|


د. عبدالله الفهري - علاج ياسر والفريدي نفيسا

2015.04.16 | 06:00 am

يعتقد البعض أن العلاج الطبي كافٍ لأن يعود ياسر والفريدي وغالب بعد إصابة الرباط الصليبي إلى سابق نجوميتهم، الجميع يُجمع على أن العلاج الطبيعي الجيد بعد العملية كفيل بإعادة اللاعب كما كان، والحقيقة أن اللاعب يحتاج إلى العديد من المباريات حتى يختفي لديه الخوف من تكرار الإصابة والخوف من إعلان نهايته كلاعب، لذلك تجده لا يقدم ما لديه بعد العودة والسبب أن تفكيره منصب على الخوف من معاودة الإصابة وذلك نتيجة سيطرة بعض الأفكار اللاعقلانية عليه قبل وأثناء المباراة ونعلم جيداً أن اللاعب بدون تركيز مهما كان يملك من إمكانات فنية وبدنية لن يقدم شيئاً، وبناءً على ذلك فاللاعب العائد من الإصابة يحتاج إلى جلسات علاجية تساعده على التركيز داخل الملعب، وذلك من خلال السيطرة على أفكاره اللاعقلانية المتمثلة في الفكرة السلبية تجاه الحدث (الإصابة)، فعندما يضطرب فكر اللاعب يتأثر سلوكه، فالحدث لا يسبب الاضطراب ولكن الفكرة تجاه هذا الحدث هي التي تجعل اللاعب يضطرب.

كما يتم توضيح ذلك كالتالي:

ـ الحدث (الإصابة).

ـ الفكرة السلبية (معاودة الإصابة بعد أي التحام داخل الملعب) فكرة لا عقلانية.

ـ السلوك الناتج من ذلك (ضعف في التركيز + ضعف في الأداء).

اللاعب يحتاج قبل عودته للملاعب بما لا يقل عن شهر إلى متابعة أسبوعية يتم من خلالها التعرف على جاهزيته النفسية للعودة، ودحض الأفكار اللاعقلانية من خلال المقابلات والجلسات الإكلينيكية التي يقوم بها اختصاصي علم نفس رياضي متمكن من تفعيل العلاج العقلاني الانفعالي المتمثل في استبعاد الأفكار اللاعقلانية تجاه عودته للملاعب.

مشكلتنا في البيئة المحلية لدينا تحفظ على استخدام العلاج النفسي مع الرياضيين، فحتى الأندية التي تستدعي اختصاصياً في علم النفس قبل المباريات المصيرية كما حدث مع بعض الفرق كانوا يسمونه أخصائي تطوير الذات بالرغم من أن ما يقوم به هو تفعيل لفنيات العلاج النفسي كما كان يفعل الدكتور إبراهيم الصيني مع بعض الفرق.

نحتاج إلى تفعيل العلاج النفسي في البيئة الرياضية؛ فاللاعب السعودي من أكثر اللاعبين تعرضاً للضغوط النفسية، المتمثلة في كثرة المنافسات، وجود الإدارات غير المحترفة، غياب العدل داخل المباريات سواء من قبل الحكام، أو خارج الملعب من خلال عدم وجود ضوابط ومعايير في اللجان المختلفة تطبق بصرامة تجاه الجميع، عدم وجود وكلاء ومديري أعمال محترفين مما ينتج عنه في الغالب تشتيت للاعب نتيجة عدم الاحترافية في التفاوض والحصول على الحقوق المبتغاة من ِقبل اللاعب.

تبقى أن نقول هل هناك علاقة بين الضغوط النفسية عند اللاعبين والإصابة بالرباط الصليبي؟ مثل هذه الدراسات تحتاج إلى دعم من قبل الأندية في تفعيل العلاج النفسي للرياضيين ونشر هذه الثقافة من قِبل الإعلام.

فكلنا نعلم أن مدرب البرازيل لويز سكولاري استعان بطبيب نفسي من أجل مساعدة اللاعبين على التوقف عن البكاء في كأس العالم الأخيرة، ولكن تبقى ثقافة الطب النفسي الرياضي غائبة عن ملاعبنا بالرغم من الحاجة الماسة لتفعيل هذا الدور مع لاعبينا.

في الختام أتمنى من الله أن يعود جميع النجوم الذين تعرضوا لهذه الإصابة اللعينة إلى أنديتهم أفضل مما كانوا.