|


الألباني حسين أزميجاني..يقلب الذكريات ويتمنى زيارة الاصفر

جمهور النصر كان سلاحنا السري أمام الخصوم

حوار: علي القناص 2017.09.25 | 06:00 pm

في منتصف التسعينيات، ومع إقرار الاحتراف للاعب السعودي، والسماح بعودة اللاعب الأجنبي، تعاقد النصر مع حسين أزميجاني الدولي الألباني، لعب لأصفر الرياض موسمين، وترك بصمة لا تنسى، إذ حقق مع النصر لقب الدوري عامين متتاليين، ووصافة كأس الاتحاد. 

قبل حضور أزميجاني كانت ألبانيا البلد، مكانًا غامضًا في أقاصي أوروبا بالنسبة لكثير من الرياضيين السعوديين، ومع حضوره أصبحت تذكر ألبانيا فيذكر حسين أزميجاني. 

لعب الألباني العملاق للنصر في وسط الميدان كله، وظهيرًا أيمن إذا احتاج إليه الفريق، كما شارك في قلب الدفاع.. إنه لاعب من نوعية الجوكر الذي انقرض في الملاعب. ربما لا يعرف النصراويون الذين ولدوا بعد العام 1995 اللاعب أزميجاني، لكن الرجل لا يزال يحتفظ للنصراويين بكثير من الذكريات، يقلب بعضًا منها في الحوار التالي: 

ـ بدأت مسيرتك الاحترافية مع نادي فلازنيا شكودور الألباني، حدثنا عن هذه الفترة؟

ـ مسيرتي بدأت عام ١٩٨١م مع نادي فلازنيا، حققت معهم بطولتي الدوري، وبطولتي الكأس، وتم اختياري أفضل لاعب في ألبانيا مرتين، عام ٨٥ وعام ٨٧، وتلك الفترة كانت أفضل أعوام نادي فلازنيا، تحديدًا في الفترة ما بين ٨٠ و٩٠م، ويقع نادي فلازنيا شمال ألبانيا، في المدينة التي تملك جذور كرة القدم الألبانية.

ـ مثلت منتخب ألبانيا فترة تمتد عشرة أعوام.. ما أبرز اللحظات؟

ـ أبرز اللحظات مع المنتخب كانت المباراة التي لعبت أمام منتخب بلجيكا، وفزنا 0/2، إذ كنا في أفضل حالاتنا.

ـ عام ١٩٩١م انضممت إلى نادي أجاكسيو الفرنسي، ووقعت عقدًا لمدة عامين، وكانت تلك أول تجربة احترافية خارج موطنك.. حدثنا عن هذه التجربة؟

ـ لعبت مع أجاكسيو عامين، وكان النادي في الدرجة الثانية، وكانت أبرز اللحظات عندما أقصينا فريقين من فرق الدرجة الممتازة من بطولة الكأس، وبعدها تم إقصاؤنا من نادي موناكو، وقتها كان يملك لاعبين كبارًا، يمثلون منتخب فرنسا، ومنهم على سبيل المثال: "تورام، بيتي، وجوركايف". 

ـ بعد تجربة أجاكسيو، خضت تجربة أخرى في السعودية، وتحديدًا مع نادي النصر عام ١٩٩٤م، كيف تمت المفاوضات؟ وما الذي جذبك للانضمام إلى نادي النصر، على الرغم أن نتائجه كانت سيئة قبل انضمامك إليه؟

ـ تلك الفترة كان فرناندز المدرب الفرنسي وكيفالي مساعده انضما للتو إلى الجهاز الفني في نادي النصر. كلمني كيفالي وطلب مني الانضمام إلى نادي النصر، ووقتها لم يكن معروفًا لي، بعدها التحقت بالنصر، وحينها كان هناك لاعبون مميزون مثل الهريفي ومحيسن، والعام الذي يليه انضم إلينا ماجد عبد الله، إضافة إلى كيندي وأداما سيسي، حيث حقق الفريق نجاحات كبيرة. وأحب أن أذكر أن جمهور النصر وقتها كان السلاح الأقوى الذي دفعنا للنجاح.

ـ عند انضمامك للنصر ـ كما ذكرنا ـ كان على رأس الجهاز الفني فرنانديز المدرب الفرنسي وكيفالي مساعده، كيف وجدت عمل فرناندز، علمًا أن الكثير كان يقول إن نجاح فرنانديز يعود بعد الله إلى كيفالي مساعده؟

ـ فرنانديز دائمًا يقرأ ويتعلم الكثير في مجال التدريب، ويحرص دائمًا على الحفاظ على ترابط الفريق، وكان يعمل بجدية كبيرة ويُحضِّر لكل مباراة، وكان كيفالي مساعده أيضًا يمتاز بالجدية الكبيرة والعمل الدؤوب، ويحرص على تحفيز اللاعبين لإخراج أقصى ما لديهم في كل مباراة، وهذا منح الفريق طاقة كبيرة جدًّا.

ـ حققتم نتائج إيجابية عندما بدأ الموسم عام ١٩٩٤م في كأس الاتحاد، ووصلتم إلى الدور قبل النهائي، ولعبتم أمام نادي الهلال الغريم التقليدي لكم، وفاز النصر في هذه المباراة 0/1، وأنت من سجل الهدف وكان من ركلة جزاء، بعدها قابلتم نادي القادسية في النهائي وخسرتم المباراة 0/2، حدثنا عن هذه البطولة؟

ـ هذا النهائي الوحيد الذي خسرته فترة وجودي مع النصر، وندمنا كثيرًا حينها؛ لأن الفريق كان في أفضل حالاته، لكن بالطبع كرة القدم حبلى بالمفاجآت غير المتوقعة، وهناك فرق كبيرة خسرت بطولات، وهذا الشيء معروف في تاريخ كرة القدم.

ـ بعد خسارتكم نهائي كأس الاتحاد، بدأ الدوري ولعبتم الكثير من المباريات القوية، منها مباراتكم أمام نادي الهلال الغريم المعروف، وخسرتم المباراة 3/0، وكانت صدمة، كيف خسرتم بهذه النتيجة الكبيرة أمام الغريم؟

ـ هذه الهزيمة الوحيدة أمام الهلال فترة وجودي مع النصر، وكان الهلال واحدًا من أفضل الأندية السعودية، بعدها لم نخسر أي مباراة أمام الهلال.

ـ خلال هذا الدوري تأهلتم إلى المربع الذهبي، بعد أن تغلبتم على نادي الرياض 0/2، وسجل محيسن الجمعان هدفًا رائعًا، وسجل الثاني فهد الهريفي.. ماذا تتذكر من هذا اللقاء؟

ـ في تلك المباراة كان محيسن الجمعان في أفضل حالاته، وكانت أجمل مباراة له في الموسم، وفِي الجانب الآخر كان الهريفي كالمعتاد يحرص دائمًا على التغلب على خصومه، فكانت مباراة رائعة لا تنسى من وجهة نظر الجميع، كما أن الرياض كان مميزًا جدًّا، واتسمت المباراة بالتنافس الكبير، وفي النهاية ربح النصر المباراة بأفضلية اللاعبين والتنظيم.

ـ في المربع الذهبي التقيتم مرة أخرى مع الهلال الغريم التقليدي، الذي كان في أفضل حالاته، وربحتم تلك المباراة 0/1، وسجل الهدف فهد الهريفي من ركلة حرة، وحصلت أنت على أفضل لاعب في هذه المباراة، ولا تزال الجماهير النصراوية تتذكر هذه المباراة.. كيف تم تحضير الفريق لهذا الديربي المهم؟ وماذا تتذكر من هذه المباراة؟

ـ هذه أفضل مباراة لي فترة وجودي في السعودية مع نادي النصر، وكانت المباراة الأكثر إثارة، حيث تغطى الملعب بألوان فريقنا، وسجل الهريفي هدفًا رائعًا، وكانت الأجواء غير اعتيادية، والنتيجة مرضية، والشيء الذي لا أستطيع نسيانه في تلك المباراة، لحظة صافرة نهاية المباراة، حيث كان جميع مشجعينا ينتظرون في مقر نادي النصر، وانتظرنا ـ نحن اللاعبين ـ في الحافلة قرابة الساعة؛ بسبب توافد الجماهير وازدحام الطريق وإغلاقه لتحيتنا، حيث كانوا يتدافعون والبهجة على محياهم؛ وذلك من أجل الاقتراب من الحافلة حتى إن الشرطة تدخلت لفتح الطريق لنا. الحقيقة شعور لا يوصف أن تكون محاطًا بهذا الحشد الكبير، شيء مذهل ولحظات لا تنسى.

ـ قابلتم نادي الرياض في النهائي، وكان هناك حضور كبير لجماهير النصر، تغلبتم على الرياض 0/1، اذكر لنا كيف كان شعورك بتحقيق البطولة؟ وكيف شاهدت احتفالات الجماهير بهذه المناسبة؟

ـ مباراة نهائي مثيره للاهتمام، وكان من الممتع أن تكون أمام جماهيرك خاصة في الرياض، حيث يوجد العدد الأكبر منها، وتحقيق هذه البطولة كان نتاج عمل شاق طوال الموسم، والنتيجة السلبية غير مقبولة من الأمير عبد الرحمن بن سعود ـ رحمه الله ـ، ومن الجماهير أيضًا، وكذلك الحال نحن اللاعبين.

ـ أنت لاعب وسط ميدان، مع هذا أحرزت العديد من الأهداف مع النصر، تقريبا ١٤ هدفًا، كيف تفسر ذلك؟

ـ إيمان زملائي والمدرب بي جعل هذا الأمر ممكنًا، حيث كنت ألعب في مراكز مختلفة في الميدان، ومتى ما طلبت الكرة أحصل عليها بسهولة لإيمانهم بي، وهذا منحني الفرصة لإحراز عدد جيد من الأهداف.

ـ خلال وجودك مع النصر ١٩٩٤م، تزامن هذا مع تأهل المنتخب السعودي إلى نهائيات كأس العالم في أمريكا للمرة الأولى في تاريخ الكرة السعودية، كيف كانت مشاعر زملائك اللاعبين؟ وما نظرتك الفنية للمنتخب السعودي في تلك النهائيات؟

ـ كان لدى المنتخب السعودي لاعبون مميزون جدًّا، لكن احترافيًّا لم يتبعوا بدقة تعليمات الجهاز الفني، وكان لدى المنتخب الألباني المشاكل ذاتها، وجهة نظري إذا تم الاستثمار في البنية التحتية وفِي الفئات السنية، وإعطاؤهم الاهتمام اللازم؛ فالفريق السعودي لديه الإمكانيات التي تخوله أن يكون في مصاف فرق النخبة مستقبلاً.

ـ الموسم التالي وقع النصر مع هنري ميشيل المدرب الفرنسي الآخر، وحققتم نتائج إيجابية معه في بطولة كأس الاتحاد، لكن في منافسة الدوري النتائج لم تكن جيدة، بعدها تم إقالة المدرب، هل تعتقد أنه كان يستحق الإقاله، وهل بقاؤه في نظرك كان مفيدًا للفريق؟

ـ كان هنري ميشيل مدربًا جيدًا جدًّا، وكان من السهل فهمه من قبل اللاعبين، على كل حال، قرار الإدارة بإقالته كان منطقيًّا؛ لأن الفريق وقتها يحتاج إلى صدمة لتغير حالة الفريق؛ لأنك لا تستطيع تغيير اللاعبين؛ فالخيار الأنسب تغيير المدرب، فلما تغير المدرب تغير الفريق وتغير اللاعبون إيجابيًّا، والنتائج تحسنت تدريجيًّا، على العموم تغيير المدربين شيء لا مفر منه حتى في أندية النخبة.

ـ في اعتقادك ما الفرق فنيًّا بين فرنانديز وهنري ميشيل مواطنه؟ ومن تفضل أكثر؟

ـ فرنانديز عمل وحفظ فريق النصر، حيث استطاع أن يفهم اللاعبين وعرف إمكاناتهم ومن كان جاهزًا، ومن الأفضل للعب المباراة، إضافة إلى كيفالي مساعده الذي كان له دور كبير وساعده كثيرًا، هنري ميشيل كان لديه المقدرة على قراءة الخصم، ولديه القدرة أن يجعل اللاعبين يتكيفون خلال المباراة لتحقيق نتائج إيجابية، وبالنسبة لي أفضل هنري في قراءته الفنية للمباراة والتعامل معها، وأفضل فرنانديز في تحضيره الذهني للاعبين قبل المباراة.

ـ كنت قريبًا للأمير عبد الرحمن بن سعود ـ رحمه الله ـ، كيف كان تعامله مع اللاعبين والجهاز الفني؟ هل تتذكر بعض المواقف مع الأمير عبد الرحمن؟

ـ الأمير عبد الرحمن كان يطلب من اللاعبين والجهاز الفني دائمًا تقديم أفضل ما لديهم في كل مباراة، وقبل المباريات دائمًا يكون لطيفًا وداعمًا قويًّا لنا، وإذا فزنا فدائمًا يدعونا للعشاء ويقدم لنا المكافآت كنوع من الامتنان. وعند الهزيمة بطبيعة الحال يكون غير مسرور كما هو حالنا، لكن دائمًا لديه إيمان بالفريق مستقبلاً. أذكر أنني تحصلت على بطاقة حمراء ذات مرة، بعدها قرر الأمير عبد الرحمن الخصم عليَّ بسبب تلك البطاقة، لكن بعدها أديت مستويات ممتازة في المباريات التي تلتها؛ فقرر الأمير إلغاء العقوبة.

ـ لا تزال الجماهير السعودية ـ خاصة جماهير النصر ـ تتذكر إبداعاتك التي سطرتها في الملاعب السعودية.. ما السر خلف علاقتك الحميمة مع جماهير النصر؟

ـ القاعدة الجماهيرية للنصر كانت كبيرة في السعودية، خاصة في الرياض، لكننا وجدناهم أيضًا في كل مدن السعودية ومناطقها، حيث إنهم الوقود لنا عند لعب المباريات، وهم قوة النادي، الطاقة التي كانوا يمنحونها لنا في الملعب، وترديد اسمي وأسماء زملائي كان شيئًا لا يمكن وصفه، وهذا السر الذي جعل كل واحد منا يبذل أقصى ما عنده.

ـ فترة وجودك في النصر، كان هناك لاعبون محليون مميزون، على سبيل المثال ماجد عبد الله، فهد الهريفي، محيسن الجمعان، ناصر الفهد، مساعد الطرير... إلخ. 

هل في اعتقادك اللاعب السعودي يملك موهبة؟ وماذا يحتاج للحفاظ على مستواه؟

ـ هناك مجموعة كبيرة من اللاعبين في النصر يمثلون المنتخب الوطني، على سبيل المثال ماجد عبد الله الذي كان يحفظ التحركات والتمركز في منطقة الـ ١٨، وكان يفاجئ الجميع بحسن التصرف وسريع وذكي جدًّا. الهريفي أيضًا كان يملك تكنيكًا عاليًا، ومثل البوصلة للفريق، ولديه نشاط كبير في وسط الميدان. محيسن كان يمتاز بالسرعة والقوة والتكنيك، ومميزاته الكبيرة وصفاته تخوله للعب في أوروبا.

لعبت الكثير من الديربيات مع نادي الهلال، كيف رأيت تلك المباريات؟ وكيف كان الأمير عبد الرحمن يحضِّر الفريق لمثل هذه المواجهات؟

ـ مباريات الديربي أمام الهلال مثيرة للاهتمام ومختلفة، ووجود جماهيرنا الكثيفة تجعلها أكثر إثارة، حتى جماهيرنا خارج الرياض تحضر لدعمنا. الأمير عبد الرحمن قبل تلك المباريات يتكلم قليل معنا؛ بسبب أن كل لاعب يعي أهمية المباراة ولدينا المحفز الإيجابي، ونحن جاهزون لتحقيق نتيجة إيجابية في الملعب المملوء بالمشجعين، الجميع يترقب هذا الديربي الأهم في البلد من ناحية الإثارة والمستوى. في مباراة الديربي لدينا ميزة وهي الحشد الجماهيري الكبير.

ـ جماهير النصر تتذكر النهائي أمام الهلال الغريم في جدة، حيث انتهت المباراة بفوز النصر 1/3، والمدرب وقتها كان يوسف خميس، ماذا تتذكر من هذا النهائي؟ 

ـ نهائي مهم جدًّا، واللاعبون أعطوا أفضل ما لديهم. كانت مباراة خاصة لأنها جمعت أفضل فريقين في ذلك الوقت، حققنا فوزًا كبيرًا ومستحقًّا، كان واضحًا أننا لم نمنح الهلال أي فرصة للتغلب علينا. وتفوقنا في الميدان. 

ـ هل لا يزال لديك علاقات مع رفاقك اللاعبين؟

ـ عندما غادرت السعودية كان لي تواصل مع بعض اللاعبين مثل فهد الهريفي، ومع الأمير فيصل حتى فترة قريبة كان لي تواصل معه.

ـ بقيت في الرياض قرابة العامين، كيف وجدت الرياض؟ وهل تأقلمت عائلتك في الرياض؟

ـ كان صعبًا في البداية، تحديدًا في العام الأول، خاصة أنني كنت وحيدًا، والطقس كان غير مألوف بالنسبة لي، العام الثاني قدمت عائلتي وحينها كنت مُتأقلمًا مع نمط الحياة والطقس.. الرياض مدينة كبيرة ومدهشة، وهي عاصمة لبلد كبير.

ـ فترة وجودك مع النصر كان هناك تكريم لزميلك ماجد عبد الله من "فيفا" كأكثر لاعب في العالم مشاركة في مباريات دولية، كيف رأيت ماجد لاعبًا والشعبية الكبيرة التي يحظى بها من أنصار نادي النصر والجماهير السعودية بشكل عام؟

ـ ماجد محبوب الجماهير السعودية والعربية، في عامي الأول الجميع يتحدث معي عن شعبيته الكبيرة، الكثير من المشجعين يأتون له سواء في المباريات والتمارين، هو لم يكن مجرد لاعب مميز، أيضًا كان شخصًا مميزًا، نال احترام جميع الجماهير واللاعبين، موهبته خولته للوصول إلى هذا التكريم باستحقاق. يملك موهبة عجيبة.

ـ مع النصر قابلت الكثير من الفرق، من اللاعبون الذين لفتوا انتباهك من الفرق الأخرى؟

ـ كان كابتن نادي الهلال رقم ١٥ يوسف الثنيان لاعب مثير للإعجاب، يمتاز بالتمرير الدقيق، وأذكر أنه كان اللاعب المحبوب من جماهيره.

ـ بعد موسمين ناجحين في النصر، انتقلت للاتحاد في جدة لكن لم تكن تجرية ناجحة.. لماذا؟ 

ـ عندما غادرت إلى ألمانيا لم يكن لدي الرغبة في العودة، لكن عرض الاتحاد كان حاضرًا، بعد قدومي لم يكن المدرب مقتنعًا بي ولَم تنجح تلك التجربة. وحقيقة النصر هو الفريق الوحيد المفضل لدي في السعودية.

ـ جميعنا شاهد موسم الحج الأخير، ملايين من المسلمين تجمعوا في مكان ووقت واحد، تحدٍّ كبير، لكن في الحقيقة الحكومة السعودية وفرت جميع الإمكانيات والتسهيلات لجعل هذا الحشد الكبير آمنًا ومريحًا، كيف رأيت ذلك؟

ـ تسنت لي خلال وجودي زيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة، أستطيع أن أقول لجميع المسلمين لا يستطيعون أن يشعروا بهذه التجربة العظيمة حتى يجربوها بأنفسهم، مكان عظيم يمنحك نوعًا من التشويق يعجز وصفه. دائمًا أتذكر هذا المشهد وأذكره لوالدي. وبالنسبة للإمكانيات والتسهيلات المقدمة من قبل حكومة السعودية لموسم الحج والحجاج عظيمة جدًّا، الحقيقة تحدٍّ كبير وجود هذا الحشد الكبير في مكان ووقت واحد.

ـ لو وصلتك دعوة لزيارة المملكة مجددًا.. هل ستقبل؟

ـ أنا مستعد ومتحمس لزيارة المملكة وزيارة نادي النصر مجددًا بعد غياب أعوام طويلة متى ما قدمت لي الدعوة.

ـ بعد تأهل المنتخب السعودي إلى نهائيات كأس العالم في روسيا ٢٠١٨، ما رسالتك للجماهير السعودية بهذا المنجز؟ 

ـ أهنئ الشعب السعودي بهذا الإنجاز الكبير، كنت مسرورًا جدًّا بتأهل المنتخب السعودي إلى نهائيات كأس العالم، الفريق السعودي لديه عناصر ممتازة، يحتاج إلى المزيد من العمل الجاد. السعودية لديها شيء مميز عن بعض المنتخبات الأخرى، وهو الإمكانات المادية، فكثير من المنتخبات الأوروبية وصلت إلى قدر كبير من الجودة لدى لاعبيها من خلال ضخ الميزانيات الكبيرة، أعتقد كرة القدم تحتاج إلى الكثير من الاستثمارات، حيث ستعود على جودة اللاعبين والاستثمار في المدربين والأكاديميات والبنية التحتية، وهذا سوف يقود إلى تحقيق الإنجازات في المحافل الدولية.

ـ ما رسالتك الأخيرة لجماهير النصر والكرة السعودية؟

ـ لا أنسى تلك اللحظات الرائعة التي عشتها بين أسوار النصر، وجماهيره التي كانت تملأ مدرجات الملعب في كل المباريات حاملة الأعلام الصفراء والزرقاء. كان من دواعي سروري عندما كنت أتجول في مدينة الرياض مع عائلتي وأجد الترحيب الكبير وكلمات الإطراء من الجماهير.. أشكرهم جميعًا لدعمي بإيجابية كبيرة.