يحلم جمهور الفتح، في أن يعاود فريقهم الأول لكرة القدم منافسة الكبار في الألقاب، والعودة إلى القمة من جديد، هذا الطموح هو أكثر ما يقلق سعد العفالق الرئيس المكلف للنادي.

ورث العفالق تركة ثقيلة في نادي الفتح، فالفريق الذي كان بطلًا للدوري السعودي قبل أربعة مواسم، كان يرزح تحت وطأة التجديد، ورحيل النجوم، وتدني النتائج، الأمر الذي لم تتقبله الجماهير عذرًا.

حاول العفالق تعديل الكثير من الأمور في وقت قصير، وحاول بناء فريق جديد، وتوفير المال اللازم لذلك، والأهم هو أن يقوم بكل ذلك، من خلال الاستمرار في سياسة النادي الصارمة، في تجنب الإنفاق المبالغ فيه.

أكد في حواره لـ "الرياضية" العفالق على أنهم يسعون إلى إعادة الفريق إلى دائرة المنافسة من جديد، وبناء فريق قوي، ولكن دون إنفاق مبالغ فيه، وفيما يلي التفاصيل:



ـ كیف تقیّم وضع الفریق النموذجي بعد انتهاء الجولة الخامسة؟

الوضع إجمالًا مطمئن جدًّا، خاصة وأن الفریق جدید إلى حد كبیر، بعد البدایة المتعثرة في أول جولتین عاد الفریق بعد التوقف السابق إلى مستویات ونتائج جیدة، واستمر كذلك في مباریات الرائد وأحد والباطن في الدوري، واستطاع الفریق الظفر بسبع نقاط من أصل تسع نقاط بالدوري، ولم یلج مرمانا أي هدف خلال المواجهات الثلاث؛ مما یبشر بمستوى ونتائج جیدة في المستقبل بحول الله وقوته.

ـ ما هو طموحكم هذا الموسم؟

نحن في إدارات نادي الفتح المتلاحقة كنّا وما زلنا نتخذ من الواقعیة أساسًا مهمًّا لوضع أهدافنا، ودائمًا ما كنّا نعمل وفق هذا التوجه، ولا نبالغ في الطموحات، ولكن نتخذ من المنافسة هدفًا أساسیًّا، ونحاول أن ننتصر في كل مباراة أو منافسة ندخل فيها، ولكن لا نبالغ في ردة الفعل إذا لم نوفق في هذه المنافسة أو تلك، كما نؤمن أن كرة القدم ربح وخسارة، ونحاول أن نصحح الأخطاء متى ما تعرضنا لأي خسارة، ونبني على النجاحات متى ما تحقق الانتصار؛ لذا من الصعوبة أن نبالغ في طموحاتنا هذا الموسم، خاصة بعد التغيیرات الكبیرة التي مرت على فریق كرة القدم، ولكن نرید أن نجعل من فریقنا رقمًا صعبًا في الدوري یستطیع المنافسة في كل مباراة یدخلها، أو منافسة یشارك فيها، وأن نجعل جماهيرنا ومحبینا یفتخرون بفريقهم.. وهذا هو الطموح.

ـ لماذا تأخرتم في التعاقد مع الجهاز الفني واللاعبین الأجانب؟

بعد نهایة الموسم الماضي قرر أحمد الراشد رئیس النادي ترك منصبه لظروف خاصة به، وهو الرجل الذي كان خلف الفریق بدعمه وإدارته له خلال في السنوات العشر السابقة، عندما كان مشرفًا على الفریق أو بعدما ترأس النادي، ولهذا كنا مضطرين على عرض الأمر على مجلس الشرف؛ لاتخاذ القرار المناسب باختیار الرئیس الجدید للنادي الذي یمكنه أن یقود النادي في المرحلة الجدیدة، فكنا نحتاج إلى وقت كبیر من أجل وضع الموازنات والخطط التى نستطیع أن نتحرك من خلالها؛ من أجل البدء في مرحلة جدیدة وموسم جدید، وكذلك خلال فترة الإعداد كنّا نركز على اختیار العناصر المناسبة، والتي یرغب الجهاز الفني في التعاقد معها وفق إمكاناتنا المالیة، وأن یكون اختیارنا هذه العناصر بعنایة؛ من أجل عدم الاستغناء عنهم قبل نهایة عقودهم، الأمر الذي من الممكن أن یكلف خزینة النادي الكثیر من الأموال، وكذلك یخلق حالة من عدم الاستقرار في الفریق، أما بخصوص موضوع الجهاز الفني، فقد كان قرار التجدید مع الكابتن فتحي الجبال وطاقمه الفني منذ نهایة الموسم الماضي.

ـ فتحي الجبال یذهب ویعود إلى الفتح، ما هو سبب إصراركم علیه؟

علاقة فتحي الجبال بنادي الفتح أكبر من علاقة مدرب بفریق كرة قدم، فهو أحد أبناء هذا النادي، وهو منذ أن دخل النادي عام 2007 حتى الآن لم یبتعد عن النادي حتى خلال الفترة التي لم یكن فيها على رأس الجهاز الفني، حيث كان قریبًا من النادي، وحریصًا على أن یكون النادي في وضع جید، وأن یسیر بالشكل المطلوب. 

من یعرف هذا الشخص یعلم أن لدیه القدرة على التعایش مع الأوضاع الإداریة للنادي، وكذلك التفاهم بشكل أبوي مع اللاعبین، وأنه یستطیع التعایـش مع جمیـــع الظروف المحیطة بالفریق؛ فهو إنسان طموح، محب، متفهم، ذكي، ومتواضع وقائد قوي، وفي الوقت نفسه تستطیع أن تتواصل معه بشكل سهل جدًّا، وكذلك یمكنك أن تتناقش معه في كل الأمور بشكل واضح وهادئ جدًّا، فجمیع المواصفات المطلوبة في القائد الفني موجودة فیه؛ لذا یحظى بثقة جمیع الفتحاویین بلا استثناء.



مشكلة التحكيم

ـ التحكیم مشكلة أزلیة في الدوري السعودي، هل أنتم راضون عن التحكیم؟

لدینا بعض المشاكل المتعلقة بالتحكیم، وهذا لا یعني بالضرورة عدم وجود حكام وطنيین أكفاء، فأنا مع مقولة إن أخطاء الحكام جزء من كرة القدم، وهذه الأخطاء موجودة في جمیع المسابقات في العالم، والحكم الجید هو الحكم الأقل أخطاء، وأزمة التحكیم الموجودة حالیًّا هي أزمة ثقة في الأساس، حیث إن الریاضیین لا یثقون في الحكام إجمالًا، وأن الحكام لديهم موقف حساس من الریاضیین كذلك، وإذا آمنا بهذا الاعتقاد، فإني أرى أن المشكلة تكمن في شخصیة الحكم وحزمه وقدرته على امتصاص حماس اللاعبین في بعض الأحیان، وكذلك في طریقة إدارته للمباریات، للأسف أعتقد أن هذه هي المشكلة الأساسیة للحكام المحلیین، والدلیل على ذلك أن حكامنا عندما يشاركون في مباريات خارجية يقدمون مستوى تحكیميًّا راقيًا، فتظهر قدراتهم على ضبط المباریات بشكل كبیر، وكذلك التعامل مع ظروف المباریات بشكل جید، وكذلك متى ما حضر الحكم الأجنبي إلى دورینا نجد أن الاعتراضات والحدیث عن الحكام وأخطائهم، تكون بشكل أكثر موضوعیة وأكثر هدوءا؛ لذا أؤكد أن لدینا حكامًا جیدین، ولكن لیسوا قادرین على الإبداع في ظروف ملاعبنا المشحونة، ولدینا أيضًا ریاضیون واعون، ولكن لا یستطیعون تحمل أخطاء حكامنا، وهذه هي المشكلة.

ـ قرارات كثیرة أصدرتها هيئة الریاضة، كیف تراها وما هو أبرزها؟

منذ أن تم تعيين تركي آل الشیخ رئیسًا للهيئة، بدأت بتشخیص حال الریاضة عمومًا واتخاذ قرارات لتعدیل وضع الریاضة بصفة عامة والأندیة بصفة خاصة، وكلنا ثقة في أن هذه القرارات تمت بعد دراسة الوضع السابق، وأنها اتخذت لتخدم رؤیة السعودية نحو المجال الریاضي وتحویله إلى التخصیص المرتقب من جمیع الریاضیین، فمنظومة الاحتراف بالشكل السابق، وجد بها بعض الأخطاء التي رفعت من مصاریف الأندیة بشكل كبیر، وخاصة على مستوى عقود اللاعبین والمدربین، الأمر الذي تسبب في تراكم الدیون على الأندیة، وزیادة عدد القضایا الموجهة نحو الأندیة السعودیة؛ لذا كان لا بد من مراجعة هذه المنظومة، واتخاذ القرارات المناسبة تجاهها؛ لإيجاد أندیة تستطیع أن تتحمل الأعباء المالیة الخاصة بها، دون اللجوء إلى تبرعات الشرفیین، أو إلى دیون كبیرة لا یمكن الوفاء بها.



عجز مالي

ـ ما هو وضع النادي المالي؟

جمیع الأندیة السعودية لديها الكثیر من التحدیات المالیة، ولا یوجد استثناء لهذه القاعدة، ونحن في الفتح حرصنا دائمًا على العمل بواقعیة مالیة؛ لعدم إغراق النادي في الدیون التي سيكون من الصعب إیفاؤها وعقود غیر قابلة للتنفیذ، ففي فترة ما قبل الموسم، وضعنا موازنة تقدیرية لإیرادات ومصاریف النادي المتوقعة؛ لتحقیق توازن مالي مقبول وبعجوزات قابلة للسداد، هذه الموازنات كانت منطقیة للغایة، مع وجود بعض التحدیات وخاصة بتغطیة المبالغ الخاصة بالرعایات بعد انتهاء بعض عقود الرعایة، وفسخ بعض العقود الأخرى، وكذلك انخفاض حجم التبرعات بسبب الأوضاع الاقتصادیة الحالیة لكثیر من المؤسسات والشركات.



ما الذي تعنيه بكلمة "الفريـق جديد"؟

تم خــلال الصیــف الاستغنـاء عن عـــدد كبیـــر من عناصـــر الفریـــق السابقـــين، وتم استقطاب لاعبیــن محلیین وأجانب جدد، بلغ عددهم إلى الآن سبعة لاعبین بالإضافة إلى تصعید أكثر من ثلاثة لاعبین من الفئات السنیة المختلفة، الأمر الذي یحتاج إلى وقت طویل من أجل الانسجام، كنّا ندرك أن الفریق یحتاج إلى وقت أطول للإعداد من أجل الانسجام والتفاهم مع عناصر الفریق من جهة، وكذلك من أجل فهم أسلوب وطريقه لعب فتحي الجبال.



كیف ترى جاهزیة الفتح للتخصيص

أرى أن الفتح من أكثر الأندیة جاهزية للتخصيص، وذلك بزعمي أنه یعود لعدة عوامل، من أهمها أن الفرق بین إیرادات النادي ومصاریفه محدودة، ومن الممكن تحقیق هذه الفروقات باستثمارات معینة، بحيث تدرّ على خزینة النادي مبالغ من الممكن أن تساهم في تحسین إيرادات النادي، كذلك تمیز النادي على مستوى الأحساء خلال العقد الماضي، أدى إلى أن يكون النادي هو الأول في المنطقة، كما أن النادي قادر على زیادة قاعدته الجماهيریة التي ستكون عاملًا جاذبًا للشركات الراعیة للاستثمار في الأنشطة، وفرق النادي المختلفة، وكذلك وجود بیئة خصبة في المنطقة على مستوى المواهب الریاضیة التي من الممكن أن تكون نواة لأكادیميات ریاضیة على مستوى السعودية، والمنطقة تخرج لنا مواهب في الألعاب الریاضیة كافة.



هل هناك إيـرادات مـن استثمـارات، أو من مداخیل مالیة من أعضاء الشرف؟

مداخیل النادي القادمة من أعضاء الشرف، غالبًا ما تكون على شكل هبات وتبرعات مالیة أو عینیة؛ من أجل الإیفاء بمصاریف النـــادي التشغیلیـــة، والتجربة الوحیدة التي كانـــت للنادي بشـــكل مختلـــف، كانت إنشــاء متجر للنادي یشمل جمیع التجهیزات والبضائـــع اللازمة لتشغیل المتجر من قبل راشد بن سعد الراشد وابنه أحمد رئیس النادي السابق، والذي نأمل في أن ینجح هذا المتجر في تحقیق إیرادات جدیدة للنادي، بالإضافة إلى أنه سیكون تلبیةً لمطالبات الجماهير بوجود منتجات تحمل شعار النادي.