|


عبدالله الضويحي
الدوري صعب وطويل سلمه..
2012-01-24
بداية..
لابد من التأكيد على جدارة الأهلي وأحقيته بصدارة الدوري حتى الآن..
هذه الجدارة والأحقية ليس لأنه فاز في مباراته الأخيرة أمام الهلال التي كانت مفصلية ونقطة تحول بغض النظر عن الظروف التي صاحبت المباراة وأنه كان الأقدر على استثمار الفرصة التي أتيحت له..
ولكن..
لأنه الفريق الأكثر استقرارا هذا الموسم والأفضل أداء على المستوى العام من خلال تصاعد مستواه ونتائجه ويبقى أن يترجم هذا كله ببطولة تتويجا لهذا العمل..
فيما يتعلق بالمباراة..
والتي انتهت بفوز الأهلي بهدف للاشيء.. فقد كنت في نقاش قبلها بأيام مع الصديق الأهلاوي عمرو فقيه عبر الفيس بوك والذي كان واثقا من الفوز وبنتيجة تاريخية بناء على الفوارق الفنية بين الفريقين وظروفهما قبل المباراة (وبالمناسبة فالأخ عمرو قال لي قبل مباراة الأهلي مع النصر إن الأهلي سيفوز على النصر ويتبعه بالهلال ثم ينطلق نحو بطولة الدوري).
قلت للأخ عمرو قبل مباراة الأهلي والهلال إنني أتفق معك نظريا.. أما على الواقع فالمباراة لن تكون سهلة على الأهلي وسيواجه صعوبة كبرى وربما فاز الهلال أو تعادل الفريقان على أضعف الاحتمالات وتوقعتها 2ـ1 للهلال (انتهي حواري مع الأخ عمرو).
ما قلته حول المباراة وتوقعته وهو ما حدث بالفعل لم يكن نوعا من علم الغيب ولا فراسة خاصة بقدر ما هو قراءة لواقع الفريقين وتاريخهما وهو ما يدركه ويستطيعه أي متابع أو خبير..
فالهلال..
واجه الكثير من الظروف والتحديات قبل المباراة لعل من أبرزها :
ــ غياب إثنين من أبرز لاعبيه غير السعوديين هما الهرماش والعربي وفي مراكز مهمة وإنهاء عقد إيمانا ولم تخدمه الظروف لإيجاد البديل حيث اصطدم الفريق بإيقاف ويلهامسون..
ــ ما أثاره لاعبه احمد الفريدي ورغبته الانتقال رغم أن الوقت لا زال مبكرا على نهاية عقده ومحاولته الضغط على النادي وغيابه وإغلاق جواله.. إلخ
ــ الطروحات الإعلامية التي رأى فيها الهلاليون محاولة للتأثير على فريقهم حتى أن أحد الأخصائيين النفسيين صرح بأن وضع الهلال لا يؤهله لهذه المباراة.. الخ
هذه الظروف كان يمر بها الهلال..
في المقابل..
كان الأهلي يعيش أفضل حالاته الفنية من حيث الاستقرار والنتائج والترتيب..
هذا التباين بين الفريقين جعل البعض يميل إلى ترجيح كفة الأهلي قبل المباراة..
لكن المتابعين للدوري لدينا وللكرة بصورة عامة والهلال بصورة خاصة لديهم قراءة أخرى للمباراة يدركون من خلالها خطأ هذه النظرة وهي مبنية على حقيقتين إحداهما عامة والأخرى خاصة بالهلال..
الأولى..
مبدأ الضعف يولد القوة فهذه الظروف التي مر بها الهلال مر أو يمر بها غيره وإن لم تكن في نفس المستوى من حيث الكم أو النوع ولكنها تظل عملية نسبية..
ثمة فرقا تتأثر بمثل هذه العوامل لأسباب كثيرة لا مجال لذكرها..
وهناك فرق أخرى تعرف كيف تتعامل مع هذه الظروف وتستثمرها لمصلحتها.. والهلال أحد هذه الفرق سواء لوجود البديل الجاهز أو الإعداد الجيد أو ثقافة التعامل مع الأحداث والمباريات..
والهلال..
من الفرق التي لا تتأثر بالتأخر في التسجيل ولديه القدرة على العودة لأجواء المباراة..
هذه العوامل والإمكانات لدى الهلال تجعل الفرق التي تقابله تخشى مواجهته في كل الظروف وتخشاه طوال المباراة.. لذا تلعب أمامه بحذر وتخوف وتحت ضغط نفسي.. فهو فريق بطل ويملك إمكانات التفوق ولديه القدرة على صناعة الفرق..
الأهلي..
كان قبل المباراة يعيش تحت ضغط نفسي أكثر من الهلال.. فالهلال يدرك ظروفه ويلتمس العذر لنفسه فيما لو خسر المباراة ولم يظهر بالمستوى المطلوب.. في حين أن الأهلي كل الظروف تلعب لصالحه ويرى في فوزه دفعة مهمة وقوية نحو البطولة وأن الخسارة تضعه في دوامة الصراع والمنافسة لذلك كان يعيش مرحلة انعدام وزن وتخوف ومهما عملت الإدارة أو المدير الفني يظل الشعور ملازما للاعب..
وقد اتضحت كل هذه المؤشرات أثناء المباراة..
فالأهلي..
كان حذرا طوال المباراة ولم تظهر منه بوادر هجومية فعالة.. أو خطورة على مرمى الهلال ونجح في خطته بإقفال المنطقة والاعتماد على الهجمات المرتدة وجاء هدفه بهذه الطريقة ومن خطأ دفاعي هلالي واضح قدم الكرة على طبق من ذهب لعماد الحوسني..
والهلال..
كان الأكثر هجوما وأضاع خمس فرص محققة، اثنتان منها في القائم وثالثة أضاعها عيسى المحياني ورابعة أبعدتها يد مدافع الأهلي (عن غير قصد) والخامسة هدف صحيح ألغاه مساعد الحكم..
وعلى العموم..
فإن ما سبق مجرد قراءة تحليلية للمباراة لا يلغي أحقية الأهلي بالفوز ولا التشكيك في القرارات أو الدفاع عن طرف دون آخر.. فالأخطاء هي جزء من اللعبة والحديث عنها لا ينفي جدارة الفائز ولا يبرر أخطاء الخاسر..
وكل فريق معرض لمثل هذه الأخطاء في بعض المباريات فإما أن يستفيد منها أو يتضرر.. وهذا هو حال كرة القدم..

لعبة الكراسي
فاز الأهلي على الهلال وتخطى عقبة كبيرة نحو صدارة الدوري وهذا صحيح..
لكن ما يجب أن يدركه الجميع والأهلاويون من قبلهم أن الدوري لم يحسم بعد.. ولا زال الطريق طويلا وغير ممهد بل مليء بالصعوبات وتبقى منه 9 أسابيع تمثل ثلث المسافة نحو النهاية وهي التي يتضح من خلالها قدرة المتنافسين على الوصول لخط النهاية من حيث الخبرة واللياقة وعوامل أخرى.
فالأهلي..
الذي تخطى عقبة الهلال ومن قبله النصر تبقى له مباراة هي الأهم والأخطر في الدوري وهي مباراته مع الشباب في نهايته إلا إذا تم حسمه قبل.. وربما كانت فاصلة ومحددة لهوية البطل.. وقبلها مباراته مع الاتفاق وينتظره لقاء صعب أمام الاتحاد..
والشباب..
هو الآخر تبقى له مباراة هامة أمام الأهلي وينطبق عليها ما قلناه عن الأهلي وقبلها مباراة لا تقل أهمية أمام الاتفاق وأخرى صعبة أمام النصر..
والاتفاق..
تبقى له الأهلي والشباب والهلال ولقاء صعب أمام النصر فهو الأكثر صعوبة في مشواره.. ولذا فمن المستبعد أن يخطف اللقب لكنه قد يلعب دورا في تحديد هوية البطل..
والهلال..
أنهى مباراتيه أما منافسيه الأهلي والشباب ومتأخر عن المتصدر بـ5 نقاط وتبقى له ثلاث مباريات صعبة أمام الاتحاد والنصر والاتفاق، وبالتالي لا يكفيه الاعتماد على ذاته للفوز بالبطولة ما لم تخدمه الفرق الأخرى وتلعب لمصلحته وتخسر فرق الصدارة.. وهو حال كرة القدم وحال الدوري في كل أنحاء العالم إذ لا يوجد فريق يعتمد على نتائجه فقط..
وبطبيعة الحال..
لا يمكن أن نستهين ببقية الفرق وإمكانية أن تلعب دورا في تعديل النتائج وتحديد هوية البطل..
على أن الرؤية قد اتضحت عن الأربعة المتصدرين لكنها لم ولن تتضح بعد عن هوية البطل فلا زال في الدوري بقية والأسابيع المقبلة ستشهد لعبة الكراسي الموسيقية

الأبطال..
يدفعون الثمن
يوما 15 و16 ديسمبر
مباريات دوري زين ومن ضمنها :
الهلال والاتفاق
الشباب والأهلي
يوما 2o و21 ديسمبر
مباريات دور الـ 16 لمسابقة كأس ولي العهد
يوما 26 و29 ديسمبر
دوري زين مؤجلات وممن ضمنها:
الهلال والاتحاد
الاتفاق والقادسية
يوما 23 و24 يناير
دور الـ 8 لمسابقة كأس ولي العهد ومن ضمنها:
الهلال والنصر
الشباب والأهلي
يوما 27 و28 يناير
دور الـ4 كأس ولي العهد (نصف النهائي)
يوم 1 فبراير
مباريات الدوري.. وحتى إشعار آخر عندما يتحدد موعد نهائي مسابقة كأس ولي العهد
هذا التداخل بين المسابقتين هل له من مبرر؟
ولماذا لا يتم فصل المسابقتين وتبدأ مسابقة بعد انتهاء الأخرى.؟
الملاحظ.. أن أكثر المتضررين من هذا التداخل هي الأندية المتفوقة والمتصدرة فهل هذه هي مكافأة هذه الفرق؟
فالأهلي والشباب والهلال.. هي أكثر الفرق تضررا من خلال مباريات قوية وحساسة في هذه الفترات..
مسابقة كأس ولي العهد تنتهج أسلوب خروج المغلوب والدوري كما هو معروف له أسلوب آخر..
وكل مسابقة لها أسلوبها وطريقتها الخاصة في إعداد الفريق وتجهيزه وتداخل المسابقة يؤثر ولا شك على إعداد الفريق خاصة عندما يستمر في التفوق في حين أن الفريق الخاسر في أي من المسابقتين وأعني من يفقد الأمل فيهما ربما عاد عليه ذلك بناحية إيجابية.. بحيث يتفرغ لإحداهما في ظل إرهاق الفرق الأخرى المواصلة.. ناهيك من أن هذا التداخل وضغط المباريات قد يعرض اللاعب للإصابة وأكثر المتضررين ــ كما أشرت ــ هي الفرق المستمرة في التفوق والسير في المسابقة لمراحل أكثر تقدما..
إن نجاح أي مسابقة مرهون باستمراريتها وعطاء الفرق خلالها وكثرة التوقفات من شأنه أن يؤثر سلبا على هذا النجاح وقد يمتد أثره إلى المسابقات الأخرى.. مما يؤثر على عطاءات الفرق خاصة المتفوقة منها ــ كما قلت سابقا ــ وهي الفرق التي تستحق الدعم سواء كان ذلك لنجاحها أو لكونها تضم نخبة اللاعبين الذين يشكلون المنتخب الذي نسعى جميعا لمصلحته..

إن كنت تدري
يا حكم...
حكم دولي قال في تحليله التحكيمي ونقده لحكم مباراة الأهلي والهلال الأخيرة أن هدف الهلال الملغي صحيح ولا يوجد فيه تسلل لعدم تداخل لاعب الهلال في اللعب.. إلا إذا كان الحكم ألغاه بحجة دفع لاعب الهلال لمدافع الأهلي فهذا راجع لتقديره..
المعروف..
وهو ما يدركه الجميع والعارفون لأبسط مواد القانون أن الدفع هو أحد الأخطاء العشرة التي يعاقب عليها القانون بضربة حرة مباشرة لكن الملاحظ أن حكم المباراة احتسبها ضربة حرة غير مباشرة على لاعب الهلال بدليل أنه رفع يده إلى أعلى للتأكيد على ذلك معتمدا على راية مساعده مما يعني أنه اعتبرها حالة تسلل وليست دفعا من لاعب الهلال..
إذا كان حكما دوليا يقدم برنامجا تحليليا لنقد الحكام وتقويمهم وتثقيف الرأي العام يدرك ذلك ولم يشر إليه فتلك مصيبة.. وإن كان لا يدركه فالمصيبة أعظم..
المتوقع من هذا الحكم وغيره أن يقول :
كان على حكم الساحة ألا يعتمد على رأي مساعده في الحكم على هذه الحالة وأن يعتمد على قراره لأنه الأقرب والأقدر على الحكم ومعرفة أن لاعب الهلال لم يكن متداخلا في اللعب وأن الذي لعب الكرة هو لاعب الأهلي..
قد لا نعتب على رجل الخط لبعده عن الحادثة لكننا نعتب على حكم الساحة لأنه الأقرب..
ونعتب على المذيع الذي لم يصحح للمحلل التحكيمي وينبهه لذلك.. ولكن يبدو أن المذيع هو الآخر لا يقل شأنا عن الحكم..

المدرب..
ما يسمع الكلام
أنهى التعاون عقد مدربه الكرواتي ستريشكو بعد أسبوعين فقط من استلام عمله بصورة فعلية وبعد ثلاث مباريات فقط بدأت يوم 5 يناير وانتهت يوم 19 من الشهر نفسه..
أما أبرز مبررات الإلغاء باختصار وفق تصريح رسمي وقناعات أعضاء الشرف والتصويت على ذلك فلأنه لا يشرك اللاعبين الأساسيين ولا يضعهم في المراكز الصحيحة.. بلغة أخرى (ما يسمع الكلام) وحقق نقطتين فقط من ثلاث مباريات..
والمتابع لمسيرة التعاون هذا الموسم يلحظ أنه جمع 14 نقطة من 17 مباراة ويحتل المركز الثاني عشر بفارق نقطتين عن نجران والقادسية (16نقطة) مما يعني أن تحقيقه لنقطتين من ثلاث مباريات هو أمر طبيعي خاصة أن هاتين النقطتين جاءتا من فرق صعبة أو عنيدة.. فأحدها القادسية منافسه على الهروب من المراكز المتأخرة.. والثانية من الهلال المتصدر في حينه والمنافس على الصدارة إلا إذا كان التعاونيون مقتنعون بأنهم لايستحقون هذه النقطة فهذا شيء آخر..
التعاون ليس أول فريق يجري هذه الخطوة وهذه مشكلة كثير من أنديتنا.. لكن الغريب هو في مبررات إنهاء العقد.
والله من وراء القصد