|


د. محمد باجنيد
(نور) حالة خاصة.. يا (حسام)
2011-05-27
تجلى (نور) يا (حسام) فأمتعنا.. من حقك أن تفرح يا صديقي.. ولكني (حزين) لأن هذا اللاعب (المبهج) يكشف لنا عن مشكلة إدارية تبدو أزلية باعتبار أنها باتت تتكرر كثيراً في ملاعب كرة القدم.. إنها مشكلة عدم فهم طبيعة اللاعب الموهوب، صاحب القدرات غير العادية.. ذلك الذي يمكن أن يصنع الفارق في أية لحظة ويقدم فقرة جديدة خارج إطار (النص) المكتوب من قبل المدرب.
ودع (خالد قهوجي) الملاعب (مبكراً).. لأنه من فصيلة النجوم الذين يحبون أن يشعرهم الآخرون بقيمتهم.. رحل (ماردونا) السعودية حين لم يجد من يرضي (اعتداده) وثقته بنفسه!.. سموها (غروراً) وأرادوا أن يعالجوه ولم يكن يحتاج سوى لبعض (المقويات) المسموح بها بل والموصى باستخدامها عند الفاهمين في علم (السلوك الإنساني).. نعم كان (القهوجي) يحتاج إلى من يقول له: (يا ولد يا لعيب).. انتهى في (دكة الاحتياط) بين الأهلي والاتحاد قبل أن يتوارى، ويبقى اسمه (خالداً).
أما الاتحاد فقد كاد أن يخسر (محمد نور) الظاهرة الفريدة في كرة القدم السعودية، فقد ترك لمدرب (عصبي) اسمه (جوزيه) حرية تحويله إلى (جندي) ينفذ التعليمات، وهو لا يصلح إلا أن يكون (ضابط) إيقاع.. وقائد (أوركسترا) الفن والإمتاع!.. عاقبه على (الانقطاع).. وأجبره على الاعتذار وأجلسه على (الدكة).. وتفضل عليه بالمشاركة في أوقات قليلة من المباريات.. تمهيداً لتواريه عن النادي بعد أن حرموا (المنتخب) منه.
كاد (نور) أن ينتهي.. لكن حبه للكرة أعاده لمستواه وقيمته التي منحتها له جماهير ترى فيه (بريق) الذهب الاتحادي.. وأراه القائد الفيلسوف للكرة السعودية.. ولا بد من إعطائه (شارة الكبتنية) ليقود المواهب الشابة في المنتخب السعودي.
(نور).. من فصيلة (القهوجي) و(يوسف الثنيان).. لا يحتاج إلى ضوابط إدارية وعقوبات تأديبية.. (نور) يحتاج إلى من يسأله عن أحواله، وطعامه وشرابه المفضل وما إذا كان يعاني من مشكلات شخصية.. يجب أن يسأل عما يحبه ويدخل عليه الفرح والبهجة.. (نور) يجب أن يدخل الملعب وهو (رايق) و(فايق).. وقد فطن (ديمتري) لذلك يـا(حسام).
عاد (العجوز) ليجد (نوراً) (عوداً معتقاً).. أشرع له الأبواب ليفوح بـ (عطر الكرة).. و(يروق) مزاج آسيا كلها.
ما فعله (نور) بـ(الهلال) ليلة الأربعاء يؤكد على أن هذا اللاعب (الفنان) يستحق (الدلال).
الدلال الذي يحظى به (نور) – يا حسام – يعد ظاهرة إيجابية ولا يمكن أن يوضع في (خانة الشمال)!.. فها هو برشلونة يدلل (ميسي) ويميزه، وفي القائمة عباقرة آخرون كـ (تشافي) و(إنستا)، فلماذا نبخل على (نور) صانع (المتعة) وقائد (النمور) للبطولات؟.
سيبقى (محمد نور) حالة (خاصة) ومطلوب في (المنتخب) فما زال قادراً على العطاء لخمسة أعوام قادمة على الأقل - يا حسام - ولا يمكن أن نسكت عن (الكلام).