|


فهد الروقي
(خلق وفرق)
2022-03-04
لا يمكن لأي عاقل أن يوجد تقارب بين كبير القارة (الهلال) وبين غريمه الجغرافي (النصر) رغم المحاولات المستميتة لعشاق الأخير باقتران فريقهم به على طريقة (جار القمر) و(جاور السعيد تسعد)، وما زلت عند رأيي بأن أعظم منجز حققه (الأصفر البراق) هو اقتران اسمه بالهلال (إعلاميًّا وجماهيريًّا) فقط وإلا في المستويات والأدبيات والانتصارات وصعود المنصات وثقافة البطل والبطولات هناك (سنة ضوئية).
ففي هذا الموسم فقط نجح كبير القارة في عبور النصر في ثلاث مناسبات هامة، وهي تشبه في ذلك (اللقاحات) فقد أخرجه أولاً من دوري الأبطال القاري ووأد حلمه الذي سعى له بميزانيات ضخمة تجاوزت المليار، ثم تكررت الخسارة الموجعة في ثمن نهائي كأس الملك، ثم برباعية قاسية ليلة أمس الأول في الدوري.
كل هذه الخسائر بينها عوامل مشتركة فهي شهدت سيطرة زرقاء وأفضلية مطلقة وضعف واستسلام أصفر، ثم أنها جميعًا أقيمت على ملعب النصر وفي بعضها أمام جماهيره بنسب عالية، رغم تفوق (القوة الزرقاء) ثم في (التورنيدو)، الذي سجل فيها كلها وقام بحركة (الخلط) التي انتشرت بسببه حتى أصبحت ماركة سالمية.
وأخيرًا وهي أهم قاسم مشترك بينها أن الهلال أخرج النصر من جميع بطولات الموسم فحقق القارية في انتظار ما ستسفر عنه البطولتان المحليتان وتحوّل معها ملعب الجامعة من (منصة) بطولات للزعيم إلى (جسر) عبور له قبل تحقيقها.
في ليلة الرباعية التاريخية ظهر الهلال عنيفًا وقويًّا ومرعبًا في الشوط الأول، فسيطر واستحوذ ودّك مرمى وليد بثلاثية حرّة نقية، وفي الشوط الثاني ظهر هادئًا ورحيمًا وربما حكيمًا، وكأني أرى بأن (الداهية دياز) تذكّر بأن وراءه مباراة هامة بعد خمسة أيام مع العميد، وفيها تحديد كبير لبطل الدوري، فأوعز للاعبيه بالهدوء ورأف بحال الجار التعيس الذي يعاني من تبعات التنمّر الأزرق، ولم يعد يطيقه وبات على مسيريه وإعلامه الموجه أن يبحثوا عن أعذار جديدة بعد الزوبعة المفتعلة بعد ثنائية الكأس.

الهاء الرابعة
نهاكَ عنِ الغواية ما نهاكا
‏وَذُقْتَ منَ الصّبابَة ما كَفاكَا
‏وطالَ سُرَاكَ في لَيلِ التّصَابي
‏وقد أصبحتَ لم تحمدْ سراكا