|


فتحي الجبال.. 20 عاماً بين الرياض والقصيم والأحساء

الرياض – عبدالرحمن عابد 2018.04.21 | 01:39 am

مكالمة هاتفية واحدة، نقلت فتحي الجبال إلى مدينة جدة السعودية، قبيل مغادرته مطار دبي الدولي باتجاه جزيرة قرقنة التونسية، لرؤية عائلته وأصدقائه خلال العطلة السنوية، إذ طلب ماجد النفيعي رئيس الأهلي الجديد، من المدرب التونسي تدريب الفريق في مباراتي دور الـ16 من دوري أبطال آسيا 2018، أمام السد القطري بعد إقالة المدرب الأوكراني سيرجي ريبروف.



شهدت قرية العطايا بجزيرة قرقنة، ولادة فتحي الجبال مطلع عام 1963، وتسمح الجزيرة التونسية بامتلاك "قطعة بحرية"، حيث يبيع الناس ويؤجرون البحر ضمن مزادات علنية، مثلما يحدث في البر، بينما يعمل سكان المنطقة في الصيد والزراعة وحقول الغاز، وتعتبر موسيقى "طبال قرقنة" وأكلة "الكسكس بالأخطبوط" جزئين رئيسيين من هوية الأرخبيل.



بدأ فتحي مسيرته الكروية حينما كان ابن الثانية عشرة مع فريق المحيط القرقني، واستمر يدافع عن ألوانه الزرقاء والبيضاء حتى نهاية المرحلة الثانوية، وفي عام 1988 غادر الجبال الجزيرة نحو مدينة صفاقس، والتي تبعد ساعة عبر القارب، وذلك لنيل شهادة جامعية متخصصة في شؤون كرة القدم، وبعد 4 أعوام أصبح الجبال مدرباً لشباب محيط قرقنة.



تلقى الجبال مكالمة هاتفية من مواطنه حسن مالوش منتصف عام 1999، من أجل مساعدته في تدريب نادي سدوس السعودي، ولم يكن يعلم الجبال آنذاك أن موافقته على الوظيفة الجديدة ستكون آخر عهده بجزيرة قرقنة ذات الطبيعة الخلابة، حيث مكث بعدها في السعودية لمدة 20 عاماً وحتى هذه اللحظة، متنقلا بين الرياض والقصيم والأحساء.



شرع فتحي الجبال في ترتيب حقائبه، حتى يعود إلى تونس بعد انتهاء عقده مع نادي نجران عام 2007، بيد أن رئيس الفتح الراحل إبراهيم العفالق، طلب التعاقد مع الرجل التونسي والذي أوصل الفريق عام 2009 إلى دوري زين الممتاز، ليمثل قطباً شرقياً ثالثاً بجانب الاتفاق والقادسية، ما جعل أهل الأحساء يتغنون به ويؤازرونه في كل عطلة أسبوعية مطلقين عليه لقبي النموذجي وأبناء النخيل.



حينما شعر المدرب التونسي بالخطر خلال موسم 2013 التاريخي، أطلق الجبال تصريحاً تخديرياً بقوله: "فريقي نَفَسُه قصير، وأرشح الهلال لنيل الدوري"، ولكن الفتح فعلها وفاز بكأسي الدوري والسوبر، بفضل مجهودات حمدان الحمدان وأحمد بوعبيد وعبد العزيز بوشقراء وحسين المقهوي وبدر النخلي ومبارك الأسمري وربيع السفياني ومحمد الفهيد وعبد الله العويشير والأردني أبو هشهش والسنغالي سيسكو والكونجولي سالومو والبرازيلي إيلتون.



يقول فتحي الجبال في حديث خاص لـ"الرياضية": "طموحي الرياضي لا حدود له، ودائماً أرغب في الفوز والانتصار وبلوغ أعلى المراتب مهما كانت المصاعب". وحول استمراره مع الفريق الجداوي بعد نهاية عقده في يونيو المقبل، أجاب صاحب الـ55 عاماً: "لا أحد يعلم ما يخبئ المستقبل، وأنا الآن في مهمة آمل النجاح بها".