|


فهد القحيز
اعفوه
2014-09-08

مع أننا ما زلنا في بداية الموسم الرياضي.. فلم يمض منه إلا سوى (3) جولات ومع ذلك بدأ مسلسل سقوط المدربين في الظهور.. فهناك أربعة أندية في دوري زين للمحترفين قامت بالاستغناء عن مدربيها واستبدالهم... التعاون، الرائد، الاتحاد، نجران. فالمدربون في هذه الأندية لم يمضوا مع فرقهم فترة طويلة.. وكان الحال ما هي إلا مجرد استقبال وتوديع.

ـ حقيقة.. سرعة الاستغناء عن المدربين وكثرة تغييرهم، سواء على صعيد الأندية أو المنتخبات الوطنية (لدينا) ظاهرة سلبية!! فيا ترى ما هو السبب في تفاقم هذه الظاهرة وانتشارها؟

ـ فالاستغناء عن المدربين بسرعة قياسية تبقى مشكلة لها العديد من الآثار السلبية.. سواء على صعيد إعداد اللاعبين وبناء الفرق وكذلك في جلب البطولات.. اعتقد أنه إذا أردنا النجاح في التطوير لابد من دراسة هذه الظاهرة ، والتعرف على مردود كثرة تغيير المدربين على مستوى كرتنا؟ والذي نجد أنها في السنوات الأخيرة تكاد تكون شبه غائبة عن البطولات والمشاركات الدولية.

ـ إن أولى الخطوات لوقف هذه الظاهرة السلبية.. هي التعرف على مسؤولية المدرب وحدوده.. فهو لا يمتلك عصا سحرية لتحيق الانتصارات والبطولات للفريق.. أيضا التعرف على الأساس الذي يتم بموجبه اختيار المدرب والاستغناء عنه؟ وخطوات تقيم عمله مع الفريق؟.

ـ المؤسف لدينا (بصراحة) هو أن أنديتنا لا تعطي المدرب الفرصة الكافية لإثبات نفسه وفرض أسلوبه وتطبيق طريقته حتى يتمكن من النجاح مع مرور الوقت مع الفريق.. فالحاصل أنه مع أول إخفاق يصدر قرار( اعفوه) وتعيين مدرب جديد.. رغبة من إدارة النادي في تحقيق نجاح مع الفريق.. ومع حضور مدرب آخر جديد يتكرر نفس السيناريو (اعفوه) مرة أخرى.. والتغييرات المتعددة للمدربين في أنديتنا هي الدليل.

ـ علينا أن ندرك بأن كل مدرب له مدرسته وفلسفته التدريبية الخاصة والمختلفة عن سابقه... ومن هذا المبدأ فإن المدرب الجديد على الفريق يحتاج وقتا طويلا لينسجم مع اللاعبين ويتفاعل معهم ويتفاعلون معه.. مما يسهل عليه توظيفهم بصورة صحيحة ويستوعبوا طريقته الجديدة.

ـ ومن هنا لا بد أن نعرف بأن تغيرات المدربين المتعددة تعد ظاهرة سلبية.. بحكم أنها تؤثر على استقرار الفريق ومدى تفاهم اللاعبين وانسجامهم والتي مع عدم توافرها.. يهبط أداء الفريق وتتراجع نتائجه... وبالأخص إذا مر عليه مدربين من مدارس تدريبية مختلفة.

ـ خلاصة القول.. يجب إعطاء اختيار المدرب اهتماماً كبيراً لا سيما وأن التغيرات المتعددة للمدربين هي أحد الأسباب المباشرة في تذبذب مستويات أنديتنا ومنتخباتنا الوطنية من بطولة إلى أخرى.. بل أنها أيضا أحد الأسباب الجوهرية في تدني وتراجع كرتنا المحلية... خاصة وأن البناء الصحيح لأي فريق يحتاج لاستقرار المدرب والمدرسة التدريبية بشكل عام.