فالإنجاز والاحتفال يكون لهما صيت أكثر على مستوى الإعلام والجماهير وأعضاء الشرف وحتى اللاعبين، وبالتالي تكون المنافسة الفنية أقوى بين الفرق في دوري المحترفين، الحمد لله حققت الدوري مع الهلال وإن شاء الله هذه البداية وأتمنى أن أحقق المزيد من البطولات مع الهلال.
ـ كيف شاهدت التتويج أمام الغريم التقليدي النصر والفوز بخماسية؟
الجميع يعلم أن الهلال استطاع حسم الدوري مبكراً ومع ذلك دخلنا المباراة من أجل تحقيق الفوز، خاصة أنك تلعب أمام النصر، ولله الحمد قدمنا مباراة جميلة ومن أجمل المباريات التي لعبتها هذا الموسم، دخلنا المباراة كلنا عزيمة وإصرار من أجل الفوز فلعبنا وسيطرنا، وكانت لدينا رغبة أقوى من شقيقنا النصر، هم ما قصروا قدموا المطلوب منهم، لكننا كنا الأفضل واستحققنا الفوز والنتيجة.
ـ الفوز على النصر بخماسية في تتويج الدوري.. ماذا يعني لكم؟
بالنسبة لنا كان هدفنا الأهم في المباراة هو تحقيق الفوز والنقاط الثلاث لعدة اعتبارات لكسر الرقم القياسي النقطي الذي حققه النصر قبل موسمين، وكان من الصعب علينا أن نخرج بتعادل أو خسارة أمام جماهيرنا التي حضرت منذ وقت مبكر لمشاركتنا الفرحة في تحقيق لقب الدوري، والخروج بأي نتيجة غير الفوز لن يكمل فرحتنا وستكون ناقصة، فكنا كلاعبين وجهاز فني وضعنا نصب أعيننا تحقيق الفوز وإهدائه لجماهيرنا الغالية ويكون هذا اليوم مرصعاً في تاريخ الهلال الحافل بالإنجازات.
ـ بكل أمانة هل توقعتم الفوز بخماسية على النصر؟
دائماً مباريات الديربي لا تخضع لأمور فنية أو مقاييس معينة، ولم نتوقع الفوز على النصر بخماسية توقعنا أن نكسبه لأن الطموح لدينا أقوى من النصر في المباراة، الحمد لله سيطرنا على أغلب مجريات المباراة فأحرزنا هدفاً مبكراً واستطاع النصر أن يعادل، فهذا التعادل كان له وقع على زملائي اللاعبين فحرصنا على مضاعفة الجهد من أجل السيطرة على المباراة وعدم ترك أي مساحات للنصر والحمدلله استطعنا هز الشباك مرتين وحرصنا على إنهاء المباراة مبكراً قبل نهاية الشوط الأول، وتمكنا من ذلك فدخل النصر الشوط الثاني وهو مستسلم فنياً واستطعنا من مضاعفة النتيجة.
ـ متى شعرت بأن الهلال سيحسم الدوري.. أقصد بعد أي مباراة؟
توقعت بعد مباراة الفتح، إذ حققنا الفوز في الرمق الأخير بعد أن أحرز ياسر القحطاني هدف البطولة، فالمباراة كانت صعبة وتحصلنا على العديد من الفرص المحققة للتسجيل لكن الحظ خذلنا، فإجراء المدرب دياز تغير بالزج بياسر القحطاني القائد الخبير والحمد لله جاء هدف الفوز عن طريقه فكان من الصعب على ذاك المستوى والفرص أن نخرج بالتعادل، فالحمد لله كان هدف ياسر له بصمة واضحة في تقريب اللقب من الهلال.
ـ ما أصعب مباراة كانت على الهلال في الدوري؟
بالنسبة لي أرى أن أصعب مباراة كانت أمام الاتفاق في الرياض خسرنا (1ـ2) وفزنا في الدمام بصعوبة (1ـ0).
ـ في بداية الدوري قاد الفريق مدربان.. ماتوساس وتمت إقالته وتم التعاقد مع دياز؟
هناك فرق كبير بينهما، فالجميع يعرف من هو دياز الذي له خبرته وتاريخه الكبير في عالم كرة القدم، خاصة في أمريكا الجنوبية وله اسم كبير في بلده الأرجنتين، فدياز إنجازاته كبيرة وتتكلم عنه، وليس تقليلاً من المدرب السابق ماتوساس، لكن الجميع لاحظ الفريق كيف كان مع دياز، إذ تغير إلى الأفضل، وللأمانة أنا استفدت كثيراً من دياز وكذلك بعض زملائي اللاعبين وتتطور مستواهم الفني، والحمد لله استطعت أيضاً أن أثبت نفسي في الخارطة الهلالية تحت إشراف مدرب قدير مثل دياز.
ـ لم يكن لديكم تخوف كلاعبين بعد القرار الذي اتخذته الإدارة بإقالة المدرب ماتوساس وأن هذا الأمر سوف يلقى بظلاله على الهلال ويبعده عن الدوري؟
بالعكس القرار كان مدروساً من قبل الإدارة، وكان الأمير نواف بن سعد حريصاً كل الحرص على الهلال والسير بخطى ثابتة نحو لقب الدوري، فرأى أن مصلحة الهلال توجب تغيير المدرب، وكان الأمير نواف قريباً منا وداعماً لنا من أجل إعادة الفريق إلى وضعه بعد إقالة ماتوساس، ونحن كلاعبين توقعنا أيضاً مع التعاقد مع دياز بأن الفريق سوف يزيد قوة والحمد لله طلعنا بصورة أفضل.
ـ كيف استطعت أن تفرض نفسك كلاعب أساسي مع الفريق؟
اللاعب في الهلال كلاعب أساسي من أصعب الأشياء في هذا النادي الكبير، وتعرف هي وجهة نظر لأي مدرب يختار اللاعبين الذين يجيدون تنفيذ طريقته الفنية في أرضية الملعب، كنت في بداية الموسم لاعباً احتياطياً مع ماتوساس، وفي بداية إشراف المدرب دياز أيضاً، لكن استطعت حجز مقعد في التشكيلة مع بداية الدور الثاني ونلت ثقة دياز.
ـ هل ما زال عطيف يملك المزيد من العطاءات الفنية لتقديمها للهلال.. فهناك لاعبون مع تحقيق البطولات يبدؤون في الاختفاء والغرور؟
الله يبعد عنا الغرور أنا ما زلت في بداية الطريق مع الهلال وأمامي الكثير، والهلال صعب أن تحجز فيه خانة.. فلابد أن تعمل وتجتهد وتثابر من أجل نيل ثقة المدرب والجماهير، فالموسم هذا استطعت كسب رضا المدرب وقدمت مستويات جيدة لكن يجب أن يدرك الجميع أني دائماً أحب أن أحاسب نفسي في كل فترة لكي أستفيد من بعض النقد وتوجيهات بعض المدربين وأحاول أن أطور من إمكاناتي الفنية، فبالتأكيد عندي سلبيات تحتاج إلى تصحيح.. وسأعمل على تجاوز ذلك خلال فترة الصيف وبإذن الله أكون الموسم المقبل أفضل من هذا الموسم.
ـ الهلال ما زالت لديه منافسات خلال الموسم الجاري كأس الملك ودوري أبطال آسيا؟
طموح الهلال لا يتوقف فهو فريق عاشق للذهب، ولديه جمهور لا يرضى بأي شيء وصدقني لو خرجنا من هذه البطولات سنجد عتباً من الجماهير قبل الإدارة وأعضاء الشرف، فالهلال ومحبوه يبحثون عن البطولات بشكل مستمر، فبحر الهلال لا ينضب من الذهب، وسنحتفل ببطولة الدوري وسنبدأ الإعداد لبطولة كأس الملك، ولدينا مباراة قوية مع التعاون وفي دوري أبطال آسيا تصدرنا وهدفنا الآن التأهل إلى دور الثمانية.
ـ لعبت في فريق لاعبوه لديهم خبرة عريضة وتاريخ عريق في الكرة السعودية مثل محمد الشلهوب وياسر القحطاني.. هل استفدت منهما فنياً؟
هما غنيان عن التعريف سطرا اسميهما بالذهب مع الهلال والمنتخب السعودي، فهما نجمان كبيران في الكرة الآسيوية وليس السعودية فحسب، فإنجازاتهما تفوق إنجاز اندية وأرقامهما تتكلم عنهما، فميزة الهلال يأتي نجم ويذهب نجم وهذه الميزة صعب أن تجدها في أي فريق، فنحن كلاعبين شباب استفدنا من وجودهما ومن خبرتهما الميدانية، يعطيهما العافية وللأمانة هذا الموسم صحيح لم يشاركا كثيراً لكن كانت بصمتهما واضحه في تحقيق الهلال الدوري، فقد شاركا في عدد من المباريات وقلبا أحداثها رأساً على عقب وساهما بشكل كبير في تحقيق الدوري.
ـ هل أنت مع استمرارهما؟
هذا الأمر بيد الشلهوب وياسر مع الإدارة، لكن نحن كلاعبين نتمنى استمرارهما فهما عامل إيجابي للفريق ودعامة قوية لنا، فالشلهوب لا أريد الحديث عنه كثيراً لأن أفعاله في الملعب هي التي تحكي واقع هذا النجم والجميع شاهد الشلهوب في مباراة كأس الملك أمام النصر ماذا قدم وماذا فعل، وفي مباراة الريان في دوري أبطال آسيا قادنا إلى الفوز في الرمق الأخير وكان نقطة التحول بفضل الله ثم بفضل خبرته.
الشلهوب من عينه اللاعبون إذا كان في أرضية الملعب تجده يعمل الفارق والحمد لله فهو من اللاعبين الذين لا يفرق معهم العمر فهو مثال يجب أن يتحذي به أي لاعب، وأنا من عشاقه وأصلاً مستحيل أن تجد شخصاً لا يحبه ولا يعشق أداءه.. كما هو حال ياسر القحطاني الذي سجل أغلى هدف للهلال أمام الفتح ودائماً لما يلعب يعطينا كلاعبين دفعة معنوية قوية.
ـ هل كنت تتمنى أن تلعب مع لاعبين معينين في الهلال؟
كنت أمني النفس باللعب مع الشلهوب والحمد لله تحقق ذلك وياسر القحطاني أيضاً من عشاقه والجميع شاهد إنجازاته مع المنتخب والهلال، وأيضاً سلمان الفرج، فرغم قرب السن بيننا لعبت معه في الأولمبي مباريات معدودة وكنت أتمنى أن ألعب معه أكثر وقت ممكن والحمد لله تحقق ذلك مع الفريق الأول.
ـ في الموسم الجاري كانت ردود الأفعال إيجابية من الجماهير نظير مشاركتك مع الهلال وبدأت بإطلاق الألقاب عليك؟
الحمد لله أني استطعت نيل ثقة ورضا الجمهور، وللأمانة الجماهير الهلالية لم تقصر معي بداية منذ إصابتي قبل موسمين فالجمهور كان يدعمني ولم أكن وقته مصدقاً هذه الوقفة الكبيرة منهم ودعمهم وتحفيزهم لي، مما جعلني أعود سريعاً وأحاول بذل كل ما في وسعي من أجل نيل ثقة المدرب أولاً وثانياً رضاهم، فلهم الكثير من الجميل علي ويجب أن أرد لهم هذا الجميل بالجهد والعمل في أرضية الملعب وهذا الأمر غير مستغرب منهم، وأتقدم بالشكر لكل كلمة يكتبونها عني سواء بالمدح أو بالنقد، فالألقاب سمعتها كثيراً من الجماهير لكن لقب المايسترو له وقع خاص داخلي ومن أجمل الألقاب التي أفخر بها.
ـ كيف ترى حظوظ المنتخب السعودي في التأهل إلى روسيا؟
المنتخب السعودي يسير في الطريق الصحيح، فقدمنا مستويات مميزة في التصفيات، وستكون مباراة أستراليا هي المحك الحقيقي، فالمنتخب الأسترالي منتخب قوي ومتطور لكن يجب علينا حسم بطاقة التأهل من أراضيهم، ونحن بإذن الله قادرون، والعزيمة والإصرار موجودان لدى لاعبي الأخضر من أجل تحقيق الفوز ونحقق حلم الكرة السعودية بالتأهل إلى المونديال، وبإذن الله يكون الأخضر أول المتأهلين من العرب إلى المونديال.
ـ كلمة أخيرة؟
أتقدم بالشكر لجنود مجهولة كانت خلف هذا الإنجاز تحملوا الكثير من الانتقادات وهم الإدارة الهلالية بقيادة الأمير نواف بن سعد الذي يعمل بصمت وهو قريب منا كلاعبين وحريص على خدمة الهلال وكذلك الجهاز الإداري وعلى رأسهم الخلوق فهد المفرج الذي يجب أن ينصف فدائماً الفوز ينسب إلى الجميع أو أشخاص معينين لكن الخسارة نجد الجميع يلوم هذا الرجل وهم لا يدركون حجم العمل الذي يبذله من أجل الهلال ومن أجل توفير جميع الأجواء المناسبة للاعبين.