|


كل شيء في الهلال جيد إلا الدفاع

الرياض - عبدالإله المرحوم 2017.09.01 | 03:00 am

تتبايـــــن الآراء حـــول بداية الهــلال هذا الموسم، بين من يرى أنه حقق الأهم "ست نقاط مبكرة"، ونتيجـة معقولة أمام العين في البطولة الآسيوية، وبين من يرى أن الفوزين على الفيحاء والتعاون لم يكونا مقنعين، وأنهما كشفا ثغرات دفاعية كبيرة في الفريق، لابد من معالجتها قبل أن تتسبب في الهزيمة مستقبلاً.

كثيرة هي الأمور التي يختلف حولها الهلاليون، أبرزها عدم ضم رامون دياز لعلي الحبسي في البطولة الآسيويــــة، والاستعـانــــة بماتياس الذي لم يكن جيداً، وأيضا في الاستغناء عن لاعبين واعدين مثل عبد الكريم القحطاني، وعبد المجيد السواط، والتجديد لياسر القطحاني ومحمد الشلهوب.

"الرياضية" استضافت عبد العزيز العودة مدرب الهلال السابق، وحسين الحبشي، وسعود الحماد نجمي الهلال السابقين، للحديث عن هذه الأمور المثيرة للجدل في ندوتها التي استضافها مقر الصحيفة:

"الرياضية محور للنقاش": كيف تقيمون الأمور المتعلقة باستعدادات الفريق الأول في نادي الهلال لمنافسات هذا الموسم من خلال معسكر الإعداد الذي أقيم في النمسا الصيف الماضي والمباريات الودية الثلاث التي خاضها الفريق أمام بنيفيتو الإيطالي وايتيمز التركي بالإضافة لودية المجزل في الرياض، ومدى تحقيق العوائد الإيجابية؟.

عبد العزيز العودة: الملاحظ في السنوات الماضية هو تعرض الفريق لهزات فنية، وهبوط في المستوى خلال منافساته سواء المحلية أو الآسيوية، بعكس هذا الموسم والذي بدأه بشكل متوازن وهذا أمر يساعد على أن يفرض قوته بشكل أفضل، كما أن هذا أمر جيد حتى لا يحدث استنزاف لطاقات الفريق عند دخوله في المنافسات سواء المحلية أو الأدوار النهائية الآسيوية وحتى يتصاعد المستوى الفني بشكل تدريجي، الهلال منافس في كافة البطولات وهذا أمر يحتاج إلى طاقة وقوة في الفريق طوال الموسم.

أود أن أؤكد على أن الثلاث مباريات الودية ولقاءي الفيحاء والتعاون في الدوري وحتى العين، كفيلة لإعداد جيد، وتمنح جاهزية أكبر للفريق قبل مواجهة العين الإماراتي في إياب ربع نهائي البطولة الآسيوية.

حسين الحبشي "مداخلة": المعسكر الإعدادي يعتبر أمرا مهماً خاصة أن أمام الفريق منافسات قوية في دوري المحترفين والاستحقاقات الآسيوية والبطولات الأخرى، وهي في الغالب تتركز على العامل اللياقي بشكل أكبر، ومن خلال التدريبات الفنية والمباريات الودية يصل الفريق إلى مرحلة فنية جيدة، هناك ميزة في الهلال، فالمدرب واللاعبون يعرفون بعضهم البعض منذ الموسم الماضي، والعامل الأهم في الإعداد هو التهيئة النفسية للاعبين خاصة للبطولة الآسيوية، ويجب على كل هلالي أن يستشعر بأن الهلال فريق بطولات ويمتلك شعبية جارفة وعليه حمل كبير، فالهلاليون لا يقبلون بغير البطولات. 

سعود الحماد: أشدد على نجاح هذا المعسكر الذي يأتي استعدادا لمنافسات الفريق المحلية والقارية، خاصة مع انضمام عدد من اللاعبين المحليين الجدد الذين سيشكلون قوة للفريق، أعتقد أن الأرجنتيني رامون دياز استطاع أن يصنع فريقاً منسجماً بشكل جيد مع انطلاقة الموسم، وسيظهر بشكل أفضل في المنافسات الآسيوية، في تصوري المدرب وفق في اختيار الفرق التي خاض أمامها لقاءات ودية، ولهذا هو حقق أهدافه التي ينشدها الهلاليون. 



استبعاد الحبسي

"الرياضية محور للنقاش": كثر الجدل حول استبعاد حارس المرمى العماني علي الحبسي عن القائمة الرسمية من البطولة الآسيوية والاعتماد على عبد الله المعيوف حارسا أساسيا ومحمد الواكد بديلاً، واختيار الأوروجوياني ماتياس في قائمة آسيا، وإدراج الحبسي في قائمة البدلاء في أولى جولتي المنافسات المحلية أمام الفيحاء والتعاون، هل تؤيدون ذلك؟ 

الحبشي: صُدمت بقرار إبعاد علي الحبسي عن قائمة البطولة الآسيوية، الأمر كان مفاجئاً بالنسبة لي، لأن حارس المرمى هو نصف الفريق وهو العامل الأهم، وهذا يؤثر على معنويات اللاعب خاصة أنه ترك الدوري الإنجليزي وجاء للهلال أملاً في المشاركة معه في البطولة الآسيوية وتحقيقها. كان الأولى الإبقاء عليه في الآسيوية وإبعاد ماتياس.

العودة: هنــــاك انقسامات هلاليـــة حول إبعاد الحبسي، لو كنت المدرب لما اتخذت هذا القرار، لكن المدرب هو صاحب القرار والأقرب والأدرى بأحوال الفريق والعناصر المناسبة، فلو عدنا للوراء نجد أن خروج الفريق من الأدوار الإقصائية من البطولة الآسيوية خلال المواسم الماضية جاء بأقل الأهداف في المرمى الهلالي، بمعنى أن الفريق ينقصه فقط التهديف في مرمى المنافسين، أعتقد أن اختياره لماتياس في الآسيوية جاء رغبة لتقوية الرباعي الأجنبي خلاف حارس المرمى.

الحماد: التعاقد مع الحبسي شكل صفقة قوية للفريق خاصة أن اللاعب قدم مستويات جيدة مع فريقه في الدوري الإنجليزي الذي يعتبر من أقوى الدوريات في العالم، واعتبر أن اللاعب الدولي إضافة ليس للهلال فقط إنما للدوري السعودي.

ولكن إبعاد الحبسي عن البطولة الآسيوية أمر يعود للمدرب ويتحمل تبعاته، بعد أن رأى أنه بحاجة للاعب في المنطقة الهجومية وأبقى على ماتياس ضمن القائمة التي ستشارك في المنافسات الآسيوية ليستفيد منه في البطولة، وعبد الله المعيوف يقدم مستويات متميزة في هذه الفترة أقنعت الجهاز الفني بالاعتماد عليه، في نظري أن الوقت لا يزال مبكراً في الحكم على مستوى الأوروجوياني ماتياس، فهو بحاجة لمزيد من الوقت حتى يقدم ما لديه، الإدارة الهلالية إدارة محترفة، وقد وضح ذلك بعد أن اعتمدت على المدرب في كافة الأمور الفنية ولم تتدخل في عمله.



لاعبون جدد 

"الرياضية محور للنقاش": تعاقد الهلال مع لاعبين محليين من أندية أخرى كمختار فلاته ومحمد كنو وعلي البليهي وحسن كادش وأبعد آخرين كعبد المجيد الرويلي وعبد الكريم القحطاني وناصر الشمراني وعبد المجيد السواط خلاف اللاعبين الصاعدين حديثاً من الفربق الأولمبي كحارس المرمى وليد أبوملحة وأحمد بامسعود ومحمد البقعاوي وخلف البقعاوي وسلطان الفرحان وغيرهم، كيف تقيمون تلك الخطوات؟

العودة: استقطاب اللاعبين المحليين للفريق كمحمد كنو وحسن كادش ومختار فلاته وعلي البليهي جاء بغرض تقوية دكة البدلاء، فلاعبو الهلال هم الأفضل بدليل اختيارهم ضمن القائمة الأساسية في المنتخب الأول، هؤلاء اللاعبون الجدد سيأخذون فرصتهم خلال منافسات الفريق هذا الموسم عطفاً على إمكانياتهم الفنية الجيدة التي لديهم.

هناك لاعبون ليس لديهم صبر في البقاء على دكة البدلاء وقد يحدثون بلبلة وإرباكاً للمدرب، بدليل أن المدرب كاندينيو كان يستعين بطارق العواضي في دكة البدلاء وأنه كان يقول: "العواضي يجلس في الدكة ولا يحدث بلبلة". 

الحبشي "مداخلة": متعب المفرج لاعب واعد في مركز قلب الدفاع، وقدم مستويات جيدة ولفت الأنظار في البطولة العربية الأخيرة، وأتمنى أن يأخذ فرصته مع الفريق ليقدم نفسه بشكل أكبر في ظل وجود خلل في منطقة قلب الدفاع ظهر في المباراتين الماضيتين أمام الفيحاء والتعاون بعد ولوج أربعة أهداف في مرمى الفريق، كما أن عبد الرحمن اليامي لاعب شاب يمكن أن يقدم الشيء الكثير للفريق، وفي نظري الهلال خسر الثنائي عبد الكريم القحطاني وعبد المجيد السواط.

الحماد: كان دياز مضطراً لإبعاد بعض العناصر الصاعدة في الفريق بحكم العدد المحدد من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم وازدحام بعض الخانات باللاعبين، المدرب على علم ودراية بكافة اللاعبين من خلال متابعته للفريق الأولمبي وما يحتاج من عناصر في منافسات الموسم الجديد.

دياز ركز على عدد من اللاعبين في البطولة العربية واصطحبهم لمعسكر الفريق في النمسا، ولهذا هناك لاعبون تمت إعارتهم لأندية أخرى وأعادتهم مرة أخرى للفريق كمحمد البريك، فالاستغناء عن عبد الكريم القحطاني جاء لوجود عدد كبير من اللاعبين في منطقة الوسط بالفريق، فالهلال يعتبر أكبر ناد يغذي الأندية الأخرى عن طريق نظام الإعارة أو بالانتقال بشكل كامل. 



ياسر والشلهوب

"الرياضية محور للنقاش": جدد الهلال عقدي لاعبي الفريق ياسر القحطاني ومحمد الشلهوب، هل كان الهلال بحاجة إلى مثل هذا التجديد، خاصة وأنه فرط في لاعبين صغار واعدين؟

عبد العزيز العودة: إدارة النادي والجهاز الفني يعملون بشكل احترافي، ولا أعتقد أن هناك مجاملة لهما في تجديد العقد، فلو لم تر الإدارة والجهاز الفني منهما فائدة لما جددت عقديهما للاستفادة من خبرتهما الطويلة خاصة أن الفريق أمامه العديد من المنافسات.

الحبشي "مداخلة": أنا لا أريد الخوض في هذا المحور.

الحماد: الإدارة الهلالية جددت عقد الشلهوب والقحطاني بناءً على التقرير الذي سلمه الأرجنتيني رامون دياز نهاية الموسم الماضي، وهو مدرب على مستوى كبير ولديه المعرفة في مثل هذه الجوانب، الشلهوب والقحطاني ساهما بشكل واضح في منافسات الموسم الماضي في تسجيل أهداف في مباريات مهمة في بطولة الدوري، وهما عنصران مهمان من ناحية الخبرة التي تفيد اللاعبين الجدد، إلى جانب عدم مطالبتهما باللعب بشكل أساسي، الفريق بحاجة لخدماتهما لهذا الموسم فقط.



مستوى الفريق

"الرياضية محور للنقاش": كيف تقيمون مستوى الفريق فنياً بعد المباريات الأولى للفريق؟

العودة: خاض الهلال مباراتين قويتين مع انطلاقة الدوري أمام الفيحاء والتعاون، واستطــاع أن يتجاوزهمــا بشكل جيد على الرغم من أنه لم يظهر بالمستوى المأمول وهذا قد يعود إلى عدم التركيز والمبالغة في الهجوم بالإضافة للأخطاء الكوارثية في منطقة الدفاع التي حدثت في مباراة التعاون، واستغرب من دخول ثلاثة أهداف في مباراة واحدة، ولابد من دراسة تلك الأخطاء ومعالجتها عاجلا.

الحبشي: النقاط الست التي تحصل عليها الفريق في الدوري دافع قوي والأهم أننا شاهدنا الفريق الأساسي منسجماً، ولم يشهد أي تغييرات منذ الموسم الماضي، ولكن لابد من تصحيح الأخطاء.

الحماد: المباراتان الأوليان أمام الفيحاء والتعاون أظهرتا بعض الأخطاء في الفريق ما يعطي فرصة للعمل عليها قبل مواجهة فريق مثل العين الإماراتي الذي يمتلك قوة فنية وعناصر محترفة مميزة.