|


عدنان جستنية
القاضي في "الكونجرس" العالمي
2018-09-20
ـ خالد قاضي الأخ والزميل والصديق العزيز والصحفي الكبير بقلبه الكبير وسخاء عطائه الذي يومًا ما ودع الصحافة تقديراً لسنه وخبرته ومشواره الطويل في مهنة المتاعب؛ فكان التقاعد لـ”القاضي” هو الحكم النهائي الذي اتخذه، وكانت جريدة الرياضية هي المحطة الأخيرة له في بلاط صاحبة الجلالة، كصحفي مسؤول يمارس عمله القيادي من مكتب الجريدة بجدة، وأيضًا يركض وراء الخبر وكأنه صحفي مبتدئ.
ـ خالد قاضي “المشاكس” بخفة دمه وروح مرحة جعلت للبرامج الرياضية نكهة خاصة من “المتعة” التي كان يحرص المشاهد على متابعته “ليستمع ويستمتع بـ”قفشاته” بما فيها من “خفة ظل” متعمدة؛ رغبة منه فيعمل “بلنس” حسب تعبيره ويعني “توازن” بين الطرح الجاد والطرح الذي يمنح المتلقي راحة ليتنفس قليلاً بعيداً عن هموم الكرة و”منغصات” لجان وقرارات يصفها بـ”حارة كل من أيده اله”.
ـ خالد قاضي يظن من لا يعرفه أنه يتصنع الموقف في حواراته مع زملائه، والحقيقة أنه إنسان وصحفي “ذكي جدًّا” يتجنب الدخول في صدامات عنيفة بعفوية النكتة السريعة المستوحاة من رأسه في لحظة تجلٍّ ضربت دماغه بدون “استئذان”؛ ليتفوه بها ولا ترى في ملامح وجهه أي ضحكة أو ابتسامة، بينما هو بينه وبين نفسه يضحك من أعماقه والسعادة ترفرف على قلبه الأبيض.
ـ خالد قاضي الذي “ودعنا” يوم الأحد الماضي حظي بتكريم خاص لم يسبق لصحفي سعودي أن ناله، هذا التكريم له عدة أوجه وأبواب، كان أبرزها تفاعل كل محبيه في وداع حزين شهدته صفحات التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها “تويتر”، وكذلك البرامج والصحف الرياضية، أما اللفتة “الحانية” الكبيرة من رجل الرياضة الأول تركي آل الشيخ حينما أصدر توجيهاته بأن دخل مباراة الأهلي والحزم يخصص للفقيد الغالي، ومتبرعاً بـ”نص” مليون ريال لأسرته.
ـ خالد قاضي جاءت الصدفة لتلعب دورها في اجتماع يخص الكونجرس للاتحاد الدولي للصحافة الرياضية، تم تحديد موعده قبل وفاته ليكون هذا الاجتماع في ضيافة المملكة العربية وفِي حضن جدة المدينة التي يعشقها، لتأتي لمسة “الوفاء” في أهم تجمع إعلامي صحفي “عالمي” ليكرم في حضور يضم كبار الشخصيات الإعلامية وفِي مقدمتهم رئيس الاتحاد الدولي للصحافة ومجموعة من رؤساء وأعضاء بلغ عددهم 75 عضوًا بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم، في بادرة فريدة أقدم عليها حبيب الإعلاميين د. رجاءالله السلمي وكيل رئيس هيئة الرياضة ورئيس الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي، إذ سيرى المشاهد الكريم قيمة ومعاني هذه اللمسة ومبادرة “تكريم” عالمي يستحقه أبو قلب نظيف ـ رحمه الله ـ وأسكنه فسيح جناته.