الفلوس .. وأشياء أخرى
شهدت مستويات كرة القدم بأندية المنطقة الشرقية في السبعينات تنافساً كبيراً بين الثلاثي الاتفاق والقادسية والنهضة، الشيء الذي جعل الأول والثاني يمثلان كرة القدم السعودية على المستوى الخارجي، وينجحان بتحقيق بطولات قارية وعربية وخليجية، ولكن بعد فترة من الزمن تلاشت كل هذه الإنجازات، وأصبحت في الماضي حيث هبطت هذه الفرق الثلاثة إلى دوري ركاء لفرق الدرجة الأولى لكرة القدم، فيما صعد فريق الخليج هذا الموسم لدوري عبداللطيف جميل للمحترفين، حيث تعتبر المرة الثالثه بتاريخه، ولكن بدايته هذا الموسم لم تكن مشجعة حتى الآن، وأمام كل هذه المعطيات كشف بعض المسؤولين في هذه الأندية عن الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع، وماهي الحلول المناسبة من أجل عودة وتوهج كرة القدم الشرقاوية إلى سابق عهدها.
الإيرادات معدومة
تحدث رئيس نادي النهضة فيصل الشهيل عن الأوضاع الحالية لفرق المنطقة الشرقية :"الأمور المادية تأتي في مقدمة المشاكل الحقيقية، التي تسببت في تراجع مستوى كرة القدم لأندية الشرقية، خصوصاً في ظل عدم وجود الدعم المادي الثابت، ولذلك الأمور لاتبشر بالخير، وتحتاج للدراسة والعديد من الوقفات والفزعات لكل محبي فرق المنطقة الشرقية".
وأضـــاف الشـــهيل بقولــة: " المصروفات كبيرة والإيرادات معدومة، والاستثمارات متوقفة رغم وجود الأماكن والمساحات والآليه الناجحة " وأشار الشهيل بقوله :إن هذا الوضع سيترتب عليه أمور لا يحمد عقباها، سواء على المستوى القريب أو البعيد، والكل شاهد كيف ذهب بريق وتاريخ بطولات فرق المنطقة، التي تتراجع من موسم إلى آخر مقارنه بفرق المناطق الأخرى، التي تشهد ازدهاراً وتقدماً، لأن لديها البنية التحتية الصحيحة والقوية، وتحظى باهتمام ودعم كبير من قبل أعضاء الشرف ورجال الأعمال، وكلنا أمل بأن تتحسن الأمور للأفضل ".
واعتبر الشهيل هبوط الفريق الاتفاقي للدرجة الأولى الموسم الماضي مؤشر خطر حقيقي وقال " هذه الخطوة المتمثلة بهبوط نادي مثل الاتفاق، قد تعصف بشكل كبير بالكرة الشرقاوية ونجومها، الذين بدورهم قد يسيرون على طريق زملائهم السابقين، بالبحث عن مستقبلهم وتأمين لقمة العيش لهم ولأسرهم بالانتقال، وهو شيء طبيعي في ظل عدم توفيره من قبل أنديتهم الحقيقية ".
"مأكولين مذمومين"
رئيس نادي القادسية معدي الهاجري ضم صوته إلى صوت نظيره بنادي النهضة، حول الأوضاع في كرة القدم بالشرقية، وقال: "ليس هناك أدنى شك بأن السبب الرئيسي هو عدم وجود الدعم المادي، بحيث لا يوجد داعمين بالإضافة إلى عدم اهتمام أي جهه مسؤولة بأندية المنطقة والعمل على إيجاد الحلول المناسبة والكفيلة بإيجاد المناخ المناسب، وتفعيل دور رجال الأعمال بشكل إيجابي، الهدف منه الوقفة مع الأندية، حتى تستطيع القيام بالدور الملطوب منها".
ولم ينفِ الهاجري دور الصراعات والتكتلات على مجلس الإدارات في إضافة عامل سلبي على أندية المنطقة وقال:"المشاكل التي عانت منها إدارات أندية الشرقية كان لها أثراً سلبياً جعل هذه الأنديه تتأزم أمورها وتهبط رغم أن رؤساء الأندية يدفعون من حلالهم، ويضحون بأوقاتهم وفي نهاية الأمر يكون مذموماً، وهذا بلا شك يعتبر ظلماً كبيراً ولا تشفع للرئيس الجهود التي بذلها طوال السنوات التي قضاها من أجل خدمة النادي".
نظرة سوداوية
وأضاف الهاجري بقولة: "الدليل على النظرة السوداوية لرؤساء الأندية لدينا أنهم لوقاموا بعملهم على أكمل وجه وبنسبة (100%) ثم حصل في عمله خطأ بنسبة (01%) فإن كل الجهود بنظرهم تذهب سدى، لأنهم ينظرون للنسبة الثانية فقط، أي للسلبيات ويتناسون الإيجابيات".
وطالب الهاجري بعقد الندوات والمحاضرات التي يشارك فيها كبار الشخصيات الرياضية ورجال الأعمال والأكاديميين، وقال: "هذه الخطوة ستمكننا من التوصل للحلول المناسبة التي تجعل الجميع يقفون مع أندية المنطقة حتى تعود للساحة من جديد، بشكل قوي تستطيع من خلالة التنافس مع فرق المناطق الأخرى".
احتراف أعرج
ولم يبتعد عضو مجلس إدارة نادي الاتفاق محمد الصدعان بآرائة عن سابقيةه حيث قال : " المادة هي السبب الرئيسي في تدني مستوى كرة القدم الشرقاوية، بحكم أنه لا يوجد لها دخل ولا رعاة أقوياء، ناهيك عن أن نظام الاحتراف وبشكل عام لم يطبق بالشكل الصحيح، حسب الأنظمة واللوائح، وذلك من أجل المحافظة على اللاعبين والنجوم الذين رحلوا من أجل تأمين مستقبلهم المادي، حيث كان هناك المادة (18) والتي ألغيت فيما بعد، وهي التي كانت تحفظ حقوق النادي بشكل كبير؛ بحيث إذا رغب اللاعب الانتقال فإن هناك عملية فتح مظاريف وبموجبها تحفظ نسبة 30% للنادي ".
وتحدث الصدعان عن الاستثمار بالمنطقة الشرقية بقولة: "الاستثمار لدينا أرضه ليست خصبة بالشكل المطلوب، حيث تعتمد الأندية على النقل التلفزيوني كدخل ثابت وبنظرة للمستثمر فأنه يحتاج للفوائد المادية التي لايجدها على الواقع أو في تخطيطه المستقبلي"
ملاعب الأحياء
ولفت الصدعان النظر حول الحلول المطلوبة لمواجهة تدني مستوى الاستثمار بقولة "مشاركة الشركات الكبيرة مثل البنوك والمدن الصناعية مطلوبة، ونتمنى تدخل القيادة الرشيدة من خلال حثهم على الدعم والاهتمام من قبل هذه القطاعات لأندية الوطن".
وتحدث الصدعان حول وجوب تفعيل دور ملاعب الأحياء من قبل الأمانه والبلديات بقوله :" هذه الملاعب بدورها تساهم في توجه الصغار لها، ومن ثم نجد بروز العديد منهم بالإضافه إلى عودة دوريات المدراس، والذي كان موجوداً بشكل كبير، لا سيما أن غالبية لاعبي الأندية الحاليين كانت بداياتهم من المدارس، وملاعب الحواري".
وأضاف الصدعان :" العامل والعنصر المادي يعتبران المطلبان الحقيقيان لدعم أندية المنطقة بطريقة احترافية تحفظ حقوق جميع الأطراف، وتساهم في دفع عجلة التقدم للأمام من أجل عودة وتوهج المنافسة بين فرق المنطقة والذي بدوره يضمن عودة هذه الفرق إلى الواجهة من جديد ".
معاناة شاملة
عضو شرف نادي الخليج والرئيس الأسبق محمود المطرود اعتبر أن مشكلة الكرة في المنطقة الشرقية جزء من مشكلة الكرة السعودية على وجه العموم وقال :" المعاناة هي للكرة السعودية بشكل كامل، ولكنها في الشرقية تبدو أكثر وضوحاً، وذلك بسبب قلة الإمكانيات المادية، وندرة الداعمين الحقيقيين، ولعل أسباب التراجع تكمن بعدم الاهتمام بالقاعدة والنشء، والبحث عن نتائج وقتية، سواء على مستوى الأندية أو الاتحاد السعودي لكرة القدم. والاحتراف لدينا مجرد مسميات، وليس هناك تطبيق حقيقي يقوم بحفظ حقوق جميع الأطراف، ويساهم بالارتقاء بمستوى كرة القدم بشكل عام".
وأضاف المطرود بقوله :" الحلول المناسبة تتمثل أولاً بالاهتمام بالقاعدة من خلال دعم وتكوين مدارس كروية، توزع على مناطق الشرقية وأنديتها، وذلك بالتنسيق مع وزارة التعليم بالإضافة إلى خلق بيئة صحية للاهتمام بالمواهب، ومنحها الحوافز مثل تهيئة الملاعب النموذجية وكذلك تأمين التعليم الممتاز لهذه المواهب، من خلال المدارس الخاصة والمعروفة بمستوياتها، والتي ستساهم في خلق راحه نفسية للاعب والمسؤولين عنه، مثل أسرته بحيث يتم تأمين مستقبله الدراسي ".
واختتم المطرود حديثه بالمطالبة بإبعاد المسؤولين بأندية المنطقة الشرقية أصحاب الميول الشخصية التي تؤثر على العمل والعطاء بالمجاملة والمحسوبية.