|


طلال الحمود
حطام المغرب
2018-07-29
خلال نهائيات كأس العالم 1986 في المكسيك، وجه الأمير فيصل بن فهد بإيقاف بث المباريات بصوت معلقي اتحاد إذاعات الدول العربية والاستعانة بالمعلقين السعوديين، على خلفية احتباس صوت المعلق الجزائري حين شاهد المغرب يحرز هدفه الثالث في مرمى البرتغال، وغالباً لم يكن الأمير الراحل يريد لخلافات الجزائر والمغرب السياسية أن تنتقل إلى الرياضة.

وهو الذي حذر الإعلام العربي طويلاً من الدخول في هذا الخلاف؛ لاعتبار أنه شأن يخص البلدين ولا مصلحة للسعودي أو المصري في الدخول فيه.

دارت الأيام واندلع الخلاف في منطقة الخليج، قبل أن يتسابق بعض المحسوبين على الإعلام المغربي للدخول في هذه الأزمة بحثاً عن المال، دون اهتمام بنتائج التدخل اللفظي وعواقبه التي بلغت تأجيج المشاعر وبث الفرقة بين الخليجيين، بطريقة أصابت المتابعين بالغثيان، ويكفي للدلالة على هذه التدخلات العبثية، ما كان يهذي به الصحافي المغربي جمال سطيفي بصفة يومية أثناء نهائيات كأس العالم الأخيرة في روسيا، وهجومه على السعودية بسبب عدم تصويتها لملف بلاده لاستضافة مونديال 2026، لمجرد إرضاء القناة القطرية، مع أن سبع دول عربية رفضت التصويت للمغرب من بينها العراق والكويت ولبنان والأردن ولم يتطرق السطيفي إليها!

تناسى سطيفي الأزمة الدبلوماسية في عام 2000 حين سحب المغرب سفيره محمد الدلائي من الدوحة؛ احتجاجاً على تصويت قطر لصالح استضافة ألمانيا لنهائيات 2006، والمؤامرة التي قادتها لإفشال الملف المغربي امتعاضاً من اختيار الملك فهد ليكون في مقدمة الشخصيات المساندة للملف.. تناسى هذا الشخص ومن هم على شاكلته أن قطر حالت دون استضافة المغرب للمونديال يوماً، وتناسوا أنها تعهدت بتسخير علاقاتها "السياسية" لجمع الأصوات الكافية لمنح المغرب تنظيم مونديال 2026، قبل أن تخذلهم مجدداً حين اختارت إيران حجب صوتها عن المغرب، وهي التي لم ولن تصوت للملف الأمريكي؛ ما يدل على أن الدوحة لم تحرك ساكناً لدعم الملف العربي، خاصة أن العلاقات القطرية ـ الإيرانية تعيش شهر عسل من شأنه أن يجعل إيران تمنح صوتها للمغرب نكاية في أمريكا على الأقل!

حاول المغرب استضافة المونديال خلال خمس مناسبات وفشل، وفي كل مرة يظهر بعض المحسوبين على الإعلام المغربي ليبيع هذا الفشل على قنوات تصفية الحسابات، حتى بات ترشح المغرب يعني بدء موسم تصدير الحطام ليصبح وقوداً لخلافات العرب هنا وهناك، دون اكتراث بالضرر الذي أصاب سمعة بلادهم وشعبها من هذه التصرفات غير المحسوبة.