كل عام وأنتم بخير، وأعاده الله عليكم وأنتم في أفضل حال، في كل عيد كنت أدعو المستمعين أن يتسامحوا مع من أغضبوهم وحصلت القطيعة بينهم لأن العيد فرصة ذهبية للتسامح، ولبدء صفحة محبة من جديد، وكنت أدعو نفسي لذلك أيضاً، لم أنفذ تلك الدعوة بحذافيرها، لأن الأمر يحتاج إلى نفس سمحة جداً وكريمة جداً، لكن توالي الأعياد مع فقدان بعض الأحبة علمني أن أفضل أمر لمعالجة كل الأمور هو التسامح، لأنه يمد الإنسان بطاقة عجيبة نحو الأمام، ويزيل الأثقال التي قد يحملها الإنسان وتسبب له الحزن والتشاؤم، التسامح يحتاج إلى قوة أيضاً يمتلكها الأقوياء في هذه الحياة والحصول عليها أو على جزء منها هو مكسب كبير. اليوم سأذهب إلى قريب لي وقع بينه وبيني سوء فهم وهناك من نقل وحرّف في الكلام بسوء أو بصفاء نية.. لا يهم، قبل أيام تساءلت ما الذي منعني من زيارته أو مصالحته وقد مرت أعياد كثيرة دون أن أبادر وهو الرجل الأكبر عمراً مني، اليوم أرى أن أسباب الخصام لم تكن بتلك الأهمية.. بل مجرد سوء تفاهم وتكمن حلوله بمكالمة تليفونية، لكنني تمسكت برأيي وقد أخطأت وإن كنت على حق فرضاً، خطأي أنني لم أكن كبيراً بدرجة التسامح، ولم أكن كريماً لدرجة المبادرة، ما الذي سيحدث لو مات هذا الرجل وأنا على هذا الفراق منه؟.. ما نفع أن ألوم نفسي وماذا ستفيد مواجهتها أو جلدها؟
غرور الإنسان يخفي عنه حقائق كثيرة، الغرور جهل من زاوية أخرى، وأن يتعلم الإنسان من خلال دفع سنوات عمره أمر لا شك أنه مكلف جداً، التسامح والعفو والاعتذار صفات المتصالح مع نفسه التي تسمح له دائماً أن يتصالح مع الجميع، العيد فرصة رائعة لنا جميعاً للتسامح مع أحبتنا وأصدقائنا دون البحث عن اعتذارات أو الدخول في التفاصيل المسببة للخلاف، أرجو ألا نفوت فرصة هذا العيد، وألا نستمع للصوت الذي يقول ألا نتنازل، بعض التنازل رفعة وبعض الاعتذار شجاعة، حفظ الله لكم أحبتكم، وأدام عليكم نعمه، وحفظ الله المملكة قيادة وشعباً وكل من يقيم عليها آمناً مطمئناً، اللهم آمين.
غرور الإنسان يخفي عنه حقائق كثيرة، الغرور جهل من زاوية أخرى، وأن يتعلم الإنسان من خلال دفع سنوات عمره أمر لا شك أنه مكلف جداً، التسامح والعفو والاعتذار صفات المتصالح مع نفسه التي تسمح له دائماً أن يتصالح مع الجميع، العيد فرصة رائعة لنا جميعاً للتسامح مع أحبتنا وأصدقائنا دون البحث عن اعتذارات أو الدخول في التفاصيل المسببة للخلاف، أرجو ألا نفوت فرصة هذا العيد، وألا نستمع للصوت الذي يقول ألا نتنازل، بعض التنازل رفعة وبعض الاعتذار شجاعة، حفظ الله لكم أحبتكم، وأدام عليكم نعمه، وحفظ الله المملكة قيادة وشعباً وكل من يقيم عليها آمناً مطمئناً، اللهم آمين.