|


فهد الروقي
الغضب المصطنع
2018-08-23
يبدو أن إدارة النصر الجديدة والمتمثلة في متحدثها الرسمي مصرة على المحافظة على نسق ثقافتها الراسخة والقائمة على التأجيج والاحتقان وباتت تمارس وصاية على الإعلام وكأنها مسؤولة عنه وعلى الجميع الانصياع لرغباتها.

في البداية هاجمت "صحيفة إلكترونية" صفراء الهوى والهوية والقائمون عليها لا يفرقون بين الإعلام وبين قرع الطبول في المدرجات بسبب قيام الأخيرة بنشر مقطع يظهر فيه المحترف النيجيري أحمد موسى في تمرينه الأول وكأن هناك بوادر عدم ترحيب من اللاعب محمد السهلاوي ولا أعلم عن صحة المقطع ولا هل هو مجتزئ عن سياقه أم لا مما أثار وسائل التواصل بين غاضب من المقطع وفرح به فأقيمت "الهاشتاقات" التي تطالب بمقاطعة الصحيفة وشارك في التعبئة بعض الإعلاميين من ذات الميول وكان الحل لمن يرغب في الحلول دون ضوضاء متاحاً فقد يكتفي بإيضاح حقيقة المقطع وتعتذر الصحيفة وينتهي الخلاف عند هذا الحد.

هذا الأمر تجدد أيضاً بعد لقاء أجراه أحمد موسى مع موقع إخباري في بلده "جول إن" وبثته وكالة أنباء عالمية بالصوت وقد قال فيه: "كنت أرغب في البقاء في إنجلترا فهو حلمي لكن موافقة ليستر سيتي على بيع عقدي أجبرتني على الانتقال إلى من سيحتفل بي" وقد تناقلت أغلب وسائل الإعلام المحلية والخارجية هذا التصريح نظراً لمكانة النجم النيجيري ورغم أن التصريح لا يحمل أي إساءة مباشرة لأي طرف وهو كلام عقلاني إلا أن "متحدث النصر انتقى وسيلة إعلام سعودية وصب جام غضبه عليها رغم أنها نقلت التصريح كما هو والغريب أنه غض النظر عن وسائل إعلام محلية أخرى قامت بنفس الفعل في "انتقائية عجيبة" تثير التساؤلات.

ولا أعلم ما دوافع ذلك؟ هل هي محاولة فرض وصاية وترهيب على أطراف معينة أم هل هو غضب من تصريح اللاعب لأنه لم يتغن بالنادي وهل كان من المفترض منه أن يقول إنه عاشق متيم للنصر وقد فضله على كل الأندية التي طلبت وده.

أغلب اللاعبين لا ينتقلون إلا رغبة في المادة إلا فيما ندر ولأسباب خاصة وتعلق اللاعبون الأجانب يأتي بعد التجربة ويشترط أن تكون هناك بيئة صحية جاذبة وحتى اختصر القول هناك نموذج محاكاة للجذب والانتماء فمحترفوه يحضرون لاعبين ويغادرون عشاقاً وعند عموري والسوبر إدواردو الخبر اليقين.

الهاء الرابعة
ما مرّ ذِكرُكَ إلا وابتسمتُ لهُ
كأنكَ العيد والباقون أيّامُ
أو حَامَ طيفُكَ إلا طِرتُ أتبعُهُ
أنتَ الحقيقةُ والجلّاسُ أوهامُ