طرق الهلال باب البطولة ذات مساء فقالت :
من أنت !؟
استغرب الهلال ذلك ولسان حاله يقول :
(تسائلني من أنت !؟ وهي عليمة وهل بفتى مثلي على حاله نكر)
فتحت له الباب... فعاجلها بقوله :
(فقلت لها : لو شئت ... لم تتعنتي ولم تسألي عني وعندك بي خبر)
(فلا تنكريني) ــ أيتها البطولة ــ ... لأن (من أنكرته) يعرفه (البدو والحضر)
ثم أردف قائلاً :
(ولا تنكريني إنني غير منكر إذا زلت الأقدام واستنزل النصر)
إذاً
ليس غريباً أن يفوز الهلال ببطولة الدوري .
وليس غريباً أن يصل إلى الرقم 49 في عدد بطولاته مبتعداً عن أقرب منافسيه بـ 18 بطولة ، وهو رقم يصعب كسره أو الوصول إليه على المدى المنظور... بل ربما كان ضرباً من المستحيل ، ذلك أنه يتطلب أمرين أيسرهما أصعب من الآخر !
أولهما :
أن يفوز المنافس بجميع البطولات القادمة على مدى سنوات .
وثانيهما :
أن يخسر الهلال جميع هذه البطولات !
ولو فرضنا جدلا ًبإمكانية الأولى رغم استحالتها !! كأمر طبيعي في المنافسات ... فإن الثانية تضاف إلى (الغول والعنقاء والخل الوفي) ...للسبب ذاته ! ولأن الهلال جدير وقادر على تحقيق المزيد .
فهو (بطل بالفطرة) ... وهو والبطولة صنوان ...أو توأمان !
فقد حقق أول بطولة في تاريخه وكانت على مستوى المملكة كاسراً احتكار أعتى الفرق آنذاك ... وعمره لم يتجاوز الرابعة بعد !!
أي أنه ..تعلم صعود المنصات في سن مبكرة فرسخت في ذهنه... وأصبحت (كالنقش في الحجر)
فـ (أدمن) ...البطولات !!
و(العيش) في المنصات !!
(إدمان) ..لم ينفع معه مصحات ..ولا أدوية ... أو مهدئات !
ولا (محاولات البعض) في (علاجه من هذا الإدمان) إن صح التعبير ! وإبعاده عن هذا (الجو !)
لأنه (إدمان) محمود !
كالإدمان على العادات الحسنة .. والأفعال الطيبة ..لا يمكن إلا القبول بها .. والتعامل معها كأمر واقع !
لهذا
حقق عدداً من البطولات ..تكاد تعادل سني عمره !!
ومنذ بطولته الأولى عام 1961م .. أي قبل 49 عاماً ..حقق 49 بطولة !
أي إنه يحقق بطولة واحدة في كل موسم كمعدل عام !
وإذا عرفنا أنه غاب عن منصات التتويج ثلاثة عشرعاماً كانت البطولة فيها (عصية عليه)
وكانت (شيمته الصبر) إذ لم يكن له عليها (نهي ولا أمر) لظروف يدركها المتابعون... وهي مرحلة تذبذب ..تمر بأي كيان أو فرد .. خاصة وأنها جاءت في سني الطفولة المتأخرة والمراهقة (بين الثامنة من عمره والعشرين !) فقد استطاع تجاوز هذه المرحلة بنجاح ... وحقق 46 بطولة في 34 موسماً ولما ينته آخرها بعد ومازال للمجد فيه بقية !! ومازال مرشحاً لزيادة العدد والمعدل
بمعنى
أنه يرسم البسمة على شفاه محبيه في كل عام مرةً أو مرتين ! وربما أكثر!
أما الصعود إلى منصات التتويج فحدث عنها ولا حرج !
فإن غابت الابتسامة .. لم يغب التبسـم !
وإن غاب الفرح .. لم يغب الارتياح !
ولهذا
لم يكن غريباً ولا مستغرباً ! أن يرفع محبوه وجماهيره عشاة تتويجه لافتةً تنتظر منه البطولة رقم 51 !
لأنها تدرك أنها في الطريق !
وأنها مسألة وقت !
ليصبح الرقم واقعاً !
ويطويه إلى غيره !
حيث يتحول إلى رقم من أرقام صفحات تاريخه المجيد !
وهكذا
أصبح الهلال يتعامل مع البطولات بشيء من الروتين !
ولم يعد الفوز الهلالي بالبطولة خبراً صحفياً مثيرا! تبحث عنه الصحافة لكسب المزيد من القراء!
لأنه صار مألوفاً !
وأمراً متوقع الحدوث !
لكن الهلال ... يأبى إلا أن يضيف للحدث ما يميزه ! فيشعر المتلقي بأنه أمام (حدث جديد) !
والصحافة أنها أمام خبر يبحث عنه القارئ !! بعد أن وضع الهلال عليه (بصمته)
و(بصمة) الهلال .. صارت مميزة هي الأخرى!
فهي لا تنظر إلى الكم !! بعد أن طار هذا (الكم) بالهلال .. مغرداً به خارج السرب في (فلك) خاص! تاركاً الآخرين في (فلك آخر) يسبحون .. لا ينبغي لهم أن يدركوه !! وإنما اعتمدت (الكيف) ماركةً مسجلة باسم الهلال !
وكان تميزاً عاماً وشاملاً للمكان والزمان !
عندما خرجت البطولة عن نطاق المنطقة الواحدة كان الهلال أول فريق يفوز بها !
وعندما تم إقرار الدوري العام على مستوى المملكة كان الهلال أول فريق يظفر به !
وعندما دخلت الأندية دائرة التنافس الآسيوي كان الهلال بادئها ومن ثم سيدها !
وعندما عاد الدوري إلى نظامه المعروف (بعد مرحلة المربع الذهبي) أعلن الهلال صداقته للمحك الحقيقي للبطل !
وعندما أقيمت مسابقة (كأس المؤسس) بمناسبة ذكرى المئوية قال الهلال :أنا لها !
وعندما اعتمد لقب نادي القرن الآسيوي قالوا للهلال : أنت لها !
وعندما أصبح الدوري (زين)
والتتويج (زين)
والكأس (زين)
كان لابد للهلال من مسايرة الركب ويكون هو الآخر (زين)
بل .. و (زين) على (زين)
وأن يكون متميزاً.. في يوم (زين)
ليكون ــ كعادته دائماًــ الأول في نيل هذا الشرف ! في دوري جديد !
وبكأس جديد !
في تتويج جديد !
وفي عام جديد ! كأول ناد في العالم يحقق بطولة في عام 2010.
وفي محطةٍ جديدةٍ (الرس) حيث مرت هذه المرة عرباته !
وميدان جديد زرع به إحدى راياته !
بعد أن مرت عرباته على الكثير من المدن !
وزرع راياته في الكثير من الميادين !
متجاوزاً المدن الرئيسة إلى مدن أخرى ! ومناطق أخرى ! تضاف تباعاً إلى سجله البطولي ! مخصصاً جزءاً من هذا السجل لمحطات التفوق الخارجية والعالمية ! بعد أن زادت هذه المحطات .. وأصبحت تحتاج لفصل خاص بها ! ذاهباً بنفسه إلى جمهوره الذي لا تساعده الظروف أن يأتي إليه .. ومقدماً نفسه لهذا الجمهور ! عبر دائرةٍ يزداد نصف قطرها طولاً مع تنامي بطولاته ! وهو الذي اعتاد أن تأتي جماهيره إليه من كل فج عميق .. ليشهدوا نجاحه وحضوره ! في تفاعل عجيب ونادر حتى وهو في (ظلمات المنافسة !!) لأنها كانت تدرك أن غيابه اللافت ما هو إلا خطوة نحو حضوره الفاعل .. وهو ما كان عندما أصبح سيد المنافسة وواحداً من أبرز قادتها !!
لأن الهلاليين لا يرضون بغير الصدارة موضعاً وهم الذين تعودوا على ذلك !!
ولأنهم (يرخصون) أنفسهم في سبيل ذلك !!
رخصاً دون ذل !
وعلواً لا يشوبه كبر !
وكرماً بلا منة !
ولسان حالهم يقول :
(ونحن أناس لا توسط بيننا لنا الصدر دون العالمين أو القبر
تهون علينا في المعالي نفوسنا ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهر
أعز بني الدنيا وأعلى ذوي العلا وأكرم من فوق التراب ولا فخر)
و (حسناء) الهلاليين ليست (حسناء) أبي فراس الحمداني .. !
و (عزهم) .. أيضاً
و (كرمهم) كذلك !!
لكن المعاناة واحدة .. !
وقيمة المهر هي ذاتها .. !
فـ (حسناء) الهلاليين .. هي البطولة !
ومهر البطولة غال !
وثمنها باهض !
ومهر البطولة ليس ماديا! فقط !
ولكنه معنوي أيضاً !
ومن أراد البطولة .. وسعى لها سعيها .. فلابد أن يدفع (المهرين !)
إذ لا يكفي أحدهما !
بل إنها .. لا ترضى بذلك !
وكلاهما مكمل للآخر ومتلازم معه !
الفكر..!
والمال !
والفكر يمكن أن يصنع المال .. والعكس غير صحيح !
وهي معادلة صعبة !
وحلها .. هو (الباءة) !! ومن يملكها كان مؤهلاً للظفر بـ (الحسناء) .. وأن تعيش في كنفه معززة مكرمة !
والهلال .. استطاع حل المعادلة !
فكان الأقدر.. على دفع المهر !
والأجدر .. بنيل ود (الحسناء) !
والفكر الهلالي ليس وليد هذا الموسم ! أو جاء مع هذه الحسناء !
لكنه فكر متأصل ..
وهو فكر متجذر .. يعود إلى بدايات تكوين هذا الكيان وتأسيسه !
فالكيان الهلالي لم يتأسس على أنه (كيان كروي) أو ناد رياضي فحسب !
لكنه مع هذا .. قد أسـس لمنهجية واضحة في معنى (النادي الحقيقي) كانت هي الأساس في خلق ثقافة كروية اختص بها الهلال دون سواه وكانت مصدر نجاحاته ومفتاح تفوقه !! منذ عهد مؤسسه الشيخ عبدالرحمن بن سعيد إلى عصره الحالي الذي يمثل قاعدة الانطلاق لمستقبل لايقل عطاء .. وحضورا .. إذا ما سار على النهج ذاته ! فكان الفكر الإداري الهلالي .. يسير جنباً إلى جنب مع دعم مالي ومعنوي من أعضاء الشرف عندما كانوا المصدر الوحيد لهذا الدعم !
تتعاقب الإدارات !!
ويتبدل اللاعبون !!
ويتغير المدربون !!
ويظل (الهلال) عنواناً ثابتاً ورمزاً للتفوق !!
49 بطولة .. جاءت في عهد 12 رئيسا أو 12 إدارة ! وهي حالة نادرة لم تتحقق إلا مع الهلال !
وهو ما يؤكد وحدة الفكر الهلالي وتوحد المنهج وثبات السياسة الهلالية في التعامل مع الأحداث ! ووضوح هذه السياسة !
حتى إذا ما تطور الفكر الإداري وفقاً لظروف المرحلة .. أصبح هناك شريك استراتيجي داعم وفاعل .. مع استمرار أعضاء الشرف كرافد من روافد هذا الدعم !
و (موبايلي) .. عندما اختارت الهلال .. كانت تؤمن أنه الشريك المؤهل لتحقيق الهدف !
والهلال عندما وافق على (موبايلي) كان يدرك أنها الشريك الذي يعتمد عليه في الوصول إلى الهدف !!
وهلال هذا الموسم ..
لا يختلف عن سابقه فكراً .. ومنهجاً !!
لكنه تميز وفقاً لطبيعة المرحلة وظروفها !
وأسس لفكر جديد وفلسفة إدارية جديدة على أنديتنا .. لكنها في الحقيقة هي الواقع الذي يجب أن تكون عليه !
إدارة تؤمن بالمنهج الإداري الحديث .. تعطي القوس باريها .. وتتفرغ لرسم السياسة العامة للنادي ! بعد أن اختارت أركانها من ذوي الخبرة والكفاءة ! فكانت المبادرة بتطبيق الاحتراف الحقيقي وتنفيذه على أرض الواقع !
لهذا..
تميز الهلال هذا الموسم في كل شيء !
لم تكن البطولة وحدها !
ولكنها جاءت ..
بفارق كبير من النقاط عن أقرب المنافسين !
وفي وقت مبكر قبل نهاية الدوري بثلاث جولات !!
وبـ 55 يوماً قبل أن يسدل الستار عليه !
وبمستوى خلقي رفيع .. كان لاعبوه فيه الأقل حصولا على الإنذارات .. والأكثر تميزاً في اللعب النظيف !!
لهذا ..
كان هلال الموسم ..
بطلاً مع مرتبة الشرف !
والله من وراء القصد
من أنت !؟
استغرب الهلال ذلك ولسان حاله يقول :
(تسائلني من أنت !؟ وهي عليمة وهل بفتى مثلي على حاله نكر)
فتحت له الباب... فعاجلها بقوله :
(فقلت لها : لو شئت ... لم تتعنتي ولم تسألي عني وعندك بي خبر)
(فلا تنكريني) ــ أيتها البطولة ــ ... لأن (من أنكرته) يعرفه (البدو والحضر)
ثم أردف قائلاً :
(ولا تنكريني إنني غير منكر إذا زلت الأقدام واستنزل النصر)
إذاً
ليس غريباً أن يفوز الهلال ببطولة الدوري .
وليس غريباً أن يصل إلى الرقم 49 في عدد بطولاته مبتعداً عن أقرب منافسيه بـ 18 بطولة ، وهو رقم يصعب كسره أو الوصول إليه على المدى المنظور... بل ربما كان ضرباً من المستحيل ، ذلك أنه يتطلب أمرين أيسرهما أصعب من الآخر !
أولهما :
أن يفوز المنافس بجميع البطولات القادمة على مدى سنوات .
وثانيهما :
أن يخسر الهلال جميع هذه البطولات !
ولو فرضنا جدلا ًبإمكانية الأولى رغم استحالتها !! كأمر طبيعي في المنافسات ... فإن الثانية تضاف إلى (الغول والعنقاء والخل الوفي) ...للسبب ذاته ! ولأن الهلال جدير وقادر على تحقيق المزيد .
فهو (بطل بالفطرة) ... وهو والبطولة صنوان ...أو توأمان !
فقد حقق أول بطولة في تاريخه وكانت على مستوى المملكة كاسراً احتكار أعتى الفرق آنذاك ... وعمره لم يتجاوز الرابعة بعد !!
أي أنه ..تعلم صعود المنصات في سن مبكرة فرسخت في ذهنه... وأصبحت (كالنقش في الحجر)
فـ (أدمن) ...البطولات !!
و(العيش) في المنصات !!
(إدمان) ..لم ينفع معه مصحات ..ولا أدوية ... أو مهدئات !
ولا (محاولات البعض) في (علاجه من هذا الإدمان) إن صح التعبير ! وإبعاده عن هذا (الجو !)
لأنه (إدمان) محمود !
كالإدمان على العادات الحسنة .. والأفعال الطيبة ..لا يمكن إلا القبول بها .. والتعامل معها كأمر واقع !
لهذا
حقق عدداً من البطولات ..تكاد تعادل سني عمره !!
ومنذ بطولته الأولى عام 1961م .. أي قبل 49 عاماً ..حقق 49 بطولة !
أي إنه يحقق بطولة واحدة في كل موسم كمعدل عام !
وإذا عرفنا أنه غاب عن منصات التتويج ثلاثة عشرعاماً كانت البطولة فيها (عصية عليه)
وكانت (شيمته الصبر) إذ لم يكن له عليها (نهي ولا أمر) لظروف يدركها المتابعون... وهي مرحلة تذبذب ..تمر بأي كيان أو فرد .. خاصة وأنها جاءت في سني الطفولة المتأخرة والمراهقة (بين الثامنة من عمره والعشرين !) فقد استطاع تجاوز هذه المرحلة بنجاح ... وحقق 46 بطولة في 34 موسماً ولما ينته آخرها بعد ومازال للمجد فيه بقية !! ومازال مرشحاً لزيادة العدد والمعدل
بمعنى
أنه يرسم البسمة على شفاه محبيه في كل عام مرةً أو مرتين ! وربما أكثر!
أما الصعود إلى منصات التتويج فحدث عنها ولا حرج !
فإن غابت الابتسامة .. لم يغب التبسـم !
وإن غاب الفرح .. لم يغب الارتياح !
ولهذا
لم يكن غريباً ولا مستغرباً ! أن يرفع محبوه وجماهيره عشاة تتويجه لافتةً تنتظر منه البطولة رقم 51 !
لأنها تدرك أنها في الطريق !
وأنها مسألة وقت !
ليصبح الرقم واقعاً !
ويطويه إلى غيره !
حيث يتحول إلى رقم من أرقام صفحات تاريخه المجيد !
وهكذا
أصبح الهلال يتعامل مع البطولات بشيء من الروتين !
ولم يعد الفوز الهلالي بالبطولة خبراً صحفياً مثيرا! تبحث عنه الصحافة لكسب المزيد من القراء!
لأنه صار مألوفاً !
وأمراً متوقع الحدوث !
لكن الهلال ... يأبى إلا أن يضيف للحدث ما يميزه ! فيشعر المتلقي بأنه أمام (حدث جديد) !
والصحافة أنها أمام خبر يبحث عنه القارئ !! بعد أن وضع الهلال عليه (بصمته)
و(بصمة) الهلال .. صارت مميزة هي الأخرى!
فهي لا تنظر إلى الكم !! بعد أن طار هذا (الكم) بالهلال .. مغرداً به خارج السرب في (فلك) خاص! تاركاً الآخرين في (فلك آخر) يسبحون .. لا ينبغي لهم أن يدركوه !! وإنما اعتمدت (الكيف) ماركةً مسجلة باسم الهلال !
وكان تميزاً عاماً وشاملاً للمكان والزمان !
عندما خرجت البطولة عن نطاق المنطقة الواحدة كان الهلال أول فريق يفوز بها !
وعندما تم إقرار الدوري العام على مستوى المملكة كان الهلال أول فريق يظفر به !
وعندما دخلت الأندية دائرة التنافس الآسيوي كان الهلال بادئها ومن ثم سيدها !
وعندما عاد الدوري إلى نظامه المعروف (بعد مرحلة المربع الذهبي) أعلن الهلال صداقته للمحك الحقيقي للبطل !
وعندما أقيمت مسابقة (كأس المؤسس) بمناسبة ذكرى المئوية قال الهلال :أنا لها !
وعندما اعتمد لقب نادي القرن الآسيوي قالوا للهلال : أنت لها !
وعندما أصبح الدوري (زين)
والتتويج (زين)
والكأس (زين)
كان لابد للهلال من مسايرة الركب ويكون هو الآخر (زين)
بل .. و (زين) على (زين)
وأن يكون متميزاً.. في يوم (زين)
ليكون ــ كعادته دائماًــ الأول في نيل هذا الشرف ! في دوري جديد !
وبكأس جديد !
في تتويج جديد !
وفي عام جديد ! كأول ناد في العالم يحقق بطولة في عام 2010.
وفي محطةٍ جديدةٍ (الرس) حيث مرت هذه المرة عرباته !
وميدان جديد زرع به إحدى راياته !
بعد أن مرت عرباته على الكثير من المدن !
وزرع راياته في الكثير من الميادين !
متجاوزاً المدن الرئيسة إلى مدن أخرى ! ومناطق أخرى ! تضاف تباعاً إلى سجله البطولي ! مخصصاً جزءاً من هذا السجل لمحطات التفوق الخارجية والعالمية ! بعد أن زادت هذه المحطات .. وأصبحت تحتاج لفصل خاص بها ! ذاهباً بنفسه إلى جمهوره الذي لا تساعده الظروف أن يأتي إليه .. ومقدماً نفسه لهذا الجمهور ! عبر دائرةٍ يزداد نصف قطرها طولاً مع تنامي بطولاته ! وهو الذي اعتاد أن تأتي جماهيره إليه من كل فج عميق .. ليشهدوا نجاحه وحضوره ! في تفاعل عجيب ونادر حتى وهو في (ظلمات المنافسة !!) لأنها كانت تدرك أن غيابه اللافت ما هو إلا خطوة نحو حضوره الفاعل .. وهو ما كان عندما أصبح سيد المنافسة وواحداً من أبرز قادتها !!
لأن الهلاليين لا يرضون بغير الصدارة موضعاً وهم الذين تعودوا على ذلك !!
ولأنهم (يرخصون) أنفسهم في سبيل ذلك !!
رخصاً دون ذل !
وعلواً لا يشوبه كبر !
وكرماً بلا منة !
ولسان حالهم يقول :
(ونحن أناس لا توسط بيننا لنا الصدر دون العالمين أو القبر
تهون علينا في المعالي نفوسنا ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهر
أعز بني الدنيا وأعلى ذوي العلا وأكرم من فوق التراب ولا فخر)
و (حسناء) الهلاليين ليست (حسناء) أبي فراس الحمداني .. !
و (عزهم) .. أيضاً
و (كرمهم) كذلك !!
لكن المعاناة واحدة .. !
وقيمة المهر هي ذاتها .. !
فـ (حسناء) الهلاليين .. هي البطولة !
ومهر البطولة غال !
وثمنها باهض !
ومهر البطولة ليس ماديا! فقط !
ولكنه معنوي أيضاً !
ومن أراد البطولة .. وسعى لها سعيها .. فلابد أن يدفع (المهرين !)
إذ لا يكفي أحدهما !
بل إنها .. لا ترضى بذلك !
وكلاهما مكمل للآخر ومتلازم معه !
الفكر..!
والمال !
والفكر يمكن أن يصنع المال .. والعكس غير صحيح !
وهي معادلة صعبة !
وحلها .. هو (الباءة) !! ومن يملكها كان مؤهلاً للظفر بـ (الحسناء) .. وأن تعيش في كنفه معززة مكرمة !
والهلال .. استطاع حل المعادلة !
فكان الأقدر.. على دفع المهر !
والأجدر .. بنيل ود (الحسناء) !
والفكر الهلالي ليس وليد هذا الموسم ! أو جاء مع هذه الحسناء !
لكنه فكر متأصل ..
وهو فكر متجذر .. يعود إلى بدايات تكوين هذا الكيان وتأسيسه !
فالكيان الهلالي لم يتأسس على أنه (كيان كروي) أو ناد رياضي فحسب !
لكنه مع هذا .. قد أسـس لمنهجية واضحة في معنى (النادي الحقيقي) كانت هي الأساس في خلق ثقافة كروية اختص بها الهلال دون سواه وكانت مصدر نجاحاته ومفتاح تفوقه !! منذ عهد مؤسسه الشيخ عبدالرحمن بن سعيد إلى عصره الحالي الذي يمثل قاعدة الانطلاق لمستقبل لايقل عطاء .. وحضورا .. إذا ما سار على النهج ذاته ! فكان الفكر الإداري الهلالي .. يسير جنباً إلى جنب مع دعم مالي ومعنوي من أعضاء الشرف عندما كانوا المصدر الوحيد لهذا الدعم !
تتعاقب الإدارات !!
ويتبدل اللاعبون !!
ويتغير المدربون !!
ويظل (الهلال) عنواناً ثابتاً ورمزاً للتفوق !!
49 بطولة .. جاءت في عهد 12 رئيسا أو 12 إدارة ! وهي حالة نادرة لم تتحقق إلا مع الهلال !
وهو ما يؤكد وحدة الفكر الهلالي وتوحد المنهج وثبات السياسة الهلالية في التعامل مع الأحداث ! ووضوح هذه السياسة !
حتى إذا ما تطور الفكر الإداري وفقاً لظروف المرحلة .. أصبح هناك شريك استراتيجي داعم وفاعل .. مع استمرار أعضاء الشرف كرافد من روافد هذا الدعم !
و (موبايلي) .. عندما اختارت الهلال .. كانت تؤمن أنه الشريك المؤهل لتحقيق الهدف !
والهلال عندما وافق على (موبايلي) كان يدرك أنها الشريك الذي يعتمد عليه في الوصول إلى الهدف !!
وهلال هذا الموسم ..
لا يختلف عن سابقه فكراً .. ومنهجاً !!
لكنه تميز وفقاً لطبيعة المرحلة وظروفها !
وأسس لفكر جديد وفلسفة إدارية جديدة على أنديتنا .. لكنها في الحقيقة هي الواقع الذي يجب أن تكون عليه !
إدارة تؤمن بالمنهج الإداري الحديث .. تعطي القوس باريها .. وتتفرغ لرسم السياسة العامة للنادي ! بعد أن اختارت أركانها من ذوي الخبرة والكفاءة ! فكانت المبادرة بتطبيق الاحتراف الحقيقي وتنفيذه على أرض الواقع !
لهذا..
تميز الهلال هذا الموسم في كل شيء !
لم تكن البطولة وحدها !
ولكنها جاءت ..
بفارق كبير من النقاط عن أقرب المنافسين !
وفي وقت مبكر قبل نهاية الدوري بثلاث جولات !!
وبـ 55 يوماً قبل أن يسدل الستار عليه !
وبمستوى خلقي رفيع .. كان لاعبوه فيه الأقل حصولا على الإنذارات .. والأكثر تميزاً في اللعب النظيف !!
لهذا ..
كان هلال الموسم ..
بطلاً مع مرتبة الشرف !
والله من وراء القصد