المعلومات المغلوطة التي أوردها الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) ضمن موقعه الرسمي على شبكة الانترنت الأسبوع الماضي حول إحصائية بطولات الأندية السعودية.. كانت وما زالت حديث الشارع الرياضي.. وأظنها ستكون كذلك خلال فترة ليست بالقصيرة..وانقسم هذا الشارع أو المجتمع في نظرته لهذه الحادثة التي يمكن أن نطلق عليها (حادثة الإفك رياضيا).. والإفك هنا وبحسب اللغة العربية بمعنى الكذب.. (أفاك أثيم).. حتى لا يذهب البعض بعيدا.. أقول :إن الشارع الرياضي انقسم حولها إلى قسمين يلتقيان في النهاية عند نقطة واحدة.. أو هدف واحد
الأول :
المتضررون من الحادثة.. حيث نظروا إليها على أنها.. هدر لحقوقهم.. وتطاول على حق مشروع اكتسبوه على مدى تاريخهم.. ومن حقهم الدفاع عن هذا الحق.. وإيقاف هذا التطاول.. مستقبلا..
الثاني :
المحايدون.. أو الذين لا تهمهم هذه الفئة أو تلك بل ربما.. أنهم من خارج الوسط الرياضي.. حيث نظروا إليها من زاوية الغرابة والاستهجان من تصرف كهذا.. أيا كان المتضرر.. إذ لا مستفيد من ورائه.... حتى الجماهير المتعصبة التي حرك بعض كوامن الفرح وتحقيق الذات لديها.. كانت تمارس هذا الفرح.. والتسويق علنا.. لأهداف معينة لكنها داخليا.. كانت تدرك خطأ هذا التصرف.. ومقدار حجم الخطأ..
الموضوع.. لم يعد سرا.. أو قابلا للأخذ والرد.. أوخاضعا للاحتمالات.. فقد أضحى حقيقة أكدها (الفيفا) عبر موقعه الالكتروني.. ومن هنا.. يحق لنا أن نناقشه.. بل يجب أن تتم مناقشته وبأسلوب واقعي بعيدا عن التشنج ونظرية الفعل ورد الفعل...
السؤال المطروح في البداية :
ما هي الأسس أو المصادر التي استند إليها الاتحاد الدولي لكرة القدم عند نشره هذه المعلومة.؟.الأمر هنا.. لا يتعدى أحد احتمالين :
-ـ إما..
أن (الفيفا).. نشر هذه المعلومات دون مصدر واجتهادا منه.. وهنا يجب تحميله المسؤولية وفق الإجراءات القانونية المتبعة....
-ـ أو..
أنه استند فيها إلى مصدر معين ومعروف لديه سواء كان هذا المصدر كيانا.. أو فردا بعينه.....
الأمر الأول أو الاحتمال الأول.. مستبعد.. بل ومستحيل لأن (الفيفا).. وغيره من المنظمات الدولية المعروفة تعي أبعاد تصرفاتها.. وتدرك حقوق الملكية الفكرية وحقوق الآخرين.. وأهمية صيانتها وعدم العبث بها.. والتبعات المترتبة على ذلك..
أما الاحتمال الثاني.. فإن الفيفا لا يمكن أن يستقي معلوماته وينشرها من مصادر غير موثقة من جهات معروفة أو معتمدة لديه.. كالاتحادات المنضوية تحت لوائه.. أوالأفراد المنتمين إليه بطريقة أو بأخرى... وهذا طرف الخيط.. الذي من خلاله نصل إلى طرفه الآخر.... بل لابد من الوصول إليه.. والتعرف عليه.. لأن القضية لا تتعلق بمعلومات تم نشرها خطأ.. ويمكن تصحيحها.. بقدر تعلقها بعبث وتزوير في جزء من تاريخ الكرة السعودية.. والذي تصل به الجرأة إلى هذه المرحلة.. يمكن أن يتجاوزها إلى العبث في تاريخ الرياضة السعودية ككل... ومع احترامي وتقديري للأمانة العامة في اتحاد كرة القدم.. أو لجنة الإعلام والإحصاء.. ومن يهمهم هذا الشأن.. لا أعتقد أن الموضوع يحتاج لهذه الفترة ليتم الكشف عنه.. أو معرفة سره.. ومصدر الفيفا الذي استند إليه.. وهو أمر قد ألمحت إليه مسؤولة الفيفا في تصريح لها بجريدة الشرق الأوسط قبل أيام.
الموضوع في تقديري لا يحتاج أكثر من بضع دقائق في عصر التقنية.. والمعلوماتية... ويبدو أننا ننسى ذلك كثيرا.. فـ (الفيفا).. ليس جهة حكومية.. أو أهلية في دول العالم الثالث.. لا زالت تعتمد على (المراسل).. و(الملف العلاق).. وتوقيع الاستلام والتسليم.. وحفظ الأوراق.. والشرح بالإفادة.. والروتين.. أو بيروقراطية العمل... لنترك هذا جانبا.. وننتقل لموضوع أكثر أهمية :
إذا استبعدنا الاتحاد السعودي لكرة القدم.. وأمانته العامة.. وبرأنا ساحتهم.. وفق المنطق.. فإن السؤال المطروح.. لماذا لجأ الذي زود (الفيفا) بهذه المعلومات.. لذلك ؟. هل كان في اعتقاده أن مثل هذه المعلومة.. ستمر مرور الكرام ويتم اعتمادها في الفيفا والتمشي بموجبها.؟.إذا كان كذلك.. فهذا يدل على غباء.. وقصر نظر... إلا إذا كان اعتمد على وثائق رسمية ومعتمدة من الاتحاد السعودي لكرة القدم.. لضمان المصداقية.. فإن المسألة هنا تتجاوز الغباء.. إلى العبث بأوراق ومستندات رسمية.. مما يمكن إدراجه تحت صفة (استغلال السلطة).. أو (التزوير).. حسب موقعه من الاتحاد.. وعلاقته به... وكل منها له عقوبته.. ولوائحه المنظمة لهذه العقوبة.. وتأتي هنا شخصية الاتحاد السعودي لكرة القدم.. وقدرته على حماية كيانه وشخصيته.. مما يعني أنه يمكن اختراقه أو استغلاله.. والوصول لمحفوظاته أو معلوماته.. مالم يكن هناك إجراء رادع يحميه مستقبلا من عبث العابثين... وسواء كانت هذه.. أو تلك.. فهي تؤكد غباء وقصر النظر لدى المتسيب.. لأنه وفي جميع الأحوال.. حتى لو كانت معتمدة من اتحاد أهلي ومعترف به.. فلابد أن تنتشر هذه المعلومة.. ومن المؤكد أن المتضرر سيبحث عن دفع الضرر عن نفسه.. وإثبات حقه.. وهو ما حصل بالفعل...
لكن..
دعونا.. وبكل صراحة.. نطرح السؤال بصورة أكثر شمولية ووضوحا..
لماذا حدث هذا كله.؟.
أليس هذا.. نتاج المجتمع الرياضي.. أو الوسط الرياضي الذي نعيشه..؟.
ألم يكن نتاج (ثقافة رياضية).. بتنا نعيشها ــ وللأسف الشديد ــ وظلت سائدة خلال السنوات الأخيرة.. وتزداد رقعتها اتساعا.. ونصف قطرها طولا.. دون أن نتمكن من إيقافها عند حدود معينة.. أو أن نتحكم في حركتها.. وامتدادها.؟.
نتاج فكر رياضي.. يستمد ثقافته من التعصب الممقوت.. (إن كان هناك تعصب محمود).... التعصب للنادي.. حتى ولو على حساب المنتخب والمصلحة العامة..
فكر.. لا يعرف من كرة القدم غير الفوز والخسارة.... وعدد مرات الفوز.... وعدد البطولات.... وكم عدد لاعبي هذا الفريق في المنتخب..؟. ولماذا تم اختيار فلان.. وتم إقصاء فلان...؟ ومن هو قائد المنتخب.؟
نتاج فكر.. تجاوز حدود المحلية.. إلى الإقليمية.. والقارية.. وها هو يدخل أروقة أعلى سلطة رياضية في العالم.. ليضع مصداقيتنا أمام العالم على المحك.... وفهمنا لكرة القدم..و لمعنى التنافس..أمام أنظار الآخرين..
حتى أصبحنا.. عرضة للتندر.. وساحة للتسويق الإعلامي.... وأدوات للخروج برياضتنا عموما.. وكرة القدم على وجه الخصوص عن مسارها الصحيح....
فكر.. لا وجود للمنافسة الشريفة في قاموسه.. بعد أن حل محلها.. (أنا ومن بعدي الطوفان)...
فكر.. يغذيه بعض مسئولي الأندية.. ويروج له بعض الإعلاميين.. ويصمت أمامه المسؤول بحجة حرية الرأي... وحرية الرأي محمودة.. ومكفولة.. لكن حتى الحرية لها حدود.. وسبق أن تحدثت عن ذلك في منتصف الأسبوع الماضي....
وامتدادا لذات السؤال :
أليس هذا نتاج تساؤل.. ظللنا.. نطرحه مرارا وتكرارا على مدى عقود.. ولا زلنا نطرحه.. وأذكر أنني كتبت عنه قبل حوالي ثلاثة عقود..
تساؤل.. توجهنا به.. لاتحاد كرة القدم.. وللجنة الأولمبية.. وللجهات المسئولة.. ولا زلنا....
لماذا.. يظل تاريخنا الرياضي.. عرضة لعبث العابثين..؟.
و اجتهادات المجتهدين.... ومعينا.. للباحثين عن تحقيق ذواتهم على حساب المصلحة العامة..؟.
لماذا.. لا يتم توثيق البطولات السعودية سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات..؟. لماذا.. لا يتم تفعيل موقع الاتحاد السعودي لكرة القدم على الشبكة العنكبوتية.. واعتماده مرجعا أساسيا.. بعد تكليف الأكفاء.. بإدارته والإشراف عليه... نخجل حقيقة من أنفسنا عندما نبحث عن معلومات عن الكرة السعودية.. على مواقع أجنبية.؟. ونخجل عندما يبحث الآخرون عن أبسط المعلومات عن كرتنا السعودية أثناء مشاركتها عالميا.. فلا يجد المصدر الرئيس الذي يستند إليه...
أذكر.. قبل ثلاثة عقود.. وأكثر.. عندما كانت المسابقات محدودة بالدوري والكأس.. فقط.. دون مشاركات خارجية.. كان البعض يكتب عن تاريخ البطولات السعودية للأندية أنها بدأت 1377.. وفريق آخر 1381 بحجة أنها كانت في السابق مقتصرة على المنطقة الغربية.. وجاء فريق ثالث ليقول.. أنها 1382 عندما دخلت فرق المنطقة الشرقية.. ليأتي رأي عاقل ومنطقي (خارج الرسمية) يقول لوقلنا بهذه النظرة.. لانتظرنا انضمام بقية المناطق.. وأن المنطق يقول بالبداية.. بغض النظر عنها.. وكانت فعلا 1377 وسرنا على ذلك في الإعلام..
الآن..
هناك بطولات رسمية.. ومعتمدة من اتحاد القدم.. وجهات رسمية.. ومع ذلك لا يعترف بها بعض من يدعون كتابة التاريخ الرياضي.. أو توثيقه...
القضية.. سادتي الكرام..
أكبر من معلومة خاطئة.. تم توصيلها للفيفا.. لأهداف شخصية.. تنم عن عدم وعي.. يمكن تصحيحها.. وينتهي الأمر... القضية.. تتعلق بمصداقية نكاد نفقدها.. أمام الآخرين.. وكيان أصبح هدفا.. للاستغلال.. يجب أن نحميه.. لأن فيه حماية للكرة السعودية.. وهو الذي يرعاها ويتولى أمرها.. وتاريخ مبعثر.. يحتاج لمن يلملم شتاته.... لأن من لا يحفظ تاريخه.. عرضة لأن يفقد حاضره في المستقبل..والله من وراء القصد
الدوري
ودورة الخليج
بقي أقل من أسبوعين على انطلاق دورة الخليج في نسختها العشرين والمقرر إقامتها في اليمن الشقيق... ورغم دخولنا في العد التنازلي.. ودنو ساعة الصفر.. إلا أن الرؤية لم تتضح بعد.. بين تأكيد على إقامتها.. وتردد في تأجيلها.... اتحادات خليجية أعلنت بصورة شبه رسمية أنها لم تقرر بعد المشاركة.. ومسؤولون ومهتمون بالشأن الرياضي أبدوا تخوفهم.... تحدثنا عن ذلك كثيرا.. لذلك لافائدة من تكرار الحديث.. لكن المؤكد أن هذا التردد وعدم الوضوح ألقى بظلاله على المسابقات المحلية للدول المشاركة خصوصا من لديها استحقاقات قارية ودولية.. كالاتحاد السعودي لكرة القدم..
الدوري السعودي معرض للتوقف ــ أمس صدر القرار ولا أدري ماذا تم في هذا الشأن ـ وهو توقف.. لو تم.. فإنه يحدث لأول مرة بهذه الصورة.. لاقتراب كأس آسيا.... والأندية تحتج بسبب غياب لاعبيها.. ومعها كل الحق.... ويقول البعض.. إن الأندية لديها علم بذلك.. عندما تم وضع الجدول.. فلماذا لم تعترض في حينه...؟ وهذا صحيح.. إذا كانت كذلك.. لأن البعض لدينا لايفكر إلا في ذات اللحظة..
لكنني أظن.. أن هذه الأندية كان لديها تصور أو إيحاء ــ كما لدينا كمتابعين ــ أننا سنشارك بمنتخب غير المنتخب الأساسي (الأولمبي) وهذا ماجعلها توافق على الجدول.. لأن المنطق يقول بذلك.. في ظل طول المدة لبطولتي الخليج وآسيا.. وبالتالي صعوبة مشاركة جميع اللاعبين في البطولتين... أعود لرأي سبق أن طرحته.. أننا كنا بحاجة لقرار جريء.. بالمشاركة في دورة الخليج بمنتخب أولمبي إعدادا له.. ومحافظة على المنتخب الأول لاستحقاق أهم (كأس أمم آسيا) وأعتقد.. أنه ليس من حق أي جهة.. أن تفرض على جهة أخرى.. كيف تشارك...؟ وبماذا تشارك...؟.. لأن كلا أدرى بمصلحته.... المهم أن تطبق اللوائح والقوانين.. واعتبار المشارك هو المنتخب الوطني الذي يمثل هذه الدولة أو تلك بغض النظر عن عناصره.. كما حصل في دورات سابقة لبعض المنتخبات....
أما الرأي الآخر.. فلا أرى مبررا لإعادته.. وهو المتعلق بإسناد الدورة لليمن الشقيق.. وأنه كان عليها الانتظار لدورة قادمة.. عندما تكون قادرة ومؤهلة من كل النواحي لاستضافة الدورة.. وهو ماسبق أن تحدثت عنه بالتفصيل في منتصف أسبوع سابق.
والله من وراء القصد
الأول :
المتضررون من الحادثة.. حيث نظروا إليها على أنها.. هدر لحقوقهم.. وتطاول على حق مشروع اكتسبوه على مدى تاريخهم.. ومن حقهم الدفاع عن هذا الحق.. وإيقاف هذا التطاول.. مستقبلا..
الثاني :
المحايدون.. أو الذين لا تهمهم هذه الفئة أو تلك بل ربما.. أنهم من خارج الوسط الرياضي.. حيث نظروا إليها من زاوية الغرابة والاستهجان من تصرف كهذا.. أيا كان المتضرر.. إذ لا مستفيد من ورائه.... حتى الجماهير المتعصبة التي حرك بعض كوامن الفرح وتحقيق الذات لديها.. كانت تمارس هذا الفرح.. والتسويق علنا.. لأهداف معينة لكنها داخليا.. كانت تدرك خطأ هذا التصرف.. ومقدار حجم الخطأ..
الموضوع.. لم يعد سرا.. أو قابلا للأخذ والرد.. أوخاضعا للاحتمالات.. فقد أضحى حقيقة أكدها (الفيفا) عبر موقعه الالكتروني.. ومن هنا.. يحق لنا أن نناقشه.. بل يجب أن تتم مناقشته وبأسلوب واقعي بعيدا عن التشنج ونظرية الفعل ورد الفعل...
السؤال المطروح في البداية :
ما هي الأسس أو المصادر التي استند إليها الاتحاد الدولي لكرة القدم عند نشره هذه المعلومة.؟.الأمر هنا.. لا يتعدى أحد احتمالين :
-ـ إما..
أن (الفيفا).. نشر هذه المعلومات دون مصدر واجتهادا منه.. وهنا يجب تحميله المسؤولية وفق الإجراءات القانونية المتبعة....
-ـ أو..
أنه استند فيها إلى مصدر معين ومعروف لديه سواء كان هذا المصدر كيانا.. أو فردا بعينه.....
الأمر الأول أو الاحتمال الأول.. مستبعد.. بل ومستحيل لأن (الفيفا).. وغيره من المنظمات الدولية المعروفة تعي أبعاد تصرفاتها.. وتدرك حقوق الملكية الفكرية وحقوق الآخرين.. وأهمية صيانتها وعدم العبث بها.. والتبعات المترتبة على ذلك..
أما الاحتمال الثاني.. فإن الفيفا لا يمكن أن يستقي معلوماته وينشرها من مصادر غير موثقة من جهات معروفة أو معتمدة لديه.. كالاتحادات المنضوية تحت لوائه.. أوالأفراد المنتمين إليه بطريقة أو بأخرى... وهذا طرف الخيط.. الذي من خلاله نصل إلى طرفه الآخر.... بل لابد من الوصول إليه.. والتعرف عليه.. لأن القضية لا تتعلق بمعلومات تم نشرها خطأ.. ويمكن تصحيحها.. بقدر تعلقها بعبث وتزوير في جزء من تاريخ الكرة السعودية.. والذي تصل به الجرأة إلى هذه المرحلة.. يمكن أن يتجاوزها إلى العبث في تاريخ الرياضة السعودية ككل... ومع احترامي وتقديري للأمانة العامة في اتحاد كرة القدم.. أو لجنة الإعلام والإحصاء.. ومن يهمهم هذا الشأن.. لا أعتقد أن الموضوع يحتاج لهذه الفترة ليتم الكشف عنه.. أو معرفة سره.. ومصدر الفيفا الذي استند إليه.. وهو أمر قد ألمحت إليه مسؤولة الفيفا في تصريح لها بجريدة الشرق الأوسط قبل أيام.
الموضوع في تقديري لا يحتاج أكثر من بضع دقائق في عصر التقنية.. والمعلوماتية... ويبدو أننا ننسى ذلك كثيرا.. فـ (الفيفا).. ليس جهة حكومية.. أو أهلية في دول العالم الثالث.. لا زالت تعتمد على (المراسل).. و(الملف العلاق).. وتوقيع الاستلام والتسليم.. وحفظ الأوراق.. والشرح بالإفادة.. والروتين.. أو بيروقراطية العمل... لنترك هذا جانبا.. وننتقل لموضوع أكثر أهمية :
إذا استبعدنا الاتحاد السعودي لكرة القدم.. وأمانته العامة.. وبرأنا ساحتهم.. وفق المنطق.. فإن السؤال المطروح.. لماذا لجأ الذي زود (الفيفا) بهذه المعلومات.. لذلك ؟. هل كان في اعتقاده أن مثل هذه المعلومة.. ستمر مرور الكرام ويتم اعتمادها في الفيفا والتمشي بموجبها.؟.إذا كان كذلك.. فهذا يدل على غباء.. وقصر نظر... إلا إذا كان اعتمد على وثائق رسمية ومعتمدة من الاتحاد السعودي لكرة القدم.. لضمان المصداقية.. فإن المسألة هنا تتجاوز الغباء.. إلى العبث بأوراق ومستندات رسمية.. مما يمكن إدراجه تحت صفة (استغلال السلطة).. أو (التزوير).. حسب موقعه من الاتحاد.. وعلاقته به... وكل منها له عقوبته.. ولوائحه المنظمة لهذه العقوبة.. وتأتي هنا شخصية الاتحاد السعودي لكرة القدم.. وقدرته على حماية كيانه وشخصيته.. مما يعني أنه يمكن اختراقه أو استغلاله.. والوصول لمحفوظاته أو معلوماته.. مالم يكن هناك إجراء رادع يحميه مستقبلا من عبث العابثين... وسواء كانت هذه.. أو تلك.. فهي تؤكد غباء وقصر النظر لدى المتسيب.. لأنه وفي جميع الأحوال.. حتى لو كانت معتمدة من اتحاد أهلي ومعترف به.. فلابد أن تنتشر هذه المعلومة.. ومن المؤكد أن المتضرر سيبحث عن دفع الضرر عن نفسه.. وإثبات حقه.. وهو ما حصل بالفعل...
لكن..
دعونا.. وبكل صراحة.. نطرح السؤال بصورة أكثر شمولية ووضوحا..
لماذا حدث هذا كله.؟.
أليس هذا.. نتاج المجتمع الرياضي.. أو الوسط الرياضي الذي نعيشه..؟.
ألم يكن نتاج (ثقافة رياضية).. بتنا نعيشها ــ وللأسف الشديد ــ وظلت سائدة خلال السنوات الأخيرة.. وتزداد رقعتها اتساعا.. ونصف قطرها طولا.. دون أن نتمكن من إيقافها عند حدود معينة.. أو أن نتحكم في حركتها.. وامتدادها.؟.
نتاج فكر رياضي.. يستمد ثقافته من التعصب الممقوت.. (إن كان هناك تعصب محمود).... التعصب للنادي.. حتى ولو على حساب المنتخب والمصلحة العامة..
فكر.. لا يعرف من كرة القدم غير الفوز والخسارة.... وعدد مرات الفوز.... وعدد البطولات.... وكم عدد لاعبي هذا الفريق في المنتخب..؟. ولماذا تم اختيار فلان.. وتم إقصاء فلان...؟ ومن هو قائد المنتخب.؟
نتاج فكر.. تجاوز حدود المحلية.. إلى الإقليمية.. والقارية.. وها هو يدخل أروقة أعلى سلطة رياضية في العالم.. ليضع مصداقيتنا أمام العالم على المحك.... وفهمنا لكرة القدم..و لمعنى التنافس..أمام أنظار الآخرين..
حتى أصبحنا.. عرضة للتندر.. وساحة للتسويق الإعلامي.... وأدوات للخروج برياضتنا عموما.. وكرة القدم على وجه الخصوص عن مسارها الصحيح....
فكر.. لا وجود للمنافسة الشريفة في قاموسه.. بعد أن حل محلها.. (أنا ومن بعدي الطوفان)...
فكر.. يغذيه بعض مسئولي الأندية.. ويروج له بعض الإعلاميين.. ويصمت أمامه المسؤول بحجة حرية الرأي... وحرية الرأي محمودة.. ومكفولة.. لكن حتى الحرية لها حدود.. وسبق أن تحدثت عن ذلك في منتصف الأسبوع الماضي....
وامتدادا لذات السؤال :
أليس هذا نتاج تساؤل.. ظللنا.. نطرحه مرارا وتكرارا على مدى عقود.. ولا زلنا نطرحه.. وأذكر أنني كتبت عنه قبل حوالي ثلاثة عقود..
تساؤل.. توجهنا به.. لاتحاد كرة القدم.. وللجنة الأولمبية.. وللجهات المسئولة.. ولا زلنا....
لماذا.. يظل تاريخنا الرياضي.. عرضة لعبث العابثين..؟.
و اجتهادات المجتهدين.... ومعينا.. للباحثين عن تحقيق ذواتهم على حساب المصلحة العامة..؟.
لماذا.. لا يتم توثيق البطولات السعودية سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات..؟. لماذا.. لا يتم تفعيل موقع الاتحاد السعودي لكرة القدم على الشبكة العنكبوتية.. واعتماده مرجعا أساسيا.. بعد تكليف الأكفاء.. بإدارته والإشراف عليه... نخجل حقيقة من أنفسنا عندما نبحث عن معلومات عن الكرة السعودية.. على مواقع أجنبية.؟. ونخجل عندما يبحث الآخرون عن أبسط المعلومات عن كرتنا السعودية أثناء مشاركتها عالميا.. فلا يجد المصدر الرئيس الذي يستند إليه...
أذكر.. قبل ثلاثة عقود.. وأكثر.. عندما كانت المسابقات محدودة بالدوري والكأس.. فقط.. دون مشاركات خارجية.. كان البعض يكتب عن تاريخ البطولات السعودية للأندية أنها بدأت 1377.. وفريق آخر 1381 بحجة أنها كانت في السابق مقتصرة على المنطقة الغربية.. وجاء فريق ثالث ليقول.. أنها 1382 عندما دخلت فرق المنطقة الشرقية.. ليأتي رأي عاقل ومنطقي (خارج الرسمية) يقول لوقلنا بهذه النظرة.. لانتظرنا انضمام بقية المناطق.. وأن المنطق يقول بالبداية.. بغض النظر عنها.. وكانت فعلا 1377 وسرنا على ذلك في الإعلام..
الآن..
هناك بطولات رسمية.. ومعتمدة من اتحاد القدم.. وجهات رسمية.. ومع ذلك لا يعترف بها بعض من يدعون كتابة التاريخ الرياضي.. أو توثيقه...
القضية.. سادتي الكرام..
أكبر من معلومة خاطئة.. تم توصيلها للفيفا.. لأهداف شخصية.. تنم عن عدم وعي.. يمكن تصحيحها.. وينتهي الأمر... القضية.. تتعلق بمصداقية نكاد نفقدها.. أمام الآخرين.. وكيان أصبح هدفا.. للاستغلال.. يجب أن نحميه.. لأن فيه حماية للكرة السعودية.. وهو الذي يرعاها ويتولى أمرها.. وتاريخ مبعثر.. يحتاج لمن يلملم شتاته.... لأن من لا يحفظ تاريخه.. عرضة لأن يفقد حاضره في المستقبل..والله من وراء القصد
الدوري
ودورة الخليج
بقي أقل من أسبوعين على انطلاق دورة الخليج في نسختها العشرين والمقرر إقامتها في اليمن الشقيق... ورغم دخولنا في العد التنازلي.. ودنو ساعة الصفر.. إلا أن الرؤية لم تتضح بعد.. بين تأكيد على إقامتها.. وتردد في تأجيلها.... اتحادات خليجية أعلنت بصورة شبه رسمية أنها لم تقرر بعد المشاركة.. ومسؤولون ومهتمون بالشأن الرياضي أبدوا تخوفهم.... تحدثنا عن ذلك كثيرا.. لذلك لافائدة من تكرار الحديث.. لكن المؤكد أن هذا التردد وعدم الوضوح ألقى بظلاله على المسابقات المحلية للدول المشاركة خصوصا من لديها استحقاقات قارية ودولية.. كالاتحاد السعودي لكرة القدم..
الدوري السعودي معرض للتوقف ــ أمس صدر القرار ولا أدري ماذا تم في هذا الشأن ـ وهو توقف.. لو تم.. فإنه يحدث لأول مرة بهذه الصورة.. لاقتراب كأس آسيا.... والأندية تحتج بسبب غياب لاعبيها.. ومعها كل الحق.... ويقول البعض.. إن الأندية لديها علم بذلك.. عندما تم وضع الجدول.. فلماذا لم تعترض في حينه...؟ وهذا صحيح.. إذا كانت كذلك.. لأن البعض لدينا لايفكر إلا في ذات اللحظة..
لكنني أظن.. أن هذه الأندية كان لديها تصور أو إيحاء ــ كما لدينا كمتابعين ــ أننا سنشارك بمنتخب غير المنتخب الأساسي (الأولمبي) وهذا ماجعلها توافق على الجدول.. لأن المنطق يقول بذلك.. في ظل طول المدة لبطولتي الخليج وآسيا.. وبالتالي صعوبة مشاركة جميع اللاعبين في البطولتين... أعود لرأي سبق أن طرحته.. أننا كنا بحاجة لقرار جريء.. بالمشاركة في دورة الخليج بمنتخب أولمبي إعدادا له.. ومحافظة على المنتخب الأول لاستحقاق أهم (كأس أمم آسيا) وأعتقد.. أنه ليس من حق أي جهة.. أن تفرض على جهة أخرى.. كيف تشارك...؟ وبماذا تشارك...؟.. لأن كلا أدرى بمصلحته.... المهم أن تطبق اللوائح والقوانين.. واعتبار المشارك هو المنتخب الوطني الذي يمثل هذه الدولة أو تلك بغض النظر عن عناصره.. كما حصل في دورات سابقة لبعض المنتخبات....
أما الرأي الآخر.. فلا أرى مبررا لإعادته.. وهو المتعلق بإسناد الدورة لليمن الشقيق.. وأنه كان عليها الانتظار لدورة قادمة.. عندما تكون قادرة ومؤهلة من كل النواحي لاستضافة الدورة.. وهو ماسبق أن تحدثت عنه بالتفصيل في منتصف أسبوع سابق.
والله من وراء القصد