|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





خالد قاضي
جسر من الحب .. لا جسر من الحجر
2009-09-05
لاصوت يعلو اليوم في المجالس الرياضية والمقاهي والديوانيات والفضائيات الرياضية في جميع المدن السعودية والبحرينية من الرياض وحتى الدمام مروراً بجدة وتبوك ونجران ومن المنامة وحتى المحرق على صوت اللقاء المرتقب. وبين السعودية والبحرين علاقات ضاربة في عمق التاريخ.. ونتمنى أن لاتتأثر من بعض المتشنجين بسبب نتيجة مباراة كرة قدم.. نعم الفوز حق مشروع للأخضر أو الأحمر فالمواجهة الأولى ذهاباً في ملحق آسيا المونديالي ستكون في منامة البحرين قبل أن تقام مواجهة الحسم والإياب في الرياض الأربعاء المقبل.. والفائز بالطبع سوف يطير إلى أقصى شرق الكرة الأرضية حيث مواجهة نيوزيلاندا.. وكم كنت أتمنى أن الأخضر السعودي والأحمر البحريني قد حصلا على بطاقة التأهل من المرحلة الأولى وقد كانا الأجدر بذلك ولكنها كرة القدم التي ليس لها حبيب أو صديق.. فكانت مواجهة أبناء العم وهو ما لم نكن نتمناه ولكن هذا ما حصل.
المنتخب السعودي لاشك أنه سيخوض اليوم مواجهة الأوراق المكشوفة وأمام منتخب يدربه التشيكي ماتشالا الذي يعرف كل صغيرة وكبيرة عن الكرة السعودية، إنه الاختبار الصعب الذي أوقعنا فيه بسيرو ولاعبو الأخضر.. ورغم أنني لا أحب أن التعامل مع كلمة (لو) لأنها تفتح عمل الشيطان.. أقول لو أننا خلصنا أمورنا مع كوريا الشمالية في الرياض لإنتهى الأمر.. ولأن كأس العالم حسناء البطولات العالمية الكروية فإن من يطلب الحسناء لم يغله المهر.
بعض المتشائمين يرى أن التعادل بأي نتيجة هو مكسب للمنتخب السعودي وأنا أرى غير ذلك فالمنتخب السعودي إذا أراد التأهل لكأس العالم عليه أن يفكر في الفوز وليس غيره لأننا سنلعب في البحرين التي ليس بيننا وبينها إلا جسر، وهذا الجسر يذكرني بالقصيدة التي ألقاها الشاعر الدكتور غازي القصيبي في افتتاح جسر الملك فهد الذي يربط بين السعودية والبحرين ويومها قال القصيبي (جسر من الحب.. لا جسر من الحجر).. وشطر هذا البيت بلاشك رسالة لكل الجماهير السعودية والبحرينية بأن لا تؤثر حساسية وأهمية المباراة على الروح الرياضية والمثالية سواء في مباراة اليوم في المنامة أو الأربعاء في الرياض.
لكن هذا لايمنع من أن أقول إن الأوراق الفنية للمنتخب السعودي أقوى وأكثر حنكة وخبرة خاصة بعد عودة المهاجم مالك معاذ إلى جانب ياسر القحطاني والقوة الضاربة في الوسط بوجود محمد نور وكذلك عودة المنتشري للدفاع بجانب أسامة هوساوي، وفي ظل هذا التكامل وعناصر الخبرة فإن غياب هزازي وعبده عطيف بداعي الإصابة لن يؤثر على قوة الأخضر.. أعترف أن الوديات أمام عمان وماليزيا لم تكن مطمئنة ولكن اليوم هو يوم الجد.. ولن أكون متعصباً للأخضر إذا ما خيب الظن فإن التهنئة ستكون للبحرين إذا لعب أفضل.. المهم أن يلعب الأخضر بروح الفوز وليس من أجل التعادل حتى لاتتكرر معنا مشكلة كوريا الشمالية.. ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.. ويا خوفنا من التحكيم اليوم ولا نقول إلا الله يستر.. فالحكم الياباني تيشيمورا المكلف بإدارة مباراة اليوم أتمنى أن يملك الشجاعة في اتخاذ القرار وإعطاء كل فريق حقه.. ولا نريد إلا العدل فقط.