|


مبادرة السعودية الخضراء.. جهود بيئية تشجع الإسهام في بناء مستقبل مستدام

سيدة تزرع شتلات في إحدى مزارع السعودية (واس)
الرياض ـ واس 2024.03.27 | 09:14 pm

يحمل يوم مبادرة السعودية الخضراء لعام 2024 مفهومًا أوسع للتوعية بمدى التقدم المنجز في البلاد على صعيد العمل البيئي والمحافظة عليها وإعادة تأهيلها، وتشجيعًا للمواطنين والمقيمين على الإسهام في بناء مستقبل أكثر استدامة للجميع.
وتحت شعار «لحاضرنا ومستقبلهم، نمضي لغدٍ أكثر استدامة» جاءت هذه المناسبة لتجدد إطلاق الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، مبادرة السعودية الخضراء في 27 مارس 2021، بهدف توحيد وتكثيف جهود الاستدامة في جميع أنحاء البلاد، لتشكّل امتدادًا لمستهدفات رؤية السعودية 2030.
ومن خلال تبنّي نهج قائم على تفعيل مشاركة المجتمع بمختلف فئاته، تهدف مبادرة السعودية الخضراء إلى الإسهام في التصدي لتداعيات تغير المناخ، وتعزيز الابتكار في مجال الاستدامة، وحماية البيئات الطبيعية الغنية في السعودية، بهدف تحسين جودة الحياة للأجيال القادمة.
وجاء قرار مجلس الوزراء بتحديد 27 مارس من كل عام مناسبة سنوية للتوعية بأهمية العمل البيئي تحت اسم «يوم مبادرة السعودية الخضراء»، تأكيدًا لأهمية رفع الوعي بالتأثير الإيجابي للجهود البيئية الجارية في مختلف أنحاء البلاد منذ إطلاق المبادرة عام 2021، وتعزيزًا لجهود المجتمع والمؤسسات نحو تحقيق الاستدامة البيئية.
ويسلّط هذا اليوم الضوء على التأثير الملموس لأكثر من 80 مبادرة يجري تنفيذها من قبل جهات من القطاعين العام والخاص تحت مظلة مبادرة السعودية الخضراء باستثمارات تزيد قيمتها عن 705 مليارات ريال في الاقتصاد الأخضر، حيث نجحت هذه المبادرات في تسريع وتيرة الانتقال الأخضر، وأسهمت في تحسين جودة الحياة بالتوازي مع توفير فرص اقتصادية في قطاعات جديدة، تماشيًا مع مستهدفات رؤية 2030، فضلاً عن مساندة هذه المبادرات على استعادة البيئات الطبيعية وحماية التنوع البيولوجي وسبل العيش عبر الحد من العواصف الغبارية والرملية، وزيادة معدلات هطول الأمطار، لتدعم بالتالي جهود مكافحة التصحر وزحف الرمال.
ومنذ انطلاق مبادرة السعودية الخضراء تتصاعد بوتيرة متسارعة السبل الممكنة لتحقيق أهدافها، وفي مقدمتها خفض انبعاثات الكربون بمقدار 278 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030، إذ تمّ ربط مشاريع طاقة متجددة بسعة 2.8 جيجاوات بشبكة الكهرباء الوطنية، أي ما يكفي لتزويد أكثر من 520 ألف منزل بالطاقة الكهربائية.
كما أن هناك عددًا من مشاريع الطاقة المتجددة قيد الإنشاء بسعة 8.4 جيجاوات، إضافة إلى مشاريع بسعة 3.3 جيجاوات في مراحل مختلفة من التطوير، ستسهم في توليد طاقة كهربائية تكفي لاحتياجات مليوني منزل. وتسلّط هذه الزيادة في السعة الإجمالية الضوء على التقدم المستمر الذي تشهده السعودية في مجال تسريع مسار التحول في قطاع الطاقة وتوليد 50 في المئة من الطاقة الكهربائية من مصادر متجددة بحلول عام 2030.
ويكمن الهدف الثاني للمبادرة في زراعة 10 مليارات شجرة خلال العقود المقبلة، حيث تمت زراعة أكثر من 49 مليون شجرة، واستصلاح 94 ألف هكتار من الأراضي المتدهورة، أي ما يزيد عن مساحة 146 ألف ملعب كرة قدم.
وبالتزامن مع فعاليات أسبوع المناخ في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الذي استضافته العاصمة الرياض في أكتوبر 2023، أعلنت السعودية عن خارطة الطريق الخاصة بزراعة 10 مليارات شجرة، بالاستناد إلى دراسة جدوى تفصيلية استمرت لمدة عامين وشملت أكثر من 1150 مسحًا ميدانيًا جرى تنفيذها بالتعاون مع أكثر من 50 من أهم الخبراء.
ويضمن الهدف الثالث للمبادرة حماية 30 في المئة من إجمالي مساحة المناطق البرية والبحرية في السعودية بحلول عام 2030، إذ وصلت نسبة المناطق البرية المحمية إلى 18.1 في المئة، ونسبة المناطق البحرية المحمية إلى 6.49 في المئة من إجمالي مساحة السعودية، وتمت إعادة توطين أكثر من 1660 حيوانًا مهددًا بالانقراض مثل: «المها العربي، غزال الرمل، الوعل» في المحميات الطبيعية في السعودية.
كما شهدت البلاد في عام 2023 ولادة سبعة من صغار النمر العربي في إطار برنامج إكثار وحماية الأنواع المهددة بالانقراض في محافظة الطائف.
وقد تمكّن هذا البرنامج الناجح من زيادة أعداد النمر العربي الخاضعة للحماية إلى الضعف تقريبًا منذ إطلاقه.