واتكينز.. زاحم "الميترو" ..تطفّل على كين .. وسرق مكانه
وسط حصةٍ تدريبيةٍ اعتياديةٍ لفريق برينتفورد الإنجليزي الأول لكرة القدم، أواخر 2017، وصل بيل يونج، اختصاصي اللياقة البدنية، إلى مقر النادي، غربيّ لندن، في زيارةٍ سريعةٍ لم تدم أكثر من يوم واحد.
حينها، كان يونج الذي يعمل حاليًا في نادي إنتر ميامي الأمريكي، جزءًا من طاقم اللياقة البدنية الخاص بمنتخب إنجلترا الأول.
وعندما عَرِف أولي واتكينز، المهاجم المغمور آنذاك، هوية الزائر، اقترب على الفور منه، وسألهُ بتلقائية «ما هو روتين هاري كين؟ ما الذي يفعله خلال التدريبات؟».
أراد واتكينز، عبر أسئلته المفاجئة، اكتشاف بعض أسرار تألُّق مواطنِه كين، الذي حصد جائزة هداف الدوري الإنجليزي الممتاز موسمين متتاليين، 2015- 2016 و2016- 2017، وتحوّل سريعًا من لاعب واعد إلى مهاجم أساسي لمنتخب «الأسود الثلاثة».
بعد ثلاثة أعوام ونصف العام من تلك الزيارة، كان واتكينز يُجاوِر كين في معسكرٍ للمنتخب.
وبعد ثلاثة أعوامٍ أخرى وثلاثة أشهر، دخل واتكينز بديًلا لكين، الأربعاء الماضي أمام منتخب هولندا في دور الأربعة من كأس أمم أوروبا، وأحرز هدفًا خاطفًا، من تسديدة أرضية متقنة، أرسل به بلادَه إلى نهائي البطولة.
يقول مهاجم أستون فيلا الإنجليزي عن زيارة الاختصاصي يونج «أردتُ فقط أن آخذ، بقدر المستطاع، تلك النِسب الصغيرة من كيفية التحسّن».
أثارت النجاعة التهديفية لكين، مهاجم توتنهام هوتسبير الإنجليزي آنذاك، إعجاب واتكينز، لكن قدرات الأخير أثارت مدرب كين.
ففي صيف 2020، تلقّى ستيف بيريمان، لاعب توتنهام السابق، اتصالًا هاتفيًا من البرتغالي جوزيه مورينيو، نجم التدريب العالمي ومدرب «ديوك لندن» بين 2019 و2021.
كانت تلك أول محادثةٍ بين الرجُلين. سأل مورينيو بيريمان عن رأيه في واتكينز، بحكم عملِه أعوامًا طويلة مديرًا رياضيًا لإكستير سيتي، نادي طفولة هداف أستون فيلا الحالي.
يكشف بيريمان فحوى المكالمة بقوله «تحدثتُ مع جوزيه لأول مرة في حياتي.. وأخبرته بما أعرفه عن أولي وأعطيته رأيي في كل شيء، لكنهم ذهبوا في اتجاه مختلف».
في نهاية الأمر، تراجع توتنهام عن فكرة جلب مهاجم مسانِد لكين وانتقل واتكينز إلى أستون فيلا بعد موسم حافل مع برينتفورد، ضمن دوري «التشامبيونشيب»، عجز الفريق في ختامه عن الترقّي إلى «البريميرليج»، لكنه مهاجمَه تألّق محرزًا 25 هدفًا، منحته جائزة «لاعب الموسم» ووصافة قائمة هدافي المسابقة، بفارق هدف وحيد خلف الصربي ألكسندر ميتروفيتش، مهاجم فولهام الصاعد حينها والهلال السعودي حاليًا.
يضيف بيريمان «لا أقول إن توتنهام كانوا مخطئين، هو يلعب كل أسبوع مع أستون فيلا في البريميرليج، ربما لو وقع مع توتنهام لما لعِب كل أسبوع».
بقميص أستون فيلا، انفجرت موهبة فتى إكستير، المولود نهاية عام 1995، والذي بدأ لعب كرة القدم وهو ابن ثمانية أعوام بدعوةٍ من صديقٍ له.
وقبل اكتمال موسمِه الأول مع «الفيلانز»، منحه الإنجليزي جاريث ساوثجيت، مدرب المنتخب، أول استدعاء دولي، فوجد نفسه يتدرّب مع كين، الذي كان يتطفّل قبل أعوامٍ قليلةٍ لمعرفة أسرارِه فإذ به يحاول منافستَه على الدخول إلى التشكيل الأساسي.
لكن المدرب وضع ثقته في أسماء أخرى واستبعد واتكينز من القائمة التي وصلت إلى نهائي «اليورو»، صيف 2021، وخسِرته أمام إيطاليا.
بقِيَ المهاجم الأسمر في فلَك اختيارات المدرب، وواصل تقديم مستويات مقنعة للمتابعين على صعيد الدوري.
وتدريجيًا، أضاف إلى خصائصه الهجومية البراعة في صناعة الأهداف، على غرار ما كان يفعل كين قبل مغادرته توتنهام، صيف 2023، إلى بايرن ميونيخ الألماني، فريقه الحالي.
وبين الصيفين الماضي والجاري، قدّم مهاجم أستون فيلا أفضل مواسمه، وأسهم، تحت قيادة المدرب الإسباني أوناي إيمري، في عودة الفريق إلى دوري أبطال أوروبا، بعد غيابٍ دام أكثر من 40 عامًا.
وبالأرقام، أحرز المهاجم الدولي 27 هدفًا للفريق خلال الموسم، بينها 8 لحساب دوري المؤتمرات الأوروبي، وصنع 13 هدفًا، كلُّها ضمن «البريميرليج»، فحصد جائزة صانع ألعاب الموسم، التي زاوَج كين بينها وبين جائزة هداف الدوري بنهاية موسم 2020- 2021.
أمام ذلك، انتزع أولي بجدارة مكانًا على قائمة ساوثجيت لكأس أمم أوروبا الجارية، على الأراضي الألمانية، وخاض اثنتين من مبارياتها، بوصفه بديًلا لكين بالذات، واضعًا في الثواني الأخيرة من المباراة الثانية اسمَه على هدفٍ تاريخي أهَّل «الأسود» إلى النهائي، المقرّر الأحد ضد إسبانيا.
ومن المتوقع أن يبدأ صاحب الهدف القاتل المباراة النهائية احتياطيًا، لكنه سينتظر مجدّدًا فرصة الدخول بديلًا وإحداث الفارق وسيأخذ بالنصيحة التي وجهّها للصغار في حوارٍ سابق مع الموقع الإلكتروني للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، عندما قال «لا تتوقف أبدًا عن الإيمان بنفسك، أنت بحاجة إلى أن تؤمن بها وتواصل العمل الجاد، وعلى عكس ما تعتقد لن تكون أبدًا بعيدًا عن أحلامك».