|


لابد من تدخل عاجل

2015.02.25 | 06:00 am

تـواصل "الـريـاضية" الـيوم البحث عن أسباب زيادة الاحتقان في الوسط الإعلامي الرياضي السعودي، وأسبابه وطرق علاجه، والجهة المطالبة الأولى في التصدي له.
اليوم نقلب الأوراق مع عدد من المسؤولين والقائمين بأعمال أندية رياضية سعودية، يعترف أحدهم بأنهم ساهموا في زيادة الاحتقان، وينادي بضرورة فرض عقوبات صارمة وتطبيقها في حق المتجاوزين، وآخر يؤكد أن المتعصّبين يخرجون في البرامج الفضائية والإذاعية ويطالبون بنبذ التعصب، وفي نفس اللحظة يتغنون بأنديتهم المفضلة ويسقطون على الأندية المنافسة.
يقول عنهم: "يناقضون أنفسهم، وللأسف يجدون من يستمع إليهم ويتبنى آراءهم المخالفة ".
في السطور التالية آراء ووجهات نظر مختلفة ومتباينة، لكنها اتفقت على أن الوسط الإعلامي الرياضي السعودي يعاني انفلاتا واضحا في الآونة الأخيرة، متخوفين من استمرار تفشّي الظاهره، وخروج كرة القدم عن مسارها الصحيح ومكانها الأمثل في ميدانها المخصص لها.

التدخل مطلوب
لخّص رئيس نادي القادسية معدّي الهاجري أسباب الانفلات الإعلامي والتعصب الجماهيري في الرياضة السعودية إلى اعتماد بعض وسائل الإعلام على نقل الأخبار ومحاولة زيادة جانب الإثارة فيها، دون النظر إلى صحة التصرف من عدمه، مشيرا إلى أن ما ينشر في الصحف الورقية والإلكترونية إلى جانب بعض البرامج الفضائية والإذاعية يعتمد كثيرا في الآونة الأخيرة على جانب الإثارة المصطنعة، وهذا ما يتسبب غالبا في زيادة الاحتقان وإيجاد ردود فعل غاضبة لدى الجماهير ومنسوبي الأندية.
ولم ينس رئيس نادي القادسية الحديث عن الدور السلبي لبعض مسؤولي الأندية في زيادة الاحتقان الجماهيري، مؤكدا أن العديد من هؤلاء يتصرف أحيانا بشكل مخالف، ويثير جماهير ناديه، وهو مطالب في المقام الأول بتهدئتها من خلال خطاب إعلامي متزن.
وأضاف في هذا الجانب: "بعد نهاية كل مباراة يخرج أحد الرؤساء في تصريح إعلامي يثير من خلاله جماهير ناديه على لجنة معينة أو حكم اللقاء، وهو المطالب بتهدئتها وتخفيف حدة الاحتقان لديها، وللأسف هذا حال بعض مسؤولي الأندية لدينا ".
وتابع: "لا أعلم ما الذي يمنع هؤلاء من تثقيف جماهيرهم على أن الكرة تحتمل الفوز والتعادل والخسارة، وضرورة تقبّلها لكافة النتائج والأحداث دون المساس بالروح الرياضية ".
واعترف الهاجري بأن الوسط الرياضي السعودي تنقصه ثقافة التعامل مع الأجواء المشحونة، مبينا أن التفاعل مع الأمور السلبية يتم سريعا، حتى بدأ يظهر للبعض أن ما يحدث بعيدا عن كرة القدم والرياضة بشكل عام.
وتخوف الـهـاجري من تـزايد الظـاهرة في المستقـبـل، منـاديا بضرورة تدخل جهات عليا كالرئاسة العامة لرعاية الشباب وتثقيف الجماهير الرياضية، والعمل على توزيع منشورات في الملاعب لتهدئتها وضبطها، وإيضاح مفهوم أن المباراة تنتهي بنهاية صافرة الحكم.

تزايد مستمر
اعترف رئيس نادي الشعلة فهد الطفيل بمساهمة القائمين على الأندية في زيادة الاحتقان والتعصب الرياضي الذي تشهده الساحة الرياضية السعودية في الآونة الأخيرة، مناديا بضرورة فرض عقوبات صارمة وتطبيقها في حق المتجاوزين.
وحمل الطفيل الإعلام الرياضي جزءا من المسؤولية، لكنه توقف عند الإقبال الكبير على مواقع التواصل الاجتماعي، وغياب الرقابة على ما يطرح في صفحات بعض النشطاء، مبينا أن هذه المواقع بدأت تلعب دورا كبيراً في ذلك.
وأشار رئيس نادي الشعلة إلى أن الوسط الرياضي السعودي يعاني من غياب القدوة الحسنة، مشددا على أهمية تفعيل الندوات والمحاضرات التثقيفية لنبذ التعصب، والحد من الأمور التي قد تساهم في خروج الرياضة عن مسارها الصحيح.
وأضاف: "الظاهرة في تـزايد مستمر مع مرور الوقت، يجب أن يلعب الاتحاد السعودي لكرة القدم بالترتيب مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب على إيقاف التجاوزات، وإبقاء لعبة كرة القدم في ميدانها كحال الدول المجاورة ".
ويرى الطفيل أن ضبط البرامج الرياضية وإلزامها بالخطاب الواعي المستنير أحد الحلول المعالجة، إلى جانب استعانتها برجال الدين وإلقاء المحاضرات عن التعصب الرياضي وتأثيره على المجتمع المترابط، مضيفا إلى ذلك اطلاع الجماهير على العلاقة المتينة التي تربط لاعبي الأندية المتنافسة ببعضهم البعض، من خلال قضائهم غالبية الأوقات بعيدا عن الأندية وكرة القدم، وهذا ما يدل على عدم تأثرهم بما يطرح.

نحتاج التكاتف
أما رئيس نادي هجر سامي الملحم فأشار إلى أن وسائل الاتصال الحديث تبدو سببا رئيسيا في زيادة الاحتقان والتعصب الجماهيري في السنوات الأخيرة، مبينا أن التعامل مع هذه الوسائل ومواقع التواصل الاجتماعي بدأ سلبيا على المستوى الرياضي.
وطالب الملحم وزارة الثقافة الإعلام بـضرورة ضـبط عملـية خروج الضيوف والنقاد في القنوات الفضائية والإذاعية، مؤكدا أن الآونه الأخيرة شهدت خروج حديثي العهد في المجال الإعلامي الرياضي، وإبداء الآراء السلبية وكيل التهم بهدف الحصول على شهرة واسعة.
وأضاف: "للأسـف أصـبـحت البرامج الفضائية سببا رئيسيا في زيادة التعصب، في كل يوم نشاهد شخصا جديداً يعمل على الإثارة، وهو لم يقض عامه الثاني في المجال، ولم يكتب مقالته الخامسة في صحيفته ".
وتابع: "يجب على وزارة الثقافة والإعلام الوقوف بحزم أمام هؤلاء، ومنعهم من الخروج فضائيا، فهم أحد أسباب زيادة الاحتقان نتيجة آرائهم المخالفة وغير المنطقية، واعتمادهم بشكل مباشر عـلى الإسـاءة والإثـارة السلبية ".
وزاد: "للأسف هؤلاء المتعصّبون يخرجون في البرامج الفضائية والإذاعية ويتحدثون عن التعصب، وفي الاتجاه الآخر تجده يسيء ويسقط باستمرار على ناد منافس لناديه، وبالتالي يناقض نفسه بنفسه خلال ظهوره، ومع ذلك يجد من يستمع إليه ويتبنى آراءه المخالفة ".
وكشف رئيس نادي هجر أن قرار اعتماد البرامج الرياضية على ضيوف يحملون تصاريح معتمدة من وزارة الثقافة والإعلام تمنحهم الضوء الأخضر للخروج فضائيا وإذاعيا للحديث وإبداء الآراء سيساهم إيجابيا في تخفيف حدة التعصب، كون من يعمل على زيادتها لن يلقى مساحته التي اعتادها في السنوات الثلاث الماضية.
وأكد الملحم على أهمية أخذ النقاد الرياضيين والإعلامـيين حـريتـهم ساعة خروجهم الفضائي أو عند كتابة مقالاتهم في الصحف، لكنه اشترط الوقوف عند الحرية في الرأي دون التجاوز والوصول إلى التجريح والتهم المباشرة وغير المباشرة.
وتأسف المـلحم عـلى أوضاع الرياضة السعودية حاليا، مشيرا إلى أنها بدأت تأخذ منعطفا خطيرا بسبب التعصب والاحتقان على مستوى وسائل الإعلام والجماهير، وهذا ما لايمكن قبوله بالنسبة له خصوصا أن الرياضة هي المتنـفس الوحـيد لشريحة الشباب.
وقال: "الريـاضة خرجـت عـن مسارها الصحيح لدينا، دون أن يشعر المسؤولون في ذلك، ونحن في حاجة إلى التكاتف والتلاحم بشكل أقوى من أي وقت مضى بعيدا عن الأمور الرياضية، الأوضاع في المنطقة لا تتقبل مزيدا من الكراهية ".
وحمّل الملحم العاملين في الأندية جزءا من المسؤولية، مطالبهم بضرورة العمل على تهدئة الجماهير، وعدم إثارة الرأي العام بتصاريح سلبية، محددا رؤساء الأندية الجماهيرية، كونه يرى أن الأندية المتوسطة مهما بلغ رؤساؤها من تصاريح لن تجد تفاعلاً جماهيرياً قوياً.
وأوضـح: "رؤســاء الأنـديـة الجماهيرية يتحكمون في الشارع الرياضي، بإمكانهم تهدئته وشحنه، ويجب على هؤلاء الرؤساء النظر إلى الرياضة بأنها فوز وخسارة وعمل يخدم به البلاد وشبابه، عليهم خلق التحدي وخلق منافسة شريفة، بعيدا عن الإثارة، وفي الأيام الأخيرة ظهرت في الساحة مصطلحات وألفاظ لا تمثلنا وبعيدة عن أخلاقنا التي تعلمناها من ديننا الحنيف".

الحل في العقاب
في المقابل، أكد عضو مجلس إدارة نادي الاتفاق محمد الصدعان أن الرياضة السعودية تعيش مرحلة غير جيدة بسبب الانفلات الإعلامي الرياضي والجماهيري والاحتقان الزائد في الفترة الماضية، مطالبا وزارة الثقافة والإعلام بوضع لوائح صارمة وتطبيقها في حق المتجاوزين.
وقال: "يجب معاقبة المتجاوزين، هناك خطوط حمراء لم يقف عندها الكثير، وفي الأيام الأخيرة شاهدنا طـرحا غـير لائق على مـستـوى الصحف، ووجهات نظر غير مقبولة في القنوات الفضائية والإذاعية ".
وتابع: "مثلما يطالب بعض الإعلاميين من اللجان القضائية في الاتحاد السعودي لكرة القدم بوضع لوائح واضحة وتطبيقها بحذافيرها، نطالب نحن بأهمية إيجاد آلية واضحة لمعاقبة المتجاوزين، ولا تبدو اللوائح كافية دون تطبيقها وتفعيلها، من الواجب أن يعلم كل مسيء بأن هناك من يوقفه ويحاسبه على تجاوزاته ".
ويرى الصدعان أن موقع التواصل الاجتمـاعي "تويتر" بات مـكـانا مفضلا لكل من أراد أن يمرر رأيا عجز عن طرحه في برنامج فضائي أو صحيفته التي يعمل بها، مؤكدا على أهمية الوقوف عند التجاوزات التي تشهدها صفحات بعض الإعلاميين في "تويتر" وبما أن الجميع يؤكد أن ما يكتبه يمثله شخصيا ولايمثل جهته الإعلامية عليه أن يتحمل عواقب هذا الطرح.
وأضاف: "تجد بعضهم في الظهور الفضائي أو الإذاعي أو عبر صحيفته يقدم رأيا متزنا، وعند دخوله موقع التواصل الاجتماعي يبدأ في كيل التهم والتشكيك دون حسيب ورقيب، وهذه هي المشكلة الكبرى التي تواجهنا ".
وتمنى الصدعان من وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي التدخل والوقوف بـنـفـسه على التجاوزات ومعرفة المرحلة الحقيقية التي وصلت إليها الرياضة السعودية بسبب ما يطرح في وسائل الإعلام والبرامج الفضائية والإذاعية، مشددا على أهمية مبادرته وإقامته ورش عمل يتم من خلالها تثقيف بعض الإعلاميين الرياضيين.
ورفض الصـدعـان أن يـكـون للقرارات الصادرة من اللجان دور في تأجيج الشارع الرياضي، من خلال اعتماد الإعلاميين عليها وإظهار ردود فعلهم السلبية، مشيرا إلى أن المشكلة الحقيقية هي أن بعض الإعلاميين لا يتوقف عند مناقشة القرارات أو الأحداث، بل يذهب إلى التشكـيك والدخول في الذمم وإطلاق التهم.
وأوضح: "القضية الحقيقة أيضا أن من ينتقد بعض القضايا لايبدو مؤهلا للنقاش فيها، ولايمتلك خبرة واسعة للحديث في شأن قانوني أو فني، ومع ذلك تجده يبدأ في الحديث وكأنه الخبير والمدرك لكافة الأحداث ".
واعترف: "نحن بحاجة إلى من ينتقد العمل فقط، دون المساس بالأشخاص، وفي حال أخطأت لجنة أو إدارة فهي عملت على تطبيق جزء من لوائحها ونظامها، ولكن من يتهجّم ويشكك ماذا يفعل ؟".

ردود فعل
يرى عضو مجلس إدارة نادي الرائد أحمد الرميخاني أن القرارات المتفاوتة للجان الاتحاد السعودي لكرة القدم سبب رئيسي في تزايد الانـفلات الإعـلامي والاحـتـقـان الجماهـيري في الآونة الأخـيرة، مشيرا إلى أن ما يحدث ليس سوى ردود أفعال على ما يحدث من اللجان والأعضاء.
وحـمل الرمـيـخـاني الـبـرامج الفـضائية والإذاعـية والصـحف الرسمية جزءا من المسؤولية، متمنيا من القائمين على الوسائل الإعلامية الرسمية الانتـقاء بعـناية فائـقة للممثليها خصوصا من جانب البرامج الفضائية والإذاعية والتي يجزم بأن عملية اختيارها للضيوف يتم بالنظر لمصالح الأندية دون وضع الرياضة السعودية في عين الاعتبار.
وذهب الرميخاني إلى الحديث عن مواقع التواصل الاجتماعي، والتي أكد بأن العديد من مسؤولي الأندية والإعلامـيين تـجاوزوا الخـطوط الحمراء باستخدامهم لها، مبينا أن الحلول لن توقف الظاهره ولكنها ستحد منها متى ما تعامل اتحاد كرة القدم بقوة مع التجاوزات الحاصلة أخيرا من بعض المسؤولين، إلى جانب عمل اللجان بشكل منظم، وتعاملها بعدل مع جميع الأندية دون استثناء، كما طالب عضو مجلس إدارة الرائد وزارة الثقافة والإعلام بأهمية إيجاد وسن لوائح وأنظمة خاصة تطبق في حق المتجاوزين إعلاميا في القنوات الفضائية والمحطات الإذاعية والصحف الرسمية، مؤكدا أن ذلك سيعمل على إيقاف بعض مما بدأ في الظهور بشكل معتاد خلال الفترة الأخيرة.
وأضاف: "ما الذي يمنع من إصدار قرارات بعدم استضافة أي إعلامي يتجاوز أو يشكك ويسيء للمسؤولين والعاملين، يجب أن يكون لوزارة الثقافة والإعلام موقف حازم تجاه هؤلاء".