|


سعيد غبريس
هاجر معشوقته وعدو نفسه
2011-09-02
لم تشهد الملاعب لاعباً (لا معلقاً ولا مطلقاً) مثلما هي حال لاعب وسط الهلال خالد عزيز، بل إن وضع هذا اللاعب مع ناديه ضرب الرقم القياسي في البقاء على شعرة معاوية بين الطرفين، بالرغم من أن عزيز هو غالباً من يشد والهلال هو من يرخي.
ولعل الأمير عبدالله بن مساعد بات الأكثر قناعة بأن خالد عزيز هو عدو نفسه، وبأنه – أي الأمير – وجد نفسه، في إحدى المرات القليلة، عاجزاً عن تقديم حل لمشكلة في الهلال.
ولعل المدرب الألماني توماس دول سيكون أمام حالة نادرة في حال استمر الهلال في التراخي، وعاد عزيز إلى صفوفه، ولم يسبق للمدرب الألماني أن شاهد وجهه قبل ذلك.
الإحراج سيقض مضجع دول الذي يشكل صفوف الفريق الأزرق استعداداً لموسم فيه الكثير من التحديات، إذ أن الهلال يشهد تغييراً كبيراً بغياب رادوي وويلهامسون وخاصة ياسر القحطاني، ومن الطبيعي أن يتريث كثيراً قبل أن يعطي الفرصة للاعب مبتعد وغارق في المشاكل منذ نهاية الموسم الماضي، وبالتأكيد لن (يبلع) المدرب الألماني هذه الحالة الفريدة في عدم الانضباطية وخصوصاً عندما يعلم أن هذا اللاعب القدير في الملعب، لم يكن إلا مثالاً لعدم الانضباطية خلال المواسم التسعة التي أمضاها مع الهلال، وأن غياباته غير المبررة غالباً ما تكون خلال مباريات هامة (تقول معلومة أنه غاب عن مباريات النصر 7 مرات في الثلاث السنوات الأخيرة).
خالد عزيز يهجر معشوقته سواء مع الهلال أو مع منتخب السعودية، وبات سلعة مرفوضة من الأندية الأخرى حيث عرضه الهلال للبيع، وقد أفلح الأمير بندر بن محمد في القول “إن مشكلة خالد عزيز في عقله..”.
فماذا لو كان عقل سامي الجابر في جسم خالد عزيز؟
لقد عرفت الملاعب العربية لاعبين مرموقين في الموهبة الكروية، ولكنهم قتلوا بأيديهم مستقبلهم ودفنوا مواهبهم، وسوف أحجم عن ذكر بعض الأمثلة تحاشياً للإحراج وللمعاتبة والزعل.. ولكني لن أتوانى عن القول إن خالد عزيز جعل نفسه النموذج الأبرز للاعب الذي يصنف بأنه عدو نفسه.