|


التعصب مسؤولية الإعلام

2012.05.28 | 03:00 am

الرياض ـ ناصرالعساف



شخص رئيس الاتحاد السعودي لألعاب القوى الأمير نواف بن محمد خلال محاضرته التي كانت بعنوان (التعصب الرياضي واختلاف في النظرة والقناعات) والتي شهدت حضورا جيدا لعدد من المسئولين وعلى رأسهم رئيس الاتحاد الرياضي السعودي لقوى الامن الداخلي اللواء الدكتور محمد المرعول واقع العنف في ملاعبنا بأنه لم يصل بعد إلى مرحلة الظاهرة المزعجة او الواضحة التي تستحق ان تثير القلق او يستعصى حلها وعلاجها وبترها مشيراً إلى ان العنف يتمثل دائما وابداً في حالات فردية تمتد إلى جماعية في حدود معينة نتيجة موقف مثلا تسبب في اثارته حكم بقرار خاطئ وفادح ساهم في التأثير على نتيجة المباراة وقلب موازينها، او لاعب ارعن ساهم في إلحاق الاذى بلاعب الفريق المنافس أو اداري يعاني من قصور في الفهم قام بإثارة الجمهور ولاعبي الفريق المقابل بحركات مشينة او تصريح مستفز، أو حتى مدرب أو رئيس ناد.. واضاف الأمير نواف بمعنى ادق هي منظومة شاملة ومتكاملة ومتغلفة ببعضها البعض وقادرة على اذكاء روح التعصب والعنف داخل الملعب وخارجه وجوهرها هو الجمهور الرياضي والذي هو أصل التعصب والعنف ولديه القدرة ان يتسبب فيهما ومن الممكن ان يحوله إلى ازمة مفتعلة تشوه المنظر الرياضي وتسيىء للذوق العام وتحرمنا من جماليات المنافسات الشريفة والاستمتاع بفن اللعبة وقوتها وإثارتها.. وتطرق الأمير نواف إلى الجماهير الرياضية بقوله : قد يردد هذا الجمهور هتافات مسيئة او يحمل لوحة استفزازية تجاه الفريق الخصم او يرمي القوارير الفارغة والألعاب النارية الكفيلة بتحويل المدرج او الملعب إلى ساحة من البطش والعنف مضيفاً ان للشحن الاعلامي الذي يسبق بعض اللقاءات والمنافسات الهامة ولقاءات الديربي ونهائيات الحسم دور مؤثر في اشعال فتيل العنف المحدود والذي يحدث عادة في المدرجات وليس داخل الملعب وذلك نتيجة العوازل الامنية والتواجد الامني المكثف وان حصل وحدث عنف او فوضى داخل الملعب فان ذلك بكل تأكيد يحدث بسبب الضعف الامني في التواجد وعدم تقدير اهمية وقوة وحساسية المناسبة نتيجة عدم توفر الثقافة الرياضية لمن هم على مقدرة في الحد من العنف وإطفاء الشرارة في موقدها ووأد الفتنة في مهدها قبل ان تستفحل ويحدث ما لا يحمد عقباه كما حدث في مناسبات رياضية محدودة جدا ولا يتجاوز عددها اصابع اليد الواحدة.



الأدوار المفقودة
وعرج الأمير نواف بن محمد للحديث عن الاحتياطات الامنية بقوله إن الكوادر الامنية في ملاعبنا وصالاتنا دورها تقليدي في حفظ الامن فهي تتصرف منذ لحظة تواجدها في المناسبات الرياضية حسب الظروف الطارئة وما يحدث من انفلات وعنف وقليل من الاحايين ما نسميه شغب بحيث تواجه الموقف بحزم مع تأخر في السيطرة وقصور في معالجة الوضع والأسباب متنوعة من اهمها عدم الانتشار بشكل مناسب في الملعب الرياضي مما يساعد في تمكنها من منع حدوث العنف لا مواجهته والتصدي له بطرق تساهم في اطالة المهمة وتعقيدها وحدوث مأساة يذهب ضحيتها اناس ابرياء ايضا هناك الدور الامني خارج الملعب وقبل ان يبدأ الحدث وتتأزم الاوضاع وتنفلت الامور ويتمثل ذلك في التفتيش الشخصي الذي يخضع له الجمهور قبل الدخول إلى ارض الملعب بأدوات الشغب ومسبباته فالملاحظ ان هذا الادوات تتواجد وبكثرة في المدرجات مع الجمهور مما يعني ان التفتيش غير دقيق وجاد ويواجه بالمناسبة رجال الامن مواقف لا يحسدون عليها مع الجمهور اثناء التفتيش نظرا لدقة المهمة وحساسيتها وصعوبة تفتيش كل شخص التفتيش الدقيق الذي يضمن خلو الملاعب من ادوات العنف والشغب وأيضا فان مــــــن اهم اوجه القصور الامني في الملاعب هو افتقاد من يــــعــنى بأمن الملاعب وسلامة الجميع داخلها التقنية الحديثه في مراقبة الوضع ومتابعة الاحداث اولا بأول وبكل وضوح فكاميرات المراقبة تكاد تكون معدومة في ملاعبنا رغم اهميتها ودورها في كشف العنف قبل ان يتصاعد ويتحول إلى عنف وحتى الاتصال اللاسلكي والربط والتنسيق بين الجهات الامنية حول ارض الميدان لا يتوفر بشكل يساهم في نجاح خطة الضبط الامني ويزيد التعاون والتكاتف والعمل بروح الفريق الواحد ويمكن ان تتذكروا ان كاميرا التلفزيون واقصد كاميرات النقل المباشر قد ساهمت في القبض على بعض الجماهير التي دخلت ارض الملعب وأفلتت من قبضة رجال الامن ومطاردتهم وحاولت الاختباء في المدرجات.. مضيفاً أن هذه الحادثة وغيرها من الحوادث تجعلنا نطالب بدورات تأهيلية لرجال الامن المعنيين بالتواجد بالملاعب والمكلفين بحمايتها حتى يستطيعوا مواجهة كل طارئ والقضاء على كل عنف لأن الطرق التي نشاهدها حاليا في مواجهة أي فوضى هي طرق بدائية ومضحكة ومزعجة في آن واحد والأفضل الاستعانة بخبرة من سبقونا في هذا المجال والاستفادة من تجاربهم. واكد الأمير نواف أن آخر اوجه القصور التي يؤكد عليها وتتطلب اهتماما اكثر من الجهات الامنية المختصة هي تكثيف عدد العناصر الامنية داخل وحول محيط المنافسه فقلة تلك العناصر وغيابها يشجع على العنف والانفلات.



علاقة ثنائية
ووصف الأمير نواف بن محمد العلاقة بين المؤسسات الرياضية والجهات الامنية بالروتينية والرسمية مشيراً إلى انها دائما ما تتخذ طابعا روتينيا بحتا فما يربط بينهما هو مجرد خطاب رسمي من مدير مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب في المنطقة اومن ينوب عنه يتضمن اشعارا بموعد اقامة النشاطات الرياضية وطلب الحضور لتأمين الجانب الامني وحتى المتلقي يتعامل مع هذا الطلب بعدم الاكتراث وباهتمام ضعيف لان الطلب في مفهومه التواجد وتأدية الواجب لا اكثر ولا اقل ومن المفروض ان يكون هناك اهتمام وتعاون اكبر وأفضل بحيث يسبق ذلك اجتماعات تحضيرية تنسيقية تفعل الدور الامني وتسهل مهمته وتجعله اكثر ايجابية وفائدة، واضاف الأمير نواف بقوله إن العلاقة بين المؤسسة الرياضية والمؤسسات الاخرى فيما يخص الجانب الوقائي فهي علاقة شبه معدومة رغم انه من المفترض ان يكون لبعضها دور هام ومؤثر يساهم في دحض العنف ونبذ التعصب ونخص بالذات المؤسسة الدينية المؤثرة داخل مجتمعنا المحافظ وبيئتنا الاسلامية البحته فمن المنابر ومن خطب ووعظ العلماء والمشايخ من الممكن جدا ان يساهم ذلك في الحد من كل انواع والتعصب في مجتمعنا والذي كما ذكرت بطبيعته مجتمع ديني يتأثر ويتفاعل مع المواعظ والإرشادات الدينية فهي من اسهل الطرق وصولا إلى قلبه ويقبل بها عقله بدون تردد.