|


فهد الروقي
أيضاً كل امرئ يأكل زاده
2010-08-13
لا أعتقد بأنكم قد نسيتم قصة أبي دلامة مع الخليفة المهدي ووزيره بن سليمان والأبيات الجميلة التي ارتجلها على الفور بعد أن شكّ الخليفة بالسهم فؤاد الظبي بينما صاد الوزير كلباً يجري خلفه والضمير هنا يعود على الطريدة وليس الطارد.
ذات القصة تنطبق أيضاً على مخترعي قصة إفك جديدة بحق النجم الكبير (فناً وخلقاً) سعد الحارثي مستغلين وقوع حادث مروري له، وعلى الفور هبت بعض المواقع التي تبحث عن الإثارة حتى وإن كانت (رخيصة) فأخذت تغمز في قناة اللاعب الدولي وتحيك خيوطاً نتنة تجاهه، فما كان رده عليهم إلا بـ " حسبي الله ونعم الوكيل " وهو ورب البيت، رد بليغ لو كانوا يعلمون خصوصاً وأنه في تلك الأثناء يستعد لتصوير إعلان عن أهمية الصلاة في حياة المسلم.
مثل هذه الأمور ينأى عنها كل صاحب فطرة نظيفة وقلب سليم فهي وإن حققت بعضاً من المخططات في تشتيت ذهن اللاعب أو التأثير على مستواه أو المكسب الدنيوي البحت بتصنع الإثارة ولفت الانتباه إلا أنها تأتي بطرق دنيئة وأساليب رخيصة.
وما تعرض له الحارثي تعرض ويتعرض له النجم الآخر، والعين الثانية في رأس الأخضر ياسر القحطاني مع اختلاف جذري يكمن في أن الأخير تلقفه المتلقفون من بعض السذج الذين لا يعلمون خطورة ما يفعلون وبعد أن صاغها شيطان رجيم بأهزوجة يتغنى بها (حمقى)  في المدرجات
في حين أن جماهير الهلال حتى الآن لم تنجرف خلف ظاهرة السلوك المشين ولم تدفعهم عواطفهم نحو الانتقام لنجم فريقهم المحبوب وقد ركنوا للمنطق والعقل وابتعدوا من خلال أطروحاتهم في منتدياتهم عن الخوض في درب الأكل من لحوم البشر وكشف عورات إخوانهم المسلمين، وهذا عين العقل والحكمة، وما عرف عنهم إلا مثل هذه الصور الزاهية والناصعة البياض.
وإن فهم أحد هذه الأحرف بأنها تحريض على الانتقام وقرر فعل أمر مشين فويل لي وله من يوم يجعل الولدان شيباً.
لست هنا واعظاً أو مفتياً لكنني أشاهد أموراً تجاوزت حدود التنافس الرياضي وباتت تضرب في لحمة افتخرنا بها عقوداً طويلة، ولا أريد أن أشاهدها تنهار وأبقى صامتاً فخرج مني ما ترونه ماثلاً أمامكم والله على ما أقول شهيد.
 
الهاء الرابعة
 لا تَفْشِ سِرَّا ما استطعت إلى امرئ
يُفشِي إليك سَرَائر يُستودَعُ
فكمـا تـراه بِسِرّ غيـرك صانعـاً
فكذا بِسِرّكَ لا محالـة يصنـع