يواصل المنتخب البحريني الأول لكرة القدم بحثه عن رسم البسمة على شفاه نصف مليون نسمة, حيث يشارك “الأحمر” في دورة كأس الخليج الـ22, المقرر انطلاقتها الخميس المقبل في الرياض, وتستمر حتى الـ26 من الشهر الجاري.
ولم يسبق للمنتخب البحريني التتويج بلقب المسابقة, رغم مشاركته في 21 نسخة ماضية, كان آخرها الدورة التي جرت على ملاعب البحرين مطلع يناير لعام 2013, وحقق فيها المركز الرابع, خلف منتخبات الإمارات البطل, والعراق الوصيف والكويت الثالث.
وفي الأيام الماضية, أكمل المنتخب البحريني بقيادة المدرب عدنان حمد (عراقي), استعداده للبطولة, فيما قبل المدرب عدنان حمد اعتذار اللاعب فهد شويطر عن المشاركة مع منتخب البلاد, لارتباطه بدورة تدريبية خاصة في عمله, حيث تم استدعاء اللاعب داود سعد.
وكان الأحمر قد خاض لقاءه الودي الأخير استعدادًا للبطولة, وكان أمام منتخب سنغافورة, وحرص من خلاله المدرب عدنان حمد على الزج بأكثر عدد من اللاعبين للوقوف على مستوياتهم, وتثبيت معالم التشكيلة الأساسية التي سيدخل بها اللقاء الأول أمام اليمن ضمن الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثانية للبطولة.

المسمى من بحر
البحرين اسمٌ مثنى منسوب لكلمة بحر، ومن الناحية التاريخية هو اسم لإقليم جغرافي واسع يشمل غالب المناطق الشرقية من شبه الجزيرة العربية المطلة على الخليج العربي وليس محصوراً على الجزيرة الصغيرة بمملكة البحرين, وهو الإقليم الممتد من البصرة مروراً بالكويت والقطيف وقطر والإحساء.
ويشير اسم “البحرين” كدلالة إلى كون البلاد تحوي مصدرين للمياه هما عيون المياه الحلوة, والمياه المالحة في البحار المحيطة بها, وقد عرف الإغريق الجزيرة باسم تايلوس (Tylos) بينما عرفت قبيل ظهور الإسلام باسم أوال.

الاقتصاد مفتوح
البحرين لديها اقتصاد مفتوح. ويتعامل الشعب هناك بـ”الدينار” وهو ثاني أعلى قيمة في العالم, ومنذ أواخر القرن 20 والبحرين تستثمر بكثافة في قطاعات البنوك والسياحة, وعاصمة البلاد المنامة هي موطن لكثير من الهياكل المالية الكبيرة, وصناعة التمويل في البحرين ناجحة جدا, ففي عام 2008 كانت البحرين المركز المالي الأسرع نموا في العالم من حيث مؤشر المراكز المالية العالمية في لندن.
الخدمات المصرفية والمالية للقطاع في البحرين وخصوصا المصرفية الإسلامية استفادت من الطفرة الإقليمية يقودها الطلب على النفط, فيما إنتاج البترول هو منتج البحرين الأكثر تصديرا وهو ما يمثل 60٪ من عائدات التصدير و70٪ من الإيرادات الحكومية، و11٪ من الناتج المحلي الإجمالي, بينما إنتاج الألومنيوم هو ثاني أكثر المنتجات المصدرة تليها مواد البناء والتمويل.

جزير صغيرة
البحرين هي جزيرة صغيره تقع بالقرب من الشواطئ الغربية للخليج العربي, ويحدها من الغرب المملكة العربية السعودية وترتبط بهاعن طريق جسر الملك فهد ولايحدها من الشمال والجنوب والشرق دول حيث تقع في وسط بحار الخليج العربي.
وتتكون البحرين من 33 جزيرة طبيعية والعديد من الجزر الصناعية تقع في الخليج العربي في جنوب غرب آسيا ويبلغ الطول الإجمالي لحدودها 161 كم وتغطي مساحة 765.3 كم مربع.
وتعد مملكة البحرين أصغر دولة عربية من حيث المساحة، كما تبدو بلداً سهلياً حيث تغطي السهول جميع سواحلها وجزرها, فيما يبدو مناخها صحراوياً حاراً بسبب وقوع المملكة قرب خط الإستواء.
وقمة تلة جبل الدخان هي الأعلى بارتفاع 134 متراً وتأتي في المرتبة قبل الأخيرة في الوطن العربي لأعلى قمة والمرتبة 228 من بين دول العالم, في حين أن أخفض نقطة هي مستوى سطح البحر, وتخلو الطبيعة من الأنهار والجبال والغابات وأغلب أراضيها صحراء.

الأجانب كثر
نما عدد سكان البحرين إلى 1.2 مليون نسمة, منها 568,399 مواطنون و666,172 غير مواطنين، وارتفع العدد من 1.05 مليون للمواطنين و517,368 لغير المواطنين في عام 2007, وهو العام الذي عبر فيه سكان البحرين حاجز المليون.
وعلى الرغم من أن الغالبية العظمى من السكان عرب، وعدد كبير من الناس من جنوب آسيا يعيشون في البلاد, إلا أنه في عام 2008 عاش ما يقارب من 290,000 من الرعايا الهنود في البحرين, مما يجعلها الجالية الأكبر في البلاد.

الأكثر كثافة
تبدو البحرين هي رابع دولة ذات سيادة الأكثر كثافة سكانية في العالم ذات الكثافة السكانية من 1,646 نسمة لكل كيلو متر في عام 2010, والدول ذات السيادة فقط مع الكثافة السكانية هي أكبر الدول المدينة.
ويتركز جزء كبير من هذه الفئة من السكان في شمال البلاد مع المحافظة الجنوبية كونها الجزء الأقل كثافة سكانية.
ازدهار سياحي
تزدهر السياحة في البحرين وخصوصًا في السنوات الأخيرة, ومعظم السياح يأتون من الدول الخليجية المجاورة بحكم الجسر مع المملكة العربية السعودية وذلك خاصة بعد بدأ السماح بالمرور بالبطاقة المدنية, بالإضافة إلى سياح من دول مختلفة.
وأحد أســباب هذا الازدهــــار المعالـــم السياحية التي يعود أصلها للحضـــارات القديمة مثل حضارة دلمون التي كانت في المنطقة, بالإضافة إلى بعض المعالم الحديثة التي أثرت الحركة السياحية في البحرين, وكذلك سباقات الخيول وسباقات السيارات والفورملا 1. وأيضًا كثرة الأسواق الشعبية وأسواق الذهب.

غياب دولي
تأسس الاتحاد البحريني لكرة القدم في العام 1957 وانضم إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” في العام 1966 قبل أن ينضم إلى الاتحاد الآسيوي في العام 1969, ويرأس الاتحاد البحريني الشيخ علي بن خليفة آل خليفة, وهو كان نائبًا لرئيس الاتحاد الأسبق سلمان بن إبراهيم آل خليفة, الذي تولى في منتصف العام 2013 منصب رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
ويقع الاتحاد البحريني لكرة القدم تحت مظلة وزارة الشباب والرياضة, والتي يرأسها الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة, وهو نجل ملك البلاد الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة.
ولم يســبق للاتحاد البحريني أن حــاز على نجاحات على المستويات القارية والدولية, حيث ظل الأحمر بعيدًا عن المشاركة في مونديال كأس العالم, وكان الوصول الأفضل له على مستوى التصفيات الآسيوية, هو الملحق المؤهل للمونديال عام 2006 و2010, وفي المناسبتين كان الخروج من المنتخبين الأوزبكي والنيوزيلندي, فيما كان الوصول إلى الدور نصف النهائي من كاس الأمم الآسيوية عام 2004 هو الأفضل للمنتخب, قبل الخروج على يد المنتخب الياباني بنتيجة ركلات الترجيح, والاكتفاء بالمركز الرابع بعد الخسارة أمام منتخب إيران في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع 2ـ4.

الفضة أربع مرات
كان الحصول على المركز الثاني في بطولات الخليج أعوام 1970 و1982 و1994 و2003 هو الظهور الأفضل للأحمر في المسابقة, كما سبق للمنتخب البحريني الحصول على المركز الثالث في بطولات 1990 و1992 و2002 و2004 و2007.
وعلى الرغم من استضافة الأحمر للبطولات في ثلاث نسخ, لم يسبق له تحقيق اللقب, وظل غائبًا عن خزائنه طيلة السنوات الماضية.

جيل بارز
مرّ على المنتخـــب البحريني العديــد من اللاعبين البارزين, لكن الجيل الممتد من عام 2000 وحتـــى 2010 يبدو هو الأبرز في تاريخ الكرة البحرينية, كونه قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى نهائيات كأس العالم مرتين كان فيها الخروج من الملحق المؤهل.
لكن جيل السبعينات شهد بروز العديد من اللاعبين, منهم الحارس حمود سلطان.
ومن الجيل الحالي يبرز المدافعان عبد الله المرزوقي ومحمد حسين, إلى جانب ثلاثي الوسط محمد سالمين والسيد ضياء وفوزي عايش, إلى جانب المهاجمين علاء حبيل واسماعيل عبد اللطيف صاحب الهدف القاتل في شباك المنتخب السعودي خلال اللقاء الذي جمع المنتخبين في الرياض ضمن التصفيات الآسيوية لمونديال 2010 وهو الهدف الذي منح البحرين بطاقة الصعود للقاء أستراليا.
كما أن لاعب الوسط طلال يوسف يبدو بارزًا على مستوى الكرة البحرينية, كونه تقلد شارة القيادة في العديد من المحافل الدولية, وأسهم كثيرًا في تحقيق النتائج الإيجابية.