|


مروان الشيحة نجم الاتفاق والمنتخب السابق يفتح أوراق الماضي ويؤكد لـ الرياضية

الاتفاقيون لا يحتملون الصراحة

الدمام ـ الرياضية 2017.10.17 | 06:00 pm

من عبق التاريخ، يتذكر مروان الشيحة، لاعب الفريق الأول لكرة القدم في نادي الاتفاق والمنتخب السعودي “سابقاً”، الماضي ويقارنه بالحـاضر، يضرب بكفيه عند كل قصة يتحدث عنها في “زمن الطيبين”، يتذكر الروح والانتماء ويؤكد أن الحاضر ماتت فيه كل أحاسيس الوفاء وأصبحت المادة هي العنوان الأبرز.

قلب الشيحة في أول ظهور إعلامي له منذ سنوات طويلة صفحات الماضي وعاد بذكريات الزمن الجميل لفارس الدهناء، فكانت البداية عن انطلاقته في الملاعب، حتى إعلانه الاعتزال بسبب عدم التقدير وتجاهل أقرب الناس له لما قدمه خلال عشرين عاما، قضاها في الملاعب، فيما يلي التفاصيل:







كيف ترى خسائر الاتفاق المتتالية وتراجع النتائج ؟ 

ـ مايحدث للاتفاق طبيعي في ظل ضعف العنصر الأجنبي و عدم استقطاب لاعبين محليين، يجب أن يتساوى الطموح مع الإمكانيات. نصحت خالد الدبل منذ أول يوم عاد فيه الاتفاق للدوري الممتاز بنوعية اللاعبين الذين يجب أن يستقطبهم لكن ربما لم يكن كلامي مقنعاً بالنسبة له واليوم بإمكانه أن يسترجع ذلك عل وعسى. الاتفاق بحاجة لانتفاضة وإعادة ترتيب الأوراق وعدم المكابرة فالأخطاء لايتحملها طرف واحد و الكل مشترك في الهزائم الأربع المتتالية .

كثيرون لا يستطيعون نسيان الماضي! ما هو اللغز؟

ـ أسباب كثيرة تجعلني وبقية جيلي لا ننسى ذكرياتنا لأنها مختلفة تماماً، لك أن تتخيل أننا منذ أن ننتهي من دوام المدرسة نذهب للنادي للتمرين مع فئة الناشئين وبعده نذهب لتدريب منتخب الشرقية وبعد ذلك نعود لنادي الاتفاق للعب مناورة ما بين فئة الشباب والفريق الأول، وهذا الجدول مستمر طوال الموسم مالم نرتبط بمباريات رسمية وهذا ما جعل الماضي جميلا في ترابطنا كأسرة واحدة جعلنا نصب ونحقق أمنياتنا الرياضية منذ وقت مبكر، الحديث عن الماضي لا يكفيه مجلدات.

إذا انتم مدانون للماضي بالكثير؟

طبيعي، فما ذكرته كان مردوده كبيرا حتى على مستوى نادي الاتفاق وأصبح لدينا وزننا في المنطقة وانعكس ذلك على نتائج الفريق، كنا مجموعة واحدة تدرجنا مع بعض من فئة لأخرى، أتذكر أننا في أول سنه في فئة الشباب وصلنا للنهائي أمام الأهلي وخسرنا وهي أول بطولة تقام لفئة الشباب.



صعوبات البداية

وما الصعوبات التي واجهتكم في السنة الأولى مع الفريق الأول؟

ـ أصعب اللحظات كانت رهبة اللعب أمام 40 إلى 50 ألف متفرج حتى أن بعض اللاعبين كانوا يرفضون اللعب في مثل هذه الأجواء. لكن الدافع الحقيقي للبروز كان هو نتائج الاتفاق المميزة في ذلك الوقت فيكفي أنه في أول موسم لنا في الفريق الأول عام ١٩٨٢ حققنا بطولة الدوري الممتاز بدون خسارة ووصلنا لنهائي كأس الملك .

إذاً عام 82م مميز بالنسبة للاتفاقيين؟

ـ نعم لأنه في نفس الموسم تقريباً شاركنا في بطولة الخليج وكان قد سبقنا نادي النصر ولم يوفق في تحقيقها وانسحب من البطولة بسبب الإصابات والظروف المختلفة، فمشاركتنا كانت ذات مسؤولية كبيرة خصوصاً من القيادات الرياضية التي شددت على وجوب ظهورنا بالصورة المطلوبة مع وجود فرق تعتبر الأقوى في الخليج العربي في تلك البطولة، وكانت بدايتنا صعبة جداً لكننا تفادينا الوضع في الرمق الأخير ولعبنا ما تبقى من مباريات على طريقة خروج المغلوب للاستمرار في التقدم والحمد لله تأهلنا للنهائي أمام العربي الكويتي وحققنا الفوز وهي أول بطولة خارجية تدخل خزائن الرياضة السعودية في لعبة كرة القدم.

ما أجمل محطاتك مع نادي الاتفاق؟

ـ أجملها كان بطولة الخليج بكل تفاصيلها بجانب تحقيق الدوري وبطولة العرب التي استضافتها الشارقة الإماراتية وهو موسم لا يمكن أن ينساه الاتفاقيون.

وما أسوأ محطاتك؟

ـ بطولة آسيا عام ١٩٨٨، هذه البطولة سلبها القطريون منا بالتحكيم بعد أن تعرضنا لظلم فاضح أمام السد القطري في دوري المجموعات وفوزنا كان يعني الوصول للمباراة النهائية أمام الرشيد العراقي.

ما أجمل أهدافك؟

ـ هدفي على حمود سلطان في بطولة الخليج في البحرين وهدفي على سعود السمار عام ١٩٩٥ في نهائي الدوري 

متى انضممت للمنتخب؟

ـ بعد أول سنه في الناشئين في العام ١٩٨٣ ومن ثم الشباب وأعتبره أفضل جيل مر على الكرة السعودية عندما شاركنا في بطولة كأس فلسطين في المغرب ثم انضممت مع المنتخب الأول.



جيل المادة

ما الفروقات بين المنتخب في الماضي والمنتخب حالياً؟

ـ صعب جداً أن أضع الفوارق فالمشاركات في الماضي كانت قليلة بعكس الحاضر، لكن نوعية اللاعبين تختلف فلاعبو جيل الطيبين كان لديهم حب وإخلاص للشعار سواء مع النادي أو المنتخب فالهدف هو الفوز فقط دون النظر للجوانب الأخرى بعكس الحاضر مع دخول الاحتراف فاللاعب أصبح ينظر للمادة ومستقبله في المقام الأول وهذا ما قلل من القيمة الفنية للاعب فلا أعتقد أن هناك انتماءً حقيقيا كما في السابق .

وكأنك متحامل على هذا الجيل؟

ـ أبداً فهذه حقيقة حيث أن اللاعب ليس من أبناء النادي بسبب الاحتراف، ويلعب وتفكيره في كيفية الحصول على عرض أعلى أو الانتقال لناد جماهيري وخلافه، فنجد أن اللاعب عمره قصير في الملاعب مع أني أتفق أن الاحتراف كان ولابد أن يكون وسيلة إيجابية لكنه للأسف عاد بالسلب على معظم اللاعبين .

لو كان هناك احتراف في زمنكم من هو اللاعب الذي تتوقع أن يكون الأغلى؟

كثيرون لكن أعتقد أن ماجد عبدالله سيكون الأغلى في تاريخ الرياضة السعودية ولو كان هناك احتراف لوجدنا كل الأندية تتسابق لضمه، لأن ماجد باستطاعته أن يضمن الفوز لأي فريق بعد توفيق الله، فهو مميز وهداف ولا يوجد مباراة إلا وترك فيها بصمته بجانب ايضاً يوسف الثنيان وسعد مبارك وفهد المصيبيح وحسام أبو داوود وأحمد الصغير والثنائي الخليوي وأحمد جميل وأسماء كثيرة لو كان الاحتراف موجودا لأصبحت المزايدات بين الأندية لاحدود لها.



سوء تقدير

ألم يتم عمل تكريم أو اعتزال لك بعد هذا المشوار الحافل؟

ـ الاعتزال هو تكريم وتشريف ولا يمكن أن أطالب بحفل اعتزال مالم يبادر النادي بتكريمي على الخدمة التي قدمتها خلال 20 عاما ما بين المنتخبات السعودية ونادي الاتفاق، أنا ضد أي لاعب يطالب بعمل حفل اعتزال، فتخيل أن تحظى بالاهتمام عندما تكون بكامل عافيتك وتكون نجما في الفريق وفي نهاية المشوار هل يكون هكذا رد الجميل؟

وعلى من تضع اللوم؟

ـ بكل تأكيد على إدارة الاتفاق في حينها التي كان يترأسها عبدالعزيز الدوسري، فلست الوحيد الذي لم يكرم فهناك من أمثالي كثيرون من النجوم لم يجدوا الاهتمام والتقدير بعد الاعتزال .

و أين أنت من الساحة الرياضية بعد الاعتزال؟

ـ لا أريد خلط الأمور، عبدالعزيز الدوسري حاول كثيراً معي أن أكون مشرفاً على فريق القدم لكن ظروفي العملية وانشغالاتي لم تسمح لي بذلك فأنا من النوع الذي يحبذ الالتزام ويهتم بما أسند إليه فصاحب الصنعتين "كذاب" لكن للأمانة كنت على تواصل مستمر مع أبو محمد وكان يأخذ كثيراً بمشورتي فيما يخص الفريق.

ماموقفك من الانتخابات التي كانت بين الدوسري والدبل؟

ـ أنا وبكل صراحة لا أخلط العلاقات الشخصية بمصلحة الاتفاق، أعترف أنني وقفت مع إدارة المهندس خالد الدبل وأتمنى ألا يفسر حديثي بأني مع مجموعة ضد أخرى فمصلحة الاتفاق في المقام الأول، عقدت عدة جلسات مع مجموعة الدبل وذكرت لهم بالحرف الواحد أن وجودي معهم لا يعني أني ضد عبدالعزيز الدوسري، رغم وجود اختلاف في وجهات النظر بيني وبين الدوسري، فعند قدوم إدارة الدبل مع نزول الفريق لدوري الأولى فهنا لا مكان للمجاملات ووقوفي مع الدبل من أجل مصلحة الاتفاق لكن يبقى الدوسري تاجا على رؤوس الاتفاقيين عامة لكن المرحلة كانت تتطلب التغيير.

هناك من يقول إنك تعاطفت مع إدارة خالد الدبل؟

ـ غير صحيح بتاتاً، فأنا أول من هاجمهم وانتقدهم في الإعلام عندما أصبحت هناك كتلة من الأخطاء وتحدثت عن اختيار اللاعبين والجهاز الفني وأمور كثيرة، فأنا أكرر لك أن مصلحة الاتفاق والحفاظ على تاريخه أكبر من التعاطف وهناك من وجه لي أصابع الاتهام بأني حولت الموضوع لنقد شخصي وهذا غير صحيح بتاتاً.

أيضاً كنت غائبا عن المشهد الرياضي عند فوز الدبل برئاسة الاتفاق؟

ـ بشفافية مطلقة، مع إدارة خالد الدبل لم يكن هناك أي اتصال أو دعوة لمنصب أو خلاف ذلك، أنا شخصياً لا أبحث عن كل ذلك ولا يهمني أن أكون ذا منصب والمهم أن يكون الاتفاق في الطليعة فهو ركيزة أساسية.



المشهد الاتفاقي

وكيف ترى المشهد الاتفاقي في مقبل الأيام؟

ـ ماحصل في بداية الموسم الماضي أعطانا انطباعا بأن الاتفاق لا يمكن أن يكون في مركز غير الثالث على أقل تقدير، لكننا انصدمنا بعد أن غاب الاتفاق عن الفوز في 13 مباراة على التوالي، الموسم الحالي كان نسخة كربونية من الموسم الماضي وتحدثت مع بعض المقربين وطلبت منهم عدم الاندفاع والانتظار لنهاية الدور الأول على الأقل لأن المبالغة التي حصلت "انغش" بها الجهاز الفني واللاعبون وانعكست على الفريق، إذاً هناك خلل في الفريق والأخطاء يتحملها الجميع والكل مشارك فيها من رئيس النادي إلى أصغر اللاعبين وكل مشارك في تلك الأخطاء مع تفاوت النسب.

وما الذي يحتاجه الاتفاق؟

ـ اقترحت على خالد الدبل منذ البداية بعد مباراة الصعود لكن لكل شخص وجهة نظر، من خلال خبرتي طلبت منه أن يجلب رأس حربة صريح أفريقي ولاعب وسط من أمريكا الجنوبية ومدافع أفريقي لوجود مميزات في تلك الفئة قادرة على تحمل المسؤولية، ولك في الرائد خير مثال، حتى مع إبداع هزاع الهزاع في الهجوم لكن الدوري طويل ويحتاج للاعب قوي بديل، ولماذا نصر في الاتفاق على اللعب بطريقة واحدة طوال الموسم؟ . كل هذه الأمور لو لقيت اهتماما سيتغير وضع الاتفاق للأفضل.



تطور كبير

كيف ترى المشهد الرياضي بعد قدوم تركي آل الشيخ رئيسا لمجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة؟

ـ هي نقلة نوعية كبيرة في الرياضة السعودية، والأغلبية من فترة يطالبون بتلك القرارات خاصة فيما يخص إدارات الأندية التي كانت غير مساءلة، بخصـوص المبالــــغ والمصروفات والتصرف بالأموال بدون رقابة، مما أساء لسمعة الكرة السعودية خارجياً بتراكم الديون وكثرة الشكاوى من قبل اللاعبين الأجانب لدى الفيفا وفض المنازعات، وكل تلك القرارات سنجني ثمارها بعد سنوات قليلة وستكون رياضتنا أنقى بكثير مما نحن عليه.

وماذا عن المنتخب؟

ـ أنا سعيد كغيري باختيار ماجد عبدالله وعمر باخشوين ويعتبر اختيارا ذكيا جداً لما يملكانه من خبرة وخلق، وهنا لا أنسى دور السابقين من أمثال طارق كيال وزكي الصالح اللذان قدما جهدا كبيرا يشكران عليه لكن المهمة صعبة جداً المرحلة تتطلب التغيير وهذا لا ينقص من حق السابقين، وفنياً لابد من مقابلة منتخبات قوية خلال فترة الإعداد لمونديال روسيا فليس من العيب الخسارة لكن الأهم الاستفادة القصوى من تلك المباريات الودية.

كيف ترى اهتمام اتحاد القدم بمواليد المملكة؟

خطوة موفقة وهذا معمول به في كل دول العالم، ولدينا ما يكفي من مواليد المملكة أفضل من خروجهم وتواجدهم في دول أخرى.