|


الدنمارك واليونان تمزقان السجلات وباستن يسجل الهدف التاريخي

2012.06.08 | 03:00 am

نيقوسيا ـ (أ ف ب)



شهدت نهائيات كأس الأمم الأوروبية، التي تقام نسختها لعام 2012 في كل من بولندا وأوكرانيا، لحظات مميزة مثل القرعة التي شهدتها نسخة 1968 لتحديد هوية المتأهل إلى النهائي، أو الثلاثية التي سجلها الفرنسي ميشال بلاتيني عام 1984، أو الهدف الذي سجله الهولندي ماركو فان باستن عام 1988 ودموع الإيطاليين في نسخة 2000، وصولا إلى المفاجأة الكبرى التي حققتها الدنمارك واليونان ومزقتا خلالها سجلات التاريخ في نسختي 1992 و2004.



القرعة تحدد هوية المتأهل للمباراة النهائية
في 1968 وخلال مباراة الدور نصف النهائي التي أقيمت في مدينة نابولي الجنوبية، لم يتمكن أي من المنتخبين الإيطالي المضيف ومنافسه السوفيتي من الوصول إلى الشباك خلال الدقائق الـ90 ثم في الشوطين الإضافيين (0- 0). ولم تكن ركلات الترجيح تدخل في قواعد البطولة حينها، وبالتالي، لجأ الفريقان إلى القرعة التي حددت هوية المتأهل إلى المباراة النهائية من خلال قطعة نقدية معدنية تولى الحكم رميها في الهواء. واختار قائد إيطاليا جاسينتو فاكيتي الذي توفي عام 2006، جهة الوجه من القطعة النقدية وأصاب في خياره. في تلك الحقبة لم تكن هناك هواتف محمولة أو أي من وسائل الاتصال الحديثة ولم تعرف هوية المتأهل إلى النهائي إلا عندما خرج فاكيتي من نفق غرف الملابس راكضا نحو أرض الملعب للاحتفال مع زملائه، حين أدرك الجمهور الإيطالي أن منتخبهم سيتواجد في المباراة النهائية التي كانت لها قصة أخرى أيضا لأنها تكونت من مباراتين. وكان القانون حينها يجبر طرفي النهائي على خوض مباراة معادة في حال التعادل، وهذا ما حصل بين إيطاليا ويوغوسلافيا (1-1). وبعد يومين أقيمت المباراة المعادة وخرجت إيطاليا فائزة 2- 0 لتتوج بلقبها القاري الأول والأخير.



ثلاثيتان رائعتان لبلاتيني
عام 1984
سجل بلاتيني هدفا بالقدم اليمني وآخر باليسرى وثالثا بالرأس ليحقق ثلاثيته الرائعة خلال مباراة بلاده فرنسا مع يوغوسلافيا (3-2) في دور المجموعات من نسخة 1984 التي أنهاها رئيس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم حاليا كأفضل هداف برصيد 9 أهداف، وهو رقم لم يتمكن أحد من الوصول اليه في نسخة واحدة. ولم تكن الثلاثية امام يوغوسلافيا الاولى لبلاتيني اذ حقق الامر ذاته في المباراة السابقة لبلاده في تلك النهائيات امام بلجيكا (5-صفر)، ليصبح اول لاعب يسجل ثلاثيتين في نهائيات كأس اوروبا. كما سيبقى الفرنسي صاحب رقم 10 في اذهان حارس اسبانيا لويس اركونادا الذي شعر باحراج كبير خلال المباراة النهائية بعد ان مرت الكرة بين يديه وتهادت داخل الشباك بعد ركلة حرة من بلاتيني الذي توج باللقب الاوروبي بعد فوز بلاده 2-صفر.



فان باستن وهدف
أسطوري في 1988
إنه هدف من الاحلام، سجل بفنية عالية وفي مباراة حددت في نهايتها هوية البطل في نهائي نسخة 1988. كان فان باستن بعيدا عن تركيز الكاميرا كون التغطية لم تكن بالجودة التي وصلت اليها اليوم. كان متواجدا على الجهة اليمنى لمنطقة المنتخب السوفيتي عندما وصلته الكرة العرضية المتقنة لآرنولد ميوهرن، فتلقفها مباشرة وسددها بيمناه “طائرة” من زاوية ضيقة وصعبة جدا لتنفجر في شباك الحارس العملاق رينات داساييف. وأصبحت الطريقة التي سجل بها هذا الهدف الرائع ماركة مسجلة باسم فان باستن، ولطالما تمت مقارنة الاهداف المماثلة بذلك الذي سجل في ليلة 25 يوليو 1988 على الملعب الأولمبي في ميونيخ (2 ـ 0 لهولندا)، وآخرها في الموسم المنصرم من الدوري الاسباني عندما سجل المهاجم الدولي الفرنسي كريم بنزيمة “هدفا على طريقة فان باستن” لمصلحة فريقه ريال مدريد.



فرنسا تقلب الطاولة على
إيطاليا عام 2000:
كانت ايطاليا تستعد للاحتفال بلقبها الثاني في البطولة القارية بعد 1968 بفضل الهدف الذي سجله ماركو ديلفيكيو، لكن سيلفان ويلتورد فاجأهم بهدف التعادل في الوقت القاتل من الوقت الاصلي وجرهم إلى التمديد الذي كان بطله ابن الدوري الايطالي لاحقا ديفيد تريزيغيه لانه سجل الهدف الذهبي الذي اعتمد للمرة الاخيرة في البطولة القارية، ومنح الفرنسيين لقبهم الثاني على التوالي بعد ان توجوا ابطالا للعالم عام 1998 على ارضهم. وبكى الايطاليون كثيرا وتحسروا على خسارتهم اللقب الذي كان قريبا جدا منهم. لكن رجال “الازوري” نجحوا في تحقيق ثأرهم عام 2006 عندما انتزعوا من “الديوك” لقبا اغلى بكثير بعد ان تغلبوا عليهم في نهائي مونديال ألمانيا بركلات الترجيح.



مآسي فراي في 2004 و2008
هناك لحظات اخرى في تاريخ نهائيات كأس اوروبا بعضها ظريف وبعضها محزن مثل حال الكسندر فراي، احد افضل المهاجمين في تاريخ سويسرا، لان هذا اللاعب اختبر المآسي مع كأس اوروبا. ففي 2004 وخلال النهائيات التي اقيمت في البرتغال ارتكب فراي حماقة عندما بصق على لاعب وسط انجلترا ستيفن جيرارد فقرر الاتحاد الاوروبي ايقافه ما حرمه من مواصلة المشوار مع منتخبه، ثم لاحقه سوء الطالع في نسخة 2008 التي استضافتها بلاده مشاركة مع النمسا، اذ تعرض للاصابة في المباراة الافتتاحية وغاب عن ما تبقى من مشوار بلاده.



مفاجأة الدنمارك واليونان
في 1992 و2004
كان الدنماركيون يحضرون انفسهم لمتابعة كأس اوروبا التي استضافتها السويد عام 1992 امام شاشات التلفزة بعد فشل منتخبهم في التأهل إلى النهائيات، لكن الحظ اسعفهم عندما طلب منهم المشاركة نتيجة حرب يوغوسلافيا التي تسببت باستبعاد منتخب الاخيرة. كانت تلك بداية القصة بالنسبة للحارس العملاق بيتر شمايكل ورفاقه في المنتخب، اذ تمكنوا من بلوغ نصف النهائي عن المجموعة الاولى إلى جانب السويد المضيفة وعلى حساب العملاقين الفرنسي والانجليزي، ثم اكتملت المفاجأة ببلوغهم المباراة النهائية على حساب حاملي اللقب، المنتخب الهولندي، وذلك عبر ركلات الترجيح (تعادلا 2-2 في الوقتين الاصلي والاضافي) التي تعملق فيها شمايكل بصده ركلة بطل 1988 ماركو فان باستن. واكتملت المفاجأة الدنماركية في النهائي لان المنتخب الاحمر والابيض تمكن من التفوق على بطل اخر هو المنتخب الالماني المتوج قبل عامين بلقب مونديال ايطاليا 1990، وذلك بفوزه على ال”مانشافت” 2-صفر.
وصحيح ان الدنماركيين فاجأوا الجميع عام 1992 لكن منتخبهم كان يضم على الأقل لاعبين من طراز شمايكل وبراين لاودروب، في حين ان بطل نسخة 2004، اي المنتخب اليوناني، لم يكن يضم في صفوفه اي نجم كبير وكان انغيلوس خاريستياس ويورغوس كارغونيس ابرز لاعبيه. لكن هذا الامر لم يمنع فريقا يدربه الالماني الفذ اوتو ريهاغل من مفاجأة الجميع والتأهل بفضل اسلوبه الدفاعي إلى الدور ربع النهائي إلى جانب البرتغال المضيفة وعلى حساب اسبانيا وروسيا، ثم تخطي فرنسا بهدف لخاريستياس قبل مواجهة تشيكيا في دور الاربعة والفوز عليها بهدف وحيد أيضا بعد التمديد.
واعتقد الجميع ان انجاز اليونان سيتوقف عند النهائي لانها ستواجه البرتغال المضيفة في المباراة النهائية، إلا ان ريهاغل عرف كيف يتعامل بواقعية مع المد الهجومي البرتغالي على أمل جر المضيفين إلى التمديد وركلات الترجيح إلا أن خاريستياس أهداه ما لم يكن بالحسبان بهزه الشباك البرتغالية في الدقيقة 57 وكان ذلك كافيا لمنح بلاده لقبها الأول والأخير.


الدنمارك واليونان تمزقان السجلات وباستن يسجل الهدف التاريخي

الدنمارك واليونان تمزقان السجلات وباستن يسجل الهدف التاريخي

الدنمارك واليونان تمزقان السجلات وباستن يسجل الهدف التاريخي

الدنمارك واليونان تمزقان السجلات وباستن يسجل الهدف التاريخي