على الرغم من الضجة الكبيرة التي أثيرت حوله مع نهاية الموسم ما قبل الماضي، عندما أوقفته اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات لمدة ثلاثة أشهر، وما صاحب عودته للتدريبات قبل لقاء فريقه أمام المجزل في الجولة 26 من دوري الأولى في ذلك الموسم، واعتراض المجزل على مشاركته، إلا أن جماهير الباطن اتفقت عليه بأنه لاعب من طراز الأوفياء، يلعب في زمن الاحتراف بولاء وانتماء قل مثيله إلا بين الكبار، تدرج مع الباطن من الفئات السنية حتى وصل إلى الفريق الأول قائدًا، وساهم في صعود السماوي من الدرجة الثالثة، وصولًا إلى الدرجة الثانية، حتى حقق مع فريقه الإنجاز التاريخي بالصعود إلى دوري المحترفين مطلع الموسم الماضي، ومن ثم أثبتوا جميعًا علو كعبهم، ببقائهم موسمًا آخر في ذات البطولة، وأن وجودهم بين الكبار هو مكانهم الطبيعي، حتى كنت المفاجأة في هذا الموسم، إذ تصدروا ترتيب الفرق في الجولتين الأولى من الدوري.

مع نايف عيسى الظفيري، حقق الفريق مفاجأة في أولى جولات دوري المحترفين هذا الموسم، واستطاع تجاوز الاتحاد على أرضه وبين جمهوره.. في حوار "الرياضية" الآتي مع اللاعب تفاصيل عدة، تجدونها في السطور الآتية.

ـ شهد الدوري السعودي مفاجأة بمستوى فريقكم اللافت.. كيف استطعتم تحقيق هذا الانتصار والوصول إلى هذا التألق؟ 

بتوفيق من الله، ثم بتوجيهات المدرب ماتشادو، فقد درس فريق الاتحاد جيدًا، وبين لنا نقاط القوة والضعف، وهذا ما حدث بالفعل؛ فلم نتفاجأ بأي شيء جديد داخل أرض الملعب، وطبقنا ما طلبه منا حرفيًّا، والحمد لله على هذه البداية القوية، وإن شاء الله تكون هذه الانطلاقة دافعًا كبيرًا لنا إلى نهاية الموسم.

ـ بعضهم ينسب انتصارات الباطن إلى تميز لاعبيه المحترفين الأجانب.. فبمَ ترد عليهم؟ 

لا أحد ينكر جهود اللاعبين المحترفين الأجانب، وهم فعلًا متميزون وإضافة للفريق، ولهم ثقلهم الكروي، حيث يقدمون مستويات كبيرة، لكن هذا لا يلغي مجهود جميع إخواني اللاعبين؛ فجميعنا مكملون لبعضنا ووحدتنا مصدر قوتنا، فلا يوجد نجم واحد في الفريق، إنما الفريق كلهم نجوم، وكلٌّ يقوم بعمله في جماعية متسقة، وهذا هو المطلوب.

ـ الفريق الآن يتصدر دوري المحترفين للمرة الأولى في تاريخه.. فماذا يعني لكم ذلك؟ 

يعني لنا الشيء الكثير، وما جاء هذا إلا بعد تعب وجهد، ويجب علينا المحافظة على هذه البداية القوية، وألا نكتفي بهذا، بل يجب علينا مضاعفة الجهد؛ فالمسؤولية أصبحت مضاعفة، ومطالبات الجماهير وتطلعاتهم أصبحت أكبر؛ لذا ينبغي أن نكون على قدر هذا الحدث وتلك المسؤولية الكبيرة، وأن نلبي كل ما يتطلعون إليه وما يتمنونه.

ـ هل تعتقد أن فترة التوقف الجارية ستؤثر في مسيرة الفريق في دوري المحترفين؟

بإذن الله لن تؤثر فينا، وسنستمر إن شاء الله في تقديم المستويات المشرفة، وما حققناه ليس بمحض الصدفة، بل هو نتاج عمل جماعي، وإن كنت أتمنى عدم وجود فترة توقف مثل الآن.

ـ قبل بداية هذا الموسم توجهت إدارة النادي للمدرسة الأوروبية وتعاقدت مع مدرب برتغالي.. كيف ترى هذه التجربة؟ وهل أنت مع هذا التوجه؟ 

إدارة النادي رأت أنه فعلاً قد حان وقت التوجه إلى المدرسة الأوروبية، هذا دافع يوازي طموحات النادي، ونتمنى إن التوفيق من الله لنا مع هذه التجربة الجديدة؛ فالمدرسة الأوروبية هي الرائدة حاليًا على مستوى العالم، بعد اندثار المدرسة البرازيلية.

ـ أقام الفريق معسكره الإعدادي لدوري المحترفين في جمهورية مصر.. كيف رأيت المعسكر؟ وهل تعتقد أنه جيد للإعداد لدوري قوي؟ 

معسكرنا في مصر كان ناجحًا بكل المقاييس ومن جميع النواحي، وقد انعكس هذا علينا إيجابًا في أول مباراتين، واستطعنا كسب ست نقاط كاملة، جعلتنا في صدارة دوري المحترفين، ونتمنى مواصلة العمل أكثر لكي نرضي ونحقق طموحات جماهيرنا الغالية.

ـ كيف ترى عمل المدرب البرتغالي ماتشادو خلال الفترة الماضية؟ 

عمل ماتشادو هو من يتحدث عنه؛ فالرجل الآن متصدر دوري المحترفين، وهذا يعطيك دلائل كثيرة على أن له لمسته الفنية في الفريق، وتأثيره الواضح والملموس به، وبالفعل لديه فكر كبير، وأتمنى أن نحقق معه ما يطمح إليه النادي، وماتشادو يطمح إلى الكثير، وأول ما يميزه حرصه على جعل الفريق عائلة واحدة، إذ يجيد التعامل مع الجميع دون تمييز أو تفرقة؛ فلديه الجميع سواسية؛ وهذا له أثره ومردوده.

ـ حدثنا عن تجربة الفريق في دوري المحترفين الموسم الماضي؟

بصراحة، كانت تجربة كلها تحديات، وكانت مغامرة كبيرة للنادي، وكذلك لإدارة النادي واللاعبين، في ظل الظروف التي صاحبت الفريق ولا تخفى على الجميع، لكنها كانت مثيرة وجميلة بكل ظروفها، والحمد لله كنا على مستوى الحدث إدارةً ولاعبين وجمهورًا، واستطعنا أن نرسخ أقدامنا في دوري المحترفين.

ـ الجميع كان يعتقد أن الموسم الماضي سيكون آخر موسم لك وستعلن اعتزالك.. فما السر وراء استمرارك؟

كانت رغبة متبادلة ما بيني بوصفي لاعبًا، وبين إدارة النادي، وكان باستطاعتي أن أعطي لأكثر من موسم إلى موسمين، وهذا ما أشعر به، وإن شاء الله أكون عند حسن ظن الإدارة والجماهير.