|


تبني الاستراتيجيات والاستعانة بالقدامى والمواهب.. طريق العودة للتألق

الأجانب ضيّعوا النصر

أدار الندوة: حواس العايد 2018.05.20 | 04:53 am





أنهى فريق النصر الأول لكرة القدم الموسم الرياضي المنقضي، دون أن يعتلي أي منصة تتويج، وبجملة من المشكلات والأزمات التي وقفت عائقًا أمام الفريق في سباقه لاستعادة لقب الدوري الذي انفرط عقده منذ ثلاثة مواسم، فالمركز الثالث وتأهله إلى دوري أبطال آسيا لم يرضِ عشاق العالمي، بعد أن ظهر الفريق بشكل فني باهت.

"الرياضية" فتحت في ندوتها عددًا من الملفات النصراوية مع مضحي الدوسري وأحمد بن نصيب وفيصل سيف، نجوم الفريق الأول السابقين، الذين شخصوا بعض العلل، واقترحوا عددًا من المعالجات التي يمكن أن تعيد الفريق إلى منصات التتويج، من أهمها: الاستقرار الإداري، ومعالجة ملفات اللاعبين الأجانب، وتصعيد الواعدين من الفئات السنية.





أبرز مشكلات النصر 



مضحي: أعتقد أن أبرز مشكلات النصر حاليًا هي عدم الاعتماد على شباب النادي، فبعد أن حقق بطولاته الثلاثة في موسمي "2014ـ2015"، "2015ـ2016"، كان من المفترض تطعيم الفريق الأول بعناصر شابة من الفئات السنية؛ لتشكل إضافة للفريق الذي فقد لاعبوه الحماس والاندفاع، وهذا الأمر سيؤتي ثماره لاعبون جيدون من صلب النادي ولديهم الغيرة والحماس من أجل الشعار.



أحمد: ربما أحد أسباب تراجع النصر عدم توفيق الفريق في جلب لاعبين أجانب على مستوى عال، إلى جانب عدم الاستقرار الفني والإداري، لكن من المهم حل مشاكل جميع اللاعبين الحالية، ومن ثم التفكير في الاستغناء عن بعض العناصر لكن برؤية. 

وعلى اللاعبين الذين يشعرون بعدم قدرتهم على تقديم المزيد المبادرة بالاعتذار عن الاستمرار، وهذا حدث مع لاعبين كثيرين سابقًا، ومن المهم أيضًا تطعيم الفريق بعناصر شبابية، كما يجب إشراك رابطة قدامى لاعبي النصر في صناعة القرار والاستماع لهم لو مرة شهريًا.



فيصل: الوصول إلى القمة سهل، لكن المحافظة عليها صعب، وأي فريق يطمح للمزيد من الإنجازات أن يتبنى استراتيجيات زمنية طويلة وقصيرة، ويحدد فيها أهدافه. 

كما أن عدم الصبر على الأجهزة الفنية وإعطائها فرصة العمل الكافية من أهم المشكلات، فكيف يتم الاستعانة على سبيل المثال بالكولومبي هيجيتا مدرب الحراس لتدريب الفريق الأول. 

كذلك يجب الاستعانة بمستشارين من أبناء النادي، واليوم هناك رابطة لقدامى اللاعبين الموجودين في الساحة والمطلعين على شؤون النادي والوسط الرياضي. 





عودة كارينيو للتدريب



مضحي: أعتقد أن عودة الأوروجوياني لتدريب الفريق مناسبة نوعًا ما، لكن الحمل الأكبر يقع على عاتق اللاعبين، فمتى ما أرادوا استعادة مستوياتهم المعهودة، فسيشاهد الجميع النصر الحقيقي سواء بكارينيو أو غيره.



أحمد: أعدّه أفضل مدرب مر على النصر في الفترة الأخيرة، فترته الأولى كان الفريق مكتملاً ويضم نجومًا سواء محليين أو أجانب، وكانت هناك سياسة ثابتة ومنهجية واضحة للفريق، بعكس الحاصل الآن مع تغير اللاعبين، فكل شيء في النادي اختلف، وعودة كارينيو قد تكون أحد الحلول لنهضة الفريق فنيًا، ولكنه ليس الحل النهائي.



فيصل: الكل يعلم أن عودة كارينيو كانت بسبب البطولة التي حققها في 2014 بعد غياب طويل عن منصات التتويج، ولو عدنا بالذاكرة للخلف قليلاً، فعند حضوره منتصف موسم 2013 لم يقدم المستويات المأمولة منه، لدرجة أن بعضهم طالب بإلغاء عقده، لكن استمراره وتجديد الثقة فيه وإتاحة الفرصة له كاملة أظهر إمكاناته الكبيرة في 2014، وهذا يوضح أهمية الاستقرار كأحد أهم عوامل النجاح.

ونلاحظ أن كارينيو لم يقدم نتائج مميزة مع الفرق التي دربها بعد خروجه من النصر، وهذا ربما ناتج عن عدم توفر البيئة المناسبة للنجاح عكس ما وجده في النصر.



تغيير الأجانب 



مضحي: أتساءل من الذي طلب تغيير اللاعبين الأجانب السابقين في الفترة الشتوية.. المؤشرات تقول إن الجهاز الفني الجديد لم يكن لديه معلومات عن اللاعبين الأجانب وكان الوقت ضيقًا، لذلك أعتقد أن الأمور كانت اجتهادات إدارية فردية لم يحالفها التوفيق، والدليل عدم تحقيق نتائج إيجابية، وهذه من أكبر مشكلات الأندية، فالإدارة تختار بحسب نظرتها وليس بحسب حاجة الفريق الفنية. 



أحمد: كان من المفترض على إدارة النادي استغلال دعم هيئة الرياضة بجلب لاعبين أجانب مميزين، وليس شرطًا استشارة المدرب الأجنبي إذا كان جديدًا، بل يجب استشارة أبناء النادي الموجودين، إبراهيم العيسى وفيصل سيف وغيرهما من الوطنيين المميزين.

المصيبة أن اللاعبين الأجانب الذين جاؤوا للنصر في الفترة الشتوية فيهم العائد من الإصابة، وفيهم من لم يشارك فترة طويلة، وهو ما يؤثر في مخزونهم اللياقي. إضافة إلى ذلك حرمان اللاعبين الشباب من أبناء النادي من الفرصة للمشاركة وإظهار مواهبهم.

فيصل: من المعروف أن الأندية لا تقدم خلال الفترة الشتوية على تغييرات جذرية كبيرة في بنية الفريق، بل تحسن بعض الجوانب التي يكون فيها احتياج فعلي حتى لا يؤثر ذلك في استقرار الفريق.



ماذا يحتاج النصر الموسم المقبل 



فيصل: النصر لا ينقصه شيء، فالدعم موجود وهناك قاعدة جماهيرية عريضة ومؤثرة، لكن المهم أن تكون هناك خطة لعمل الموسم المقبل وتحديد الأهداف، وبرنامج محكم لموسم طويل متعدد البطولات.

وأيضًا يجب أن يختار كارينيو الأجانب بحسب حاجته والتركيز على اختيار العناصر المؤثرة بغض النظر عن الأسماء، وإتاحة الفرصة لأبناء النادي من الأولمبيين والفئات السنية الذين يحتاجون فقط إلى الدعم من الناحية النفسية والمعنوية وإعطائهم الفرصة.



مضحي: سأتحدث عن جانب مهم وهو مركز حراسة المرمى، فليس من المعقول أنه لا يوجد حارس من الفئات السنية وأبناء النادي ضمن التشكيلة.

من المفترض إتاحة الفرصة لحراس النادي الشباب، ووقتها لن أحتاج إلى حارس أجنبي.



أحمد: الفريق يحتاج إلى الاستعانة بشباب النادي وإعطائهم الثقة التي تجعلهم يخرجون كل مواهبهم، أتذكر عندما حققنا إحدى البطولات لدرجة الناشئين في عام 1410، وقتها تم استدعاؤنا مع مجموعة للانضمام إلى معسكر الفريق الأول في الباحة، وتخيل من كان موجودًا في المعسكر.. ماجد عبد الله ومحيسن الجمعان ويوسف خميس ونجوم كنت تحلم أن تشاهدهم يمرون أمامك، فكيف إذا كنت زميلاً لهم ومنضمًا لمعسكرهم، هذا الأمر منحنا دفعة معنوية عالية. 



مهمة سعود السويلم



فيصل: السويلم لم يتقدم لهذا المنصب بل تم تكليفه، إلا أنه الرجل المناسب للمهمة، وأعتقد أن لديه الكثير من العمل والخطط، لذلك يجب إعطاؤه الوقت وعدم استعجاله، فأنت تعمل على تأسيس مشروع يمتد لأعوام، وليس لمجرد الحصول على بطولة ثم تعود إلى التقهقر، أتوقع أنه سيكون مختلفًا تمامًا عن سابقيه وسيظهر معه النصر بشكل أقوى.



مضحي: لا يمكن أن تحاسب أي شخص وتحكم عليه فور استلام مهامه، فالنتائج والتقييم يكونان في نهاية الموسم، لذلك يجب أن يعطى الرجل فرصته كاملة. وهناك شيء مهم أطلبه من الجماهير: لا تستعجلوا في إصدار الأحكام، فقد يحتاج اللاعبون المحليين أو الأجانب إلى الوقت للتأقلم والانسجام مع الفريق.



أحمد: أعتقد أن الرجل لديه مشروع كبير، والدليل إبرامه لصفقتي ظهيري الفيصلي الغنام وآل منصور وبعد ذلك التعاقد مع العويشير، ولا يوجد فريق حتى الآن أعلن عن تعاقداته مع محليين أو أجانب، إلا النصر الذي أعلن عن ثلاث صفقات محلية وهذا مؤشر جيد.



إغلاق ملف التعاقدات



الجميع اتفق أنه ما زال هناك وقت كاف لإغلاق هذا الملف، ولكن الأهم وجود جميع تشكيلة الفريق النهائية مع انطلاق المعسكر الخارجي الإعدادي، وهذا يعني استبعاد غير المرغوب فيهم قبل انطلاق المعسكر.



ضيوف الندوة 

مضحي الدوسري حارس مرمى النصر سابقًا

أحمد بن نصيب لاعب وسط النصر والمنتخب السعودي سابقًا

فيصل سيف لاعب وسط النصر سابقًا والمدرب الوطني حاليًا



توصيات الندوة:

ـ إشراك رابطة قدامى لاعبي النصر في صناعة القرار والاستماع لآرائهم ومقترحاتهم

ـ الصبر على الأجهزة الفنية وإعطائها فرصة العمل الكافية لتحقيق البطولات 

ـ اختيار العناصر يجب أن يكون وفق رؤية فنية ولا تترك لاجتهادات إدارية 

ـ وضع خطة عمل واضحة المعالم وعدم الاستعجال في الحصول على نتائجها 





اتفقوا على: 

ـ إغلاق ملف اللاعبين الأجانب والمحليين قبل بدء المعسكر الإعدادي الخارجي

ـ الاهتمام باللاعبين الأولمبيين ولاعبي الفئات السنية وإعطائهم الفرصة لتمثيل الفريق 

ـ عودة كارينيو لتدريب الفريق في صالح الفريق لكنها ليست العلاج النهائي