* مقال اليوم مما نشرته الصحافة، واخترت منها ما استوقفني، وحرَّك تفكيري. وحرصت على ما يحرِّك تفكيري، لأن حركته صارت قليلة، وقد يكون التقدم في العمر سببًا في ذلك، فالمرء عندما يكبر، يهدأ تفكيره، عكس السابق حينما كان لا يتوقف عن الطوفان، خاصةً الأفكار غير الواقعية، أو اللامنطقية. وهذا لا ينطبق على الجميع طبعًا، وقد أكون الوحيد الذي وصل إلى ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أبدأ بالممثل العالمي جان كلود فان دام، فقد أعرب عن سعادته بوصول مشاهدات برنامج “رامز موفي ستار”، الذي شارك فيه، إلى 730 مليونًا في أول ثمانية أيام من رمضان. وسبب اختياري ما قاله فان دام “الطبطةُ” على كتف بعض الزملاء، وكل مَن يقدمون محتوى عميقًا ومفيدًا، لكنهم يشتكون من ضعف المشاهدة مقارنةً مع برامج الكوميديا والمقالب، فالمشاهدة العالية ليست بالضرورة معيارًا حقيقيًّا للقيمة العالية، فبرنامج رامز أشبه بالفاصل الترفيهي، وهو أمرٌ مطلوب، لكنه يبقى خفيفًا، أو أشبه بـ “التصبيرة”، أما ما تقدمونه أنتم أصحاب المحتوى الثقافي، أو الاجتماعي، أو الفني العميق، فيعدُّ بمنزلة الوجبة الدسمة التي تسند الجسد، وتقوّي العقل، ويبقى مناسبًا للمشاهدة زمنًا طويلًا، عكس بعض المحتوى، الذي لا يكون مناسبًا للمشاهدة بعد مرور بعض الوقت. كذلك لا تنسوا أنكم تقدمون برامج، لن يتجرَّأ عليكم فيها أحدٌ قائلًا لكم: في رمضان؟.. في رمضان؟
* في المدرسة القديمة للصحافة كثيرًا ما كان يتردَّد على لسان المعلمين للصحفيين المتدربين بأن الخبر الذي يستحق نشره، هو الذي يحمل الجديد، أو غير المعتاد، ولا أدري كيف تمَّ الاتفاق على أن يكون المثال الأشهر لتوصيل فكرتهم، أن خبر الإنسان الذي عض كلبًا، هو الذي يستحق نشره، وليس عندما يعضُّ كلبٌ إنسانًا! هم محقُّون في ذلك، فلا جديد عندما يعضُّ كلبٌ إنسانًا، لكن خبر الإنسان الذي عضَّ كلبًا يظل مفقودًا، إذ لم تسجِّل الصحافة يومًا، أن صحفيًّا، نشر خبرًا عن إنسان عضَّ كلبًا، لذا صار الخبر مثالًا رمزيًّا، يضرب به للبحث عن المادة الجديدة والمثيرة للاهتمام، ولأن المثل يقول: “عش طويلًا ترى كثيرًا”، و”لا أدري إن كان مثلًا أم لا” لكنه مناسب، فقد تحقق ما كان المعلمون يطالبون تلاميذهم بإيجاده ونشره، ففي الولايات المتحدة الأمريكية، استقبل أحد المستشفيات البيطرية كلبًا، يعاني من إصابة بالغة جراء عضِّه من قِبل إنسان في وجهه! والحكاية هنا، أن الشرطة الأمريكية أطلقت الكلب للقبض على أحد اللصوص، فما كان من اللص إلا أن هجم على الكلب وعضَّه، وقال “الجاني” عند استجوابه: إنه كان بين أمرين، إما أن يدع الكلب يعضُّه، أو أن يعضَّ الكلب بنفسه، فاختار أن يكون العاض لا المعضوض! وهكذا تكون الصحافة قد فقدت أحد أهم أمثلتها في كيفية البحث عن الجديد والغريب، ولا أعلم كيف سيواجهون هذه المعضلة، فإيجاد الأمثلة الدقيقة والمناسبة ليس بالمهمة السهلة، بالتالي عليهم أن يفكروا جيدًا.
لست متأكدًا من أن خبر العثور على إنسان لا طمع عنده سيكون مثالًا مناسبًا للغرابة، وما هو جديد.
أبدأ بالممثل العالمي جان كلود فان دام، فقد أعرب عن سعادته بوصول مشاهدات برنامج “رامز موفي ستار”، الذي شارك فيه، إلى 730 مليونًا في أول ثمانية أيام من رمضان. وسبب اختياري ما قاله فان دام “الطبطةُ” على كتف بعض الزملاء، وكل مَن يقدمون محتوى عميقًا ومفيدًا، لكنهم يشتكون من ضعف المشاهدة مقارنةً مع برامج الكوميديا والمقالب، فالمشاهدة العالية ليست بالضرورة معيارًا حقيقيًّا للقيمة العالية، فبرنامج رامز أشبه بالفاصل الترفيهي، وهو أمرٌ مطلوب، لكنه يبقى خفيفًا، أو أشبه بـ “التصبيرة”، أما ما تقدمونه أنتم أصحاب المحتوى الثقافي، أو الاجتماعي، أو الفني العميق، فيعدُّ بمنزلة الوجبة الدسمة التي تسند الجسد، وتقوّي العقل، ويبقى مناسبًا للمشاهدة زمنًا طويلًا، عكس بعض المحتوى، الذي لا يكون مناسبًا للمشاهدة بعد مرور بعض الوقت. كذلك لا تنسوا أنكم تقدمون برامج، لن يتجرَّأ عليكم فيها أحدٌ قائلًا لكم: في رمضان؟.. في رمضان؟
* في المدرسة القديمة للصحافة كثيرًا ما كان يتردَّد على لسان المعلمين للصحفيين المتدربين بأن الخبر الذي يستحق نشره، هو الذي يحمل الجديد، أو غير المعتاد، ولا أدري كيف تمَّ الاتفاق على أن يكون المثال الأشهر لتوصيل فكرتهم، أن خبر الإنسان الذي عض كلبًا، هو الذي يستحق نشره، وليس عندما يعضُّ كلبٌ إنسانًا! هم محقُّون في ذلك، فلا جديد عندما يعضُّ كلبٌ إنسانًا، لكن خبر الإنسان الذي عضَّ كلبًا يظل مفقودًا، إذ لم تسجِّل الصحافة يومًا، أن صحفيًّا، نشر خبرًا عن إنسان عضَّ كلبًا، لذا صار الخبر مثالًا رمزيًّا، يضرب به للبحث عن المادة الجديدة والمثيرة للاهتمام، ولأن المثل يقول: “عش طويلًا ترى كثيرًا”، و”لا أدري إن كان مثلًا أم لا” لكنه مناسب، فقد تحقق ما كان المعلمون يطالبون تلاميذهم بإيجاده ونشره، ففي الولايات المتحدة الأمريكية، استقبل أحد المستشفيات البيطرية كلبًا، يعاني من إصابة بالغة جراء عضِّه من قِبل إنسان في وجهه! والحكاية هنا، أن الشرطة الأمريكية أطلقت الكلب للقبض على أحد اللصوص، فما كان من اللص إلا أن هجم على الكلب وعضَّه، وقال “الجاني” عند استجوابه: إنه كان بين أمرين، إما أن يدع الكلب يعضُّه، أو أن يعضَّ الكلب بنفسه، فاختار أن يكون العاض لا المعضوض! وهكذا تكون الصحافة قد فقدت أحد أهم أمثلتها في كيفية البحث عن الجديد والغريب، ولا أعلم كيف سيواجهون هذه المعضلة، فإيجاد الأمثلة الدقيقة والمناسبة ليس بالمهمة السهلة، بالتالي عليهم أن يفكروا جيدًا.
لست متأكدًا من أن خبر العثور على إنسان لا طمع عنده سيكون مثالًا مناسبًا للغرابة، وما هو جديد.