|


عدنان جستنية
الدراما السعودية «تحتضر» كوميديّا
2022-04-26
ليسمح لي القارئ الكريم أن أتناول اليوم موضوعًا ليس له علاقة بالرياضة، إنما يخص ما يعرض على شاشة التلفزيون في شهر رمضان المبارك بعد صلاة المغرب بتوقيت مكة المكرمة، سواء بالقنوات السعودية الرسمية أو الخاصة.
ـ من الملاحظ، خلال متابعتي هذا الموسم، وجدت أن الدراما السعودية “تحتضر”، وهي في “أسوأ” حالاتها وأزمنتها، ما عدا فقرات “التقليد” إذا استثنيناها لإعجاب المشاهدين بها، أما بقية ما يطلق عليه “اسكتش” فكاهي” فإن المشكلة الواضحة “أزمة” نص، وليست أزمة “ممثلين”، فلن أنكر وجود مواهب شابة من الممكن أن يكون لها شأن كبير في الكوميديا، لو وجدت النص الجيد.
ـ بمنتهى “الشفافية” المطلقة أرى أن ما يعرض فيه عدم احترام للمشاهد، وعدم تقدير لما يصرف من مبالغ “هائلة” على هذه الأعمال، سواء على مستوى “الإشراف الفني والنص والأداء والإخراج” بما يدعو القائمين على هذه القنوات، والمسؤولين عن الإنتاج الدرامي، وضع شروط تهتم في المقال بـ “النص” الدرامي “الكوميدي” من خلال اختيار نصوص متميزة، وعندهم الوقت الكافي، عام كامل لتجهيزها، ولعل أفضل ما في هذه الأعمال “الرديئة” مقدمتها من أغانٍ استعراضية “متعوب عليها” نصًا وأداءً وإخراجًا.
ـ إن غياب “النقد الفني” من أسباب تدني الكوميديا، ولهذا أقترح أن تخصص برامج تلفزيونية، بعدما افتقدت الصحافة لدورها، مع إعداد كوادر “متخصصة” في النقد الفني، ونحن في مرحلة باتت لدينا معاهد متخصصة في الفنون كافة، إذ إن مهمة النقد سيكون لها تأثيرها الإيجابي على الحركة الفنية المزدهرة.
ـ أما فيما يتعلق بالأعمال الدرامية “التراجيدية” التي تقدم عبر القنوات السعودية والمصرية من “مسلسلات”، فكلمة حق يجب أن تقال إنها تتميز بالنصوص الجيدة جدًا والأداء والإخراج “المتميز” وإن كان يعيبها التمطيط “الممل رغبة في إيصال عدد الحلقات إلى “30” حلقة، ولهذا أقترح على المعنيين بالإنتاج التلفزيوني الاكتفاء بـ “10” حلقات لكل مسلسل، أما فيما يخص برنامج “رامز” فعلى الرغم من كل النجاح، فأعتقد آن الأوان بالبحث عن فكرة جديدة بعدما انتهت رغبة المشاهد في متابعته فلم يعد عند الفنان رامز جديدًا يقدمه.
ـ أخيرًا.. أتمنى أن تتكل الجهود كافة لإنهاء الخلاف الحاد الذي حدث بين الممثلين ناصر القصبي وعبد الله السدحان، وبالتالي نرى عودتهما الموسم المقبل مع بقية زملائهم الآخرين، حيث كانوا يقدمون لنا أعمالًا مفيدة تناقش قضايا مجتمعنا السعودي بقالب كوميدي تزرع الابتسامة في وجوه المشاهدين، وليس “الكآبة” بما فيها من “ثقالة دم” والسبب “نص” يفتقد للكاتب المتخصص.