بغض النظر عن أرقامه وأهدافه وأدائه، وبعيدًا عن كونه صاحب سجل تاريخي مع ليفربول الأحمر الإنجليزي العريق، ودون تناول منافسته الآن لأبرز نجوم اللعبة العشرة الأوائل على لقب أفضل لاعب في العالم، يحسب للمصري هادئ الطباع وبريء الملامح صاحب الابتسامة الطفولية المحببة للنفس محمد صلاح، نجاحه الباهر في إعادة شغف كرة القدم في بلاده الكبيرة ولأبناء جلدته الذين تجاوزوا بحسب بيانات رسمية سقف المئة مليون نسمة..
فالمصريون تعلقوا بكرة القدم كونهم يقفون بين رواد اللعبة الساحرة على وجه الأرض منذ خليقة البشرية، وليس سرًّا إذا قلنا إنهم كانوا أحد المشاركين في ثاني مونديال عام 1934 وحققوا المركز الثالث عشر، متقدمين على البرازيل وبلجيكا وأمريكا.. يتعصب المصريون كثيرًا لكل شيء يمس بلادهم، لكن تراجع هوسهم ومتابعتهم وانكبابهم وراء كرة القدم في العشرين عامًا الماضية، يعود لأسباب متفاوتة على رأسها يقف فشل المنتخب في بلوغ المونديال وغياب اللاعب الذي يمكنه تمثيل الفكرة الأسطورية، وهذان السببان قضى عليهما صلاح في موسم واحد وضربة مزدوجة.. ما كانت بدايات صلاح توحي بكل ذاك التحول المتسارع أو نجومية تلوح في الآفاق؛ فحتى أعوامه البكر في قارة الأوروبيين ظلت أقرب للفشل منها للنجاح؛ فظن الظانون أنه ذاهب ليمشي على خطى ميدو متنقلاً بين قمصان أندية الإنجليز والفرنسيين، ثم يعود مدربًا ومحللاً تلفزيونيًّا وصلى الله وبارك..
لكن أبواب السماء السبع شُرعت وفتحت على مصراعيها في وجه "أبو مكة" كما يحلو لمحبيه الكثر مناداته وفعل كل شيء.. أعاد مصر والمصريين لكأس العالم وأنقذهم من سماجة مجدي عبد الغني وصار نجم نجوم ليفربول، ثم أصبح محط أنظار الجماهير في كل أمكنة العالم.. وكما قلت فهذا كله لا يهمني بقدر إعادته المصريين للشغف والتتيم بكرة القدم.. هذه اللعبة مثل العشيقة الغيورة لا ترتضي أن تتعاطى معها بنصف قلب ونصف روح ونصف اهتمام، فإما أن تعشقها حد الإدمان أو تتركها وتغادرها كما يغادر الغرباء صالات المطارات.. عاد المصريون من جديد إلى كرة القدم على يد صلاح.. جولة خاطفة في حارات وشوارع القاهرة لتكتشف أن صلاح غير وجه الحياة.. الأطفال يرتدون قميص ليفربول المطبوع باسم صلاح.. سائقو التكاسي والنص نقل طبعوا صورته على جنبات سياراتهم.. المقاهي اتخذت منه قصة تلوكها الألسنة مع القهوة المضبوطة والشاي الثقيل..
ما عادت أم كلثوم وحدها تؤنس وتطرب أمزجة أبناء المحروسة وكهولتها وستاتها.. ولمن لا يعرف كيف يصنف ويوزع لقب الأسطورة على لاعبي كرة القدم، إليه صلاح يحدق في ملامحه ويرجع البصر كرتين ليرى نصف الحقيقة.. صناعة الشغف شيء من الأسطورة وهذا شيء واحد فعله صلاح..!!
فالمصريون تعلقوا بكرة القدم كونهم يقفون بين رواد اللعبة الساحرة على وجه الأرض منذ خليقة البشرية، وليس سرًّا إذا قلنا إنهم كانوا أحد المشاركين في ثاني مونديال عام 1934 وحققوا المركز الثالث عشر، متقدمين على البرازيل وبلجيكا وأمريكا.. يتعصب المصريون كثيرًا لكل شيء يمس بلادهم، لكن تراجع هوسهم ومتابعتهم وانكبابهم وراء كرة القدم في العشرين عامًا الماضية، يعود لأسباب متفاوتة على رأسها يقف فشل المنتخب في بلوغ المونديال وغياب اللاعب الذي يمكنه تمثيل الفكرة الأسطورية، وهذان السببان قضى عليهما صلاح في موسم واحد وضربة مزدوجة.. ما كانت بدايات صلاح توحي بكل ذاك التحول المتسارع أو نجومية تلوح في الآفاق؛ فحتى أعوامه البكر في قارة الأوروبيين ظلت أقرب للفشل منها للنجاح؛ فظن الظانون أنه ذاهب ليمشي على خطى ميدو متنقلاً بين قمصان أندية الإنجليز والفرنسيين، ثم يعود مدربًا ومحللاً تلفزيونيًّا وصلى الله وبارك..
لكن أبواب السماء السبع شُرعت وفتحت على مصراعيها في وجه "أبو مكة" كما يحلو لمحبيه الكثر مناداته وفعل كل شيء.. أعاد مصر والمصريين لكأس العالم وأنقذهم من سماجة مجدي عبد الغني وصار نجم نجوم ليفربول، ثم أصبح محط أنظار الجماهير في كل أمكنة العالم.. وكما قلت فهذا كله لا يهمني بقدر إعادته المصريين للشغف والتتيم بكرة القدم.. هذه اللعبة مثل العشيقة الغيورة لا ترتضي أن تتعاطى معها بنصف قلب ونصف روح ونصف اهتمام، فإما أن تعشقها حد الإدمان أو تتركها وتغادرها كما يغادر الغرباء صالات المطارات.. عاد المصريون من جديد إلى كرة القدم على يد صلاح.. جولة خاطفة في حارات وشوارع القاهرة لتكتشف أن صلاح غير وجه الحياة.. الأطفال يرتدون قميص ليفربول المطبوع باسم صلاح.. سائقو التكاسي والنص نقل طبعوا صورته على جنبات سياراتهم.. المقاهي اتخذت منه قصة تلوكها الألسنة مع القهوة المضبوطة والشاي الثقيل..
ما عادت أم كلثوم وحدها تؤنس وتطرب أمزجة أبناء المحروسة وكهولتها وستاتها.. ولمن لا يعرف كيف يصنف ويوزع لقب الأسطورة على لاعبي كرة القدم، إليه صلاح يحدق في ملامحه ويرجع البصر كرتين ليرى نصف الحقيقة.. صناعة الشغف شيء من الأسطورة وهذا شيء واحد فعله صلاح..!!