زارت الرياض في الأيام الماضية لجنة تقصي الحقائق التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم " فيفا".. للوقوف عن قرب على الصراع الذي حصل في منظومتنا لكرة القدم وبالتحديد التعرف عن قرب على الخلاف الذي وصل بين الجمعية العمومية واتحاد القدم.
ـ السؤال الذي يطرح نفسه.. قبل كل شيء.. هل هذا الصراع الذي أدى إلى وصول لجنة تقصي الحقائق وتدخل (فيفا) في شأن كرتنا (الداخلي) في مصلحة كرة القدم السعودية؟ وهل الذي حصل هو المكسب الحقيقي الذي حققناه من تجربة الانتخابات؟
ـ أنا أقول المشكلة ليست في الانتخابات.. وإنما المشكلة تكمن في أن بعض من أوجدته لم يستوعب مفهومها.
ـ أحمد عيد لو لم يكن مغوارا.. وعرف كيف يتعامل مع بعض الأعضاء الذين صورا لنا أن اتحاد القدم (ارتكب العديد من المخالفات والخروقات القانونية والإدارية والمالية التي ستعرِّض كرة القدم السعودية لخطر التجميد،) لغرق هذا الاتحاد المنتخب من الثواني الأولى وفشلت هذه التجربة الوليدة.. في ظل المعطيات والظروف المصاحبة لها.. وأيضا بسبب الحروب التي شنت على هذا الرجل واتحاده من كل صوب.
ـ أبو رضا.. تحمل المسؤولية بشجاعة وصمت.. وسار بالسفينة في تجربة المغامرة... بحكم أنها التجربة الأولى التي يدار بها اتحاد اللعبة عن طريق ممثلي الأندية وروابط لاعبين سابقين وغيرها رغم صعوبة رسم خطط الاتحاد وإدارة مسابقاته بتكتلات أندية (بينها تنافس شرس)على البطولات والإنجازات بالإضافة إلى خلافات وصراعات الجمعية العمومية من جهة ثالثة والنقد المتسرع من إعلام متلون بألوان أندية من جهة رابعة.
ـ فكان من الصعب التوقع بنجاح إدارة الاتحاد في ظل هذه المعطيات ومع هذه التصادمات التي يغلب عليها تحقيق أهداف شخصية ومصالح أندية.. وليس المصلحة العامة للكرة السعودية... حقيقة هذه التصادمات بين الجمعية العمومية وإدارة الاتحاد هي من وقفت عائقا أمام تحقيق تطلعات اتحاد عيد وزملائه على أكمل وجه وتحقيق التطوير المتسارع لمنتخباتنا الوطنية وكرة القدم السعودية بشكل عام.
ـ ونتيجة لهذه الظروف المعسرة كان من الطبيعي أن تظهر بعض المشاكل وبعض الأخطاء.. وهي حقيقة بسيطة ولا يمكن بها بأي حال من الأحوال الوصول للمطالبة بحل اتحاد كرة القدم بسببها.. بل إنه كان من المفروض الوقوف مع هذا الأخير ومساعدته في حلها وتقديم الدعم والعون لنجاح تجربة الانتخابات الأولى.
ـ المؤسف جدا أن هناك من أساء لاتحاد عيد وصوره بأنه ارتكب أخطاء ضرت بسمعة ومصلحة الكرة السعودية.. فهل من المعقول أن تعمل أي جهة أو إدارة للفشل؟ هذا أمر غير منطقي على الاطلاق، فهناك أنظمة ولوائح وجهات جاهزة للمحاسبة.
ـ وهذا بالفعل ما حصل.. فبيان (فيفا) الأخير أيد فيه الاتفاقيات التي تمت بين الاتحاد السعودي ووفد الاتحادين الآسيوي والدولي في الاجتماعات التي عقدت الأسبوع قبل الماضي في مدينة الرياض مع رئيس اللجنة الأولمبية السعودية ومع رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ومع أعضاء الاتحاد وآخرين من أسرة كرة القدم بالمملكة العربية السعودية، والتي وصفها الاتحاد الدولي بالبناءة، ولم يتجاهل بعض الملاحظات التي طالب بتعديلها في اجتماع الجمعية العمومية القادم والذي حدد دون تأخير في مطلع يونيو المقبل.
ـ عموماً.. علينا إغلاق الصفحات الماضية.. وبدء صفحة جديدة نعكس فيها ما وصل إليه وطننا العزيز من تقدم وتطور ورقي ليس في المجال الرياضي فحسب بل في كافة المجالات... ونتمنى من أسرة كرة القدم لدينا أن تتعاون بالصورة التي تخدم مصلحة أنديتنا ومنتخباتنا.. فالاتحاد الدولي أعطى فرصة للجميع من جديد لأعضاء الجمعية العمومية وللجنة التنفيذية (أعضاء الاتحاد) ليقدموا الاقتراحات والتعديلات حول النظام الأساسي.. فهل نرى تضافر وتكامل جهود أعضاء الجمعية والاتحاد وتنتهي زوبعة النظام والبعد عن الجري خلف المصالح الخاصة.. ويبدأ العمل المركز لتحقيق المكتسبات والإنجازات في البطولات الإقليمية والقارية والدولية؟ والله من وراء القصد.