|


من بوشكاش وريفيلينو إلى مارادونا وميسي.. الأساطير يعزفون الإبداع بلمسة يسارية ساحرة

القدم اليسرى.. فن من فنون الكرة

تقرير: محمود وهبي 2017.08.25 | 03:00 am

من هو أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم؟ هذا هو السؤال الذي لطالما يراود عشاق كرة القدم في كل مكان، لكنه يترك أفقاً واسعاً للإجابة كون التاريخ الكروي كان شاهداً على نجوم طبعوا بصمة واضحة وراسخة من النجاحات والإنجازات الفريدة. ومن ضمن الأجوبة التي تتكرر بشكل مستمر حول هوية اللاعب الأفضل تاريخياً الثنائي الأرجنتيني دييجو مارادونا وليونيل ميسي، فكلاهما حمل الرقم 10 وامتاز بموهبة استثنائية وإمكانيات فردية ساحرة بعيداً عن كثرة إنجازاتهم الفردية والجماعية، وهما يتشاركان أيضاً بميزة سكبت نكهة إضافية إلى حجم موهبتهما، وهي طريقة استخدامهما للقدم اليسرى. وتلقي "الرياضية" الضوء في التقرير التالي على قائمة من النجوم الذي امتازوا باستخدام القدم اليسرى، وهي الميزة التي أعلنت عن نفسها منذ القِدم كفنٍّ من الفنون الجميلة كرة القدم.

==================================================================

دييجو مارادونا

كتب دييجو مارادونا الكثير من صفحات الإبداع خلال مسيرته لاعباً بين بوكا جونيورز وبرشلونة ونابولي، ووقف وحيداً على هرم اللاعبين لسنوات كثيرة يصعب تلخيصها. وشكّل المونديال المكسيكي عام 1986 واحدة من أفضل المحطات في مسيرة النجم الأسطوري الأرجنتيني، فهو حمل مسؤولية قيادة منتخب التانجو على عاتقه عندما ارتقى إلى أعلى المستويات منذ بداية كأس العالم وحتى نهايته. وافتتح مارادونا سجله التهديفي في تلك النهائيات بهدف في مرمى إيطاليا عبر تسديدة يسارية من زاوية صعبة. وفي ربع النهائي وبعد الهدف الشهير الذي سجله بيده في مرمى الإنجليز، راوغ مارادونا 5 لاعبين بالإضافة إلى حارس المرمى قبل أن يسجل أحد أجمل الأهداف في تاريخ المونديال، علماً أنّه استعان بقدمه اليسرى الساحرة ليراوغ خصومه ويسجل هدفه الثالث على الأراضي المكسيكية. واستمر تألق مارادونا في الدور نصف النهائي، حيث سجل الهدف الأرجنتيني الأول عن طريق كرة يسارية فوق الحارس البلجيكي الشهير جان ماري بفاف، قبل أن يراوغ 3 لاعبين ليسجل هدف منتخب بلاده الثاني وهدفه الشخصي الخامس في نهائيات المونديال بالقدم نفسها. وقاد مارادونا منتخب بلاده نحو الفوز بالمونديال بعد الفوز على ألمانيا الغربية في المباراة النهائية، وقد حصل حينها على جائزة أفضل لاعب.



ليونيل ميسي

يستمر ليونيل ميسي في عزف سمفونيته الخاصة في الملاعب منذ أن بدأ مسيرته مع برشلونة في موسم 2004ـ2005، وقد شق طريقه نحو أعلى درجات النجومية عبر موهبته الاستثنائية التي صقلتها الإمكانيات الفريدة لقدمه اليُسرى. وحظي ميسي بإشادة من غريمه كريستيانو رونالدو خلال حفل توزيع جوائز الكرة الذهبية العام الماضي، حيث قال النجم البرتغالي إنّه يرغب بامتلاك قدم ميسي اليسرى. وسجل ميسي هدفه الأول بقميص برشلونة من تسديدة يسارية فوق حارس نادي ألباسيتي بتاريخ 1 مايو 2005 بعد تمريرة من رونالدينيو، قبل أن يسجل هدفه الأول في دوري الأبطال بتاريخ 2 نوفمبر من العام نفسه في شباك باناثينايكوس اليوناني بالقدم نفسها. واستعان ميسي بقدمه الساحرة ليسجل عدداً من الأهداف في مباريات نهائية هامة، ومنها الهدف الثاني لبرشلونة في المباراة النهائية لدوري الأبطال أمام مانشستر يونايتد عام 2011، وهدفه في مرمى أتليتيك بيلباو في نهائي كأس الملك عام 2009. ولعبت قدم ميسي اليسرى الدور الأبرز في تنصيبه هدافاً تاريخياً لمباريات الكلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد، فهو سجل 21 من أصل أهدافه الـ 24 في هذه القمة التقليدية بلمسة أخيرة يسارية.



ريفيلينو

استمتعت الملاعب السعودية بالنجم البرازيلي روبرتو ريفيلينو الذي ارتدى قميص الهلال لموسمين قبل اعتزاله عام 1981، فهو استمر حينها في ممارسة هوايته بتسجيل الأهداف وصناعتها كما كان الحال في محطاته السابقة مع كورنثيانز وفلوميننزي والمنتخب البرازيلي. ويُعتبر ريفيلينو أحد أفضل من أجاد استخدام القدم اليسرى بين نجوم البرازيل والعالم، وهو ساهم إلى جانب بيليه في قيادة منتخب بلاده نحو لقب كأس العالم في المكسيك عام 1970، وقد سجل في تلك النسخة المونديالية 3 أهداف بدءاً من الركلة الحرة اليسارية التي هزم بها 7 لاعبين وقفوا في الجدار الدفاعي لمنتخب التشيك، بالإضافة إلى هدفٍ في مرمى البيرو في ربع النهائي، وهدف في مرمى الأوروجواي في المربع الذهبي. وأطلقت الجماهير المكسيكية لقب الركلة الذرية على التسديدة التي سجل من خلالها ريفيلينو هدفه في مرمى المنتخب التشيكي، كما أنّه حظي بإشادة كبيرة لقاء إتقانه لحركة "فليب فلاب" التمويهية لمرواغة اللاعبين، والتي ابتكرها البرازيلي سيرجيو إيشيجو في الستينيات وطورها ريفيلينو في المونديال المكسيكي.



فيرينك بوشكاش

وضع المهاجم المجري الراحل فيرينك بوشكاش اسمه في قائمة أبرز الأساطير الذين أنجبتهم كرة القدم، فهو كان ركيزة أساسية في الجيل الذهبي للمنتخب المجري وفريق ريال مدريد في خمسينيات وستينيات القرن الماضي. وعُرف بوشكاش بقدرته على تسجيل الأهداف بشتى الطرق، فهو سجل 83 هدفاً في 84 مباراة بقميص منتخب بلاده، كما سجل 374 هدفا في 358 مع النادي الملكي، لكنه اشتهر بدقة تنفيذه للتسديدات عبر قدمه اليسرى التي كانت سلاحه الأقوى. وخاض بوشكاش المباراة النهائية لدوري الأبطال مرتين مع الريال، حيث قاد فريقه نحو اللقب عام 1960 بعد تسجيله 4 أهداف في شباك آينتراخت فرانكفورت الألماني في المباراة التي انتهت بنتيجة 7ـ3، علماً أنّه سجل 3 من هذه الأهداف بقدمه اليسرى، ومنها هدفه الأول الذي جاء من تسديدة قوية ومتنقة من زاوية صعبة. وسجل بوشكاش أهداف ريال مدريد الـ 3 في المباراة النهائية لدوري الأبطال عام 1962، وجاءت جميعها عن طريق تسديدات يسارية، لكنها لم تكفل فوز الريال باللقب الذي تُوّج به بنفيكا البرتغالي بعد فوزه 5ـ3.





أريين روبن

يعتمد الجناح الهولندي أريين روبن على أسلوب شبه دائم في طريقه نحو تسجيل الأهداف، فهو اشتهر بقدرته على الاستفادة من سرعته للانطلاق على الجهة اليمنى قبل أن يخترق نحو العمق ليطلق تسديدته اليسارية الشهيرة في سقف الشباك من على مشارف منطقة الجزاء. وعلى الرغم من كونها طريقة مكشوفة لتسجيل الأهداف، يستمر المدافعون وحراس المرمى في عجزهم عن إيقاف هذه الميزة لدى روبن، وقد نجح في اعتماد الأسلوب نفسه للتسجيل في شباك نخبة من أبرز الحراس مثل دي خيا وبوفون وفان دير سار وفالديس وبيتر تشيك وينز ليمان وغيرهم. ولجأ الطائر الهولندي إلى لمسته اليسارية لقيادة بايرن ميونيخ نحو لقب دوري الأبطال في نسخة العام 2013 بعدما سجل هدف الفوز القاتل في اللحاظات الأخيرة بمرمى دورتموند، علماً أنّه سجل مرتين في شباك برشلونة بالقدم نفسها خلال الدور نصف النهائي للنسخة ذاتها. ومن بين أجمل الأهداف التي سجلها روبن بقدمه اليسرى هدفه في مرمى مانشستر يونايتد على ملعب أولد ترافورد عام 2010، والذي أهّل البايرن إلى المربع الذهبي لدوري الأبطال بعدما كان متأخراً بثلاثية نطيفة قبل نهاية الشوط الأول.



روبرتو كارلوس

في الثالث من يونيو عام 1997، سجّل الظهير البرازيلي روبرتو كارلوس واحداً من أغرب الأهداف وأجملها في تاريخ كرة القدم، وكان ذلك في المباراة الودية التي جمعت السيليساو مع المنتخب الفرنسي بعدما أطلق تسديدة يسارية صاروخية من على بُعد 35 متراً، حيث ظهر وكأن الكرة كانت في طريقها في الابتعاد بشكل كبير عن خشبات الحارس الفرنسي فابيان بارتيز، قبل أن تنعطف بشكل مفاجئ وقوي لتسكن مرماه. ومنذ ذلك الحين، بات يُعرف لاعب ريال مدريد السابق بقوة تسديداته اليسارية، والتي سجل منها الكثير من الأهداف على الرغم من مركزه المتأخر في الخط الدفاعي. وسجل كارلوس 67 هدفاً في مواسمه الـ 11 مع ريال مدريد، وحقق خلالها 13 لقباً مع النادي الملكي، كما أنّه اعتزل على الصعيد الدولي عام 2006 وبحوزته 11 هدفا مع المنتخب البرازيلي الأول، ومن بينها أحد أجمل أهداف كأس العالم عام 2002 عن طريق تسديدته اليسارية القوية من ركلة حرة في الشباك الصينية.



هريستو ستويشكوف

حقق المنتخب البلغاري مفاجأة من العيار الثقيل في نهائيات كأس العالم عام 1994، حيث نجح في مخالفة التوقعات والوصول إلى المربع الذهبي مع جيلٍ ذهبي قاده النجم السابق هريستو ستويشكوف الذي تُوّج حينها بلقب هداف المونديال الأمريكي برصيد 6 أهداف. وسجل ستويشكوف أهدافه في مرمى اليونان "هدفين" والأرجنتين في دور المجموعات، قبل أن يسجل أحد أجمل أهداف النهائيات في مرمى المكسيك بعد تسديدة قوية سكنت سقف مرمى الحارس الشهير خورخي كامبوس. ونجح المنتخب البلغاري في إقصاء حامل اللقب الألماني في ربع النهائي بعد الفوز بنتيجة 2ـ1، وقد سجل في ذلك اليوم ستويشكوف الهدف البلغاري الأول من ركلة حرة، قبل أن يسجل هدفه الأخير في مرمى إيطاليا في الدور نصف النهائي. وفتحت قدم ستويشكوف اليسرى طريق البلغاريين نحو هذا الإنجاز، فهو سجل جميع أهدافه بالقدم التي استعان بها ليحقق نجاحاتٍ كثيرة مع برشلونة بين عاميْ 1990 و1995، وقد توّج مسيرته اللامعة بالفوز بجائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم عام 1994.



ريان جيجز

يُعتبر النجم الويلزي المعتزل ريان جيجز أحد أكثر اللاعبين تتويجاً بالألقاب في التاريخ الكروي، فهو حصد 34 لقباً مع مانشستر يونايتد في الفترة منذ العام 1990 وحتى اعتزاله عام 2014. وشكّلت قدم جيجز اليُسرى نقطة قوة وعلامة فارقة في مسيرة هذا اللاعب، فهو اشتهر بقدرته على التحكم بالكرة ودقة تمريراته وإمكانياته الفردية العالية، كما أنّه امتاز بصناعته للأهداف عبر لمسته اليسارية المميزة. وصنع جيجز قرابة مئة هدفٍ في مشاركاته بالدوري الإنجليزي، بالإضافة إلى صناعته لـ 38 هدف في المسابقات الأوروبية، وقد جاء الرقم الأكبر من هذه الأهداف بعد تمريرة من قدمه اليسرى. واستعان جيجز بالقدم نفسها لتجسيل أهدافٍ في مرمى مجموعة من الأندية الأوروبية العريقة مثل بايرن ميونيخ ويوفنتوس وبنفيكا، بالإضافة إلى ديبورتيفو لاكورونيا الذي عرف نجاحاً قارياً مطلع الألفية الجديدة.


القدم اليسرى.. فن من فنون الكرة

القدم اليسرى.. فن من فنون الكرة

القدم اليسرى.. فن من فنون الكرة

القدم اليسرى.. فن من فنون الكرة

القدم اليسرى.. فن من فنون الكرة

القدم اليسرى.. فن من فنون الكرة

القدم اليسرى.. فن من فنون الكرة