|


فهد المطيويع
هلال وإدارة النفس القصير
2010-06-26
الجماهير الهلالية التي عاشت أياماً لا تنسى مع المتعة الكروية الراقية من فريق مرصع بالنجوم بفضل الله ثم بفضل إدارة مخلصة ومدرب أجاد ترسية مفهوم الاحتراف الحقيقي لتحقيق الإنجاز تلو الآخر، ويكفي الهلاليين شرفاً أنهم غيروا مفاهيم الاحتراف المحلي الذي أصبح إلى حد كبير مقارباً لما نراه في الأندية العالمية, الجماهير الهلالية صحت من هذا الحلم الجميل على صوت التناقض الرهيب من خلال تعاقدات بائسة تعكس انحداراً في الرؤية وأيضا في المعايير التي توقعنا أن ترتفع من مرحلة لأخرى ولكن التعاقدات الأخيرة مع جمعان الفتح وجيزاني الحزم وأيضا خطب ود  كالديرون مدرب نادي الاتحاد السابق الذي فشل في جميع تجاربه  الماضية يعتبر مؤشراً على بداية الانحدار والنكوص مع أن الجميع حالياً يسير في اتجاه هلال المواسم الماضية, ولو تفحصنا هذا التوجه وتلك الخطوة غير المدروسة من وجهة نظري لرأينا أن الثنائي المنتظر ليسوا بأفضل من العنبر والصويلح حتى لو حاول عرابو ذلك التوجه بإقناعنا بجدوى هذه التعاقدات أما ما يخص المدرب  كالديرون أو ابن بطوطة فإنه مع احترامي لتاريخه  لا يستطيع العمل تحت أي ضغوط لذا فإن أنسب مكان لهذا المدرب من وجهة نظري هو تدريب الفئات السنية فهذا الموقع يساعده على ترسيخ مفهوم الاحتراف والانضباط ولا يملك في الواقع أكثر من ذلك, الجميع يعلم أن لكل بداية نهاية ولكن لم نتوقع أن تضعف لياقة الإدارة الهلالية التي خارت قواها مبكراً وأصبحت مع هذا الضعف تتخبط في تعاقداتها رغم أنه كان بالإمكان أفضل مما كان,  المحزن أيضا أن هذه التعاقدات تزامنت مع ترجل حارس القرن وصاحب الإبداع الدائم الكابتن محمد  الدعيع الذي أتى اعتزاله في غفلة من الجماهير الهلالية على غير ما توقعنا بذرائع واهية لا مكان لها في المنطق خاصة أن هذا العملاق قدم مستويات رائعة في الموسم المنصرم وكانت الجماهير تفتقده بشكل كبير في مناسبات مختلفة, ولكي لا نبخس الإدارة حقها فيما وصل إليه الهلال فهي مشكورة قدمت الكثير في الموسمين الماضيين لهذا الزعيم ودون حدود ومع ذلك أجدها تهدم كل ما بنته في لحظة تهور غير مبرر.

وقفة
كما نجح جلال في إدارة مباريات كأس العالم من خلال الأداء   المشرف فإننا يجب أيضا ألا ننسى جهود الدكتور حافظ الذي أصبح واجهة سعودية مشرفة في الاتحاد الدولي والتي قدم من خلالها أبو راكان نفسه بشكل أكثر من جيد في الأوساط الرياضية العالمية، تمنياتنا للدكتور حافظ  بالمزيد من النجاح والتقدم فهو حقاً رجل المرحلة المقبلة على المستوى الدولي (keep up the good work  )، أبو راكان قلوبنا معك ومع كل المخلصين من أبناء هذا البلد الكريم . لم يعد مستغرباً أن نرى ذلك التردد في اتخاذ قرار القبول لكرسي رئاسة الاتحاد بعد أن وصلت الأمور لمثل تلك التعقيدات والتكتلات الغريبة في وسطنا الرياضي, أنا في الواقع لا ألوم أحداً في مسألة  التردد في قبول الرئاسة خاصة وأن المقبل لهذا الكرسي الساخن يعلم أنه محاط بحقل من الألغام قد يكلف الكثير لذا فإن الأمور الاتحادية ستزداد تعقيداً إذا ما ترك الحبل على الغارب لكل من هب ودب من أصحاب المصلحة ممن  استنزفوا هذا العميد.