مباراة مقدونيا تنقذ كاسياس من الجدل وتثير الشكوك حول مستقبل كوستا
أرجأ حارس مرمى ريال مدريد والمنتخب الأسباني لكرة القدم إيكر كاسياس الجدل بشأن مستقبله مع كل من الفريقين حتى إشعار آخر بعد الأداء المتميز له مع المنتخب الأسباني في المباراة التي فاز فيها على نظيره المقدوني 5/1 في افتتاح مباريات الفريقين بالتصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأوروبية المقبلة (يورو 2016) بفرنسا.
وفي الوقت نفسه ، عاد الجدل مجددا بشأن مهاجم تشيلسي الإنجليزي دييجو كوستا والمهاجم الصريح في المنتخب الأسباني خاصة بعد ظهور رأس الحربة باكو ألكاسير بشكل رائع في هذه المباراة.
وأعادت المباراة أمام مقدونيا كثيرا من الثقة إلى المنتخب الأسباني بقيادة المدير الفني فيسنتي دل بوسكي رغم عدم صعوبة المباراة بالنسبة للمنتخب الأسباني حامل اللقب الأوروبي حتى الآن.
ولكن أهمية اللقاء تركزت في أنه المباراة الرسمية الأولى للمنتخب الأسباني منذ خروجه المهين والمبكر من الدور الأول ببطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل.
كما كان المنتخب الأسباني بحاجة إلى هذا الفوز الكبير ليستعيد اتزانه وثقة الجماهير سريعا بعد الهزيمة صفر/1 أمام نظيره الفرنسي وديا يوم الخميس .
وكان كاسياس على قدر المسؤولية وساهم بالفعل في تدعيم معنويات الفريق واستعادة ثقة الجماهير.
ووجد كاسياس نفسه في مهب الريح منذ يناير 2013 عندما فقد مكانه المنتظم في التشكيلة الأساسية للريال حيث وضعه البرتغالي جوزيه مورينيو المدرب السابق للفريق على مقاعد البدلاء لصالح حارس المرمى دييجو لوبيز الذي تعاقد معه الريال في نفس الشهر.
وامتد الجدل بشأن مستقبل كاسياس ليصل إلى المنتخب الأسباني لاسيما بعد الهزائم التي مني بها الفريق في الآونة الأخيرة ومنها سقوطه أمام منتخبي هولندا وتشيلي في المونديال البرازيلي.
وضاعف من الجدل بهذا الشأن النتائج الهزيلة والسيئة للريال في بداية الموسم الحالي ولكن المباراة بين المنتخبين الأسباني والمقدوني أوقفت العاصفة وأرجأت الحديث بشأن مستقبل كاسياس حتى إشعار آخر حيث تصدى كاسياس لثلاث كرات خطيرة في المباراة ولعب دورا بارزا في حفاظ الفريق على الفوز الساحق.
وكان المهاجم الشاب ألكاسير /21 عاما/ أحد نجوم المباراة أيضا. وفي غضون عام واحد فقط ، تحول ألكاسير من لاعبي يمكن الاستغناء عنه لأي ناد إلى نجم حقيقي لفريق بلنسية كما يبدو قريبا من الفوز بنفس المكانة في صفوف المنتخب الأسباني بعد الأداء القوي له في مواجهة مقدونيا والهدف الذي سجله في هذه المباراة.
وقال ألكاسير "أشعر بسعادة بالغة لهذه المباراة. كان يوما خاصا للغاية بالنسبة لي حيث خضت مباراتي الأولى مع المنتخب الأسباني وفزنا بالمباراة كما سجلت هدفا فيها. ما من وسيلة أفضل من هذه لبدء المسيرة الدولية. اتمنى أن يكون الهدف مجرد بداية للعديد من الأهداف.
وجاء تألق ألكاسير ليضاعف من الجدل بشأن كوستا مع المنتخب الأسباني حيث سجل كوستا ، المولود بالبرازيل ، أربعة أهداف في ثلاث مباريات خاضها مع فريقه الجديد تشيلسي هذا الموسم ولكنه لم يهز الشباك حتى الآن مع المنتخب الأسباني علما بأن مباراة الفريق أمام مقدونيا كانت المباراة الدولية الخامسة لكوستا مع الماتادور الأسباني حيث شارك معه أيضا في المونديال البرازيلي.
وأسفر العقم التهديفي لكوستا مع المنتخب الأسباني عن تعليقات عدة حول ما إذا كان هو من يحتاج إلى التأقلم مع الفريق أو العكس.
ويختلف أسلوب لعب ألكاسير كثيرا عن كوستا بل إنه يتشابه إلى حد كبير مع ديفيد فيا الهداف التاريخي للمنتخب الأسباني والذي سجل 59 هدفا للفريق في 97 مباراة دولية قبل اعتزاله اللعب الدولي مؤخرا.
ومن المنتظر أن تشهد الفترة المقبلة صراعا بين كوستا وألكاسير على مركز رأس الحربة بالفريق وقد يغير هذا الصراع رؤية المنتخب الأسباني لفكرة الاستعانة برأس حربة صريح حيث سبق لدل بوسكي أن خاض العديد من المباريات بدون الاعتماد على مهاجم صريح مثلما حدث في يورو 2012 .