هاشيموتو.. تجاوز الأوقات الصعبة.. وفاز بالذهب
يعيش دايكي هاشيموتو، بطل الجمباز الياباني، حامل لقب الأولمبياد في منافسات كل الأجهزة، حالة صعبة منذ شهور.
ففي مايو الماضي، أجبرته الإصابة على الانسحاب فجأة من بطولة «إن.إتش.كيه»، البطولة الأهم في هذه الرياضة في اليابان، التي كان يأمل أن تكون فرصته للاستعداد قبل دورة الألعاب الأولمبية في باريس.
وعلى الرغم من أنه لا يزال يعاني من إصابة في إصبعه لم تلتئم بعد، انضم إلى رياضيين آخرين في معسكر تدريبي قبل أولمبياد باريس، ووقتها تساءل عما إذا كان سيتمكن من قيادة الفريق المكون من خمسة لاعبين للميدالية الذهبية التي كانت تتوقعها بلاده.
وقال هاشيموتو للصحافيين، الإثنين: «بصراحة، بدأت أفقد الثقة. عندما انتهى المعسكر التدريبي، لم أكن أستطيع أن أتخيل كيف سأفوز بالميدالية الذهبية».
ويبدو أن هذا الشعور بالشك قد اختفى قبل يومين عندما دخل هاشيموتو إلى ملعب بيرسي أرينا في باريس، مبتسمًا ويلوح بيده للجماهير، ولكن الثقة لم تدم طويلًا.
وفي العقلة، أخطأ هاشيموتو في نزوله بالهبوط على يديه وقدميه، ما أدى إلى تلاشي فرصته في الوصول للنهائي للدفاع عن اللقب في الجهاز.
وقال: «لقد أصبحت عبئًا على الفريق وشعرت أن هذا الأمر كان ثقيلًا للغاية مرة أخرى».
وكانت اليابان تأمل في تصدر ترتيب التصفيات لتعزيز فرصها في الفوز باللقب، لكنها اضطرت للاكتفاء بالمركز الثاني خلف الصين.
وقال هاشيموتو إن إصرار زملائه في الفريق وتشجيعهم المستمر له كانا السبب في تجاوز هذه اللحظات الصعبة.
وأضاف: «في كل مرة كنت أفتح فيها أبواب ملعب التدريب، كان الجميع يتحدثون عن رغبتهم في الفوز بالميدالية الذهبية. وعندما رأيت ذلك، شعرت من أعماق قلبي أنني أريد القتال من أجل هذا الفريق».
ومع وجود الميدالية على المحك، كان هاشيموتو في حاجة إلى دفعة معنوية إضافية من زملائه في الفريق.
وفي خطأ أثار استنكار الجميع في الملعب، سقط هاشيموتو من على حصان الحلق، ما أدى إلى تراجع اليابان أمام فريق صيني قوي.
والواقع أن النتيجة المتواضعة التي سجلها هاشيموتو «13.100» جعلت بلاده تتخلف عن بقية المنتخبات في المركز الخامس عند منتصف مشوار النهائي.
وقال هاشيموتو، الذي كان جزءًا من الفريق الياباني، الذي احتل المركز الثاني خلف روسيا في ألعاب طوكيو: «في اللحظة التي سقطت فيها، فكرت في نفسي، أوه لا، سنخسر الميدالية الذهبية مرة أخرى بسببي».
وأضاف: «لكن عندما أنهيت المهمة، قال لي تاكاكي سوجينو وكازوما كايا، زملائي في الفريق، لا تستسلم، لا يزال بوسعنا أن نفعل ذلك».
وفي بقاء جهاز واحد فقط من بين الأجهزة الستة، بدا فوز الصين بالميدالية الذهبية شبه مؤكد حيث كانت اليابان متأخرة بأكثر من ثلاث نقاط، وهو فارق ضخم لا يمكن تعويضه إلا إذا نفذ اليابانيون سلسلة من الحركات الخالية من العيوب تقريبًا، كما تطلب الأمر من لاعبي الصين ارتكاب بعض الأخطاء الكبرى.
ولحسن الحظ بالنسبة لليابان، هذا هو بالضبط ما حدث على العقلة.
وأخطأ شياو روتينج بنزوله على ركبتيه ليحصل على أدنى نتيجة له، وهي 13.433.
وبعد دقائق قليلة، تعرض زميله الصيني سو ويدي لسقوطين عنيفين من العارضة، ليمنح هاشيموتو فرصة للتعويض وفريقه للفوز بالميدالية الذهبية.
وكان هاشيموتو آخر المشاركين في الفريق الياباني، إذ قدم أداء قويًا بتسجيله 14.566 نقطة ليحصل فريقه على إجمالي 259.594 نقطة. وقد ترك هذا المنافس الصيني الأخير في حاجة إلى تسجيل 15.265 نقطة فقط للتعادل مع اليابان. وقد فشل تشانج بوهينج في تحقيق هذا الهدف.
وقال هاشيموتو: «سعيد للغاية. الأمر مختلف عن الميدالية الفردية. الجميع يعانقون بعضهم بعضًا بجنون، ثم يعانقون مرة أخرى على الرغم من أننا احتضنا بعضنا للتو. أشعر أن هذه الميدالية عمقت روابطنا القوية أكثر».