يستحق فريقا كرة القدم بناديي الهلال والاتفاق الوصول لنهائي كأس ولي العهد الأمين -حفظه الله-.. فالمتابع لهما خلال مسيرتهما خلال دوري زين أو بطولة كأس ولي العهد أو خلال العقد الماضي يلاحظ تميزهما عن باقي الفرق وتحسن الأداء الجماعي لهما عن بقية الأندية من خلال أدائهما وتقديمهما المستوى الفني والمهاري العالي خلال المباريات، وبالذات في مباريات القمة مع الفرق الكبيرة، وهذا يدل على قدرة أعضاء فريقي الهلال والاتفاق على استيعاب وتطبيق محتويات التدريب البدنية والفنية والذهنية والخططية، وقدرتهم على إظهار روح المنافسة الجادة طوال مشوار منافساتهم.. ورغم أنه غالباً ما ينسب النجاح والفوز للمدربين وأنه نتاج فكرهم وقراءتهم للمباريات، إلا أنني أرى بأن هناك دوراً فاعلاً يعود بالدرجة الأولى إلى فاعلية روح وأداء اللاعبين وتميزهم مهارياً وإتقانهم للمهارات الأساسية للعبة التي فعلاً تميز الفرق بين اللاعب والآخر، وكذلك حرصهم على الوصول والاستحواذ على الكرة قبل المنافس ومحاولة الضغط على الكرة واستخلاصها لبدء الهجوم وهذا ما يفعله بالتحديد فريق الهلال والسيطرة على الكرة.. ويعد إتقان التمرير من أهم وسائل التحكم في مجريات اللعب والمهمة الأولى للاعب الثقة بالنفس والجرأة والتصميم وعدم التخاذل وامتلاك اللاعب لأشكال متنوعة من الأداءات الحركية خلال التدريب بالنادي وقبل المنافسة وبما يشابه متطلبات الأداء خلال المباراة الرسمية، يتيح له اختيار أفضلها بما يتناسب مع الموقف الذي يتعرض له خلال المباراة وتزيد من قدرته على المناورة والتنفيذ الخططي في مساحات ضيقة واتجاهات مختلفة.. والملاحظ لأداء فريقي الهلال والاتفاق يرى بأن هناك مفهوماً واضحاً للتمرير والاستلام بين خطوط الفريق الثلاثة، حيث يلاحظ عدم المخاطرة من قبل خط الدفاع بضياع الكرة رغم وجود لاعبين في أغلب المراكز على مستوى عال من الكفاءة والعطاء والتميز والقيادة ومحاولة إحكام السيطرة على الكرة حتى يتم تمريرها بأسلوب صحيح يتناسب مع متطلبات أداء مرحلة بداية وبناء الهجوم ويلاحظ نسبة الجري بالكرة، بل تنفيذ التمرير والاستلام، وهذا يحتاج إلى جهد بدني عال.. فيما يؤكد خبراء كرة القدم على أن كرة القدم الحديثة تفرض على كل لاعبي الفريق أداء أدوار واجبات دفاعية وهجومية عند فقد الكرة، تجعل منهم يؤدون أدواراً موفقة في كل مركز وتعلم اللاعب في الصغر على تعلم وإتقان المهارات المركبة للعبة كرة القدم يجعل منه لاعباً متمكناً.. على المدى البعيد أرى بأن المستقبل للأندية كالهلال والاتفاق ومعهما الأهلي وهي التي تعتمد على اللاعبين الصغار الموهوبين الذين يملكون المهارة الفنية، وهذه دعوة للمدربين بالأندية ومدارس الكرة والأكاديميات بالتركيز على تدريب البراعم المهارات الفنية والحركية والمهارات المركبة أكثر من النواحي اللياقية والبدنية حتى يستطيع الناشئ أن يستمتع بأدائه ويداعب الكرة بكل ثقة وتمكن.. ومن معطيات كثيرة اتضح بأن عمر اللاعب السعودي للأسف ونضجه وقمة عطائه ما دون سن السابعة والعشرين، فيما هي عالميّاً ما بين السادسة عشرة والثانية والعشرين، وهي الفترة التي لابد أن ننطلق منها للعالمية، ولأننا مقبلون على مشروع إعداد منتخب مثالي ماذا لو شكل المنتخب من لاعبين صغار موهوبين جريئين متمكنين كما شاهدناهم في فريقي الهلال والاتفاق.. إنها خطوة جريئة ستصب في مصلحة الكرة السعودية؛ وشكراً لإدارتي الهلال والاتفاق على حسن صنيعكما ومبارك هذا التميز والعطاء.