|


عبدالله الضويحي
المسبحة والمواسم الاستثنائية
2009-05-26
مع نهاية كل موسم.. يبرز سؤال هام.. لكنه يظل حائراً دون إجابة.!
سؤال.. قد لا نطرحه في العلن.. لكن من المؤكد أنه يدور في دواخلنا حتى وإن لم نعلن عنه..!
سنوات طويلة..
ومواسم كثرة..
والسؤال بتردد..
ويدور (كالمسبحة في أيدينا)!
بلغة أخرى..
هل نخضع تجاربنا للتقييم؟
وبرامجنا للمراجعة والتقويم..؟
أم أننا نسدل عليها الستار بحثا عن الراحة والاستجمام بعد طول عناء.. ربما ساهمنا في مضاعفته دون أن ندري.. ومن ثم نعود للركض من جديد في الموسم التالي.. وفق إجراء روتيني يتكرر كل عام.. وسيناريو لا يتبدل كل موسم!
بإيجابياته.. وسلبياته
بأخطائه..
بمشاكله.. ومعوقاته..!
وبالمبررات ذاتها.. التي أوجدت هذه المعوقات وأدت إلى هذه الأخطاء.. دون تعزيز للإيجابيات ودعمها.!
أو مراجعة للأخطاء.. ومعالجتها.!
وهو سؤال مطروح.. على كل الأصعدة..
وفي مختلف الاتجاهات..!
لا نعني به جهة دون أخرى..
ولا مسؤولاً.. دون آخر..!
الاتحادات الرياضية بلجانها.. وتفرعاتها..!
الأندية.. بأجهزتها الإدارية والفنية..!
الإعلام بمختلف قنواته ووسائطه.!
على سبيل المثال:
هل تخضع القنوات الرياضية المرئية برامجها للمراجعة والتقويم..؟!
والمراجعة هنا.. ليست من حيث الإعداد أو التقديم أو الميزانيات المعتمدة.. وكيفية تقنينها.. وتقديمها ؟!
ولكن أيضاً ـ وهذا مهم ـ من حيث الضيوف.
.. نوعياتهم.. ثقافتهم.. وما يطرحونه من رؤى وأفكار..!
والحال ينطبق على الصحافة المقروءة.. ومتابعتها للحدث.. وتغطيته.. وما تتبناه من أطروحات.!
الأندية..
هل تستفيد من تجاربها.. وأساليبها في التعاقدات.. مع الكوادر والكفاءات الأجنبية من أجهزة فنية.. مدربين.. ولاعبين الخ!
هل تبدأ استعدادها مبكراً.. وتنهي تعاقداتها عبر متسع من الوقت..؟! خاصة فيما يتعلق باللاعبين الأجانب..!
أم أنها ستظل تمارس دورانها في الحلقة ذاتها.. حتى إذا ما (دق جرس الإنذار).. ودخلت في الوقت بدل الضائع.. لم يعد أمامها إلا (المتردية والنطيحة وما أكل السبع).
الاتحادات الرياضية..
كيف تتعامل مع برامجها ومسابقاتها.. ولجانها.؟!
هل تتم مناقشة دقيقة وصريحة لأعمال هذه اللجان.. وتقييمها؟
وهل تتم محاسبة هذه اللجان على تقصيرها ـ إن وجد ـ أم القبول بمبررات تصورها وأخطائها والقناعة بهذه المبررات.. والرضى بالأمر الواقع.!
مطلع الأسبوع الماضي.. عقد الاتحاد السعودي لكرة القدم اجتماعاً هاماً.. هو اجتماعه الأخير هذا الموسم.. ولعل أبرز ما خرج به هذا الاجتماع.. على الصعيد الفني تحديد مواعيد مسابقات الموسم.. وكذلك التعديل الذي طرأ على مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد ودمج أندية الدرجة الأولى مع الممتازة.. وفتحها لجميع الأعمار.. وقصرها على الوطنيين من لاعبين وحكام..!
ولعل من أبرز الإيجابيات التي خرج بها هذا الاجتماع:
ـ ـ أولاً:
على الصعيد المالي:
والمال هو عصب الحياة الرياضية.. أو عصب الكرة تحديداً.. فقد تم رفع الدعم المالي للأندية في مختلف الدرجات ليصبح أربعة ملايين لكل ناد من أندية المحترفين ومليوناً ونصف لأندية الدرجة الأولى وثلاثمائة وخمسين ألفا بالنسبة لأندية الدرجة الثانية..
هذا.. إلى جانب مكافآت الأبطال ووصفائهم في مختلف المسابقات.. وغيرها من أنواع الدعم المباشر ليصل هذا الدعم إلى ما يقارب مائة مليون ريال سنوياً..!
ـ ـ ثانياً:
على الصعيد الفني والتنظيمي:
ـ تحديد بداية كل مسابقة.. حيث يبدأ الدوري يوم 26 أغسطس 2009 وكأس الأمير فيصل 2 سبتمبر 2009 وكأس ولي العهد 11 يناير 2010م وكأس خادم الحرمين الشريفين 1 أبريل 2010م.
وهذا يعطي الأندية الفرصة بتحديد برامجها.. ورسم استعداداتها لهذه المسابقات.
ـ مراعاة إنهاء الموسم في شهر أبريل أي قبل حوالي خمسين يوماً من انطلاق كأس العالم في جنوب إفريقيا تحسباً لأي قرار من (فيفا) بهذا الخصوص فيما لو تأهل المنتخب بإذن الله.. كما حصل في عام 2006م، وحتى تكون الفرصة كافية للاستعداد للنهائيات.!
ـ اعتماد التواريخ الميلادية في تحديد بداية المسابقات كتواريخ ثابتة.. ومتناسبة مع روزنامة الاتحاد القارية.. و(فيفا)..!
ـ قصر مسابقة كاس الأمير فيصل على الوطنيين فقط.. سواء كلاعبين.. أو حكام.. مما يسهم في توسيع القاعدة.. وإعطاء الفرصة لبروز نجوم جديدة في الكرة السعودية..
ـ مراجعة ومناقشة توصيات بعض لجان الاتحاد.. وإقرار ما هو مناسب منها للمرحلة..!
على أننا كنا نتطلع إلى تقييم أداء لجان الاتحاد.. وتقاريرها.. مثل لجنة الاحتراف. المسابقات الفنية.. الانضباط.. الحكام.. المنشطات.. الإحصاء.. الخ.
ماذا قدمت كل لجنة.؟!
ما هي البرامج التي نفذتها.؟!
وما لم ينفذ ومعوقات التنفيذ؟!
تجربة الحكم الأجنبي على سبيل المثال.. ولا أعني هنا.. حضوره الفعلي..! بقدر ما أعني تقييم أدائه وحضوره الذهني.. والعملي.! وهل هو مقنع بالفعل في كثير من اللقاءات التي أدارها.. بعيداً عن مقولة (الأخطاء جزء من اللعبة).
لجنة الانضباط.. والتفاوت في القرارات وعدم اتخاذها قرارات تجاه أحداث ومواقف معينة خاصة ما حدث في الأسابيع الأخيرة من الموسم.. وصمتها حيال ذلك.!
لجنة المنشطات.. وهذه حالة خاصة.! حيث ظلت اسماً فقط (دون مسمى).!
وغير ذلك.. من اللجان الأخرى..!
ولعلي هنا أتوقف عند أبرز قرارات ذلك الاجتماع خاصة ما يتعلق بالشأن الكروي ومسابقات الموسم وهو ما يهمنا أكثر، ونتوقف هنا عند نقطتين أو مسابقتين:
الأولى:
كأس الأمير فيصل:
إذا كانت كثرة المسابقات العامل الرئيس وأبرز معوقات تنفيذ الموسم أو الدوري على الوجه الأكمل.. فإن مسابقة كأس الأمير فيصل أحدها.. بل وربما أكثرها..!
والمشكلة ليست في المسابقة.. كمسابقة.. ولكن في آلية التنفيذ.!
وفي الوقت الذي سرت فيه أخبار مسبقة عن تحويلها إلى الفئة العمرية تحت سن23 وقصرها على هذه الفئة.. مما رأى فيه المتابعون عاملاً مهما.. ومساعداً على نجاح الدوري.. ورافدا من روافد المنتخب.. فوجئ كثيرون.. بدمج أندية الدرجة الأولى ودوري المحترفين (الممتازة) في مسابقة واحدة..! وفتحها لجميع الأعمار..!
وهذا سيمثل عائقاً للأندية.. وعامل إرهاق للاعبين.. خاصة المشاركة في البطولات الخارجية وهي تمثل نصف أندية دوري المحترفين.. وربما أكثر..!
وقد اقترحت وغيري كثيرون.. أن تكون هذه المسابقة مستقلة بذاتها.. ومقصورة على الفئة العمرية تحت 23 سنة وخاصة بالوطنيين.. واعتمادها كقاعدة للمنتخب..!
أو.. إلغاؤها.. وإطلاق اسم الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله) على دوري شباب الممتاز.. ودوري ناشئي الممتاز.. تخليداً له.. وتقديرا لما قدمه للرياضة والشباب.. وإن كان ما قدمه (رحمه الله) أكبر من أن يتم تقديره..!
عرفته.. وعرفه غيري كثيرون.. بحبه الكبير للشباب.. والتغني بهم.. ودعمهم.. وذكرهم كثيراً في أحاديثه ولقاءاته.. ومن هنا.. فإن إطلاق اسمه على مسابقات من هذا النوع.. أو لهذه الفئة العمرية تحت 23 هي نوع من التكريم والتقدير لأمير أحب الشباب.. واستحق أن يكون أميرهم..!
الثانية:
دوري المحترفين:
الدوري.. هو المحك الحقيقي.. والدوري القوي.. ينتج منتخبنا قوياً.. ولا يمكن أن يكون الدوري قوياً.. وناجحاً.. ما لم نكفل له سبل النجاح وأبرزها.. وأهمها.. الانتظام.!
موسم هذا العام.. سيكون أقل من سابقه بحوالي الشهر بسبب الاستعداد لنهائيات كأس العالم التي ستقام الصيف المقبل في جنوب إفريقيا (11 يونيو إلى 10 يوليو 2010) حيث سيبدأ يوم 26 أغسطس وينتهي مع نهاية شهر أبريل 2010م. أو في نصفه الثاني.
وكان من المقرر أن يبدأ قبل ذلك بأسبوع.. إلا أنه تم تأجيله بناء على طلب من الشركة الراعية.!
وأعتقد أن المفروض هو أن تخضع الشركة لرغبة الاتحاد وليس العكس.. بسبب ظروف الموسم..!
وأخشى ما أخشاه.. أن تتكرر أسطوانة كل موسم.. (أن هذا الموسم استثنائي) بسبب كأس العالم.. وغيرها من مناسبات.! وندخل في دوامة التأجيل وعدم الانتظام.
نحن أمام جملة من الحقائق.. يجب أخذها في الاعتبار:
ـ ـ أولاً:
ـ لدينا أربع مسابقات.. وجميعها أصبحت مهمة وعلى مستوى اللاعبين الكبار.
ـ ـ ثانياً:
مسابقات الاتحاد الآسيوي.. خاصة بطولة الأندية أبطال الدوري (المحترفين) حيث يشارك فيها أربعة أندية.. سواء ما تبقى من المسابقة الحالية.. في حالة تأهل أي من فرقنا الأربعة لأدوار متقدمة بإذن الله..
أو المسابقة الخاصة بالموسم المقبل.!
أو أيام (فيفا) ومباريات المنتخب الاستعدادية لكأس العالم.
ثالثا:
بعملية حسابية بسيطة.. (كأس خادم الحرمين الشريفين 5 أسابيع، كأس ولي العهد 4 أسابيع، كأس الأمير فيصل 13 أسبوعا، الدوري 22 أسبوعا) بما مجموعه 44 أسبوعاً.
والموسم لدينا.. وفقا لبدايته ونهايته لن يتجاوز 33 أسبوعاً.
أي أن أسابيع المباريات يزيد عن أسابيع الموسم بنسبة الثلث.! وهذا يعني ضغط الدوري.!
وهذه الحسابات لا تدخل فيها مشاركات الأندية خارجياً..!
مما يعني أننا سنواجه معضلة بالفعل!
وهذا ما دعا الاتحاد إلى اختصار مسابقة ولي العهد إلى الخروج من مباراة واحدة.. وليست بنظام الذهاب والإياب! وهذا لا شك يضعف المسابقة ويقلل الفرص على المتنافسين.!
ما هو الحل.؟!
السؤال المطروح..
ما هو الحل إذاً؟!
إذا ما تجاوزنا إلغاء بعض المسابقات.
وهو حل أرى أنه قادم في ظل هذه الظروف وظروف الموسم المقبل الذي سيشهد كأس الخليج.. وكأس آسيا.. وبطولة الأندية الآسيوية.. الخ..
فإنني أعتقد أن تعديل أيام المباريات لدينا.. واعتماد يومي الجمعة والسبت أساسيين بالنسبة للمباريات باعتبار أن أيام الاتحاد الآسيوي هي الثلاثاء والأربعاء وهذا يعني عدم تأثيرها على الدوري المحلي.. خاصة في ظل تقارب المسافات (غرب آسيا) واعتماد الفرق على التنقل بطائرات خاصة.. عكس ما إذا أقيمت المباريات يومي الخميس والجمعة مما يعني معه..التأجيل لا محالة.!
هذا.. إلى جانب اختصار مدد المعسكرات الخاصة بمباريات المنتخب التجريبية.. في أيام (فيفا).. وغيرها..!
على أن الحديث لم ينته بعد.. خاصة في هذا الجانب.!
وللحديث صلة في منتصف الأسبوع المقبل بإذن الله.. والله من وراء القصد.