|


سعيد غبريس
حين جرب الشباب المجرب
2012-01-13
“المؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين”.. و”من جرب المجرب كان عقله مخرباً”، ولكن نادي الهلال لدغ من جحر لاعبه السابق خالد عزيز عشر مرات، وها هو نادي الشباب يجرب المجرب ليصل إلى الوضع المخرب، والأدهى أن نادي الفتح يريد أن يثبت أنه محصن ضد اللدغ والخراب معاً، حين طلب ودّ اللاعب المتمرد.
“جديد الهلال: الغياب (ملّ) من عزيز”، “للمرة العاشرة عزيز يغيب والهلال يستبعده”، “يا هلاليون اعتبروا عزيز لاعباً سابقا (عبدالرحمن بن مساعد)”، “خالد عزيز يكتب نهايته مع الهلال”، “عزيز ينتقل إلى الشباب”، “عزيز يقاطع تدريبات الشباب”، “عزيز يصل مع الشبابيين إلى طريق مسدود”، “عزيز خارج أسوار الشباب”، “الشباب يستغني عن عزيز نهائياً”.
لو لم يكن خالد عزيز لاعباً فذاً لما كان الهلال صبر على تجاوزاته إلى هذا الحدّ، ولما آمل الشباب بحل أحجيته، ليستفيد من مهارته وقدراته الفنية والبدنية.
ولو كان خالد عزيز لاعباً منضبطاً لأصبح أكثر لاعب سعودي مهيأً للاحتراف في أوروبا، وهذا كلام ناتج عما قدمه في الملاعب.. ومن الطبيعي أن المدربين الأجانب يعرفون ذلك، فأملوا خيراً، ولكنهم طووا صفحته بدون ندم حتى ولو أنهم كانوا ينتظرون أن يقدم لهم نسخة مكررة من بيليه.
بات خالد عزيز أنموذجاً للنجم الذي يكتب نهايته بيده، ووضع القلم في يد الألماني دول الذي وضعه خارج حساباته مطلع الموسم، نظراً لغياباته عن التدريبات بدون عذر مما جعل مشاركاته مع الهلال دقائق معدودة، وبعد أربعة أشهر مرت على تعاقده مع الشباب من دون أن يشارك أساسياً أو احتياطياً، قرر البلجيكي برودوم إبعاده نهائياً.
“مآثر” خالد عزيز مع الهلال، ومن ثم مع الشباب انسحبت على وضعه في المنتخب فخسره الجميع، ولكن الخاسر الأكبر هو عزيز نفسه.
لم يبلغ خالد عزيز مبلغ مارادونا ولا روماريو حتى يفرض تجاوزاته ونزواته على الأندية والمنتخبات والمدربين، وبالتالي لم يتعلم الدرس من تجربتهما اللتين أوصلتاهما إلى النهاية التعيسة بعد المجد الكبير.
أكثر ما يدهش في حكاية خالد عزيز غموضه وصمته وعدم دفاعه عن نفسه، فهو يعرف أنه مخطئ، وهذا ما يحمل على الاعتقاد بأن سراً غامضاً أو حالة نفسية متأزمة يسببان هذه الحالة الشاذة.. وهنا نتساءل عن مدى اعتماد أنديتنا على الطبابة النفسية التي تساعد في انتشال المتألقين في الأزمات الخاصة الناجمة عن حالات نفسية أو مشكلات اجتماعية.

رئيس تحرير مجلة الحدث الرياضي اللبنانية