نادال «ملك التراب».. قبل الرحيل.. رقصة أخيرة
برشلونة - الفرنسية
2024.10.10 | 03:41 pm
بعد مرور 21 عامًا، دقَّ الإسباني رافائيل نادال جرس النهاية لمسيرةٍ تاريخيةٍ، عانق فيها كل الأحلام، وصنع مجدًا، يُكتب بمدادٍ من الذهب في صفحات كرة المضرب، إذ أعلن، الخميس، أنه سيعتزل اللعبة بعد نهائيات كأس ديفيس للمنتخبات، المقرَّرة في مدينة ملقا نوفمبر المقبل.
وُلد نادال في جزيرة مايوركا الإسبانية، المعروفة بشواطئها الرملية، وسيبقى اسمه مرتبطًا إلى الأبد بالملاعب الصلصالية، إذ يتركها نجمُ كرة المضرب بصفته «ملك التراب» دون منازعٍ.
اللاعب البالغ 38 عامًا، حقق 14 من ألقابه الـ 22 الكبرى على الأرضية الترابية في بطولة فرنسا المفتوحة، في رقمٍ قياسي بتاريخ رياضة الكرة الصفراء. وقد جعلته لياقته، طاقته، قوته الذهنية وضرباته الأمامية الرائعة أحد أعظم اللاعبين على الإطلاق على الرغم من احتدام الجدل حول الأفضل في التاريخ.
وشكَّل نادال، إلى جانب الصربي نوفاك ديوكوفيتش، والسويسري المعتزل روجيه فيدرر، ما بات يُعرف بـ «الثلاثة الكبار» لأكثر من عقدٍ من الزمن.
بدأ الإسباني ممارسة اللعبة في بلدته ماناكور مركِّزًا عليها أكثر من كرة القدم، وأشرف على تدريبه عمّه المؤثّر توني نادال بين 2005 و2017، فأسهم في تطوير ضرباته الأمامية القوية.
يقول توني: «كان نادال يلعب الضربة الأمامية والضربة الخلفية بكلتا اليدين حتى سن العاشرة. عندما بدأنا لعب الضربة الأمامية بيدٍ واحدةٍ، فعل ذلك بيده اليسرى، وهكذا بدأت الأمور، وأصبحت ما هي عليه. ما زالت رائعة».
وينحدر نادال من عائلةٍ رياضيةٍ، إذ لعب عمه الآخر ميجيل أنخل نادال كرةَ قدمٍ احترافيةً مع برشلونة، علمًا أن رافائيل مشجعٌ مخلصٌ للغريم ريال مدريد، وبات لاعبًا محترفًا في سن الـ 14، وخاض أولى مبارياته في ويمبلدون، ثالث البطولات الأربع الكبرى، في 2003 عندما كان يبلغ 17 عامًا.
وحقق الماتادور لقبه الأول في الـ «جراند سلام» بـ «رولان جاروس» عام 2005، واحتفظ به في العام التالي على حساب فيدرر، ما شكَّل بدايةً لمنافسةٍ مثيرةٍ، لكنه سقط لاحقًا في العام نفسه أمام السويسري في نهائي «ويمبلدون»، ومع ذلك أثبت أنه لم يكن فقط متخصِّصًا في الأراضي الترابية، بل وقادرًا على التألق على أي أرضيةٍ أيضًا.
وأضاف نادال لقبين آخرين في «رولان جاروس» أمام المنافس ذاته قبل أن يخسر مجددًا أمام فيدرر في نهائي «ويمبلدون» 2007.
وفي المحاولة الثالثة بلندن، نجح أخيرًا في التغلب على المايسترو السويسري في نهائي مثيرٍ ومجنونٍ قبل أن يحقق بعد نحو شهرٍ ذهبية الفردي في أولمبياد بكين 2008.
ورفع الإسباني الكأس الأولى في «أستراليا المفتوحة» عام 2009 أمام فيدرر نفسه، منافسه في سبعٍ من أصل أول ثماني مبارياتٍ نهائيةٍ في البطولات الكبرى.
وعام 2010، الذي شهد أفضل مستوياته على الإطلاق، أصبح نادال أول لاعبٍ في فئة الرجال يفوز بثلاثة ألقابٍ كبرى على ثلاث أرضياتٍ مختلفة «رولان جاروس، ويمبلدون، والولايات المتحدة المفتوحة».
ولدى الرجال، نجح نادال وديوكوفيتش والأمريكي أندري أجاسي فقط في الفوز بجميع بطولات الـ «جراند سلام»، إضافةً إلى تحقيق ذهبية الفردي في الألعاب الأولمبية.
وأنهى الإسباني مسيرته المذهلة بأربعة ألقابٍ في «الولايات المتحدة المفتوحة»، ولقبين في كلٍّ من «ويمبلدون»، و«أستراليا المفتوحة»، إلى جانب الألقاب الـ 14 في فرنسا.
وغالبًا ما أظهر قوةً ذهنيةً للخروج من المواقف الصعبة، واعتمد على قوة تحمُّلٍ لا نهاية لها، وعلى الضربة الأمامية الفتاكة والدقيقة. كان نادال بحقٍّ آلةً لا ترحم.
وحقق اللاعب بين 2005 و2007 سلسلةً من 81 انتصارًا متتاليًا على التراب، هي الأطول للاعبٍ على الأرضية ذاتها في العصر الحديث، قبل أن يضع فيدرر حدًّا لها في هامبورج.
ورفع خلال هذه السلسلة 13 لقبًا تواليًا على أرضيته المفضلة، ليختتم مسيرته مع 92 لقبًا بالمجمل.
وبين 2005 و2014، فاز بلقب «رولان جاروس» في كل عامٍ باستثناء 2009 عندما سقط في الدور الرابع أمام السويدي روبن سودرلينج، وصيف فيدرر في النهائي.
وعلى الرغم من إصاباتٍ عدة، أعاقت مسيرته في كثيرٍ من الأحيان إلا أن نادال استمر في التألق، وحقق لقبَي «أستراليا المفتوحة»، و«رولان جاروس» عام 2022، وبلغ في العام ذاته نصف نهائي «ويمبلدون»، لكنه اضطر للانسحاب قبل نصف النهائي لآلامٍ في البطن.
وقال عنه السويدي ماتس فيلاندر، المتوَّج بسبعة ألقاب كبرى، في مايو 2022: «كلما تقدَّم نادال في السن، زاد عزمه لتغيير أسلوب لعبه، والتصرُّف أكثر بالكرة، مع بعض الضربات المقشَّرة، والكرات الساقطة، والإرسال، والصعود المباشر إلى الشبكة».
وتابع: «أصبح هو ونوفاك أكثر ذكاءً على أرض الملعب. لا يتوقفان عن التعلم أبدًا. إنه أمرٌ لا يصدَّق».
ويعدُّ بعضهم نادال الأعظم في اللعبة في كل العصور على الرغم من أن هناك جدلًا بشأن هذه المسألة، إلى جانب منافسه وصديقه الأزلي فيدرر، إضافةً إلى ديوكوفيتش.
وقد عدته الروسية ماريا شارابوفا، والسويسري ستانيسلاس فافرينكا، والبولندية إيجا شفيونتيك من بين لاعبين آخرين الأفضل على الإطلاق.
ومن جهته، يؤكد نادال: «الإرث المهم هو أن جميع الأشخاص الذين قابلتهم خلال هذه الأعوام العشرين لديهم ذاكرة إنسانية طيبة عني».
ويتابع: «في نهاية المطاف، تأتي الأمور الشخصية والتربية والاحترام والمودة التي تُعامل الناس بها قبل الأمور المهنية، لأن هذا هو ما يبقى».
وُلد نادال في جزيرة مايوركا الإسبانية، المعروفة بشواطئها الرملية، وسيبقى اسمه مرتبطًا إلى الأبد بالملاعب الصلصالية، إذ يتركها نجمُ كرة المضرب بصفته «ملك التراب» دون منازعٍ.
اللاعب البالغ 38 عامًا، حقق 14 من ألقابه الـ 22 الكبرى على الأرضية الترابية في بطولة فرنسا المفتوحة، في رقمٍ قياسي بتاريخ رياضة الكرة الصفراء. وقد جعلته لياقته، طاقته، قوته الذهنية وضرباته الأمامية الرائعة أحد أعظم اللاعبين على الإطلاق على الرغم من احتدام الجدل حول الأفضل في التاريخ.
وشكَّل نادال، إلى جانب الصربي نوفاك ديوكوفيتش، والسويسري المعتزل روجيه فيدرر، ما بات يُعرف بـ «الثلاثة الكبار» لأكثر من عقدٍ من الزمن.
بدأ الإسباني ممارسة اللعبة في بلدته ماناكور مركِّزًا عليها أكثر من كرة القدم، وأشرف على تدريبه عمّه المؤثّر توني نادال بين 2005 و2017، فأسهم في تطوير ضرباته الأمامية القوية.
يقول توني: «كان نادال يلعب الضربة الأمامية والضربة الخلفية بكلتا اليدين حتى سن العاشرة. عندما بدأنا لعب الضربة الأمامية بيدٍ واحدةٍ، فعل ذلك بيده اليسرى، وهكذا بدأت الأمور، وأصبحت ما هي عليه. ما زالت رائعة».
وينحدر نادال من عائلةٍ رياضيةٍ، إذ لعب عمه الآخر ميجيل أنخل نادال كرةَ قدمٍ احترافيةً مع برشلونة، علمًا أن رافائيل مشجعٌ مخلصٌ للغريم ريال مدريد، وبات لاعبًا محترفًا في سن الـ 14، وخاض أولى مبارياته في ويمبلدون، ثالث البطولات الأربع الكبرى، في 2003 عندما كان يبلغ 17 عامًا.
وحقق الماتادور لقبه الأول في الـ «جراند سلام» بـ «رولان جاروس» عام 2005، واحتفظ به في العام التالي على حساب فيدرر، ما شكَّل بدايةً لمنافسةٍ مثيرةٍ، لكنه سقط لاحقًا في العام نفسه أمام السويسري في نهائي «ويمبلدون»، ومع ذلك أثبت أنه لم يكن فقط متخصِّصًا في الأراضي الترابية، بل وقادرًا على التألق على أي أرضيةٍ أيضًا.
وأضاف نادال لقبين آخرين في «رولان جاروس» أمام المنافس ذاته قبل أن يخسر مجددًا أمام فيدرر في نهائي «ويمبلدون» 2007.
وفي المحاولة الثالثة بلندن، نجح أخيرًا في التغلب على المايسترو السويسري في نهائي مثيرٍ ومجنونٍ قبل أن يحقق بعد نحو شهرٍ ذهبية الفردي في أولمبياد بكين 2008.
ورفع الإسباني الكأس الأولى في «أستراليا المفتوحة» عام 2009 أمام فيدرر نفسه، منافسه في سبعٍ من أصل أول ثماني مبارياتٍ نهائيةٍ في البطولات الكبرى.
وعام 2010، الذي شهد أفضل مستوياته على الإطلاق، أصبح نادال أول لاعبٍ في فئة الرجال يفوز بثلاثة ألقابٍ كبرى على ثلاث أرضياتٍ مختلفة «رولان جاروس، ويمبلدون، والولايات المتحدة المفتوحة».
ولدى الرجال، نجح نادال وديوكوفيتش والأمريكي أندري أجاسي فقط في الفوز بجميع بطولات الـ «جراند سلام»، إضافةً إلى تحقيق ذهبية الفردي في الألعاب الأولمبية.
وأنهى الإسباني مسيرته المذهلة بأربعة ألقابٍ في «الولايات المتحدة المفتوحة»، ولقبين في كلٍّ من «ويمبلدون»، و«أستراليا المفتوحة»، إلى جانب الألقاب الـ 14 في فرنسا.
وغالبًا ما أظهر قوةً ذهنيةً للخروج من المواقف الصعبة، واعتمد على قوة تحمُّلٍ لا نهاية لها، وعلى الضربة الأمامية الفتاكة والدقيقة. كان نادال بحقٍّ آلةً لا ترحم.
وحقق اللاعب بين 2005 و2007 سلسلةً من 81 انتصارًا متتاليًا على التراب، هي الأطول للاعبٍ على الأرضية ذاتها في العصر الحديث، قبل أن يضع فيدرر حدًّا لها في هامبورج.
ورفع خلال هذه السلسلة 13 لقبًا تواليًا على أرضيته المفضلة، ليختتم مسيرته مع 92 لقبًا بالمجمل.
وبين 2005 و2014، فاز بلقب «رولان جاروس» في كل عامٍ باستثناء 2009 عندما سقط في الدور الرابع أمام السويدي روبن سودرلينج، وصيف فيدرر في النهائي.
وعلى الرغم من إصاباتٍ عدة، أعاقت مسيرته في كثيرٍ من الأحيان إلا أن نادال استمر في التألق، وحقق لقبَي «أستراليا المفتوحة»، و«رولان جاروس» عام 2022، وبلغ في العام ذاته نصف نهائي «ويمبلدون»، لكنه اضطر للانسحاب قبل نصف النهائي لآلامٍ في البطن.
وقال عنه السويدي ماتس فيلاندر، المتوَّج بسبعة ألقاب كبرى، في مايو 2022: «كلما تقدَّم نادال في السن، زاد عزمه لتغيير أسلوب لعبه، والتصرُّف أكثر بالكرة، مع بعض الضربات المقشَّرة، والكرات الساقطة، والإرسال، والصعود المباشر إلى الشبكة».
وتابع: «أصبح هو ونوفاك أكثر ذكاءً على أرض الملعب. لا يتوقفان عن التعلم أبدًا. إنه أمرٌ لا يصدَّق».
ويعدُّ بعضهم نادال الأعظم في اللعبة في كل العصور على الرغم من أن هناك جدلًا بشأن هذه المسألة، إلى جانب منافسه وصديقه الأزلي فيدرر، إضافةً إلى ديوكوفيتش.
وقد عدته الروسية ماريا شارابوفا، والسويسري ستانيسلاس فافرينكا، والبولندية إيجا شفيونتيك من بين لاعبين آخرين الأفضل على الإطلاق.
ومن جهته، يؤكد نادال: «الإرث المهم هو أن جميع الأشخاص الذين قابلتهم خلال هذه الأعوام العشرين لديهم ذاكرة إنسانية طيبة عني».
ويتابع: «في نهاية المطاف، تأتي الأمور الشخصية والتربية والاحترام والمودة التي تُعامل الناس بها قبل الأمور المهنية، لأن هذا هو ما يبقى».