إذا كانت الجماهير الأهلاوية تتساءل بعتب : أين كان مسئولو ناديها طوال الفترة الماضية التي أعقبت التعاقد مع اللاعب مصطفى الكبير، من إنهاء مستحقات ناديه، وإكمال كافة مسوغات تسجيله القانونية ؟ فإن من حق الأمير خالد بن عبدالله في المقابل، وهو الرجل الذي يتحمل كل أعباء النادي المادية وتعاقداته ومصروفاته ومرتبات أجهزته، أن يعرف أين ذهب ضخه المادي، ودعمه المستمر منذ أن ترك منصبه رسميًا وحتى اليوم؟ وهل تم صرف مخصصات دعمه في القنوات المحدد صرفها ؟ فبحسب الخبر المنشور في صحيفة عكاظ الأربعاء الماضي؛ فإن الإدارة الأهلاوية لم تستطع التواصل مع ( الداعم ) الذي لا يلام، بعد أن قدم كل أنواع الدعم للأهلي، ولكل الإدارات السابقة دون النظر لمن يمثلها، أو يتبوأ مناصبها ، وهو الذي لا زال يقدم المساندة المادية المستمرة في كل الظروف والأحوال، وييسر كل الإشكالات، ويمهد العوائق التي تواجه النادي ، وإذا كان عدم الرضا عن العمل يقود لرؤية صريحة وواضحة عن مستقبل الإيفاء بالمستحقات المالية، ومقدمات العقود من أجل التعافي المعنوي للاعبي الفريق؛ فإن من المهم الوصول إلى رؤية شفافة لعمل إداري ناجح، وجمهور مطلع على كل الخبايا والأسرار، ليمكنه الاطمئنان على مستقبل النادي أو الإسهام في تغيير ما يمكن تغييره، من أجل مصلحة النادي .. فرمز النادي الكبير الأمير عبدالله الفيصل رحمه الله قال ذات يوم : الأهلي ملك جمهوره .
** الأهلي صرف أموالاً طائلة لجلب محترفين أجانب ومحليين وجهاز فني، إلا أن المعضلة هنا هي إزدواجية المعايير في الاختيار.. فما الذي يجبرني على إحضار المؤشر، أو بالومينو، أو غيرهما من اللاعبين قبل إحضار المدرب. وما حذرت منه قد حدث ؟ فالمدرب في النهاية هو المسؤول الأول عن الفريق وقناعاته يجب أن تفرض حتى يحاكم في نهاية الأمر على قراراته التي يتخذها ، أما أن أستبق الأحداث وأصرف أموالاً طائلة على تعاقدات، ثم أفاجأ أن المدرب لا يريد هذا اللاعب أو ذاك، فهنا قمة الإحراج أمام الرأي العام، وأمام الجماهير. وأعتقد أن المدرب السويسري كريستيان جروس لن يكون وحيدًا في وجه المدفع وغضب الجماهير التي لازالت تؤمل ببداية ناجحة في الدوري، ومغايرة للمستوى الذي قدمه الفريق الأهلاوي أمام الحزم .
** وبالمناسبة كنت تواقًا لمشاهدة أولى إطلالات الأهلي الرسمية أمام الحزم في كأس ولي العهد، وبعد المباراة وصلت إلى عدة قناعات تتمحورفي مجملها عن ماهية فوائد المعسكر، وانعكاسات المباريات الودية، وهل كانت أمام فرق قوية ومناسبة أم لا؟ ولماذا نحضر الأجانب ونضعهم في الاحتياط؟ وهل توجد علاقة عمل حميمة بين إدارة الكرة والجهاز الفني ؟ وأسئلة أخرى ربما تكون مقدمة لإجابات ميدانية، تعبر عنها مستويات ونتائج الأهلي في مستقبل مشاركاته في الدوري، والمنافسات المحلية والآسيوية .. وأتطلع أن يتغير الأهلي إلى الأفضل ويصل للمستوى الذي يمكن من خلاله تلبية طموحات جماهيره وهذا الأمر لن يتحقق إلا بعمل منظم وجهد جبار وتواصل مثالي، بين الأجهزة الإدارية والفنية واللاعبين.. أما الخيارات العناصرية الأجنبية فقد انتهى أمرها، والجماهير الأهلاوية الآن أمام الأمر الواقع، وعليها أن تدعم هذه الخيارات ، على الأقل حتى تستطيع أن تؤدي بعض أو كامل أدوارها داخل الملعب .
** الأهلاويون أنفسهم أنصحهم بترك المقارنات الحالية بين أسلوب بيريرا وأسلوب جروس، وتعاطيهما الفني وقراراتهما العناصرية؛ فالوضع لا يشجع على عقد مثل هذه المقارنات ، فأحد الأصدقاء الأهلاويين ما أن سمع بإصرار جروس على جلب النيجيري إسحاق بروميس، إلا واستذكر جلب بيريرا للكوري سوك، ولكنه في النهاية أقنعني بهذه المقارنة لحيثياتها ومنطقيتها.
** اقتراح أسوقه مجددا للأمير تركي بن محمد العبدالله الفيصل، رئيس هيئة أعضاء الشرف، وقد سبق وأن طرحته، وأعاد تذكيري به طرح متجدد للزميل محمد القرني، وهو يجب ألا تقل رسوم أعضاء الشرف عن مائة ألف ريال وما فوق، من أجل مصلحة الأهلي، ومستقبل توفير مورد سخي للنادي، ومن يسدد تلك العضوية يحق له إبداء رأيه، وحضور مجالس أعضاء الشرف، أما منسوبي فئات العضوية الأخرى التي تقل عن هذا المبلغ فلهم مميزات أخرى والاستفادة من أدوارهم المكملة لجهود إدارة النادي .
** وبمناسبة الحديث عن الحزم فلابد من الإشارة والإشادة بالمستوى الذي قدمه هذا الفريق أمام الأهلي، ولو استمر على هذا الوضع الفني ربما يعود سريعًا إلى مصاف دوري جميل في الموسم المقبل تحت قيادة فنية وطنية، نفخر بها للمدرب الوطني علي كميخ وجهازه الفني .