ـ بعد ان هدأت الأمور وخفت نيران الغضب التي شنتها وسائل إعلامنا الرياضي بعد خسارة منتخبنا الوطني (الأول) للقب خليجي (22) فمن المفترض ان تعالج مشكلة المنتخب بهدوء وبدراسة مقننة .. حتى تكون الحلول اكثر فاعلية تضمن عدم تكرر حدوث مثل هذا الاخفاق .. وتساهم في تحسن اداء الاخضر وضمان تفوقه وقدرته على المنافسة القوية وتحقيق البطولات التي سبق وان حققها على النطاق الخليجي وعلى مستوى القارة الاسيوية.
ـ فشل منتخبنا في تحقيق كأس خليجي 22 وخسارة لهذه البطولة التي اقيمت على ارضه هي في الواقع امتدادا للإخفاقات التي سجلها في جميع البطولات التي شارك فيها في السنوات الاخيرة... حيث كان اخر انجازات الاخضر هي التأهل لنهائيات كأس العالم 2006 وتحقيق بطولة التضامن الاسلامي 2005 وبطولة كأس الخليج 2003 .. بعدها صارت نتائجه في تراجع ومستوى ادائه في تذبذب .. والدليل انه لم يحقق أي بطولة بعد هذه البطولات.
ـ عموما ... لو بحثنا عن الاسباب الرئيسية خلف تراجع مستوى ونتائج منتخبنا... يأتي في مقدمتها عدم الاستقرار التدريبي فيه .. فمعظم مدربيه السابقين لم يمكثوا معه اكثر من سنة او سنتين... وهذه ظاهرة سلبية كان لها العديد من الاثار غير الجيدة على مسيرته و أثرت على تدني نتائجه في مشاركاته خلال السنوات الاخيرة.
ـ فمن المعروف أن الاستقرار التدريبي لأي منتخب له أهمية كبيرة في ايجاد التجانس والانسجام على اسلوب اللعب .. كما انه يمنح المدرب الثقة على تطوير أسلوب اللعب وتجريب أكبر عدد من اللاعبين للوصول لأفضل تشكيلة .. فضلا عن تغيير أنظمة اللعب التي من المفترض ان يتم تطبيقها في المباريات.
ـ وبما ان لدينا مشاركة (قريبة) في نهائيات امم اسيا التي ستقام بعد حوالي شهر من الان في استراليا ... فإن اول الحلول .. هو الاستعانة بأحد المدربين الموجودين في انديتنا (الآن) بحكم ان لديه معرفة تامة...... بلاعبي المنتخب وايضا اللاعبين البارزين في الدوري السعودي (حاليا) و ايضا معرفته بمعظم المنتخبات المشاركة في هذه البطولة (لا سيما وان هناك ستة منتخبات كانت مشاركة معنا في خليجي22 هي عمان , البحرين, الامارات, قطر , الكويت , والعراق بالإضافة الى المنتخب الاردني) وكذلك معرفته بجميع الظروف الاخرى المرتبطة بإعداد وتحضير المنتخب في هذه الفترة الحرجة التي تسبق الاستحقاق الاسيوي.
ـ أو الاستعانة بأحد الاسماء التدريبية الوطنية وقد يكون مدربنا القدير خالد القروني هو اقرب هذه الاسماء بحكم ان له باع طويل في المجال التدريبي ويعرف واقع المنتخب بشكل جيد ولديه معرفة تامة بأبرز اللاعبين حاليا .. وسبق وان اشرف على تدريب المنتخب السعودي الذي شارك في بطولة غرب آسيا بالكويت 2012.
ـ القروني كفاءة تدريبية .. ولديه سجل حافل بالعديد من الانجازات.. من ابرزها.. الصعود بنادي الوحدة للدوري الممتاز 2003م, الصعود بنادي الحزم للدوري الممتاز 2005م, تحقيق لقب الدوري السعودي مع الاتحاد عام 2003م, تحقيق لقب السوبر السعودي المصري مع الاتحاد عام 2003م, الوصول إلى كأس العالم للشباب مع المنتخب السعودي عام 2011م .. فإعطاء الفرصة لهذا المدرب الطموح في هذه الفترة القصيرة التي يحتاج فيها الاخضر لمدرب يعرف قدرات وامكانات لاعبيه .. مناسب جدا .. بدلا من ان نأتي بمدرب يحتاج فترة طويلة ليعرف اوضاع المنتخب والنهاية لن يحقق له اي تقدم .. فمهما كان اسم المدرب وجنسيته فهو لا يملك عصا سحرية تحقق الانجاز بين يوم وليلة... وعودوا لأيام لوبيز وريكارد وموريس وبيسيرو وباكيتا وكالديرون... فما ذا حققوا للمنتخب؟