|


إبراهيم بكري
الرياضة عدو العزلة
2022-03-04
الرياضة القاتل الأول للعزلة والانطوائية، ولا يمكن لأي شخص يحب العزلة، أو الانطواء عن البشر أن يكون رياضيًّا. يجب أن يشرق من شخصيته حرصه على الاتصال الاجتماعي مع الآخرين.
الانضمام إلى فريق رياضي، أو الاشتراك في مركز لياقة وسيلةٌ رائعة للتواصل مع الأشخاص. في كثير من الأحيان أولى صداقاتنا تولد خلال الأنشطة الرياضية.
هناك عديدٌ من الأسباب التي تجعل الرياضة مصنعًا للأصدقاء الجدد، على سبيل المثال، تحكم الرياضة قواعد وقوانين معينة، يلتزم بها جميع أفراد الفريق، ما يعزِّز الثقة بين المجموعة، ويخلق انسجامًا، يعتمد على تناغم نقاط القوة عند كل فرد في الفريق.
الرياضة ممارسة، أو مشاهدة، تفتح أبواب الحوار في حياتنا، وفي كثيرٍ من الأحيان المشتركات الرياضية، مثل تشجيع فريق ما، أو ممارسة رياضة معينة، لها الأثر الكبير في صناعة الأصدقاء، سواءً من خلال الحوار اليومي، أو الأسبوعي في الاهتمامات الرياضية نفسها.
شيءٌ عجيب يسكن الرياضة، فحتى وأنت في الملعب ويجلس إلى جوارك شخصٌ لا تعرفه، تجد، قبل أن يطلق الحكم صافرة نهاية المباراة، أنك دخلت معه في كثير من الحوارات، وقد تستمر خارج حدود الملعب، وتصبحان صديقين.
من هذا المنطلق تزداد أهمية علم الاجتماع الرياضي، الذي يُعرف بـ: “العلم الذي يدرس طبيعة العلاقات الاجتماعية وأسبابها ونتائجها، التي تقع بين أعضاء الفرق والجماعات الرياضية، كما أنه العلم الذي يُعنى بدراسة علمية للبناء، والتركيب الاجتماعي، والعمليات الاجتماعية في عالم الرياضة، أي يدرس بناء، ووظائف، وأيديولوجية، وعلاقات، وأهداف الفرق الرياضية”.
لا يبقى إلا أن أقول:
راجع رصيدك من الأصدقاء، وستجد أن الكثير منهم ينتمي إلى فريق المدرسة، أو الحارة، أو تعرَّفت عليهم في النادي، أو الصالة الرياضية، كما أن مواقع التواصل الاجتماعي قرَّبتك مع مَن يتفقون معك في الميول والانتماء إلى فريق معين.
تقع على عاتق كل أسرة مسؤولية كبيرة في تشجيع أطفالها على ممارسة الرياضة من أجل صناعة الأصدقاء بدلًا من الانعزال في غرفة وممارسة الألعاب الإلكترونية طيلة الوقت.
صحيحٌ، في بعض الأحيان، أن الرياضة قد تكون من أسباب إشعال شرارة الخلافات الشخصية، لكنَّ ذلك لا يمكن تعميمه مقارنةً بالجوانب الإيجابية الكثيرة، التي تسهم فيها الرياضة، في مقدمتها مد جسور التواصل بين جميع البشر على الرغم من اختلاف الدين واللون والوطن.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية” وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك.