.. يبحثون عن “فرحة”
وضعت ثلاثة منتخبات خليجية "البحث عن اللقب القاري الأول" عنوانًا لمشاركتها في بطولة كأس أمم آسيا الحالية والتي تنظّمها أستراليا حتى الـ31 من الشهر الجاري، وبعدما وضعتها القرعة في مجموعة واحدة هي "الثالثة" إلى جانب منتخب إيران المتوّج ثلاث مرات سابقة باللقب.
وتشهد النسخة الـ16 سباقًا متشابهًا بين منتخبات الإمارات وقطر والبحرين نحو اللقب الأول، بعد تواجدها في العديد من النسخ السابقة إلا أنها تتوقف عن الوصول إلى الأدوار المتقدمة. وتدشن المنتخبات الثلاثة مشاركتها فعليًا اليوم، حيث يتواجه المنتخبان القطري والإماراتي، بينما يبدو المنتخب البحريني في مهمة صعبة أمام نظيره الايراني، وهذان اللقاءان لحساب أولى جولات المجموعة. وبينما كشفت المباريات الودية الوجه الحقيقي لإعداد المنتخبات الثلاثة، يوحي التتويج بلقب بطولة كأس الخليج الـ22 نهاية نوفمبر الماضي في الرياض بإعداد مميز للمنتخب القطري بعدما طار باللقب على حساب المنتخب السعودي إثر الفوز في مباراة النهائي 2ـ1.
إيطاليا باكورة
حمل العام 1971 تأسيس اتحاد كرة القدم في دولة الإمارات العربية المتحدة، ليكون المسؤول الأول عن اللعب الشعبية في البلاد، ليأتي انضمامه إلى الاتحاد الدولي "فيفا" عام 1972، وبعد ذلك بعامين سمّي اتحادًا تابعًا للقارة الآسيوية.
باكورة الإنجازات الإماراتية كان التأهل إلى مونديال كأس العالم في إيطاليا عام 1990، قبل التتويج ببطولة كأس الخليج الـ18 في الإمارات عام 2007 والبطولة الـ21 في البحرين عام 2013، كما حصل منتخب الشباب على بطولة آسيا عام 2008، وتأهل إلى كأس العالم للشباب عام 1997 في ماليزيا وعام 2009 في مصر، كما شارك في نهائيات عام 2003 كون الإمارات البلد المستضيف للبطولة.
أما منتخب الناشئين تحت 17 سنة فإنه وصل إلى نهائيات كأس العالم في إيطاليا عام 1991 ونيجيريا عام 2009، علاوة على تتويجه بطلا للخليج ثلاث مرات أعوام 2006 و2009 و2010.
صدمة نوفمبر
يدرب "الأبيض" مهدي علي (وطني)، وكان قد صدم محبّيه في نوفمبر الماضي عندما جرّد من لقبه بطلا للخليج، إذ ودّع الدورة الـ22 بالخروج من نصف النهائي بالخسارة من المنتخب السعودي 2ـ3، بعدما طار باللقب للبطولة الـ21 مطلع العام 2013 في البحرين، حيث كسب العراق في المباراة النهائية 2ـ1.
ثماني فاشلة
يبحث الإماراتيون عن مجد قاري غائب، فشلوا في تحقيقة طيلة ثماني مشاركات، كان الوصول في خامس مشاركة إلى نهائي النسخة الـ11 عام 1996 عندما نظّموا البطولة هو الأفضل لهم، إلا أنهم خسروا أمام السعودية بركلات الترجيح 4ـ2، بعد تعادل سلبي سيطر على الأشواط الأصلية والاضافية.
نجوم بارزون
يضم المنتخب الإماراتي في صفوفه عددا من اللاعبين البارزين كصانع الألعاب عمر عبد الرحمن (عموري)، والمهاجم أحمد خليل إلى جانب الهداف علي مبخوت والمدافع إسماعيل أحمد الذي نافس على لقب أفضل لاعب آسيوي للعام الماضي.
وتعاني القائمة المختارة بعناية من المدرب مهدي علي من غياب المدافع الأيمن محمد فوزي للإصابة، بينما تشهد عودة الحارس المخضرم ماجد ناصر بعد فترة غياب استمرت طويلا.
رعاية القطري
تعتبر كرة القدم من أكثر الرياضات انتشارا في قطر، وتأتي بعدها بقية الرياضات الجماعية، ثم الرياضات الفردية، والسباحة، كما أن سباق الخيل والهجن من المسابقات الفردية المحبوبة، ويشرف على كل لعبة اتحاد وتتبع جميع الاتحادات اللجنة الأولمبية القطرية.
وعرف الشعب القطري اللعبة منذ عام 1948، ويبدو الاتحاد القطري لكرة القدم هو الجهة الراعية للعبة في الدولة والمسؤول المباشر عن المنتخبات الوطنية والأندية المحلية المشاركة في الدوري بدرجتيه الأولى والثانية. وتأسس الاتحاد عام 1960 وانتسب إلى الاتحاد الدولي "فيفا" في العام 1963، قبل أن يكون عضوًا في الاتحاد الآسيوي في عام 1976. ويعتبر المنتخب القطري الأول لكرة القدم من المنتخبات الجيدة على مستوى آسيا، وكانت آخر إنجازاته الميدالية الذهبية في الألعاب الآسيوية التي أقيمت في الدوحة عام 2006.
بلا مونديال
على الرغم من النجاحات المستمرة للمنتخب القطري على مستوى كرة القدم، إلا أنه لم يسبق له التتويج بلقب كأس الأمم الآسيوية أو التأهل إلى نهائيات كأس العالم، واقتصر النجاح على الفوز بلقب دورة كأس الخليج ثلاث مرات، أعوام 1992 و2004 و2014 إلى جانب الفوز بذهبية دورة الألعاب الآسيوية عام 2006.
ودرب المنتخب القطري العديد من المدربين العالميين، كبرونو ميستو (فرنسي)، ومواطنه فيليب تروسيه، وجو بونفرير (هولندي)، إلى جانب إيفرستو (برازيلي) ومواطنه لابولا.
وعلى مستوى منتخب الشباب، كان الحضور مميزًا، كونه خاض نهائي مونديال كأس العالم للشباب عام 1981 والذي جرى في الأراضي الأسترالية، وخسر المباراة أمام منتخب ألمانيا، كما أنه قبل أسابيع توّج بطلا لمسابقة كأس آسيا التي جرت في ميانمار وبعد فوزه على المنتخب الكوري الشمالي في المباراة النهائية بهدف نظيف.
عقدة ربع النهائي
لا يعتمد العنابي الذي يشرف على تدريبه جمال بلماضي (جزائري) سوى على تتويجه أخيرًا بلقب بطولة كأس الخليج الـ22 لرفع معنويات لاعبيه وتجاوز كبوة ثماني مشاركات قارية كان الوصول فيها إلى الدور ربع النهائي مرتين أعوام 2000 و2011 هو أفضل نتائجه.
وتسببت النتائج المتواضعة خلال التصفيات التمهيدية في الغياب عن المشاركة في النسخة الـ11 التي نظّمتها الإمارات عام 1996، لكن الظهور الخامس كان مختلفًا في لبنان عام 2000، حيث وصل "العنابي" إلى الدور ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخه، لكن الخروج على يد الصين بالخسارة 1ـ3، وعندما شارك القطريون للمرة السادسة في البطولة التي نظّمتها الصين عام 2004 ودعوا من الدور التمهيدي، بخسارتين من أندونيسيا 1ـ2 والصين 0ـ1، فصل بينهما تعادل بهدف لمثله أمام البحرين، ليكرروا السيناريو في المشاركة السابعة عندما نظمت النهائيات أربع دول عام 2007، إذ غادروا من الدور التمهيدي بعد الخسارة من الإمارات في الجولة الأخيرة 2ـ1، علمًا أنهم تعادلوا مع اليابان وفيتنام بنتيجة هدف لمثله ضمن الجولتين الأولى والثانية، بينما حملت النسخة الأخيرة مشاركتهم الثامنة، عندما نظّموا النهائيات للمرة الثانية عام 2011، وكرروا سيناريو عام 2000 بالوصول إلى الدور ربع النهائي لكن الخسارة حضرت على يد اليابان 3ـ2.
عناصر ذهب
يضم المنتخب القطري في صفوفه عددا من اللاعبين المميزين، منهم لاعب الوسط المخضرم طلال البلوشي والحارس قاسم برهان والمدافع القائد بلال محمد، والمهاجم خوخي بوعلام ولاعب الوسط علي أسد، وجميعهم ساهموا في تحقيق إنجاز حاز على رضا الجماهير والعشاق قبل شهر ونصف، عندما نالوا لقب بطولة كأس الخليج الـ22 على حساب المنتخب السعودي البلد المنظّم، بعد الفوز في المباراة النهائية 2ـ1.
البحث عن نجاح
لم يسبق لاتحاد كرة القدم البحريني أن حاز على نجاحات على المستويات القارية والدولية، على الرغم من تأسيسه عام 1957 لينضم إلى الاتحاد الدولي "فيفا" في العام 1966 قبل أن يتحصل على عضوية الاتحاد الآسيوي عام 1969.
ويترأس الاتحاد البحريني الشيخ علي بن خليفة آل خليفة، وهو من كان نائبًا لرئيس الاتحاد الأسبق سلمان بن إبراهيم آل خليفة، الذي تولى في منتصف العام 2013 منصب رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
ويقع الاتحاد البحريني لكرة القدم تحت مظلة وزارة الشباب والرياضة، والتي يرأسها الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، وهو نجل ملك البلاد الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة.
الملحق إنجازه
طيلة السنوات الماضية ظل المنتخب "الأحمر" بعيدًا عن المشاركة في مونديال كأس العالم، وكان الوصول الأفضل له على مستوى التصفيات الآسيوية هو الملحق المؤهل للمونديال عام 2006 و2010، وفي المناسبتين كان الخروج من المنتخبين الأوزبكي والنيوزيلندي، كما لم يسبق لهم الفرحة بلقب بطولات كأس الخليج رغم مشاركتهم في جميع النسخ الـ22.
ذكريات الصين
على مستوى بطولات كأس أمم آسيا، كان الوصول إلى الدور نصف النهائي من البطولة المقامة في الصين عام 2004 هو الأفضل له قاريًا عندما خرج على يد المنتخب الياباني بالخسارة 3ـ4 ليفشل في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع ويخسر أمام إيران 2ـ4، ويبحثون في مشاركتهم الخامسة عن الوصول إلى أبعد مما بلغوه عام 2004.
الثقة بالوطني
يضبط الأمور الفنية للمنتخب البحريني المدرب مرجان عيد (وطني) وهو من وثق به اتحاد الكرة المحلي بعد المستويات المتراجعة في بطولة كأس الخليج الـ22 أواخر نوفمبر الماضي في الرياض، حيث أسهم الخروج من الدور التهميدي في إقالة المدرب عدنان حمد (عراقي) من منصبه.
ويضم المنتخب في صفوفه عددا من اللاعبين المميزين الخبرة والشباب، كالقائد محمد حسين، والحارس سيد جعفر، إلى جانب المهاجم إسماعيل عبد اللطيف ولاعب الوسط سيد ضياء والجناح فوزي عايش.