علي الزهراني
ليلة محمد العبدالله الفيصل
2011-10-07
مات محمد العبدالله وتوارى عن الحياة، لكنه لا يزال حياً في قلب الأهلي وقلب كل من ارتبط بتاريخه، ذاك التاريخ الناصع الذي كان لمحمد دور بارز في بنائه.
ـ بالأمس عاش الأهلاويون ليلة هي الاستثناء، ليلة خاصة فيها حضر التكريم وفيها حضر الوفاء.
ـ الكل استذكر التاريخ والجميع توقف على حدوده فيما عامل الربط بين الاستذكار والتاريخ رأيته في تلك العيون التي رحبت بالضيوف فيما تحجرت في مقلتها ألف دمعة على عملاق فقدته الرياضة والشعر والأدب قبل أن يفقده الأهلي.
ـ جميل هذا الوفاء الذي قدمه الأهلاويون، ورائعة تلك المناسبات التي تعمق التكريم لمن يستحق، وما الأمير الراحل محمد العبدالله الفيصل إلا واحدا من أولئك الكبار الذين يستحقون التكريم والوفاء ليس من الأهلي والمنتمين له وإنما من جميع الرياضيين الذين ارتبط بهم محمد وارتبطوا به طيلة عقود من عمر الزمن كان فيها ـ رحمه الله ـ الأب والمعلم والإنسان والرياضي الذي يحترم المنافسين بما فيهم المختلفين معه.
ـ شكراً للأهلي، وشكرا بالتحديد نقولها للأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز الذي لم يتوان في استحضار كل تلك السنوات الجميلة مع رفيق دربه والسعي من بعدها لترسيخ اسمه ليكون علامة فارقة في جبين الأهلي.
ـ الصغير والكبير الطاعن في السن والشاب اليافع جميعهم شهدوا في تلك الليلة الخالدة على وفاء كيانهم الكبير وصادقوا عليه وعلى كبيرهم خالد الذي صان التاريخ وحفظه وقدمه في مثل هذا المشهد ليصبح الدليل الدال على هذا الكيان ونهجه وكيف يفكر.
ـ أما عن تجربة الفريق الأهلاوي ووضعيته الفنية ففي بعدها الصحيح ما يوحي لكل قريب من هذا العملاق بأن رباعية الهلال حتى وإن جاءت قاصمة للظهر إلا أنها سوف تساعد على لملمة كل الأوراق وتحسين سطورها والعودة بالفريق إلى حيث كان عليه في صدارة الترتيب.
ـ أتفق ولن أختلف على أن المراحل القادمة أشد وطأة من تلك السابقة لكنها وبرغم الصعب لن تعيق رغبة الأهلاويين في تحقيق حلم الدوري وحلم المنافسة عليه.
ـ الأهلي قادر فنياً على مقارعة الهلال والشباب والاتحاد وإذا ما نجح خلال هذه المرحلة من تحسين وترميم الدفاع بالتحديد فمن المؤكد أن الأهلي سيكون قادرا أكثر على تجاوز هؤلاء.
ـ مكاشفة الحكم السعودي بسلسلة ما ترتكب صافرته من أخطاء وأمام الإعلام والجمهور أراها نقطة البدء الفعلية التي من شأنها الإسهام في زيادة معدل الثقة لدى هذا الحكم الذي جلدناه فيما فات من الزمن بأبشع صور الانتقاد.
ـ نعم نحن ضد كثرة أخطاء الحكام لكننا أولاً وأخيراً وسنبقى كذلك مع الحكم السعودي ومع أهمية الاعتماد عليه ليس في مباريات الهامش وإنما معه في تلك المنازلات التي منحت لغيره فيما هو الأجدر.. وسلامتكم.