|


عبدالله الضويحي
(ترويكا) الكرة العربية
2009-04-28
"لعلي أستطيع أن أسمي اجتماع اليوم اجتماع الوفاق العربي الذي كان هدفنا الرئيس وهو من أولويات ما نعمل من أجله.. نحن في كل سنة نسعى لتطوير العمل في الاتحاد العربي، وهناك عدد من المقترحات التي قدمت من المكتب التنفيذي وأعضاء الجمعية العمومية، وهذه من أساسيات العمل المؤسساتي، لأننا كلنا نسعى لعملية التطوير والتي هي في الأساس سنة الحياة".
الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز

"اقتراح منطقي نستطيع من خلاله علاج تأجيل فترة الانتخابات لوجود 19 مشرحاً على 9 مقاعد علماً أنني جازم بأن الرئاسة محسومة للأمير سلطان بن فهد، لذا كان رأي التأجيل حكيما لنتمكن من تعديل بعض اللوائح والأنظمة".
الشيخ أحمد الفهد

"القرار حكيم وفي سبيل المصلحة العامة وخاصة أنه بإجماع المكتب التنفيذي ولا أعتبره ضد ابن همام، وما حدث اليوم هو بداية وانطلاقة جديدة للاتحاد العربي الذي نحبه ونحترمه، والرغبة لدى القائمين على الاتحاد هي التطوير، لذا تم تشكيل لجنة لإعادة صياغة ولوائح ومؤسسات الاتحاد وتفعيل دور الأمانة العامة واستقطاب كوادر جديدة، وهذا هو المهم".
محمد بن همام

الأمير سلطان بن فهد، الشيخ أحمد الفهد، وسعادة محمد بن همام.. مع الاحتفاظ بالألقاب لكل منهم.. ثلاثة أقطاب كانت الأنظار تتجه إليها في اجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد العربي لكرة القدم وما تسفر عنه انتخابات المكتب التنفيذي ورئاسة الاتحاد..
الأنظار لم تكن قط من داخل الجمعية.. ولكن حتى من خارجها أيضاً.. عطفا على ما سبق هذه الانتخابات.
ودونما دخول في تفاصيل ذلك، وهو أمر معروف لدى الجميع..
وبعيداً عن المجاملات.. وما يمثله كل منهم من قيمة اعتبارية.. ووضع اجتماعي.. ورسمي وثقل على كل المستويات الرياضية، فإن كلمة أي من هؤلاء الثلاثة.. وما يطرحونه.. أو كانوا سيطرحونه في الاجتماعات.. هو بمثابة كلمة فصل.. أو نقطة تحول.. ومحور حديث ونقاش بين المجتمعين..
كان الجميع يتوقع.. وينتظر لقاءات ساخنة ومحاور مثيرة للجدل بناء على ما سبق الاجتماعات، وكان هناك من (يتربص) وينتظر، وهي فئات لم تكن تنظر للمصلحة العامة والعليا للكرة العربية.. وحتى نحسن الظن.. لا نقول إن هذه المواقف شخصية أو عدائية.. بقدر ما هي خطأ في التقدير وكيفية نظرتها لهذه المصلحة.. وترى أن التغير في الأشخاص والمناصب فقط.. هو الحل الوحيد.. للتطوير غير مدركة أن التغيير الأكثر أهمية هو في الأسلوب.. وآلية العمل.. طالما أن الأشخاص قادرون على هذا التغيير والتعامل معه.. والتفاعل مع نتائجه.. والارتقاء به.
ولا شك أن التغيير هو سمة من سمات العصر.. ومطلب حتى وإن كان في الأشخاص إذا ما ثبت بالفعل أنهم غير قادرين على الارتقاء بأداء الجهات التي يشرفون عليها أو أنهم استنفدوا ما لديهم من أفكار وطاقات.
جاء إجماع الثلاثي (سلطان، أحمد، ابن همام).. أو ترويكا مستقبل الكرة العربية ـ إن صح لي التعبيرـ ليؤكد ما صرح به كل منهم قبل فترة وفي أكثر من مناسبة.. أن الاختلاف في وجهات النظر هو ظاهرة صحية.. وأنه لا يعني اختلافاً.. أو خلافاً على مبادئ وأسس وأن ما يربطهم وانتماءاتهم الاجتماعية والسياسية أكبر من أن يتأثر بمنافسة على مقعد.. كحق مشروع لمن يرى في نفسه التأهيل لذلك.. وأن الترشيح أو الانتخاب حق لا يقل شرعية لكل من يرى أن مصلحته تسير في هذا الاتجاه أو ذاك!!

(وإذا كانت النفوس كبارا
تعبت في مرادها الأجسام)

نعم..
كانت النفوس كباراً..
وكان الصوت.. صوت العقل..
وصوت العقل.. قوي..
ولهذا وصل (الصوت القوي).. وعبر من الخليج إلى المحيط.. وفي زمن يفوق سرعة الصوت العادية.
والتساؤل المطروح..
كيف تم ترشيح الأمير سلطان بن فهد بالتزكية رئيسا للمكتب التنفيذي لاتحاد اللجان الأولمبية الوطنية العربية.؟!
ولماذا.. تم تأجيل انتخابات المكتب التنفيذي للاتحاد العربي لكرة القدم والمتنافس على رئاسته الأمير سلطان وسعادة محمد بن همام؟!
فيما يتعلق باتحاد اللجان الأولمبية فإن السيناريو الذي تم من خلاله انتخابات المكتب.. والجو العام لسير الانتخابات.. تؤكد الروح العالية التي كان عليها المجتمعون.. وقناعاتهم التامة بأداء الاتحاد على مدى ثلاثة عقود.. ونيف.
لقد فاز الأمير سلطان بن فهد بالتزكية رئيساً للمكتب.
وتنافس على منصب النائب الأول الشيخ عيسى بن راشد (البحرين) والشيخ طلال الفهد (الكويت)، وانسحب الأخير تقديراً للأول..
وتنافس على منصب النائب الثاني د. عبدالحميد سلامة واللواء منير ثابت وتنازل الأخير تقديرا منه للأول ودخل عضوية المكتب الذي فاز جميع أعضائه بالتزكية.
هذه الروح التي سادت في الاجتماعات تؤكد الرضا التام على أداء الاتحاد.. وبالتالي الرضا على ما قدمه وما يقدمه من برامج.. مما يعني شهادة من أعضاء الجمعية العمومية لنجاح المملكة العربية السعودية في استضافة الاتحاد.. ورعايته على مدى 33 عاماً وإدارته رئاسة.. وأمانة عامة!.
وإذا كانت المملكة احتضنت أيضا الاتحاد العربي لكرة القدم بنفس الآلية ونفس المدة.. فإن لقناعة بالقدرة ولكفاءة قائمة.!! ولا يعني حسم هذه وتأجيل انتخابات الأخرى خللا.. بقدر ما هو نظرة تقويمية لاتحاد القدم ورغبة في تطويره!
لقد جاءت التصاريح الثلاثة التي بدأت بها المقال كتأكيد على هذه النظرة، وأن القضية ليست رغبة في تغيير الأشخاص.. أو تصفية حسابات بقدر ما هي رغبة في التطوير والسعي نحو الأصلح.!
لقد كان تأجيل انتخابات المكتب التنفيذي للاتحاد العربي لكرة القدم خطوة ذكية (من سلطان بن فهد).. وعقدها في مكة المكرمة أكثر ذكاء، لتكون الأفئدة أكثر صفاء ونقاء.. وتسودها الروحانية وتغشاها السكينة!.
والذكاء هنا.. ليس في قطع الطريق على ابن همام كما يعتقد البعض.. ولكنه في رمي الكرة في ملعب الذين كانوا ينادون بالتغيير لمجرد التغيير.. ولإعطاء الفرصة للجميع في تقييم أنفسهم ومواقفهم..!
و(سلطان) الذي حصل على دعم خطوته هذه بالإجماع.. كان بإمكانه أن يحصل على الأصوات ذاتها أو معظمها.. لو تمت الانتخابات!!
وكان بإمكان هذه الأصوات.. أو معظمها.. أن تعارض هذه الخطوة.. وتطالب بالانتخابات لو كانت لديها القناعة التامة.. بقدرتها على النجاح فيما تهدف إليه!.
لكن (سلطان).. رأى تغليب المصلحة العامة على المصلحة الشخصية.. وأن تعطى الفرصة للجميع لمراجعة أنفسهم.. ومراجعة الوضع.. وتقييمه بصورة صحيحة لتكون الانتخابات المقبلة قائمة على أسس سليمة ورؤى واضحة.. مبنية على قناعات شخصية.
لقد تأسس الاتحاد العربي لكرة القدم في منتصف القرن الماضي.. وظل أكثر من عشرين عاماً.. عاجزاً عن تحقيق الحد الأدنى من طموحات وآمال كرة القدم العربية.. حتى بطولة (كأس العرب).. وهي البطولة الوحيدة في أجندته لم تكن منتظمة.. رغم أن الظروف الكروية.. لم تكن بهذه الصورة التي هي عليها اليوم من حيث المشاركات الدولية.. واتساع القاعدة..!!
وعندما قيض الله لهذا الاتحاد
رجلاً مثل فيصل بن فهد (يرحمه الله).. وتم نقله إلى الرياض عام 1976.. قبل 33 عاماً.. استطاع أن يحقق في سنوات قليلة ما عجز عن تحقيقه على مدى عقود!!.
وتحملت المملكة عبء المقر.. وتكاليفه.. وأعباء بعض الاتحادات العربية.. وليس سرا لو قلت إن عدداً من الاتحادات المحلية العربية لا تسدد رسوم اشتراكها.. أو تتحمل مصاريف تنقلات ممثليها في الاجتماعات وفرقها ومنتخباتها في البطولات.. بسبب ظروفها الاقتصادية وأحياناً السياسية.. وكانت المملكة تتحمل هذا العبء تارة.. مما هو معلن.. أو غير معلن وتارة يتحمله (فيصل) من جيبه الخاص، وهو أمر وقفت عليه في أكثر من مناسبة.
وهو أمر (أيضاً).. يدركه القائمون على هذه الاتحادات العربية والمنتمين إليها.. وأعضاء الجمعيات العمومية.
ومرحلة (سلطان) هي امتداد لمرحلة (فيصل) لأن الظروف هي ذات الظروف.. وسياسة المملكة كانت وما زالت وستظل دعم أي توجه لخدمة ووحدة الشباب العربي والنهوض به.. والارتقاء بأدائه!
وعلى هذا الأساس.. فإن ترشيح المملكة لاستضافة مقر الاتحاد.. هو أقل مكافأة وتقدير لما تقدمه من دعم ورعاية.. وكذلك ترشيح الأمير سلطان بن فهد لرئاسة الاتحاد.. ودعم هذا الترشيح!!.
هذه ليست مجاملة له.. ولا تهميشا لأدوار الآخرين وتقليلا من شأنهم بقدر ما هي اعتراف بما يقدمه طوال الفترة الماضية.. وقناعة وثقة بما سيقدمه في المرحلة المقبلة.
وهو رأي لا يأتي من فراغ.. لكنه رأي معاصر للرياضة العربية بصورة عامة.. وكرة القدم بصورة خاصة.. وللاتحاد العربي على مدى أكثر من ثلاثين عاماً..
ونظرة مقارنة لما كان عليه الاتحاد.. وكيف أصبح؟!
ولما كانت عليه الكرة العربية.. وكيف صارت؟!
ليس في المجال الفني فقط.. ولكن حتى على مستوى الكوادر والكفاءات.. وهي نجاحات ليست محسوسة أو ظاهرة للمتلقي أو المتابع بصورة عامة.. وعن بعد.!!
والانتخابات هي حق مشروع..
وهي ظاهرة صحية..
وجاءت هذه المرحلة أشبه بإلقاء حجر في بركة مياه راكدة!.
والمهم هو تغليب المصلحة العامة..
والنظر أين تكمن هذه المصلحة..
ومن هنا..
جاء تأجيل الانتخابات سنة كاملة.. لإعطاء الفرصة للمرشحين.. والمنتخبين.. لمراجعة ذواتهم.. واتخاذ قراراتهم عن قناعة.. ووفق رؤى صحيحة وسليمة.
ولعل ترشح 19 عضوا للتنافس على 9 مقاعد لعضوية المكتب التنفيذي للاتحاد العربي لكرة القدم دليل الرغبة الجادة في العمل والتغيير..
وجاء التأجيل لإعطاء هؤلاء أيضاً الفرصة في مراجعة ذواتهم وأفكارهم.. ومدى قدرتهم على العطاء.. إذ أن التغيير ليس غاية..!! وهو ما يجب أن يدركه الجميع.. ولكنه وسيلة من أجل التطوير! والفترة المقبلة.. هي فترة مراجعة.. وتقييم لإمكانات كل فرد.. وثقته في القدرة على أن يكون فاعلاً ومؤثراً في تلك المرحلة..!
إن استضافة مقر الاتحاد العربي.. أيا كان هذا الاتحاد.. ليست شرفاً في حد ذاتها.
ورئاسة هذا الاتحاد.. أو ذاك ليست وجاهة يتم البحث عنها!.
بل هي أمانة.. ومسؤولية.
أمانة.. حمل هم الشباب العربي.. والرياضة العربية.. وتطويرها والارتقاء بمستواها..
ومسؤولية كبرى.. في حمل هذه الأمانة.. والقيام بها على أكمل وجه.. وعلى مستوى تطلعات وآمال الذين أعطوا هذه الأمانة.. ومنحوا هذه المسؤولية.
الاستضافة..
والرئاسة..
ليست غاية.. ولكنها وسيلة!!.
والباحثون عن الغاية.. ستتوقف طموحاتهم وتطلعاتهم عند تحقيقها والظفر بها!.
والباحثون عن التغيير كغاية.. ستتوقف رغبتهم.. عن تحقيقه!.
وإذا ما تحققت الغاية.. توقفت عجلة النماء والتطور في عالم متسارع نحو تحقيق الأهداف وبلوغ مدارج النجاح.
والباحثون عن الوسيلة هم أولئك السائرون في هذا العالم.. بطموحاتهم.. وآمالهم..
بجهودهم.. وتطلعاتهم..
وبقدرتهم على تحمل المسؤولية!.
ولا عزاء.. للباحثين عه (الغاية)!!
وأهلاً.. وسهلاً.. بالباحثين عن (الوسيلة)!!.
والله من وراء القصد.