القرن.. كما هو معروف يعادل مائة عام.. والعقد.. عشر سنين..!
ولهذا..تقاس أعمار الأمم والحضارات بالقرون.. وعمر الإنسان بالعقود..!! ومن النادر أن يعيش الإنسان قرنا من الزمان.. أو يزيد.. خاصة في عصرنا الحالي أو لنقل أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
لكن.. كثيرين يخطئون في تحديد بداية القرن ونهايته.. وكذلك العقد.!!
كما حصل في بداية القرن الحادي والعشرين.. أو عندما يقولون إن فلانا في العقد الرابع من عمره يقصدون الأربعينيات وهذا خطأ..
فالعقد الرابع من عمر الإنسان هو الثلاثينيات والعقد السادس هو الخمسينات..!!
فالعقد الأول يبدأ من ولادته حتى إتمامه عشر سنوات.. ويبدأ العقد الثاني من دخوله سن الحادية عشرة حتى إتمام العشرين.. والثالث من دخوله سن الحادية والعشرين إلى إتمام الثلاثين.. وهكذا..!!
وكذلك الأمر في القرون.. فنحن الآن نعيش في القرن الخامس عشر الهجري.. والقرن الحادي والعشرين الميلادي..!
فالقرن الأول بدأ في 01ـ01ـ01م وانتهى في 31ـ12ـ100م.
والقرن الخامس على سبيل المثال بدأ في 01ـ01ـ401م وانتهى في 31ـ12ـ500م.
والقرن العاشر بدأ في 01ـ01ـ901م وانتهى في 31ـ12ـ1000م. ليبدأ القرن الحادي عشر في 01ـ01ـ1001م.
والقرن الخامس عشر بدأ في 01ـ01ـ1401م.. وانتهى في 31ـ12ـ1500م.
والقرن العشرين بدأ في 01ـ01ـ1901م. وانتهى في 31ـ12ـ2000م. ليبدأ القرن الحادي والعشرين في 01ـ01ـ2001م، وهو تاريخ بداية الألفية الجديدة كما هو مفروض.
لكن العالم احتفل بالقرن الحادي والعشرين ليلة 01ـ01ـ2000م.. أي قبل موعده بعام.. لا أقول خطأ ـ لا أدري ـ لكن ربما لأهداف تسويقية.. ولتزامنه مع الرقم 2000 كرقم مميز.. لاحتفالات رأس السنة في ذلك العام.!
هذه مقدمة.. كان لا بد منها قبل الدخول إلى صلب الموضوع.. وربما نفهم الهدف منها في سياقه.!
ولأن الإنسان يدرك سنة الكون.. وأنه قد لا يعيش قرناً من الزمان.. جاءت تلك الاحتفالية لمناسبة.. لا تتكرر سوى مرة واحدة في العمر.!! لتشمل هذه الاحتفائيات.. تحديد الأفضليات في قرن مضى.. في مختلف المجالات.. وتكريمها وإبرازها خاصة وأنه ـ أي الإنسان ـ مجبول بطبعه على مثل هذه الأمور.. والاهتمام بها.. وهي تشكل نقاط تحول في تاريخه.. وحياته!
والقرن الذي مضى.. واحتفوا به.. هو الذي بدأ في 01ـ01ـ1901م.. وانتهى في 31ـ12ـ2000م.
ولم تنظر هذه الكيانات التي تبنت مثل هذه الاحتفاءات.. إلى عمرها الزمني.. وتاريخ تأسيسها وأهمية أن يتجاوز القرن.. لأنها تدرك أن ذلك مستحيل وكذا الأمر مع المحتفين بهم.. وإنما نظرت إلى عطاءات أولئك خلال القرن الماضي.. والأفضل مقارنة مع المتنافسين..!
وفي المجال الرياضي.. وهو محور حديثنا.. ينطبق الأمر نفسه.. فجاء اختيار أفضل لاعب كرة في القرن الماضي عندما انحصر التنافس بين بيليه ومارادونا.. وكذلك فعلت الاتحادات القارية.. كما تم اختيار أفضل فريق كرة قدم أو (نادي القرن).. في كل قارة.. وفقاً لذلك!
ورغم أنني شخصياً أتحفظ على المقارنة بين عطاءات الأفراد (اللاعبين).. خصوصاً من عاشوا في جيلين مختلفين أو لأسباب أخرى.. إلا أن تحديد الكيانات (الأندية).. أمر لا يمكن الاختلاف عليه.. ويخضع لأمور واضحة مبنية على الحقائق والأرقام.. وليست على العملية النسبية..!! التي تختلف من شخص لآخر.. وفق رؤاه.. وتوجهاته.!!
وحده.. الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الذي لم يحتفل بهذه المناسبة.. ولم يحدد نادياً للقرن رغم بساطة الموضوع وسهولته.. ربما لأن النتائج محسومة سلفا لصالح غرب القارة.
والاتحاد الحالي.. والذي تم انتخابه بعد انتهاء القرن بعام ونصف كان موقفه قاطعا في رفض الفكرة وهلامياً في التبرير مما يؤكد غموض الموقف والرغبة فيه أو ترقب النتائج.. فتارة يلقي بالتبعية على الاتحاد السابق.. وأنها مسؤوليته.. وأخرى أن تأسيس الاتحاد لم يمضِ عليه قرن حتى يستطيع تحديد ناد للقرن.. وثالثة.. أن يتم تحديد الأفضل حتى عام 2010 بإضافة بعض سنوات من القرن الحالي إلى السابق.. لتحديد نادي القرن.
أي إضافة إنجازات من القرن الحالي إلى إنجازات القرن السابق لتحديد النادي الأفضل في القرن العشرين.. وهي فكرة غير مسبوقة أو مطروحة بل أنها تخالف المنطق.. حتى على صعيد التقويم والإحصاءات، ولو أن أمراً كهذا تم في احتفالات الاتحاد بيوبيله الذهبي عام 1994 عندما تم تكريم سعيد العويران.. والمنتخب السعودي.. من خلال اختيار أفضل ناد آسيوي مر على تاريخ الاتحاد منذ تأسيسه لكان الأمر مقبولاً ومنطقياً وقابلاً للتمرير أيا كان النادي!!
أما تداخل القرون.. والإنجازات فحتى القائمون على الاتحاد يدركون أنها غير منطقية وغير مقبولة.. ولكن ربما كان لهدف آخر غير معلن!
وآخر الأفكار.. التفكير في نادي العقد!! وهذا من حقه كاتحاد أن يفكر في ذلك.. وهي فكرة جيدة يمكن تأييدها.. لدعم أندية القارة.. ولاعبيها وتشجيعهم على العطاء.. لكن المبررات لإخفاء لقب نادي القرن غير منطقية.!!
فجميع الاتحادات القارية.. وكذلك الاتحاد الدولي لم تكن أكملت قرنا من عمرها عندما احتفت بالقرن الماضي.. وأبطاله..!
فالاتحاد الأوروبي لكرة القدم تأسس في عام 1954.. بعد الاتحاد الآسيوي بثمانية وثلاثين يوماً. والاتحاد الإفريقي تأسس في عام 1957.. واتحاد الكونكاكاف عام 1961.
أما اتحاد أمريكا الجنوبية فهو الأقدم حيث تأسس عام 1916.. فيما تأسس الاتحاد الدولي عام 1904.
جميع هذه الاتحادات احتفت بالألفية.. وبتحديد الأفضل.. وتكريمهم.. دون أن تضع لعمر الاتحاد الزمني وزناً.. أو قيمة أو مبررا للاحتفائية!!
قلت.. ربما كان السبب هو حسم الأمر سلفا لصالح غرب القارة.. (وليس شرقها) وتحديدا للمملكة العربية السعودية سواء.. ككيانات (أندية).. أو كأفراد (لاعبين)..
ناهيك عن عدم تحركنا على المستوى الرسمي.. وضعف صوتنا في الاتحاد الآسيوي.. لتحريك مثل هذا الموضوع.. وإخراجه إلى حيز التنفيذ.!!
وقد ظل هذا الموضوع حديث الأوساط الرياضية على مدى عقد من الزمن.. خاصة من قبل نادي الهلال السعودي.. الذي كان من الواضح وفقا للأرقام والإنجازات أنه الأحق.. لكن مطالباته.. كانت تقابل بالرفض على المستوى الرسمي للاتحاد الآسيوي.. والتأييد والجدارة على مستوى الأفراد من أعضاء الاتحاد في مجلسهم وأحاديثهم الإعلامية.! حتى جاء الإنصاف من الاتحاد الدولي للإحصاءات الرياضية.. بمباركة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (أعلى سلطة رياضية كروية).. وتأييد وإقرار من رئيس الاتحاد الآسيوي وأعضائه.. وكل المنصفين.
بين (ماض)
من الهلال و(آت)
عندما تم الإعلان في تلك الليلة عن فوز الهلال بلقب نادي القرن عن قارة آسيا خاطب أحد الهلاليين ناديه قائلاً:
)(]هذه ليلتي.. وحلم حياتي..
]بين ماض من الهلال وآت..
] الهوى أنت كله والأماني
] فاملأ ـ الدنيا ضجيجا ـ وهات.
] ـ من سواك به الألقاب تفخر.. فتعالى أحبك الآن أكثر.!!))
من حق هذا الهلالي.. أن يفخر بناديه.. وبه يفاخر..
وحق له ذلك..
ومن سوى الهلال.. به الألقاب تفخر.؟!
.. والحقيقة أن الاتحاد الدولي للإحصاءات لم يرشح الهلال للقب نادي القرن.. ولم يختره لهذا اللقب.. وإنما صادق عليه..!! واعترف به!
فالهلال.. ترشح لذلك منذ أن دخل ميدان المنافسة القارية على ألقابها.. كفريق متمرس وخبير يكاد سنا برقه يخطف أبصار المنافسين..!
والهلال ترشح لذلك.. منذ أن بدأ زرع راياته في زوايا القارة.. وعبر ميادينها.
والهلال ترشح لذلك.. منذ أن بدأ (صوته يشرق عبر قارة آسيا ويغرب).. ومفردته على (شفق الخلود تلهب)!
والهلال.. استحق ذلك.. منذ أن سيطر على كل الألقاب.. وفاز بكل البطولات.. في سابقة تاريخية لم ولن تتحقق لغيره..!!
فقد فاز ببطولة أبطال الدوري الآسيوي مرتين.. وكأس الأندية الآسيوية مرتين.. وكأس السوبر (كأس الكؤوس) مرتين!!
وهي أرقام لم يتجاوز نصفها.. أو يقترب منها أقرب منافسيه على اللقب خلال القرن الماضي.. مما يعني جدارته وتميزه.!!
وهي سابقة.. لم تتحقق لغيره إبان اعتماد هذه البطولات.. ولن تتحقق لأنها ألغيت المسميات والأنظمة.. وتم دمج البطولات الآسيوية للأندية في بطولة واحدة.!!
والهلال وهو يفوز بهذا اللقب.. لم يضف إنجازا جديداً إلى إنجازاته.. بقدر ما أضاف (إعجازاً).. إلى (إعجاز) سابق، قاطعا الطريق بذلك على أي إنجاز مماثل.. لا على المدى المنظور فقط..!! بل وفي حياة الشعوب.!!
بالأمس.. وقبل عقد من الآن.. فاز الهلال بكأس المؤسس.. بمناسبة مرور مائة عام على دخول الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه) الرياض.. وتأسيس المملكة..!
واليوم.. وبعد عشر سنوات.. تم الاعتراف به ومنحه لقباً يستحقه.. كناد للقرن.. وهو لقب لا يتكرر أيضاً إلا كل مائة عام.!!
وهو بهذا أضاف (إعجازاً) جديداً.. إلى تاريخه المليء بالإنجازات.. والإعجازات.. متعددة الألقاب.. والصفات..!!
وقبل كأس المؤسس بعقد من الزمان.. كانت بداية الأندية السعودية في الساحة الآسيوية.. عندما فاز ببطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري..!
وهكذا.. أصبح له في كل عقد منجز جديد يضاف.. إلى إنجازات الكرة السعودية..!! أو إعجاز يشار إليه بالبنان.!!
هذا الإنجاز.. وإن كان بطله الهلال إلا أنه في الواقع.. يضاف إلى سجل الإنجازات السعودية.. على مختلف الأصعدة.. وفي كرة القدم بالذات.. في وصولها للمونديال.. أو تقدمها في سجل الترتيب العالمي.. وما إلى ذلك..!
لكن كثيرين للأسف.. يجهلون البعد الإعلامي لمثل هذه الإنجازات.!!
ولو كان الأمر داخلياً.. لقبلناه على مضض حتى وإن تحفظ البعض عليه..!! لكن أن يمتد بحثنا عن التشكيك في المنجز إلى (نشر غسيلنا).. وإلى استدعاء الأشخاص وآرائهم.. أو التشكيك في الكيانات وإحصاءاتها المعتمدة على الحقائق والأرقام!! هنا يختلف الأمر.!!
والقضية لا تتعلق بمنجز.. (بفتح الجيم).. لكنها تتعلق بمنجز (بكسرها)!!
عندما فاز الهلال بكأس المؤسس (بمناسبة مرور 100عام على التأسيس).. طالب البعض بأن تكون البطولة سنوية في فهم قاصر لهدفها.. وأبعادها.. وفي بحث عن منافس جديد للهلال على لقب وحيد تفرد به!!
وعندما تم منحه لقب نادي القرن.. تم التشكيك في مصداقية الاتحاد الدولي للإحصاءات.. وهو الاتحاد الذي منح السعودية العديد من الألقاب.. وتم الثناء عليها والإشادة بها.. في اعتراف ضمني بمصداقيته.!
والثقة.. أو المصداقية لا تتجزأ!!
والتشكيك فيه.. تشكيك في مصداقيته وفي ألقابه التي منحها للكرة السعودية!!
وسيأتي يوم تتم الإشادة فيه بهذا الاتحاد عندما يمنح لقبا يتوافق مع أهواء.. وميول أولئك.. لأننا.. وللأسف.. تتعامل مع مثل هذه الإنجازات من منظور ضيق.!!
حتى رئيس الاتحاد الآسيوي (محمد بن همام) أقضوا مضجعه.. ـ كما قال وأكد ـ في البحث عن مقولة.. أو إشارة تشكيك.. رفضها.. لأنه يدرك حساباته ويعي ما يقول.. ويعرف ما هو الاتحاد الدولي للإحصاء، وهو عضو المكتب التنفيذي للفيفا منذ سنوات!
(وابن همام) الذي تحفظ كثيرون على رفضه منح لقب نادي القرن من قبل الاتحاد الآسيوي.. حظي باحترام هؤلاء.. وهو يعترف بأحقية الهلال ويبارك له.. مما يعني أنه يدرك ضمنا أحقية الهلال وجدارته.. ويعترف بشرعية اللقب.. لكنه (في اتحاده) لا يرى ذلك ضرورياً.. وفق سياسة يسير عليها.. ومن حقه ذلك..!! وهو يتحمل تبعاته.. ويدرك أبعاد خطواته!!
لكن.. ليس من حقنا كسعوديين أن نتسابق على التشكيك في كل منجز سعودي سواء كان للهلال أو الاتحاد.. أو النصر أو الأهلي أو غيرها من الأندية.. واللاعبين وأن نشكك في الآخرين.. ومصداقيتهم.. لأن هذا الإنجاز.. لا يتوافق مع اتجاهاتنا.. ورغباتنا الشخصية.
والله من وراء القصد.
ولهذا..تقاس أعمار الأمم والحضارات بالقرون.. وعمر الإنسان بالعقود..!! ومن النادر أن يعيش الإنسان قرنا من الزمان.. أو يزيد.. خاصة في عصرنا الحالي أو لنقل أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
لكن.. كثيرين يخطئون في تحديد بداية القرن ونهايته.. وكذلك العقد.!!
كما حصل في بداية القرن الحادي والعشرين.. أو عندما يقولون إن فلانا في العقد الرابع من عمره يقصدون الأربعينيات وهذا خطأ..
فالعقد الرابع من عمر الإنسان هو الثلاثينيات والعقد السادس هو الخمسينات..!!
فالعقد الأول يبدأ من ولادته حتى إتمامه عشر سنوات.. ويبدأ العقد الثاني من دخوله سن الحادية عشرة حتى إتمام العشرين.. والثالث من دخوله سن الحادية والعشرين إلى إتمام الثلاثين.. وهكذا..!!
وكذلك الأمر في القرون.. فنحن الآن نعيش في القرن الخامس عشر الهجري.. والقرن الحادي والعشرين الميلادي..!
فالقرن الأول بدأ في 01ـ01ـ01م وانتهى في 31ـ12ـ100م.
والقرن الخامس على سبيل المثال بدأ في 01ـ01ـ401م وانتهى في 31ـ12ـ500م.
والقرن العاشر بدأ في 01ـ01ـ901م وانتهى في 31ـ12ـ1000م. ليبدأ القرن الحادي عشر في 01ـ01ـ1001م.
والقرن الخامس عشر بدأ في 01ـ01ـ1401م.. وانتهى في 31ـ12ـ1500م.
والقرن العشرين بدأ في 01ـ01ـ1901م. وانتهى في 31ـ12ـ2000م. ليبدأ القرن الحادي والعشرين في 01ـ01ـ2001م، وهو تاريخ بداية الألفية الجديدة كما هو مفروض.
لكن العالم احتفل بالقرن الحادي والعشرين ليلة 01ـ01ـ2000م.. أي قبل موعده بعام.. لا أقول خطأ ـ لا أدري ـ لكن ربما لأهداف تسويقية.. ولتزامنه مع الرقم 2000 كرقم مميز.. لاحتفالات رأس السنة في ذلك العام.!
هذه مقدمة.. كان لا بد منها قبل الدخول إلى صلب الموضوع.. وربما نفهم الهدف منها في سياقه.!
ولأن الإنسان يدرك سنة الكون.. وأنه قد لا يعيش قرناً من الزمان.. جاءت تلك الاحتفالية لمناسبة.. لا تتكرر سوى مرة واحدة في العمر.!! لتشمل هذه الاحتفائيات.. تحديد الأفضليات في قرن مضى.. في مختلف المجالات.. وتكريمها وإبرازها خاصة وأنه ـ أي الإنسان ـ مجبول بطبعه على مثل هذه الأمور.. والاهتمام بها.. وهي تشكل نقاط تحول في تاريخه.. وحياته!
والقرن الذي مضى.. واحتفوا به.. هو الذي بدأ في 01ـ01ـ1901م.. وانتهى في 31ـ12ـ2000م.
ولم تنظر هذه الكيانات التي تبنت مثل هذه الاحتفاءات.. إلى عمرها الزمني.. وتاريخ تأسيسها وأهمية أن يتجاوز القرن.. لأنها تدرك أن ذلك مستحيل وكذا الأمر مع المحتفين بهم.. وإنما نظرت إلى عطاءات أولئك خلال القرن الماضي.. والأفضل مقارنة مع المتنافسين..!
وفي المجال الرياضي.. وهو محور حديثنا.. ينطبق الأمر نفسه.. فجاء اختيار أفضل لاعب كرة في القرن الماضي عندما انحصر التنافس بين بيليه ومارادونا.. وكذلك فعلت الاتحادات القارية.. كما تم اختيار أفضل فريق كرة قدم أو (نادي القرن).. في كل قارة.. وفقاً لذلك!
ورغم أنني شخصياً أتحفظ على المقارنة بين عطاءات الأفراد (اللاعبين).. خصوصاً من عاشوا في جيلين مختلفين أو لأسباب أخرى.. إلا أن تحديد الكيانات (الأندية).. أمر لا يمكن الاختلاف عليه.. ويخضع لأمور واضحة مبنية على الحقائق والأرقام.. وليست على العملية النسبية..!! التي تختلف من شخص لآخر.. وفق رؤاه.. وتوجهاته.!!
وحده.. الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الذي لم يحتفل بهذه المناسبة.. ولم يحدد نادياً للقرن رغم بساطة الموضوع وسهولته.. ربما لأن النتائج محسومة سلفا لصالح غرب القارة.
والاتحاد الحالي.. والذي تم انتخابه بعد انتهاء القرن بعام ونصف كان موقفه قاطعا في رفض الفكرة وهلامياً في التبرير مما يؤكد غموض الموقف والرغبة فيه أو ترقب النتائج.. فتارة يلقي بالتبعية على الاتحاد السابق.. وأنها مسؤوليته.. وأخرى أن تأسيس الاتحاد لم يمضِ عليه قرن حتى يستطيع تحديد ناد للقرن.. وثالثة.. أن يتم تحديد الأفضل حتى عام 2010 بإضافة بعض سنوات من القرن الحالي إلى السابق.. لتحديد نادي القرن.
أي إضافة إنجازات من القرن الحالي إلى إنجازات القرن السابق لتحديد النادي الأفضل في القرن العشرين.. وهي فكرة غير مسبوقة أو مطروحة بل أنها تخالف المنطق.. حتى على صعيد التقويم والإحصاءات، ولو أن أمراً كهذا تم في احتفالات الاتحاد بيوبيله الذهبي عام 1994 عندما تم تكريم سعيد العويران.. والمنتخب السعودي.. من خلال اختيار أفضل ناد آسيوي مر على تاريخ الاتحاد منذ تأسيسه لكان الأمر مقبولاً ومنطقياً وقابلاً للتمرير أيا كان النادي!!
أما تداخل القرون.. والإنجازات فحتى القائمون على الاتحاد يدركون أنها غير منطقية وغير مقبولة.. ولكن ربما كان لهدف آخر غير معلن!
وآخر الأفكار.. التفكير في نادي العقد!! وهذا من حقه كاتحاد أن يفكر في ذلك.. وهي فكرة جيدة يمكن تأييدها.. لدعم أندية القارة.. ولاعبيها وتشجيعهم على العطاء.. لكن المبررات لإخفاء لقب نادي القرن غير منطقية.!!
فجميع الاتحادات القارية.. وكذلك الاتحاد الدولي لم تكن أكملت قرنا من عمرها عندما احتفت بالقرن الماضي.. وأبطاله..!
فالاتحاد الأوروبي لكرة القدم تأسس في عام 1954.. بعد الاتحاد الآسيوي بثمانية وثلاثين يوماً. والاتحاد الإفريقي تأسس في عام 1957.. واتحاد الكونكاكاف عام 1961.
أما اتحاد أمريكا الجنوبية فهو الأقدم حيث تأسس عام 1916.. فيما تأسس الاتحاد الدولي عام 1904.
جميع هذه الاتحادات احتفت بالألفية.. وبتحديد الأفضل.. وتكريمهم.. دون أن تضع لعمر الاتحاد الزمني وزناً.. أو قيمة أو مبررا للاحتفائية!!
قلت.. ربما كان السبب هو حسم الأمر سلفا لصالح غرب القارة.. (وليس شرقها) وتحديدا للمملكة العربية السعودية سواء.. ككيانات (أندية).. أو كأفراد (لاعبين)..
ناهيك عن عدم تحركنا على المستوى الرسمي.. وضعف صوتنا في الاتحاد الآسيوي.. لتحريك مثل هذا الموضوع.. وإخراجه إلى حيز التنفيذ.!!
وقد ظل هذا الموضوع حديث الأوساط الرياضية على مدى عقد من الزمن.. خاصة من قبل نادي الهلال السعودي.. الذي كان من الواضح وفقا للأرقام والإنجازات أنه الأحق.. لكن مطالباته.. كانت تقابل بالرفض على المستوى الرسمي للاتحاد الآسيوي.. والتأييد والجدارة على مستوى الأفراد من أعضاء الاتحاد في مجلسهم وأحاديثهم الإعلامية.! حتى جاء الإنصاف من الاتحاد الدولي للإحصاءات الرياضية.. بمباركة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (أعلى سلطة رياضية كروية).. وتأييد وإقرار من رئيس الاتحاد الآسيوي وأعضائه.. وكل المنصفين.
بين (ماض)
من الهلال و(آت)
عندما تم الإعلان في تلك الليلة عن فوز الهلال بلقب نادي القرن عن قارة آسيا خاطب أحد الهلاليين ناديه قائلاً:
)(]هذه ليلتي.. وحلم حياتي..
]بين ماض من الهلال وآت..
] الهوى أنت كله والأماني
] فاملأ ـ الدنيا ضجيجا ـ وهات.
] ـ من سواك به الألقاب تفخر.. فتعالى أحبك الآن أكثر.!!))
من حق هذا الهلالي.. أن يفخر بناديه.. وبه يفاخر..
وحق له ذلك..
ومن سوى الهلال.. به الألقاب تفخر.؟!
.. والحقيقة أن الاتحاد الدولي للإحصاءات لم يرشح الهلال للقب نادي القرن.. ولم يختره لهذا اللقب.. وإنما صادق عليه..!! واعترف به!
فالهلال.. ترشح لذلك منذ أن دخل ميدان المنافسة القارية على ألقابها.. كفريق متمرس وخبير يكاد سنا برقه يخطف أبصار المنافسين..!
والهلال ترشح لذلك.. منذ أن بدأ زرع راياته في زوايا القارة.. وعبر ميادينها.
والهلال ترشح لذلك.. منذ أن بدأ (صوته يشرق عبر قارة آسيا ويغرب).. ومفردته على (شفق الخلود تلهب)!
والهلال.. استحق ذلك.. منذ أن سيطر على كل الألقاب.. وفاز بكل البطولات.. في سابقة تاريخية لم ولن تتحقق لغيره..!!
فقد فاز ببطولة أبطال الدوري الآسيوي مرتين.. وكأس الأندية الآسيوية مرتين.. وكأس السوبر (كأس الكؤوس) مرتين!!
وهي أرقام لم يتجاوز نصفها.. أو يقترب منها أقرب منافسيه على اللقب خلال القرن الماضي.. مما يعني جدارته وتميزه.!!
وهي سابقة.. لم تتحقق لغيره إبان اعتماد هذه البطولات.. ولن تتحقق لأنها ألغيت المسميات والأنظمة.. وتم دمج البطولات الآسيوية للأندية في بطولة واحدة.!!
والهلال وهو يفوز بهذا اللقب.. لم يضف إنجازا جديداً إلى إنجازاته.. بقدر ما أضاف (إعجازاً).. إلى (إعجاز) سابق، قاطعا الطريق بذلك على أي إنجاز مماثل.. لا على المدى المنظور فقط..!! بل وفي حياة الشعوب.!!
بالأمس.. وقبل عقد من الآن.. فاز الهلال بكأس المؤسس.. بمناسبة مرور مائة عام على دخول الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه) الرياض.. وتأسيس المملكة..!
واليوم.. وبعد عشر سنوات.. تم الاعتراف به ومنحه لقباً يستحقه.. كناد للقرن.. وهو لقب لا يتكرر أيضاً إلا كل مائة عام.!!
وهو بهذا أضاف (إعجازاً) جديداً.. إلى تاريخه المليء بالإنجازات.. والإعجازات.. متعددة الألقاب.. والصفات..!!
وقبل كأس المؤسس بعقد من الزمان.. كانت بداية الأندية السعودية في الساحة الآسيوية.. عندما فاز ببطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري..!
وهكذا.. أصبح له في كل عقد منجز جديد يضاف.. إلى إنجازات الكرة السعودية..!! أو إعجاز يشار إليه بالبنان.!!
هذا الإنجاز.. وإن كان بطله الهلال إلا أنه في الواقع.. يضاف إلى سجل الإنجازات السعودية.. على مختلف الأصعدة.. وفي كرة القدم بالذات.. في وصولها للمونديال.. أو تقدمها في سجل الترتيب العالمي.. وما إلى ذلك..!
لكن كثيرين للأسف.. يجهلون البعد الإعلامي لمثل هذه الإنجازات.!!
ولو كان الأمر داخلياً.. لقبلناه على مضض حتى وإن تحفظ البعض عليه..!! لكن أن يمتد بحثنا عن التشكيك في المنجز إلى (نشر غسيلنا).. وإلى استدعاء الأشخاص وآرائهم.. أو التشكيك في الكيانات وإحصاءاتها المعتمدة على الحقائق والأرقام!! هنا يختلف الأمر.!!
والقضية لا تتعلق بمنجز.. (بفتح الجيم).. لكنها تتعلق بمنجز (بكسرها)!!
عندما فاز الهلال بكأس المؤسس (بمناسبة مرور 100عام على التأسيس).. طالب البعض بأن تكون البطولة سنوية في فهم قاصر لهدفها.. وأبعادها.. وفي بحث عن منافس جديد للهلال على لقب وحيد تفرد به!!
وعندما تم منحه لقب نادي القرن.. تم التشكيك في مصداقية الاتحاد الدولي للإحصاءات.. وهو الاتحاد الذي منح السعودية العديد من الألقاب.. وتم الثناء عليها والإشادة بها.. في اعتراف ضمني بمصداقيته.!
والثقة.. أو المصداقية لا تتجزأ!!
والتشكيك فيه.. تشكيك في مصداقيته وفي ألقابه التي منحها للكرة السعودية!!
وسيأتي يوم تتم الإشادة فيه بهذا الاتحاد عندما يمنح لقبا يتوافق مع أهواء.. وميول أولئك.. لأننا.. وللأسف.. تتعامل مع مثل هذه الإنجازات من منظور ضيق.!!
حتى رئيس الاتحاد الآسيوي (محمد بن همام) أقضوا مضجعه.. ـ كما قال وأكد ـ في البحث عن مقولة.. أو إشارة تشكيك.. رفضها.. لأنه يدرك حساباته ويعي ما يقول.. ويعرف ما هو الاتحاد الدولي للإحصاء، وهو عضو المكتب التنفيذي للفيفا منذ سنوات!
(وابن همام) الذي تحفظ كثيرون على رفضه منح لقب نادي القرن من قبل الاتحاد الآسيوي.. حظي باحترام هؤلاء.. وهو يعترف بأحقية الهلال ويبارك له.. مما يعني أنه يدرك ضمنا أحقية الهلال وجدارته.. ويعترف بشرعية اللقب.. لكنه (في اتحاده) لا يرى ذلك ضرورياً.. وفق سياسة يسير عليها.. ومن حقه ذلك..!! وهو يتحمل تبعاته.. ويدرك أبعاد خطواته!!
لكن.. ليس من حقنا كسعوديين أن نتسابق على التشكيك في كل منجز سعودي سواء كان للهلال أو الاتحاد.. أو النصر أو الأهلي أو غيرها من الأندية.. واللاعبين وأن نشكك في الآخرين.. ومصداقيتهم.. لأن هذا الإنجاز.. لا يتوافق مع اتجاهاتنا.. ورغباتنا الشخصية.
والله من وراء القصد.