|


فهد القحيز
رعاية الشباب ومشروع مدارس الأندية
2014-10-20

مع كل فترة من فترات التسجيل وانتقالات اللاعبين.. نجد أن أنديتنا تضخ أموالا ضخمة في استقطابات اللاعبين.. حتى أصبح حال فترة التسجيل وكأنه فترة زمنية لتدوير للاعبين بين الأندية.. وهذا حاصل بالفعل فبعض اللاعبين تجد أنه كان قبل الموسم الماضي مع فريق وفي الموسم الماضي كان مع ناد والموسم الحالي مع ناد آخر وربما في الموسم القادم سيكون في ناد رابع... وهكذا يستمر الوضع في كل موسم كروي... وما أخشاه هو أن تتفشى هذه الظاهرة ونرى اللاعبين لدينا في كل موسم مع فريق.

ـ اتجاه الأندية إلى الاعتماد على تجديد صفوفها ودعمها بالاستقطابات من الأندية الأخرى.. ناتج عن اهمال مدارسها الكروية وعدم الاعتماد عليها في بناء وتكوين اللاعبين للفريق الأول.

ـ حقيقة.. الأندية السعودية (في السنوات الأخيرة) تخلت عن المدارس الكروية بعد أن كانت في السابق منتشرة في أغلب أنديتنا تضخ النجوم وتعد منبع لإفراز وتفريخ المواهب الكروية.. وهذا الأمر يعتبر واحدا من الأسباب الجوهرية خلف التراجع الحاصل في كرة القدم السعودية في الفترة الحالية.

ـ عموما عودة كرتنا للتألق في الواقع.. تحتاج وتتطلب إعادة فتح المدارس الكروية في الأندية والاهتمام بها مثلما كان في السابق في العديد من الأندية.. وما يبشر بالخير أن هناك بعض الأندية قام في هذا الموسم بفتح مدرسة كروية.. مثل ناديا الأنصار والشباب (على سبيل المثال).. فالأخير افتتح مدرسة التميز التي ستحتضن الأطفال ما بين (6 ــ 12 سنة) بهدف تأسيس نخبة رياضية شابة تدرك وتعرف كرة القدم حسب مفهومها الصحيح.

ـ نجاح المدارس الكروية يحتاج لبعض الأمور من أهمها.. وجود العين الخبيرة التي تستقطب الموهوبين من المدارس التعليمية ومن ملاعب الأحياء السكنية.. حتى تتم عملية اختيار وانتقاء الموهبة الكروية بنجاح تام.

ـ وأيضا توافر برامج تثقيفية وأخرى علمية، وهنالك برامج دينية تطبق على اللاعبين المشتركين.

ـ إلى جانب المحافظة على صحة المشتركين من خلال أنظمة غذائية.

ـ وتوافر الرعاية الطبية للاعبين الصغار مما يساعد على المحافظة على سلامتهم طوال اشتراكاتهم في المباريات والمنافسات.

ـ توافر وسائل النقل خاصة وأن المشتركين في هذه المدارس الكروية هم صغار في السن يحتاجون لوسيلة النقل الآمنة التي تنقلهم من بيوتهم للنادي والعكس.

ـ وكذلك وجود مدربون متخصصون في الجانب الفني لتنفيذ البرامج التدريبة المعتمدة من "فيفا" في سبيل انتقاء وبناء اللاعبين الصغار وصقل إمكاناتهم وقدراتهم.

ـ وختاماً... أقترح أن تتبنى الرئاسة العامة لرعاية الشباب مشروعا خاصا بتدشين مدارس رياضية داخل الأندية (تعمل في الفترة المسائية) تكون وسيلة لتمكين الأطفال المتراوحة أعمارهم ما بين 6 و12 سنة من ممارسة العديد من الألعاب والأنشطة الرياضية تساهم في تحقيق العديد من الأهداف.. من أبرزها.. استغلال وقت الفراغ بالنسبة للأطفال لممارسة مختلف الأنشطة الرياضية المفضلة وأيضا اكتشاف المواهب في جميع فروع الرياضة في سن مبكرة من أجل صقلها وإدماجها داخل الأندية الرياضية... والأهم في هذه المدارس هو أن نبي أطفالنا منذ الصغر حتى يكون شباب وطننا أصحاء وأقوياء.